من شهر إلى شهر

من شهر إلى شهر

لمحات من جديد العالم

علوم حياة
الحبار .. ثلاثة قلوب وعمر قصير!

الحبار حيوان بحري، وعداء من طراز فريد، وإن شئت الدقة، فهو لا يبارى في المسافات القصيرة، حيث يسحب الماء إلى تجويف الجسم، ثم يطرده من فتحة قمعية خلفية، فتتولد قوة الدفع، مع القدرة على تغيير الاتجاه لحظيا، طلبا للنجاة من مطارد، أو سعيا وراء طريدة.

ويشبه علماء البيولوجيا البحرية الأسماك عامة بعدائي المسافات الطويلة الذين يعتمدون على تنظيم السرعة على طول مجرى السباق، أما الحبار فهو بطل سباق قفز الموانع القادر على تحقيق عجلة متسارعة عدة مرات خلال مسافة السباق، وعقب كل حاجز يتخطاه. إن الحبار يتميز عن السمكة في قدرته على إنجاز انطلاقة البداية المتكررة بقوة، فهو مهيأ للسيطرة على آلية سحب وطرد الماء من خلال جسمه، أما السمكة فإن الماء يحيط بها ولا يتخللها، وهي تبذل جهدا لتشق الماء. وليس معنى ذلك أن الحبار لا يبذل جهدا، فهو مجهز فسيولوجيا لإنتاج كمية ضخمة من الطاقة تجعله يحتل مكانا بارزا بين أقوى المخلوقات البحرية، وتجعله أيضا - يا للمفارقة - لا يعمر طويلا، فمعظم أنواع الحبارات يموت قبل أن يبلغ من العمر سنة ونصف السنة، بل إن بعضها لا يعيش أكثر من ستة أشهر!. وحتى وهو ساكن - وهي حالة نادرة - فإنه يحرق كمية كبيرة من الغذاء لمجرد أن يجلب تيارا من الماء المتجدد ويمرره خلال صفائح الخياشيم، ليستخلص منه الأكسجين .. أي ليتم التنفس. إن الأسماك لا تفعل أكثر من أن تفتح الفم أثناء سيرها، ليدخل منه تيار الماء في سهولة ويسر، ليمر فوق صفائح الخياشيم، ويخرج من تحت الغطاءين الخيشوميين، أما الحبار، فكأنه إنسان يتنفس وصدره مضغوط تحت ثقل هائل!

إن استهلاك الحبار للأكسجين يفوق استهلاك غيره من الحيوانات البحرية التي تعايشه عند نفس درجة الحرارة، وعلى الرغم من ذلك، فقد لوحظ أن الخياشيم لا تنقل كمية كبيرة من الأكسجين إلى الدم، أن المادة الناقلة للأكسجين في الدم، وهي (الهيموسيانين)، ذات لزوجة منخفضة، يسهل ضخها إلى كل أجزاء الجسم. وبالإضافة إلى هذه الميزة، فإن للحبار قدرة على ضخ الدم تفوق قدرة الأسماك ثماني مرات، كما أن له ثلاثة قلوب تدفع الدم المحمل بالأكسجين إلى عضلات تجويف الجسم، وهذه بدورها تنقبض لتعيده إلى القلوب، بعد انتزاع الغذاء والأكسجين منه!

مناخ
الجفاف يزحف

المعروف عن الكوارث الطبيعية أنها - في معظمها - تنزل بضرباتها بقسوة وسرعة، إلا الجفاف، فهو شر يتسلل في وداعة، ولا يصحبه ضجيج أو مظاهر مخيفة تنذر بالخطر، بل على العكس، يبدو الأفق ممتدا صافيا والسماء زرقاء لا تعكرها السحب. ولا تتكشف مظاهر الخطورة إلا ببطء شديد، فيصعب رصد ذلك الشبح المتسلل إلى الزرع والضرع. لقد سجل الروائي الأمريكي الشهير (جون شتاينبك) ذلك في روايته (عناقيد الغضب) التي تدور حول موجة القحط التي صاحبت حالة الكساد الاقتصادي في أمريكا عام 1939، وها هي موجة قحط جديدة تضرب - في مفتتح هذا العام 1996 - سبع ولايات أمريكية هي: أريزونا - نيومكسيكو - أوتاه - كولورادو - تكساس - أوكلاهوما - كانساس، ويصفها الخبراء بأنها واحدة من أسوأ دورات الجفاف التي مرت بالولايات المتحدة الأمريكية.

