طرائف عربية

طرائف عربية

كذب المتنبئون وما صدقوا

بطيخة الأيام الثلاثة

جاءوا بمتنبئ كذاب إلى المأمون فقال له: تدعي النبوة يا عدو الله، ومحمد خاتم النبيين والمرسلين؟. قال المدعي: اختبرني. قال المأمون: هل هذا موسم البطيخ؟. أجاب المدعي: لا، هذا فصل الشتاء، والبطيخ محصول الصيف. قال المأمون: أريد بطيخة هذه الساعة. قال النبي الكاذب: إذن يمهلني مولاي ثلاثة أيام. قال المأمون: ما أريدها إلا الساعة. قال: ما أنصفتني يا أمير المؤمنين، إذا كان الله تعالى الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ما يخرجه إلا في ثلاثة أشهر، فما تصبر أنت علي ثلاثة أيام فضحك منه وأطلق سراحه.

***

نفقة النبوة

كان في زمن المهدي رجل ادعى النبوة فأحضروه إلى المهدي فقال له: ما أنت؟ قال: نبي. قال: إلى من بعثت؟ قال: بعثت إلى أهل خراسان. قال: ولم لم تسافر إليهم؟ قال: ما معي نفقة، فضحك منه وأمر له بنفقة بعد أن جلده عقابا وقال: هذا رجل غلبت عليه المرة.

***

رقبة القاضي تأتي بالعفو

ادعى رجل النبوة أيام المأمون وزعم أنه إبراهيم الخليل. فقال له المأمون: إن إبراهيم كانت له معجزات وبراهين. قال الكذاب: وما براهينه؟. قال: أضرمت له نار وألقي فيها فصارت عليه بردا وسلاما، ونحن نوقد لك نارا ونطرحك فيها فإن كانت عليك كما كانت عليه آمنا بك. قال: أريد واحدة أخف من هذه. قال: فبراهين موسى. قال: وما براهينه؟. أجاب المأمون: ألقى عصاه فإذا هي حية تسعى، وضرب بها البحر فانفلق، وأدخل يده في جيبه فأخرجها بيضاء. قال: وهذه علي أصعب من الأولى. قال: فبراهين عيسى. قال: وما هي؟ أجاب المأمون: إحياء الموتى. قال الكذاب: مكانك، في هذه أنا أستطيع. أنا أضرب رقبة القاضي يحيى بن أكثم وأحييه لكم الساعة. ارتج على يحيى، وارتعد بدنه من الخوف وصاح قائلا: أشهد أنني أول من آمن بك وصدق وإنك لنبي كريم، فضحك المأمون حتى استلقى.

***

ذقون المماليك المرد

ادعى رجل النبوة في أيام الرشيد، فلما أحضروه بين يديه صاح في وجهه غاضبا: ما الذي يقال عنك يا عدو الله؟ أجابه رابط الجأش متحديا: إني نبي كريم. هم الرشيد نصف همة وشخط فيه: خسئت، فأي شيء يدل على صدق دعواك. أجاب النبي الكذاب. اسأل عما شئت فأنا فاعله. قال الرشيد: أريد أن تجعل هؤلاء المماليك المرد أصحاب الجمال وقد نبتت لهم لحى. أجاب مدعي النبوة وأشار إلى جمع من المماليك لهم لحى: ولكنني أستطيع أن أجعل أصحاب اللحى هؤلاء من ساعتي هذه بلا لحى ومردا بإذن الله علام الغيوب.

ضحك الرشيد وعفا عنه وأمر له بصلة.

***

علامة للنبي الكاذب

أتي المأمون برجل ادعى النبوة فقال له: ألك علامة؟ قال: علامتي أني أعلم ما في نفسك. قال المأمون: وما في نفسي؟ أجاب: قال في نفسك أني كاذب، قال المأمون: صدقت، ثم أمر به إلى السجن فأقام فيه أياما ثم أخرجه وبعدها قال له المأمون: هل أوحي لك بشيء؟ فأجاب: لا، قال: ولم؟ قال الكذاب: لأن الملائكة لا تدخل الحبوس.

 



أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات