ورحلة البحث عن هوية

العين" الإماراتية.. ورحلة البحث عن هوية

تصوير: طالب الحسيني

العين هي مدينة التاريخ، وهي أكثر الإمارات التي تحمل بصمات ذلك الزمن الغابر، لذا، فإن شاغلها الأكبر هو إعادة ترتيب هذا التاريخ بحثا عن هويتها، وتأكيدا لشخصيتها.

كما تحدق "العين "مرسلة الطرف إلى بعيد، لاستكشاف خبايا الصورة واستلهام الواقع والحقيقة، أرسلت "العين "الإماراتية نظراتها الواعية المدققة، بحثا عن الهوية في التراث الخليجي والتاريخ الشفهي.

وتبدو لنا الصورة أكثر وضوحا ونحن ننتقل من أبوظبي إلى العين، على طريق يمتد حوالي مائة وستين كيلو مترا يتضح خلالها الاهتمام بالماضي العريق مع الحاضر المجيد، كما يمتزج الموروث الشعبي العتيد والإبداع الحضاري الحديث!

قبل أن ننطلق إلى مدينة العين لمتابعة الملتقى الخليجي الأول للتراث والتاريخ الشفهي، الذي ينظمه مركز زايد للتراث والتاريخ، كان لا بد أن نبدأ جولتنا من العاصمة أبوظبي.

ومع ذكر موضوع الملتقى عن الموروث الشعبي نتذكر ما جاء في التراث الشعبي عن أن بدويا في قديم الزمان ظل يعدو خلف ظبي صغير لاصطياده، وأمسك به بعد أن أطلق عليه النار، وانهال على الفريسة بعد شيها فلم يبق منها شيئا حتى نالته التخمة وشعر بعطش شديد لم يستطع احتماله، فسقط ميتا بجوار بقايا الظبي، وهكذا أطلق على هذا المكان الذي سقط فيه اسم "أبوظبي"!

وتلك هي الجزيرة المثلثة التي هرب إليها الظبي ومطارده الذي طالما تعثر وهو يعبر وراءه الرمال والصخور والماء، حتى سقط ميتاً عند المكان الذي أصبح من بعد " إمارة أبوظبي"، حيث وقف الشيخ زايد بن سلطان- عندما تولى الحكم خلفا لأخيه يعلن للعالم مولد عهد جديد للمنطقة ويقول: "إذا كان الله عز وعلا قد منّ علينا بالثروة، فإن أول ما التزمنا به لإرضاء الله وشكره، هو أن نوجه هذه الثروة لإصلاح البلاد، ولسوق الخير إلى شعبها، وذلك عن طريق بناء مجتمع تتوافر له وسائل التعليم والصحة والمسكن والمأكل، إننا نؤمن بأن لهذه المواطن وأبنائه حقاً علينا بأن يتخلص من مرارة الفقر وقسوة التخلف ليسير في طريق الحياة الكريمة".

مركز زايد للتراث

هكذا بدأ بناء أبوظبي الجديدة التي انطلقت مع التاريخ بأقصى سرعة، تبني المدارس وتدعم قوة الدفاع وتوصل المياه إلى الأنابيب وتقيم محطات توليد الكهرباء وتنشئ المطار والميناء والمساكن والمساجد والحدائق، وتشيد الشوارع وتربط الجزيرة بالساحل على طريق يمتد بعرض الإمارة حتى قرى ليوا وواحة العين. ومع مضي الأيام وتوالي الازدهار أنشئت مدينة جديدة بجوار واحة العين أطلق عليها اسم "مدينة زايد" على نفس المكان الذي كان مسقط رأس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وحيث أقيم عام 1998 "مركز زايد للتراث والتاريخ" بقرار أصدره الشيخ سلطان بن زايد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس نادي تراث الإمارات، تتويجاً لتوجيهات رئيس الدولة في الحفاظ على تراث الآباء والأجداد وتعميق الانتماء لماضي البلاد التليد. نادي التراث هو الذي قام بتنظيم الملتقى الخليجي الأول للتراث والتاريخ الشفهي الذي دعينا لحضوره ما بين 21 و 23 مارس من العام الحالي في مدينة العين، هذه المدينة التي نصل إليها قادمين من مدينة أبو ظبي إلى أقصى الجنوب الشرقي من الدولة، وفي المنطقة الشرقية من الإمارة عند سفح جبل حفيت الذي يطل عليها في شموخ متحدياً الزمن بصخوره الجيرية والرملية والتي تزدان بمبانيها الحديثة وحدائقها المزهرة وبساتينهـا الجميلة المنتشرة في كل أرجائها، مع تميّزها بدفء المناخ ووفرة المياه الجوفية وارتباطها بباقي مدن الدولة بشبكة ممتازة من الطرق الحديثة. وقد بلغ من جمالها ورونقها أن فازت بالمركز الثاني في مسابقة ازدهار الأمم التي أقيمت بالعاصمة الإسبانية من بين 21 مدينة عالمية.

دموع العين من قلبها

مع العودة إلى التاريخ الشفهي والحقيقي نجد أن مدينة العين تعتبر من أهم المدن التاريخية في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد دلت تنقييات البعثات المحلية والأجنبية على أن أقدم العصور الزمنية المعروفة في المدينة تعود إلى العصر الحجري للألفين الخامس والسادس قبل الميلاد، كما دلت التنقيبات على أن التبادل التجاري بين وادي الرافدين ووادي السند كان يمر عبر منطقة الخليج العربي وخاصة مدينة العين. يدل على ذلك تاريخ مواقع الآثار في منطقة جبل حفيت التي ترجع إلى بداية الألف الثالث قبل الميلاد، كما يدل عليها كذلك المواقع الأثرية في "هيلي" التي تقع داخل حديقة الهيلي وخارجها، وعلى مشارف الطريق المؤدية إلى دبي. وهي تمثل بقايا أثرية تعود في تاريخها إلى النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد (2500- 2000 ق.م) وأهم هذه المواقع المدفن الأثري القديم وهو أبرز المعالم الأثرية داخل الحديقة و التي تعتبر واحة من أجمل الحدائق في مدينة العين.

نصل إلى مدينة العين عبر أشجار خضراء عميقة الخضرة على جانبي الطريق ومنتصفه تشير إلى أن التخطيط لتشجير المدن والطرقات كان سياسة أصيلة وناجحة ومرتبطة بتخطيط المدينة ذاتها، كما أن هناك نخلة بين كل شجرة وشجرة كانت تشير إلى المكانة الأثيرة للنخيل في دولة الإمارات.

بين شوارع المدينة النظيفة والعمائر الحديثة نتأمل روعتها وازدهار فنعرف أنها المدينة التي انطلق منها رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان لتأسيس هذه النهضة، فقد كان مسئولا عنهـا قبل أن يصبح حاكماً للبلاد. وبعد أن كانت ذات يوم غير بعيد قرية صغيرة ضائعة وسط الصحراء أصبحت اليوم مدينة زاهرة تعد من أجمل المدن العربية بهـدوئها ووداعتها وحسن تخطيطها وخضرتها الفسيحة الممتدة.

الأفلاج صنعها الإنسان

ويلفت نظرنا أشهر ما في المنطقة وهي "الأفلاج "، وهي قنوات مائية محفورة تحت سطح الأرض الجبلية على أعماق تصل في بعض الأحيان إلى عشرين مترا، تنساب مني خلالها المياه تدريجياً حتى تصل إلى الأراضي الزراعية في السهول فترويها المزروعات التي تمتاز بها العين بعد أن تكون وقد قطعت عشرة كيلومترات من منبع العين حتى المزارع.

هل حفرها الجن؟

وما دمنا بسبيلنا للاستماع إلى أبحاث التاريخ الشفهي، فليس هناك ما يمنعنا من أن نستمع إلى ما كان يدّعيه الرحّالة الأجانب عن الأفلاج من أنها حفرت بمعرفة الجن. وذكرت بعض الروايات أنها حفرت من أيام سيدنا سليمان وسيدنا داود عليهما السلام.

وإذا كان لا يوجد ما يؤيد ذلك، فإن الذي لا شك فيه- كما قال لنا رئيس قسم الأفلاج سلطان بن أحمد الكويتي ردا على تساؤلاتنا ونحن نمد البصر على الرؤية إلى تلك الخضرة التي تمتد بين المزارع والبساتين وأشجار النخيل إن هذه الأفلاج قد حفرت بطريقة هندسية متقدمة، وتمكنت من ري البساتين والنخيل بلا انقطاع طوال فترة تدفق المياه بها. وكانت تكنولوجيا الحفر التي ابتدعها الإنسان الإماراتى منذ مئات السنين والتي حولت منطقة العين إلى واحة زراعية في قلب الصحراء، تقوم على الجهـود الذاتية للأفراد. فهذا الإنسان الذي حفر الأرض بيديه وبدمائه وعرقه وأعصابه، ونبش الصخر بأظفاره ولحمه حتى تفجّر الماء ينابيع تروي عطش الصحراء" هذا الإنسان كان يحفر الأفلاج بصبر وجلد بمهارة وخبرة كبيرة، تماما كما كان يفعل جده وأبوه، فكان ينزل إلى عمق يزيد عن العشرين متراً ليحفر الآبار في الأرض الصخرية بالشاكوش والمسمار وفي أعماق الأرض يوصل هذه الآبار بواسطة قنوات. لم يكن لديه خرائط ولا رسوم لكنه كان يعرف اتجاه القنوات الأرضية باتباع صدى أصوات الدق والحفر التي يسمعها من قريب، وكان يصل بين قاع الآبار بمجرى أفقي تحت سفح الأرض يمتد لمسافات كبيرة تصل إلى عدة كيلو مترات وتصب في اتجاه المزارع المراد ريها.