لقد بدأت الخسائر تتوالى، فأدت الحرارة الشديدة إلى بداية مبكرة لموسم اندلاع نيران الغابات، فخسرت ولاية نيومكسيكو 32 ألف هكتار من غاباتها، وتعدت خسائر غابات أريزونا 35 ألف هكتار، وكانت الخسائر أقل في غابات ولاية كولورادو.

وقد أضير المزارعون ومربو الأبقار والأغنام ضررا شديدا. وعلى سبيل المثال، كان إنتاج ولاية كانساس من القمح في الظروف العادية يتراوح بين 420 و360 مليون عود قمح، وأنزلته موجة الجفاف إلى أقل من 150 مليون عود قمح. أما زراع القطن في ولاية تكساس، فقد خسروا 50% من محصولهم السنوي المعتاد. وأدى الجفاف إلى (تقزيم) عيدان الذرة، إذ كان المفروض أن يصل طول العود في بداية شهر يونيو من هذا العام إلى 2.4 متر، فلم يزد النمو على 1.2 متر، ولذلك دلالته الخطيرة، فالنباتات القزمة تنتج ثمارا ترتفع فيها نسبة بعض المواد الكيماوية الضارة، مما يجعلها سامة. وهكذا، فبالإضافة إلى تدهور إنتاجية هذا المحصول المهم، يؤدي الجفاف أيضا إلى التخلص من نسبة كبيرة من المحصول لعدم صلاحيتها للاستهلاك.

ويمتد تأثير موجة الجفاف إلى إحداث اضطراب في سوق العمالة، إذ تبلغ نسبة العاملين في مجالات متصلة بالزراعة 1 إلى 5 من تعداد القوى العاملة في بعض الولايات التي نكبت بالجفاف هذا العام. كما بدأت آثار الجفاف تسري في حركة السوق اليومية، فأخذت أسعار اللحوم في الارتفاع بسبب انخفاض كمية المعروض منها في الأسواق، كما ارتفعت أسعار بعض السلع المصنعة من المحاصيل الزراعية، مثل الخبز وكثير من المأكولات النشوية التي يقبل عليها الأمريكيون.

المالديف .. صراع دائم مع المحيط

تقع جزر المالديف (1200 جزيرة) في المحيط الهندي، وهي تدين للمحيط بوجودها، كما أنه - هو نفسه - مصدر خطر دائم يهدد ذلك الوجود!. ففي عام 1987 - أقرب مثال - ابتلعت موجة عملاقة ثلثي مساحة العاصمة (ماليه). ولا يحتاج الأمر إلى أمواج عملاقة، فالأمواج العادية تهدد هذه الجزر التي لا يزيد ارتفاع أرضها عن منسوب سطح البحر على مترين .. لذلك، فإن السكان (220 ألف مواطن) في حالة استنفار دائم لحماية جزرهم من الذوبان في المحيط.

ومن جهة أخرى، تعاني العاصمة (ماليه) من الكثافة السكانية العالية، حيث يحتشد 60 ألف مواطن في المدينة الجزيرة التي لا تزيد مساحتها على 1.6 كم2، ومن ثم كان الاتجاه إلى تنمية الجزر المجاورة لتكون امتدادا للمدينة المزدحمة. ومن هذه الجزر (فيلينجيلي)، وهي على مبعدة 10 دقائق بالقارب الآلي، من العاصمة.

وتبلغ مساحة الجزيرة 25 هكتارا، وكانت - فيما مضى - سجنا، ثم استأجرتها شركة سياحة وحولتها إلى منتجع، من خلال سياسة الحكومة لتنشيط السياحة في الجزر. ومع انتهاء عقد الإيجار، رأت الحكومة أن تبدأ في إعداد الجزيرة لتخفيف ضغط ازدحام العاصمة. ويشارك في برامج الإعداد برنامج الأمم المتحدة للتنمية وبعض الهيئات العالمية. والمنتظر أن تستقبل الجزيرة قريبا نصف عدد سكان العاصمة، والمشكلة التي تعطل عمليات التوطين في الجزيرة / الضاحية الجديدة هي القصور في مياه الشرب، فالمتوافر منها - ومصدره آبار المياه الجوفية ومياه الأمطار - لا يكاد يكفي استهلاك 9 آلاف مواطن لمدة شهرين.. ويعقد المسئولون آمالا كبيرة على تقنيات تدوير مياه الصرف، لحل هذه المشكلة.

ولا تزال جزيرة فيلينجيلي محتفظة بحالتها الطبيعية كجزيرة مرجانية ذات بيئة نظيفة، لذلك، فإن خطط توطين بعض سكان العاصمة المالديفية فيها تتضمن إقامة نطاق من الحماية البيئية للجزيرة التي تشتهر بأنها موطن لنخيل الجوز.

أما بخصوص تهديد البحر، فإن المالديفيين لا يكفون عن بناء الحوائط العالية من الكتل الخرسانية، وهم يقيمون في أشهر ميادين عاصمتهم قاعدة لنصب تذكاري، لا يعلوه تمثال لأحد زعمائهم أو أبطالهم، ولكن لوحدة خرسانية ذات أربعة أرجل أو بروزات (Tetrapod).. إنها النموذج الذي أثبت قدرة أكبر على كبح وتشتيت أمواج المحيط الهندي .. لقد وجدوا أنه هو الرمز الأولى بالتكريم، ومن جهة أخرى، فإنه يطل عليهم في كل وقت، ويذكرهم بألا يأمنوا جانب المحيط!

مؤتمر
إنه عصر المدن الكبرى!

(قمة) جديدة شهدت مدينة اسطنبول التركية وقائعها في بداية شهر يونيو الماضي، هي (قمة المدن)، حيث تجمع ما يقرب من 40 ألف خبير من كل أنحاء العالم لدراسة أحوال مدن الأرض. ومن فوائد مثل هذه المؤتمرات أنها تضع أمامنا إحصاءات دقيقة، منها أن ثمة 12 مدينة متضخمة في العالم، هي: لوس أنجلوس، نيويورك، مكسيكو سيتي، ساوباولو، بيونس أيريس، بومباي، كالكتا، بكين، شنغهاي، أوساكا، طوكيو، سيول، وهي مدن تضج بسكانها الذين يزيد عددهم على 10 ملايين لكل مدينة.

وتتوقع النماذج الرياضية أن يتضاعف عدد السكان في كل من هذه المدن مع بداية القرن القادم، ليصل إلى 25 مليون نسمة، وهذا يعني أنه، لأول مرة في تاريخ البشرية، يزيد عدد سكان المدن على سكان الريف، وإن كانت بعض التقديرات ترى أن ذلك متحقق الآن فعلا، حيث يعيش في المدن 55% من سكان الأرض.

وتحاول بعض النظم السياسية الشمولية أن تعالج مسألة الهجرة إلى مراكز التجمع السكاني الضخمة (المدن الكبيرة) بالقوانين الصارمة التي تلزم المواطنين بالعيش في قراهم ومدنهم الصغيرة، وتجرم الهجرة منها، كما يحدث في إندونيسيا، أو تحاول طرد الملايين من سكان المدن الكبيرة وإعادتهم إلى الريف بالقوة الجبرية، كما يحدث في كوبا والصين.

