نَبأُ الرَّمـلِ......!

نَبأُ الرَّمـلِ......!
        

(إلى أمي: خديجة)

شعر

بخَدِّكِ ترجِفُ الآهاتُ في لَثغ
فلا تكوني غُرةَ الأوجاع ِ
يا أُميِّ..
تعبتُ منَ التلعثُم ِ في ملامحكِ القريبةِ والبعيدةِ
وهي أولُ غربةٍ
خطَّتْ دمي بالتائهين...!

***

هذا الوشاحُ المخمليُّ بوجهكِ
اعتادَ النوايـا
فاخلعيه...
فكلُّ حزنكِ غارقٌ في كربلاءَ
في ضَيْمِ الهواشمِ
لنْ أَمسَّ نحيبَكِ الجهري
........
........
قد تجذَّرَ ناشِبا طينَ المآسي
وانزلقـنا...
مثلَ صوفيٍّ تأخرَ في اقتفاءِ مصيرهِ
ثم اكتفى بالاعتذار
وما اكتفى بالمرةِ الأولى 
إني ألملمُ كلَّ موال ٍ خفيٍّ
أنادمُهُ اللظى

***

فبأي حُزنٍ إخوتي جاءوا إلى الدنيا
وأميِّ هاهنا تبكي على ترفِ العقائدِ
ثم تأتينا بأرغفةِ الدموع ِ
ولا تخطو على الجمرِ الذي يكتظ
في رهفِ الطفولةِ
وهي ترتقبُ الصلاة
وتنحني للهِ
ولا تبالي بالقيامةِ
فهي تنذر كُلَّها
وتجيء بالقلبِ المعفِّر في هوانا
لكنها
لا تحتكرنا في ضلوع ٍ مقفلة!

***

يابختَ الأغاني
إذا اقترفتْ سماءَ الشوقِ
بالهذيانِ
إذا تصعلكَ:
في عيون الليلِ وجهُكِ يا قمرْ ×××××
مُديِّ إليهم دفءَ صوتكِ
يا «ست الحبايبِ»
لا تؤجلكِ الهمومُ المستبدةُ في مآثرِ «إخوتي»
هُمْ لفتةُ الفردوسِ في وجهِ المرايا
فاسكنيها
يتفيا الوردُ في نبض ِ المواعيدِ
ويسمو بالعناق....!

***

كلما أهربُ من وقتٍ إلى وقتٍ
ألاقي الطفلَ
في شتى العناوين
يلي صمتك لُطـفا
وانتشاءً بالتراتيل التي تغفو على همسِ الليالي
فاغتسلتُ بهدأةِ القنديل
وحيدَ الضوء
حيران التجاعيد
أباري خلجةَ الروح
كأيِّ نبع ٍ قُرمطيٍّ هاهـنا
ضجتْ به الأحساءُ
فارتكبَ الغواياتِ التي سحرتْ عيوني
ثُمَّ أرَّقَها المساءُ ولمْ تُكابرْ

***

«طفلٌ» أتـمَّ شقاوةَ العُمرِ المبعثرِ في جهاتِكِ
واختفى بالوجد
يبلغُ حالةً كالرعدِ
ليس ينامُ:
فالقلق، الجحيمُ بوسعهِ فتحُ المغاليقِ البريئة!

***

لا تعذلي زمني
......
......
حسِّي بِحسِّكِ
إننا رمقُ المشيئةِ
والفناءُ سلالةٌ أخرى
تراوغنا بهلوسةٍ

***

لا تكبري:
ودعي الصباحَ يصبُّ شمسكِ
في عيونِ الظامئين...!
لا تكبري:
فالعمرُ كذبتنـا
وأنتِ خطيئةُ الحظِّ المؤلَّبِ
في رجيم الذاكرين
......
......
حتى يؤانسكِ المدى
حتى يناغي السُّهدُ أسئلةَ الصدى
حتى ألملمَ جرح أيامي بنسيانِ الردى
هاتي شمائلكِ المثيرةِ
وادخلي عبثي سُدى
لا تكبري:
حتى أكونَ حكايةً للأصدقاءِ
متى هربوا
يُجمِّعُهمْ أنينُ الوقتِ فيَّ
كنهرٍ ظامئٍ حالُ الندامى
فاقرئي الماءَ الذي رشَّ المواعيد
بلا حُزنٍ
تمنَّى النهرُ أن يظمأ مثلي
في خضمِّ الأصدقاء!!

***

ويدُ المسافةِ حيَّرتني
.. فاستبدَّ الآخرُ العبثيُّ في روحي
ألا ليتَ الصِّبا شجرٌ
لأغرسَ - حوله - الأطيافَ من عمري !
وأسقي - حُزنَك - الهيمان من عمري!
وأبذلُ - ما استطعتُ - لنشوةِ الأصداءِ في كأس ٍ
تمنى اللحظةَ الحمراءَ من عمري ...!.

 

محمد الفوز