قيم التعاون والشهامة

قال لنا الدكتور إبراهيم البلوشي مدرس التاريخ في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الإمارات:

أفلاج العين كان عددها ثلاثين فلجاً تغذي المنطقة بالمياه، يوجد منها حالياً سبعة أفلاج تتدفق منها المياه هي: فلج العين، ويسمى الصاروخ أيضاً، وأفلاج الداوودي والمعترض والمويجعي والجيمي والقطارة وهيلي. وقد اهتم رئيس الدولة بهذه الأفلاج وأمر بتدعيمها وإصلاحهـا والاهتمام بهـا، بل إنه شارك بنفسه في حفر بعضها. وقد تحدث مرات عدة معتزاً بتجربة حفر هذه الأفلاج ومشاركته فيها فقال "إنها كانت مجالا أظهر قيم التعاون والشهامة والعمل الكريم الطيب التي يتمتع بها أبناء الإمارات من أبناء العين".

وكمثال يصف البلوشي فلج العين بأنه أكبر الأفلاج وأهمها وقد استغرق العمل فيه حوالي 18 عاماً، وتجري المياه فيه بطول تسعة كيلو مترات على عمق حوالي عشرين مترا تحت سطح الأرض، ويتغذى من مياه وادي عبدان ووادي سثل، كما يتغذى بمياه 114 بئرا تم حفرها، ويتم ضخ مياهها بواسطة المكائن في الفلج أضيف إليها 22 متراً، ويجرى الآن حفر 62 بئرا أخرى.

وجميع الأفلاج تأخذ مساراً مستقلاً، ولا تلتقي ولا تتقارب ما عدا فلجين يتقاربان، مثل فلج الداووي الذي يتاخمه فلج العين الذي يمر من منطقة عيتا، ويشكلان ثنائياً واحداً من أعلى، والآخر من أسفل كالصديقين المترافقين.

من خلال هذه الأفلاج، تحققت إنجازات زراعية متميزة هي مثال حي على قدرة الإنسان على تطويع الصحراء، وإنتاج جميع أنواع الخضار والفواكه والأشجار المختلفة. وقد شهدت الزراعة في العين تطوراً جذرياً، وتقدياً باهراً، فتحولت من زراعة تقليدية تعتمد على النخيل وبعض الزراعات البيئية الأخرى إلى زراعة عصرية تتحدى الظروف الصحراوية، وتصل إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية، وتضم مدينة العين وحدها 2979 مزرعة تبلغ مساحتها حوالي 200 ألف دونم من الفواكه، إلى جانب الخضراوات متعددة الأصناف الأنواع.

وقد نجحت زراعة نباتات جديدة لم تكن معروفة في المنطقة من بينها البرتقال واليوسفي والليمون وجوز الهند والفبرويتا والسد واللوز والزيتون والجوافة والتين والتوت وتفاح الورد. كما نجحت مجموعة نباتات الزينة والأخشاب من بينها الماهوجني والموحمرا والباكول والكورديا والبيزويا والكامن والصبار، بالإضافة إلى نخيل العصير الذي يستخرج منه عصير النخيل الغني بالبروتينات والسكريات والمعادن والحديد وكذلك الزيت الذي يستخرج منه زيت النخيل كل ذلك يضاف إلى مجموعة التوابل مثل القهوة والهيل والقرفة وبهارات العرخون والكركم والحبة السوداء والحلبة والينسون والكراوية والكمون والخردل!

ومنذ مطلع السبعينيات، أدخلت زراعة البطاطس والملوخية والخس والبنجر والخرشوف والفاصوليا والفول والبازيلا واللفت والبامية والقرنبيط والفجل والثوم. وهكذا ينتشر اللون الأخضر المثمر ليؤكد مقدرة إنسان الإمارات على قهر الصحراء، وتحويلها إلى جنات فيحاء.

الملتقى الخليجي للتراث والتاريخ

وننطلق إلى "مركز زايد للتراث والتاريخ، الذي تم فيه افتتاح الملتقى الخليجي الأول للتراث والتاريخ الشعبي، وأقيم تحت رعاية نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس نادي تراث الإمارات الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، المركز الذي خرج إلى النور لأول مرة في العام الماضي له أهداف محددة، ومن أهم هـذه الأهداف توجيه العناية بالبحوث العلمية في جميع الميادين التراثية والتاريخية، وتنفيذ وتوثيق الدراسات والبحوث المتعلقة بالتراث الشعبي الإماراتي، وتأهيل وتدريب جيل من الباحثين في مجال التراث والتاريخ من خلال منح خاصة لاستكمال دراساتهم مع تنظيم برامج لتبادل الخبرات التراثية بين الأقطار الخليجية والأجنبية.