وقد رأى خبراء (قمة المدن) عدم جدوى سياسة وقف تدفق السكان في الاتجاه من الريف إلى المدن الكبرى، فالأجدى أن نبحث كيف نجعل هذه المدن تتجمل وتتزايد قدراتها على تحمل هذه الأعداد المتزايدة من السكان وتوفر لهم سبل العيش الميسرة، فالمستقبل للمدن، والإقبال عليها نتيجة طبيعية للتطور المطرد في مختلف أوجه الحياة الحديثة.

ووجدنا في المؤتمر من يدعو إلى التخلي عن الفكرة الرومانتيكية القديمة عن كراهية المدينة الكبيرة وجاذبية الهدوء والطبيعة الخلابة في المناطق الريفية، فكل الاهتمامات تصب في المدن الكبرى، وبعد أن كانت الاستثمارات العالمية تتجه إلى المشروعات الريفية الزراعية، حدث تغير في التوجهات الاستثمارية لبعض المؤسسات المالية العالمية، مثل البنك الدولي، فأصبحت المدن الكبرى تجتذب الأموال والمشروعات، بصفتها قلب النشاط الاقتصادي الوطني، بل إن بعض هذه المدن تنمو شخصيتها ككيان اقتصادي يتخطى الحدود القومية. وأصدرت الأمم المتحدة، راعية المؤتمر، بيانا تنحاز فيه للمدن الكبيرة، ويقول إنها هي الأكثر قدرة على تلبية احتياجات الناس والتخفيف من حدة الفقر، وفيها يمكن تنفيذ السياسات السكانية التي تنظم النمو السكاني العالمي.

طفولة
برج الدمى

أحدث لعبة يتداولها أطفال أمريكا وأوربا الآن هي (مركب الدمى - 2000)، وهي جزء من برنامج ألعاب اسمه (التعليم المبدع)، معد خصيصا لتهيئة الأطفال للدخول إلى الحياة في القرن القادم.

واللعبة عبارة عن برج سكني مستقبلي، يتنافس الأطفال في وضع تصميمات داخلية مختلفة له، ليناسب معيشة (الأسرة). وفي البرج نظام للاتصالات المتنائية يتيح للأم والأب، وهما دميتان، ممارسة مهام وظيفتيهما من المنزل، وهذا ملمح من صورة الحياة الأسرية والعملية في مطلع القرن القادم. وعلى الطفل (اللاعب) أن يرتب لأسرته من الدمى شئون حياتها، فهي تمتلك (حديقة مائية) عند سطح البرج، يمكن للأسرة أن تزرع بها ما تحتاج إليه من خضراوات وأزهار، ولا تحتاج الزراعة في تلك الحديقة إلى (تربة)، كما يحدث في الزراعة التقليدية، ولكن تنمو النباتات وتثمر في أوعية محدودة الحجم مملوءة بالماء. وهذا توجه مستقبلي آخر يعايشه الطفل الآن، حتى يقابله واقعا حياتيا.

ويستجيب تصميم برج الدمى - كمسكن مستقبلي - للأفكار الإنشائية التي تنحاز إلى الاتجاه إلى سكنى البحر في القرن القادم، كوسيلة للتغلب على مشكلة ارتفاع أثمان الأراضي الصالحة للبناء، فهو مقام داخل البحر، ويحتفظ بجزء منه تحت سطح الماء في صورة حجرة زجاجية تسمح جدرانها الشفافة بمراقبة البيئة البحرية، كما يمكن إنشاء حاجز حول قاعدة البرج، لتنشأ بركة خاصة تعيش فيها دلافين الأسرة!

إنها لعبة يختلط فيها الواقع بالخيال المحتمل، وتنمي مهارات الطفل في تعامله مع النظام الإلكتروني للاتصالات، ومع عمارة المستقبل.. ثم إنها - قبل كل شيء - تحقق القيمة التربوية العامة وهي ضرورة اللعب لتنمية مدارك الصغار.

إعلام
إمبراطورية موردوخ الإعلامية

روبرت موردوخ، مواطن أسترالي، ترك موطنه في عام 1963، ربما بدافع من إحساسه بأن دوره في وطنه لا يجسد أحلامه، فانطلق يبني إمبراطورية مترامية الأطراف، متعددة المراكز الإشعاعية، يغطي تأثيرها كل أرجاء المعمورة. وأصبح موردوخ واحدا من عدد محدود جدا من الرجال يملكون وسائل تشكيل الصورة التي (نرى) من خلالها العالم.. إنها إمبراطورية موردوخ الإعلامية التي يمكن رسم خريطتها الزمنية والجغرافية كما يلي:

- في عام 1953، كانت البداية في أستراليا، حيث ورث عن أبيه صحيفة (أخبار أديلاد) اليومية، ولم يعمل بها طويلا، فقد كانت مجرد بداية لا تتسع لطموحاته.

- في عام 1963، كانت أولى محطاته في الانتشار العالمي، إذ توقف في هونج كونج واستثمر أمواله في مجموعة من المجلات.

- في عام 1969، كانت أولى قفزاته في أوربا، فاشترى الصحيفتين الإنجليزيتين (صن)، و(نيوز وورلد).

- في عام 1973، وطأت قدماه أمريكا، فبدأ بشراء سلسلة من الصحف والمجلات على مدى أعوام قليلة، منها مجلة (دليل التلفاز)، ومجلة (اللواء) الأسبوعية، وهي مجلة سياسية محافظة وصحيفة (بريد نيويورك).

- وفي عام 1981، دخل مجال البث التلفازي عبر الأقمار الصناعية، وكان ذلك بالاشتراك مع التلفاز الإنجليزي، ثم اشترى مجموعة الخدمات التلفازية الإنجليزية المعروفة باسم (سكاي برودكاستينج).. وأخيرا، أنشأ في إنجلترا شركة لإنتاج الأقراص المدمجة.

- وكانت سنة 1985، علامة مهمة في مسيرة موردوخ الإعلامية، حيث اشترى شركة الشرائط السينمائية الشهيرة (فوكس للقرن العشرين). وفي نفس السنة، أنشأ شركة (فوكس برود كاستينج)، وأضاف بعد ذلك، شركتين للبث الخاص للمشتركين، الأولى للمعلومات والثانية للشرائط السينمائية.

- وفي عام 1993، رأى أن يؤكد نفوذه الإعلامي في منطقة المحيط الهادي، فاشترى محطة تلفاز (ستار) في هونج كونج، وهي محطة متصلة بالأقمار الصناعية. وفي نفس السنة، دخل شريكا في شركة (دلفي) للخدمات المعلوماتية.

- وفي عام 1995، جاء الدور على أمريكا اللاتينية ليهتم بها الإمبراطور موردوخ، فاشترك في ثلاث شركات لخدمات البث التلفازي عبر الأقمار الصناعية في كل من المكسيك والبرازيل، ثم أنشأ (قناة فوكس) التلفازية الخاصة لبرامج المنوعات، وتغطي 18 دولة لاتينية طول اليوم.

- وفي عام 1996، أعلن عن قرب تشغيل محطة بث تلفازي للأخبار العالمية لمدة 24 ساعة في اليوم، منافسا للمحطة الشهيرة (سي إن إن).

وبالإضافة إلى ذلك كله، لم ينس موردوخ مجال النشر، فأنشأ دار نشر شهيرة هي (هاربر كولينز).

هذه هي قائمة ممتلكات موردوخ - إمبراطور الإعلام العالمي - الرجل الذي بدأ في موطنه بصحيفة محلية محدودة القيمة والانتشار، وهو يمتلك الآن مائة صحيفة ومجلة أسترالية، ونصف كل ما يطبع وينشر في قارة أستراليا!

