عزيزي العربي

عزيزي العربي

رسالة الشهر
ثقافة الهزيمة

.. رئيس التحرير

صدر عدد مايو 1996 في ذكرى النكبة العربية 15 مايو 1948 والتي ما زال يعزي فيها كل عربي نفسه فيما أصاب الأمة من خيبة الأمل وضياع الرجاء طوال ما يقرب من نصف قرن، مع تردي الواقع العربي من سيئ إلى أسوأ.

وبرغم كوني من مواليد ما بعد نكبة 1948 فما زلت أعرف شخصيا بعض أصدقاء يواظبون على إرسال خطابات العزاء والرثاء للرؤساء والزعماء العرب كل عام في هذه المناسبة كمحاولة نحو الارتقاء لمستوى المسئولية في المواجهة والصمود والتصدي، لكن الخرق اتسع على الراتق فأصبحت النكبة نكسة كبرى أسفرت عن احتلال أراض وأجزاء من أربع دول مجاورة في 1967، بحيث انتقلت خياراتنا بين الهزيمة والمقاومة إلى ما بين الهزيمة والتسوية الجارية والمسماة "عملية السلام في الشرق الأوسط".

ومع ازدياد الإحساس بالعجز عن الانتصار العسكري أو الحضاري انتشرت ثقافة الهزيمة واتسعت، فإسرائيل اليوم هي أستاذ الحضارة التي تعلمنا نحن العرب المتخلفين كيف يعبرون إلى سماوات التقدم والتحرر والديمقراطية! وإسرائيل وحدها لديها الحقيقة والتاريخ والوعد الإلهي!

فهل مثل هذه الذكرى بجرائرها وآثارها الفادحة مما يصح أو يجوز أن ينساه عربي واحد.

محمد ماهر شريف
المنصورة - مصر

.. ونقول

جميل أن نتذكر مآسينا، بحثا عن عبر نستخلصها، لكن الأجمل دائما ألا نتوقف طويلا، لنلطم الخدود باحثين عما يزيد الأسى، حسرة وتباكيا وندبا للحظوظ.

معظم شعوب الدنيا، تعرضت لنكسات، وبعضها هزم بشكل صاعق وربما "مذل" لكنها عرفت كيف تتجاوز حدود المحنة، وتنطلق إلى أفق النهوض والشموخ الوطني.

لذلك فإن انتظارنا عند "محطة" الهزيمة، لن يساهم في الوصول إلى انطلاقة نبتغيها، أو حلم نرتجي تحقيقه.

تذكر المآسي يجب أن يترافق مع بحث شامل ودءوب عن القدرات الكامنة في هذا الوطن، تلك التي صنعت التاريخ قديما، سعيا إلى إعادة اكتشافها وإطلاقها.

ولو كان صاحب المأساة سيظل واقفا عند محنته، لما تحولت "ألمانيا" و"اليابان" حاليا إلى دولتين عملاقتين.

اللاسلم واللاحرب .. ثقافيا

.. رئيس التحرير

في عدد أبريل 1996 تناول الدكتور محمد الرميحي موضوع التطبيع "باللاسلم واللاحرب ثقافيا مع إسرائيل" وأود أن أعقب على هذا المقال المتميز بتأكيد أن هناك فرقا بين بني إسرائيل واليهود والصهيونية. فبنو إسرائيل آمنوا بالله وحده واتبعوا رسالة الحق ولم يفسدوا في الأرض، أما اليهود فظلموا وأفسدوا وكونوا من الصهيونية تعاليم ممزوجة بالدماء . فاستولوا على أراضينا العربية بالقوة ولا يزالون، وما عناقيدهم الدموية التي تصب يوميا على جنوب لبنان إلا قليل من كثير في جعبة هؤلاء، وأرى هنا أن التطبيع مع هذا الفيروس المزروع في أجسادنا، وأراضينا ونحن في حالة من الانبطاح لا مجال للحديث عنه الآن لاعتبارات عدة.

ومن المنطقي أن نعمل كل ما في وسعنا لإعداد العدة وأعدوا لهم ما استطعتم فالاستراتيجية الاقتصادية / الثقافية / والعسكرية تستلزم ذلك، والملاحظ أنه بعد السلام المتوصل إليه مع الرسميين لا الشعوب، هرولت بعض الأنظمة إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني غير مبالية بتطلعات ومواقف شعوبها الرافضة في غالبيتها، إن لم نقل كلها، لمثل هذا السلام "التطبيع". وإذا ما حاولنا الإجابة من خلال البحث عن أسباب الرفض نجد أن الاعتبارات والحجج قوية جدا، ومن حق الفرد العربي ألا يوقع على صك أبيض لعدو مستدمر، دخل بقوة الحديد والنار، فاستولى على أراضينا، وخيراتنا، وأعراضنا . ومن الواجب أن يشاور الحكام العرب شعوبهم كما تفعل الأنظمة المتقدمة التي تؤمن بالحرية والديمقراطية.