كل ذلك بالإضافة إلى إقامة الندوات والمؤتمرات والمنتديات الفكرية الدورية في مجال التراث الشعبي للدولة وعلى ضوءها الهدف الرئيسي كانت مشاركتنا في الملتقى الخليجي الأول الذي أقيم بين 21 و23 مارس من العام الحالي.

كانت أهداف ومحاور الملتقى تتمثل في اتجاهات محددة

- التوصل إلى رؤية واضحة حول التراث الشعبي ننسجم مع الأصالة الثقافية لدولة الإمارات العربية المتحدة ودول الخليج العربية على هدى التراث الإسلامي.

- تنشيط إسهام المؤسسات المحلية والوطنية ودفعها للحفاظ على الثقافة الأصلية وتراث المجتمعات الخليجية.

- البحث عن أبعاد جديدة للتراث الشعبي في مجتمعات الخليج العربية.

- التعرف على الإمكانات المتاحة في مجال العمل التراثي في المنطقة الخليجية بعامة وفي دولة الإمارات بخاصة.

- المشاركة في خطة عمل لمشروع توثيق التراث الشعبي والتاريخي لدولة الإمارات العربية المتحدة.

أما المحاور، فكانت تتلخص في دور التراث الشعبي في الحفاظ على الثقافات المحلية لدول الخليج بالنسبة للأدب الشعبي والعادات والتقاليد والتراث المادي وفنون الأداء الشعبي والطب الشعبي.

أما المحور الثاني، فهو يتناول التاريخ الشفهـي، بينما المحور الثالث هو الوثائق المسجلة الشفهية وأهـمية مقارنتها بالروايات الشفهية، وكان المحور الرابع عن التراث المحلى وصلته بالتراث العلمي عند العرب والمسلمين.

أهمية عنوان الملتقى

يقول الشيخ سلطان بن زايد: إن الملتقى الخليجي الأول للتراث والتاريخ الشفهي هو الينبوع الذي يغذي الوعي القومي للمجتمعات في شتى مجالات المعرفة. وأن الأمم والشعوب المتحضرة هي التي تستفيد من جوانبه الفكرية والثقافية والدينية والتربوية.

وأضاف الشيخ سلطان بن زايد: إن بلورة رؤية واضحة حول التراث الشعبي يحقق الأصالة الثقافية المطلوبة، كما حث الباحثين على العناية بالبحوث العلمية في جميع الميادين التراثية والتاريخية الخاصة بمنطقة الخليج وتوثيقها من خلال المؤتمرات والندوات.

مدير مركز زايد للتراث والتاريخ بالعين والمدري بجامعة الإمارات، الدكتور حسن النبوده قال في كلمته التي افتتح بها الندوة: إن المركز حديث النشأة، إذ تأسس في النصف الثاني من عام 1998، إلا أن مسيرته العلمية والثقافية تؤشر إلى بدايات رصينة عميقة ومثمرة، ولسنا هنا بصدد الإشارة إلى التفاصيل، وإنما نقول إن المركز أقام علاقات تعاون وتنسيق مع مؤسسات عربية وأجنبية في حقل الدراسات التاريخية والتراثية، وهو عضو في الأمانة العامة للمؤسسات والمراكز المهتمة بدراسات الخليج والجزيرة العربية، فضلاً عن تشكيل فريق عمل لتأليف كتاب هو دليل عملي عن تراث الإمارات، ويجري العمل على وضع أسس لإنجاز موسوعة متخصصة في مجلدات عدّة، عن تاريخ الإمارات وتراثها عبر عصورها التاريخية المختلفة وحتى تاريخها المعاصر. كما أشار إلى وجود أنشطة وبرامج المركز في شبكة المعلومات الدولية الدكتور سيف عباس يعرض رواية ألف ليلة وليلة نافذة التراث والتاريخ الشفهي والدكتورة روزماري زحلان. "الإنترنت" مؤكداً أن المركز بدأ الإعداد للمؤتمر العلمي المقبل حول آثار الإمارات وهـو المؤتمر الدولي الأول من نوعه.

