قالَ المُريدُ - وللمريدِ غرائبٌ |
|
أَوَْدتْ بِرَاحَتِهِ، وأذكتْ
نارهْ-: |
(قَلِقًا كأنَّ الرّيحَ تَحْتِي)
أَرْتَقِى |
|
دَرَجَ البهاءِ مُعَانقًا أنوارهْ
(1) |
صار المَدَى قلبُ المريد، فلم
تَعُدْ |
|
حُجُبٌ هُنَالِكَ، والمدى قد
صاره |
الأُفُقُ دَارتُهُ، ومِلْءُ
جَنانِهِ |
|
مِنْ كلّ رَمْزٍ قَلْعَةٌ
ومنارهْ |
لا تسألوه: كيف يَقْرَأُ
لَوْحَهُ |
|
وله البشارةُ مَنْطقٌ
وعبارهْ؟ |
رُوحٌ ترى مالا يُرَى،
وسَرِيرَةٌ |
|
يَجْلُو لِعَيْنَيْهَا الهوى
أسْرَارَهْ |
قالَ المريدُ - وللمريد
لَوَاعِجٌ |
|
قد ألهمتْ وِجْدَانَهْ
أذكارهْ: |
ليس الطريقُ طيالسًا أو شَارَهْ |
|
وَبَيَارِقًا مِلْءَ المدى
سيّارَهْ |
يُغْفَى الأنامُ وللمريد بصيرةٌ |
|
يَقْظَى، وقد أَرْخَى الدُّجَى
أَسْتارَهْ |
عَيْنٌ مُسَهَّدَةٌ، وقلبٌ هائمٌ |
|
سَكْرَانُ صاحٍ لَيْلَهُ
وَنَهَارَهْ |
وطوارقٌ قد زُلْزِلَتْ
زِلزالَهَا |
|
في قلبه، واستهدفتْ
أغوارَهْ |
وهواتفٌ، وبواعثٌ، وطوالعٌ |
|
أَوْرَتْ حَشَاهُ، وأَجَّجَتْ
أسحارَهْ |
قال المريد: فكيف يغفو جَفْنُ
مَنْ |
|
تَخِذَ الجوى في مقلتيه
دارَهْ؟! |