خنوس أبويوسف
صحفي من الجزائر

وقف التطبيع الشعبي

.. رئيس التحرير

أوجه هذه الرسالة إلى القراء العرب عبر مجلتكم الغراء مؤكدا أن لنا الكثير من الحقوق التي يجب علينا استردادها من إسرائيل وعلى رأسها الأراضي المحتلة عام 1967، وبالتالي أدعو المثقف العربي في كل أنحاء الوطن العربي للتضامن من أجل منع إسرائيل من قطف ثمار السلام قبل أن يحدث هذا السلام أي قبل أن تسترد الأرض المحتلة عام 1967 فأي تطبيع ثقافي أو اقتصادي في الوقت الحالي سيزيد الإسرائيليين تعنتا وتصلبا، لذلك أدعو إلى تشديد المقاطعة الثقافية العربية لإسرائيل، والاقتصادية أيضا، حتى تسترد جميع الحقوق العربية، وكل من يدعو إلى التطبيع الثقافي أو الاقتصادي في الوقت الراهن كأنه يدعو المفاوض الإسرائيلي إلى زيادة التصلب تجاه الحقوق العربية، لأن المبدأ هو الأرض مقابل السلام، وإعطاء إسرائيل السلام دون أن تعطينا الأرض يعني التفريط بالحقوق، وإذا كان السياسيون العرب لهم نظرتهم الخاصة للأمور والتي لا أريد أن أخوض فيها لأسباب معروفة .. فلا أرى دافعا لأي عربي للقيام بأي مبادرة تطبيعية حاليا مع إسرائيل، وأرجو أن نقضي على آخر الحصون التي ندافع بها عن حقوقنا وهي ورقة التطبيع بمختلف أنواعه، فكفانا تمزيقا لأشلاء الجسد العربي.

محمد عبدالغفار الرفاعي
دمشق - سوريا

كسب رهان الصورة

.. رئيس التحرير

تحت عنوان "السينما العربية بين افتقاد المعالجة وضياع الشخصية"، كتب عيسى شريط في عدد مايو 1996 من العربي عن الأسباب التي جعلت السينما العربية تشبه حالة الغريق الذي غمرته المياه من كل جانب، مشيرا إلى أن الأفلام التي بقيت تطفو على الساحة يتسم واقعها بالضعف والهزال فهي سينما مليئة بالرعب والقتل والإثارة والإجرام . ومن خلال مراقبة تطور حركة العروض السينمائية نلاحظ أن نوعية الأفلام المعروضة هي على شكل موجات متتالية وقد انتشرت منذ سنوات موجة أفلام "الكاراتيه" وأفلام الكوميديا الهابطة والفارغة من كل محتوى إلا التهريج. وفي اعتقادي أن السبب الوحيد الذي جعل السينما العربية تفقد كل مقومات النجاح برغم أن لدينا فنانين مبدعين لهم طاقة كبيرة في العمل يكمن في أن ظروف الإنتاج والإخراج في أي بلد عربي مضنية وعسيرة لأن انعدام الحريات والديمقراطية مع صعوبات التمويل وأحيانا استحالتها جعلت المخرجين العرب يلجئون إلى تصوير وتمويل أفلامهم من خارج بلدانهم حتى جاءت هذه الأفلام في مضامينها لا تسعى إلى تحقيق هدف محدد باستثناء السعي خلف إثارة العواطف والمنفعة الشخصية والربح المادي.

ولكي نكسب رهان الصورة يجب علينا أن نترك المخرجين والكتاب السينمائيين يمارسون فنهم بكل حرية واستقلالية مع دعمهم ماديا من جانب بلدانهم وهذا حسب اعتقادي ما سوف يجعل السينما العربية تكتسب شخصيتها.

حبيب جميل الحلفاوي
الروضة - بوزلفة - الجمهورية التونسية

الإسلام دين العقل

.. رئيس التحرير

لقد سعدت كثيرا بعدد مايو 1996 م من مجلة "العربي" وما جاء فيه من مواضيع مهمة ورائعة وأعجبني منها "وجهاً لوجه" حيث كان اللقاء ممتعا مع الدكتور نصر حامد أبو زيد صاحب المؤلفات العقلانية الواقعية التي تدعو إلى إخراج العقل العربي والإسلامي من قمقم الظلام والتقوقع والتستر وراء الماضي هروبا من حضارة العصر والعلم، وذلك بطريقة خاطئة يرفضها الإسلام نفسه فالإسلام دين إنسانية وحضارة وانفتاح وحوار مع جميع الأديان السماوية وينهى عن التطرف والجمود.