مستقبليات
هل رأيت المدن المريخية؟!

يحتاج هذا السؤال، في العنوان، ربما إلى زمن يزيد على عشرة آلاف سنة أو أكثر لتجيب عنه بنعم. لكن فريقا من معماريي القرن العشرين - لا ينقصهم الخيال الخصب -يجعلونك بغير حاجة لهذا الانتظار الطويل المستحيل لترى مدينة مستقرة فوق ذلك الكوكب الأحمر. إنهم يستعدون الآن لتنفيذ مشروعهم المسمى بـ (السرادق)، وهو التصميم المعماري الذي اختاروه لمدينة المستقبل المريخية. وهم يكتفون - في الوقت الحالي - بأن يقيموا نموذجا لهذه المدينة، اختاروا له موقعا مؤقتا على سطح الأرض، في مدينة تاكاساكي اليابانية. ويقول المهندسون أصحاب المدينة العجيبة إن لزائر كواكب المريخ، بعد عشرة آلاف سنة، أن يطمئن إلى إقامته هناك، فهو سيهبط - إن شاء الله - إلى مدينة ذات حدائق متغيرة الخضرة، استنبطت نباتاتها في مختبرات الهندسة الوراثية، لتناسب المريخ، وبها ساحة لمصارعة السومو - الرياضة اليابانية التقليدية - حيث يمكنه مشاهدة بعض النزالات بين مجموعة من أشداء المصارعين الروبوتيين!

إن التصميم السرادقي لمدينة المريخ المستقبلية يضم قسمين رئيسيين: الأول هو الساحة الفضائية، وتتكون من طابقين، وتشتمل على مدرج خاص لصعود وهبوط المركبات المريخية، وأماكن للعرض العام، ووسائل اللهو والتسلية والوحدات التعليمية. أما القسم الثاني، فهو قلب المدينة المريخية، ويضم الفنادق والمطاعم وقاعات الاجتماعات المجهزة لمختلف الأغراض.

وبالمدينة / السرادق حديقة للحيوان، ولا تنس أننا نتحدث ونحن ننظر إلى الأمام لمسافة عشرة آلاف سنة، فلا تتوقع - إذن - أقفاصا حديدية تحبس حيوانات حقيقية .. إنها لا تزيد على مختبر خاص متقدم لأبحاث الوراثة، يحتفظ العاملون به بالشفرات الحاملة للصفات الوراثية للكائنات الحية من نباتات وحيوانات، ويخضعونها لبرامج أبحاث الهندسة الوراثية، أملا في التوصل إلى أنواع جديدة من هذه الكائنات، ذات صفات تؤهلها للمعيشة على سطح المريخ.

ولهواة الموسيقى نصيب من اهتمامات مجموعة مهندسي مدينة المريخ، فقد أعدوا لهم حديقة للموسيقى، ولكنها موسيقى مريخية.. موسيقى لا تعزفها آلات ولكن تستمد ذبذباتها من حركة الجسم البشري نفسه، حيث يتم تكبير وتنعيم هذه الذبذبات وفصلها عن غيرها من الذبذبات الغريبة، فلا يسمع رواد تلك الحديقة سوى الموسيقى الخالصة الناتجة من أجسامهم ذاتها!

 



أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




لا يلبث أن ينتهي عمر الحبار القصير وتلفظه الأمواج على رمال الشاطئ





فيلينجيلي .. واحدة من جزر المالديف





ممثل سمو أمير الكويت وزير الأشغال والإسكان حبيب جوهر حيات يلقي كلمة الكويت أمام اجتماع قمة المستوطنات البشرية في تركيا مؤخرا





طفلة ترتب لحفل استقبال في برج الدمى





روبرت موردوخ الامبراطور الإعلامي





منظر خارجي للمدينة المريخية على هيئة سرادق