كذلك أشار الدكتور إلى قضية استخدام البعض للدين الاستخدام السيئ والانحراف به عن المقصود والسعي وراء المصالح الدنيوية تحت ستار الدين. واستغلال عدم فهم العامة والتلاعب بعواطفهم ولا أدل على ذلك من الحملة التي تعرض لها الدكتور "نصر" بما لا يتلاءم مع سماحة الإسلام ودعوته للحوار ونبذه التعصب، وتعرض كذلك لدعوته إلى إعمال الحس النقدي وتحسس البعض منه، هذا البعض يريد مسلما على مقاسه لا يفكر ولا يسأل ولا يثير حوارا بل مسلما مستسلما يسمع ويسمع ويحرك رأسه دون أن يعي ويفهم ماذا يدور وماذا يراد منه وفي أي عصر أصبحنا فهذه القلة المتحجرة التي ترفض العقل والفكر والعلم والمنطق ليست حجة على الإسلام بل الإسلام حجة عليهم.

علي أحمد المحنش
صنعاء - اليمن

العربي الصغير

.. رئيس التحرير

كم كان شعوري بالبهجة عظيما عندما قرأت إعلانا في مجلة "العربي"، يزف إلينا نبأ عودة مجلة "العربي الصغير"، للصدور بعد طول انتظار.

فخلال فترة الانقطاع، لم أستطع أن أجد مجلة أخرى تملأ الفراغ الذي خلفته مجلة "العربي الصغير"، هذه المجلة التي كانت تزودنا بشتى أنواع العلوم والآداب والتسلية.

فتحيتي لكم مرة أخرى وإلى مزيد من التقدم

حسين عبدالكريم عثمان
دمشق - سوريا

مجمع اللغة العربية

.. رئيس التحرير

سعدت كثيرا بالاستطلاع المنشور في العدد مايو 1996 عن مجمع اللغة العربية في مصر الشقيقة، فقد عرض لنا - بإيجاز - معلومات قيمة عن تاريخ المجمع وإنجازاته، وبعض أعلامه الخالدين.

ولا يفوتني أن أشيد بمقال الدكتور حامد طاهر، وأحمد له وفاءه لأستاذنا الراحل إبراهيم بيومي مدكور تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، وأهيب بزملاء الفقيد الكبير وتلاميذه وأقربائه أن يكتبوا لنا ترجمة وافية عن حياته الخاصة والعامة . وفقكم الله وإلى مزيد من الاستطلاعات عن مجامع اللغة العربية في دول شقيقة أخرى.

حسن مهدي الجيزاني
جدة - المملكة العربية السعودية

أحمد بهاء الدين في ذمة الله

بينما هذا العدد ماثل للطبع جاءنا نبأ وفاة الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين في منزله بمصر بعد سبع سنوات من مكابدة المرض. ولقد وقع علينا هذا النبأ في مجلة "العربي" وقعا خاصا شديد الحزن، فإضافة إلى القيمة الرفيعة التي جسدها الفقيد في عالم الثقافة والصحافة العربية، والنبل الخلقي الذي امتاز به إنسانيا ومهنيا، فإنه شغل موقع رئيس تحرير "العربي" لمدة سبع سنوات من (1976 إلى 1982) . لهذا تنعيه أسرة تحرير "العربي) كواحد من كبارها، وتعد عنه ملفا للنشر في أحد أعدادها القادمة.

تغمد الله المغفور له "أحمد بهاء الدين" برحمته الواسعة، وأدخله فسيح جناته، ولأسرته وأسرة تحرير "العربي" والحركة الثقافية العربية خالص العزاء.

وتريات

من بعد رؤيتها سئمت رؤاها

ضحكت فأعجبني رنين صداها

وبكت فهمت بدمعها أهواها

هي زهرة القلب المحب يحبها

حبا مع الأيام زاد سناها

هي درة ما في البرية مثلها

من ذا يشابه حسنها وبهاها

هي ومضة يا ليت قلبي ضمها

حتى يرى قلبي الحزين ضياها

حلم رأيت وليت قلبي قد رأى

ما قد رأيت لهاله مرآها

عجب رأيت وليت عيني ما رأت

يا ليتها ما أطرقت عيناها

يا ليتها ما ناظرتني لحظة

يا ليتها ما عممت بلواها

قلبي الحزين أما كفاك بأنني

من بعد رؤيتها سئمت رؤاها

من بعد ما عشق الفؤاد جمالها

وبكى وأسبل دمعه ليراها

أضحى يخاف من الخيال لطيفها

ويقول ياليت الخيال سلاها

حفيظ بن عجب آل حفيظ الدوسري
الخرج - السعودية

 



أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




أحمد بهاء الدين في ذمة الله





نصر حامد أبوزيد