ممثلة مدير عام اليونسكو الدكتورة سونيا رمزي، قالت حول الملتقى الخليجي الأول: إن اهتمام اليونسكو بإنشاء شبكة تجمع بين مراكز التراث وجامعات الخليج للحفاظ على التراث بشقيه المادي والمعنوي، ينبع من الثقة بأن ذلك يوفر مزايا نحن في أمس الحاجة إليهـا، ومن بينها تدوير الخبرات وتكامل الدراسات بمشاريع مشتركة لتطوير التراث وجعله مرجع الأصالة والمستقبل، وأن جهود اليونسكو التي تبنت في خطتها متوسطة الأجل لعام 96- 2001 العمل على إعطاء دفعة قوية لتنمية قنوات التعاون المتخصصة في مجال التراث وبالأخص تلك المهتمة بتثقيف الشباب، سوف يتابع باهتمام خاص إنجازات منطقة الخليج.

أشاد المشاركون بالملتقى بجهود سمو الشيخ زايد آل نهيان رئيس الدولة للدعم والمعرفة والمحافظة على التراث، كما قدّروا للشيخ سلطان بن زايد نائب رئيس الوزراء ورئيس نادي التراث مبادرته بإنشاء مركز زايد للتراث والتاريخ ورعايته للملتقى وإعلانه تخصيص "جائزة زايد للتراث والتاريخ"، وقد كان واضحاً من المناقشات أنه كان هناك توفيق كبير في اختيار عنوان الملتقى حول التراث الخليجي والتاريخ الشفهي.

فالحق أن من يتتبع التاريخ وخاصة الإسلامي والخليجي، يجد أن معظم روايات الأخبار كانت تصدر في كثير من الأحيان عن المصادر الشفهية، وقامت القبائل العربية بنقل الروايات التي تتحدث عن أيامها وحروبها وانتصاراتها لتفاخر بها القبائل العربية الأخرى، وكان بعضها يمتزج بالمبالغات والخرافات،. وكان جمع هذه الروايات والأخبار مصدراً مهماً من مصادر الإخباريين أفاد منهم المؤرخون على مر العصور.

ولا يمنع ذلك من أن التاريخ الشفهي إذا أحسن استغلاله يشكّل مصدراً لا يقل أهمية عن المصادر المكتوبة، بل هو في بعض الأحيان يفسّرها، بل إن كثيرا مما ينقل من الأخبار والروايات الشفهية هو الحقيقة بعينها، وقليلا ما يوجد اختلاف بين ما يرويه الناس وما في المصادر المكتوبة.

أما عن التراث الخليجي، فهناك ضرورة للتعرف على الجوانب العلمية والمعرفية الخاصة بالموروث الشعبي مع الحاجة إلى توضيح بعض المعالم والاتجاهات العامة لأوضاع هذا التراث مما يمهّد للتخطيط السليم لبعض المشروعات التراثية المستقبلية.

وهناك أمر له أهمية هـو أن البحوث في أغلبها كانت تستهدف البحث عن الهوية في الخليج العربي بعامة وفي الإمارات بخاصة، وكانت أحاديث الملتقى فرصة طيبة لتبادل الرأي حول الاهتمامات والهموم الثقافية من خلال الرموز الثقافية المشاركة في الملتقى، حيث اشترك فيه أكثر من خمسين من الباحثين والخبراء من مختلف الدول والجامعات الخليجية والعربية والأجنبية .

واستمرت الجلسات في جو من التفاهم، وحتى إن حدث خلاف في الرأي أثناء المناقشات، فهو من النوع الذي لا يفسد للود قضية، خاصة أن المشاركين كانوا على درجة كبيرة من المسئولية الثقافية التي تزن الأمور وتقدر حجم ما تواجهه الدول الخليجية والعربية من تحديات، ومن رغبة في البحث عن الهوية من خلال دراسة التاريخ الشفهي للمجتمع الخليجي والعربي. في هذا الاتجاه تحدث الدكتور إبراهيم السعافين قائلا: "إنه لا يمكن لعملية الثقافة أن تتواصل بشكل حقيقي وجوهري دون أن يكون هناك اتصال بالموروث، مع تلمس العناصر الأساسية للحياة الثقافية في الأقطار العربية، فهناك عموميات يمكن أن نقول إنها عناصر مشتركة بين المحليات العربية، وهناك عناصر خاصة، وليس هناك تناقض بين الخاص والعام".

وأضاف: إن دراسة التراث ودراسة التاريخ الشفهي هي جزء من البحث عن الهوية، فنحن في ظل هذا العالم الذي يسعى تحت شعار العولمة لا بد أن نلتفت إلى أن هناك بعض القوى المهيمنة، هذه القوى وأنماطها وتجلياتها تقع بشكل أساسي وتؤثر على الثقافة، لذلك حين نبحث عن خصوصيتنا أولاّ، نحن نعزز الانتماء، وثانياً نساعد في أن نقول إن هناك جوانب جوهرية في ثقافتنا وحضارتنا يمكن أن ترفض ما يسمى بالعولمة.

تدوين التاريخ الشفهي

ويؤكد الدكتور حمد محمد بن صراي عضو هيئة التدريس بقسم التاريخ بكلية العلوم الإنسانية بجامعة الإمارات أهمية الملتقى الخليجي الأول للتاريخ الشفهي الذي يأتي تجسيداً لاهـتمام رئيس الدولة بالعناية بالتراث.

هذا الحرص هو الذي جاء بمركز زايد للتراث والتاريخ الذي استهل نشاطاته بالملتقى الخليجي الأول، وقد كان من دواعي الغبطة أن يكون المؤتمر القادم للمركز عن الآثار، مما يؤكد هذه الوثيقة بين التراث والآثار والتاريخ، مشيرا إلى أن آثار الإمارات ومنطقة الخليج هي جزء من تراثنا الذي يجب أن نحافظ عليه من الاندثار.

وأضاف الدكتور صراي: إن تنوع الأبحاث المقدمة، من حيث اتجاهاتها وتصدرها من حيث الباحثين المشاركين، من شأنه أن يثري موضوع الملتقى الذي يركز على واقع التاريخ الشفهي بالإمارات والخليج العربي الذي آن الأوان لم للإسراع نحو تدوينه قبل أن يتعرض للاندثار.

قاعدة بيانات

وعن الحاجة إلى تأسيس قاعدة بيانات (أثنوفوتوغرافية) لدول الخليج العربية تحدث الدكتور عبد الله بن محمد صالح الشارخ من جامعة الملك سعود عن أن هناك ضرورة ملحة لتوثيق التراث الشعبي الخليجي بصورة علمية وشمولية، لإظهـار الارتباطات الوثيقة فيما بين شعوب الخليج العربية في مختلف الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والدينية والثقافية وغيرها.

ويمكن الاستفادة من مراكز البحوث الخليجية والباحثين المتخصصين في دراسة التراث الشعبي والتاريخ الشفهي.

ويبرز الدكتور عبد الله الشارخ أهمية السجلات والوثائق الفوتوغرافية التي تشمل الصور والأفلام السينمائية والرسومات اليدوية بأنواعها، والتي تصور شعوب الخليج العربية في العقود أو القرون القليلة الماضية في مختلف بيئاتها وأوجه حياتها.

والسجلات المصورة تحوي معلومات في سبل كسب العيش والتعليم والتخطيط العمراني والبناء طرازه ووسائل النقل والصناعة والتجارة والأسواق والحرف التقليدية وغيرها من جوانب الحياة في الماضي.

ويمكن من خلال كل ذلك بناء صورة متكاملة عن الأنماط المعيشية المعروفة في مجتمعات الخليج العربية في مختلف الفترات الزمنية والمناطق الجغرافية، وتكون هذه القاعدة قابلة للتحديث والتطوير بتوافر مادة علمية جديدة.

تحذير ودور النشاط التنصيري

في اتجاه آخر تناولت الدكتورة فاطمة الصايغ من جامعة الإمارات أثر النشاط التنصيري الأمريكي على التراث والموروث الشعبي.

وقالت إن الإمارات تعرضت من القرن التاسع عشر إلى هجمة تنصيرية أمريكية استهـدفت دين وثقافة هذه المنطقة.

وامتد النشاط التنصيري لمعظم مناطق الدولة حيث قامت الإرسالية الأمريكية وهي التي تبنت النشاط التنصيري في منطقة الخليج والجزيرة العربية بتأسيس مستشفيات ومراكز صحية هدفها الظاهري تقديم الخدمات الإنسانية إلى الأهالي والغرض الخفي هو نشر الدين المسيحي.

واستمر النشاط التنصيري قائماً بصورة مكثفة منذ نهاية القرن التاسع عشر وفي بداية السبعينيات من القرن العشرين، مؤثراً بذلك في تراث المنطقة وتراثها الشعبي.

وكان احتكاك المنصرين الأمريكيين بالأهالي كبيراً بحكم أن معظمهم من الأطباء الذين كانت لهم علاقات بكل فئات المجتمع وطبقاته، مما أثر في الثقافة الشعبية، وترك بصمات واضحة سواء على التراث أو الموروث الشعبي من أمثال محلية وشعر وحكايات شفهية، وهي تستهدف بدراستها تتبع أثر النشاط التنصيري في التراث والأدب الشعبي في الإمارات ودراسته دراسة علمية شاملة مع تقديم بعض الأمثلة في التراث الأدب المحلي.

توصيات الملتقى

هكذا استمرت فعاليات الملتقى الخليجي الأول حيث أوصى المشاركون بالإسراع بتنظيم المركز لمشروع ميداني منظم لرصد الروايات الشفهية في الإمارات، كما أوصوا بتشجيع الباحثين على إجراء بحوث ودراسات في التراث والتاريخ الشفهي والتركيز على الجوانب العلمية والميدانية لتحقيق ذلك، وزيادة أوجه التعاون، وتبادل الخبرات مع المراكز العلمية المهتمة بالتراث والتاريخ في الوطن العربي وخارجه.

كما دعا المشاركون إلى الإفادة من طلاب وطالبات الجامعات في الأعمال الميدانية والبحثية التي يقوم بهـا المركز في أنشطته المتعلقة بالتراث والعمل على تأهيلهم فنيا في هذا الجانب. وأكد الملتقى على ضرورة الاستفادة من التقنيات الحديثة في رصد الرواية الشفهية، وتسجيلها وحفظها وتصنيفها، والعمل على توعية الجمهور بأهمية التراث ومفرداته والمحافظة عليه.

كما طالب الملتقى مركز الدارسات زايد للتراث والتاريخ بالعمل على جمع الوثائق التاريخية الخاصة بالمنطقة، سواء رسمية أو ما لدى الأسر والأفراد ليصبح مصدراً شاملا للمعلومة التاريخية والتراثية بالدولة. كما أكد ضرورة تحري الدقة في التعامل مع المواد التراثية واستخدام الأساليب العلمية المعروفة عند توظيفها علمياً، ودعا المشاركون إلى تشجيع الجامعات والمراكز العلمية لتنشيط دورها في جمع مواد التاريخ الشفهي والتراث ودراسته دراسة علمية مناسبة.

الجديد في جامعة الإمارات

لا يستطيع المرء أن يغادر مدينة العين دون أن يلتفت إلى الصرح العظيم لجامعة الإمارات العربية المتحدة، هذه الجامعة التي أنشئت عام 1976 لتكون جامعة عربية إسلامية مناراً للفكر الإنساني، ومركزاً رائداً لتنمية الثروة البشرية ونشر الثقافة وتعميق جذورها وتطوير المجتمع، مع الحفاظ على عناصره الأصلية وتجلية تراثه.

وتعنى الجامعة بالثقافة والدراسات الجامعية في فروع الآداب والعلوم والفنون، وتعمل على إعداد المتخصصين والفنيين في هذه الفروع وغيرها من نواحي المعرفة، كما تعمل على تكوين القيم الإسلامية والأصالة العربية والتطور العلمي.

وهي تقوم برعاية البحوث العلمية وتشجيعها بغية خدمة المجتمع وتحقيق التطور العلمي وتولي دراسات الحضارة العربية الإسلامية وشبه الجزيرة العربية والخليج عناية خاصة.

وتعمل الجامعة على توثيق الروابط الثقافية والعلمية مع الجامعات ومعاهد التعليم العالي والمؤسسات العلمية العربية والأجنبية، وتعقد اتفاقات لتسهيل التبادل العلمي والمساعدات فيما بينهـا في خدمة أغراضها.

وتضم جامعة الإمارات في حرمها ثماني كليات هي: العلوم الإنسانية والاجتماعية، والعلوم، والتربية، والإدارة والاقتصاد، والشريعة والقانون، والتربية، العلوم الزراعية، والهندسية، وكلية الطب والعلوم الصحية، وتفاصيل مهام كل هذه الكليات، أشارت إليها العربي في استطلاع للزميل أبو المعاطي أبو النجا. لكن ما هـو الجديد خلال الأعوام الثمانية الأخيرة؟

تطور إلى الأمام

في لقاء مع الدكتور سعيد عبدالله حارب المهيري نائب مدير الجامعة لشؤون خدمة المجتمع يقول: "إننا ونحن على أعتاب السنة الخامسة والعشرين من عمر جامعة الإمارات، يسعدنا ما تحقق من إنجازات جديدة بالثناء، ضمن الأهداف التي حددها سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهـيان رئيس الدولة لهذا الصرح العلمي الشامخ، إيمانا من الدولة بأن الجامعة هي إحدى الأدوات الرئيسية لتطوير المجتمع والارتقاء به إلى المستويات الرفيعة التي ينشدها كل مواطن في هذه الدولة العربية الإسلامية الفتية.

والجامعة- كما يقول الشيخ نهيان بن مبارك وزير التعليم العالي والبحث العلمي- هي مؤسسة علم وتعلم تسعى بطبيعتها نحو الأفضل دائما، تحرص في كل ممارساتهـا على التطوير المستمر بحيث تكون مثالاً وقدوة لجميع مؤسسات الدولة الأخرى.

وأضاف وزير التعليم العالي: وإذا عدتم إلى الأرقام، فستجدون أن عدد الطلبة المسجلين في كليات الجامعة زاد من 312 طالبا و 189 طالبة عند افتتاحها عام 1976 إلى 3022 طالبا و11920 طالبة في الفصل الدراسي الثاني من العام الجامعي 1998/1997م.

وارتفع عدد خريجي الجامعة من 278 خريجا و 194 خريجة عام 1981/1980 ليصل إلي 6019 خريجا و12278 خريجة مع نهاية نفس العام الجامعي. أما عدد أعضاء هيئة التدريس فقد ارتفع من 54 عضوا عام 1977 إلى 631 عضوا للعام الجامعي 1998/1997.

الجديد في كليات الجامعة

ونتساءل عن الجديد في الجامعة وكلياتها في السنوات الثماني الأخيرة، ونتلقى الجواب من مدير العلاقات العامة والثقافة: في كلية الطب تم تخريج الدفعة الأولى في الكلية في عام 1993، وقد أنهوا عام التدريب أو الامتياز في عام 1994 وهم يمارسون مهـنة الطب الآن كممارسين وممارسات عامين.

وقد نمت الكلية خلال تلك الفترة لتشمل أربعة أقسام جديدة للعلوم الأساسية وخمسة أقسام للعلوم المصاحبة للعلوم السريرية وسبعة أقسام سريرية وقسما للتعليم الطبي.

أما الجديد في كلية الهندسة بعد سنة 1993 فقد تم افتتاح مختبرين جديدين للطلبة المستجدين في الكلية لإعطاء الطالب الجرعة الهندسية في السنة الدراسية الأولى مما يجعله على علم بتخصص الهندسة واستخدام الحاسبات والأجهزة الهندسية الجديدة منذ بدء التحاقه.

وفي الوقت الراهن، يتم افتتاح جميع التخصصات المتوافرة بالكلية للطالبات تباعا بعد أن كان متاحا لهن الدراسة في تخصص الهندسة الإلكترونية في قسم الهندسة الكهربائية، والعمارة الداخلية في قسم الهندسة المعمارية فقط.

وفى كلية العلوم الزراعية أصبحت التخصصات في قسم الإنتاج النباتي تضم تخصص إنتاج نباتي ووقاية وتخصص تربة و مياه، ومنذ خمس سنوات فقط أصبح قسم الإنتاج النباتي يضم تخصص علوم الزراعة في المناطق الخاصة (أي علوم النبات) وأصبح قسم الإنتاج الحيواني يضم تخصص علوم الزراعة في المناطق الفاصلة (أي علوم الحيوان).

وتتميز الخطط الدراسية الجديدة التي تقرها الجامعة حالياً بالمرونة والديناميكية بحيث يمكن التوسع في الأقسام العلمية والتخصصات مع تزايد أعداد الطلبة مما يغطي حاجة المجتمع في جميع مجالات القطاع الزراعي.

وفي كلية الشريعة والقانون وخلال العام الجامعي 92/ 93 مر التدريب الداخلي في المحكمة التدريبية بمراحل ثلاث، وفيها تم التعرف على تجارب الدول الأخرى في هذا المجال، وصياغة لائحة لعمل المحكمة من خلال الإفادة من هذه التجارب، والثانية خلال العام الدراسي التالي وهي المرحلة التجريبية التي تم فيها تقديم بعض القضايا المتفرقة للتعرف على أوجه القصور في تشغيل المحكمة وفقا للنظام الموضوع لها. وفي المرحلة الثالثة الأخيرة منذ ثلاث سنوات، تمت مرحلة التشغيل المنتظم، فخلال الفصل الدراسي انتظم بالمحكمة جميع الطلبة الذين انتهوا من التدريب الخارجي، حيث أعدت لهم مجموعة متنوعة من القضايا في التخصصات الرئيسية كالقانون الجنائي والقانون المدني والتجاري والأحوال الشخصية تدرّبوا فيها على الأدوار المختلفة كالمرافعة وإعداد المذكرات، والرد عليها، والقضاء في الدعاوي الأخرى.

أما في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، والتي كانت تسمى حتى 1994 كلية الآداب، فقد كان وراء تغيير الاسم الرغبة في استيعاب أكبر قدر ممكن في التخصصات ذات الصلة بالنواحي الإنسانية والاجتماعية ومن القيام بأداء دورها العلمي والريادي بشكل أشمل وأعم. فتم نقل قسمي العلوم السياسية وعلم النفس من كليتي العلوم الإدارية والاقتصادية والتربية إلى كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، كما تم استحداث قسم الخدمة الاجتماعية الذي كان مخصصاً ضمن قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية سابقاً، وتم استحداث قسم علوم الأسرة.

ويجري حاليا تنفيذ خمسة مشاريع في الكلية هي: مشروع معجم الأعلام الجغرافية لدولة الإمارات، ومشروع المرأة والتراث، ومشروع الطب الشعبي والتداوي بالأعشاب، ومشروع توثيق التراث المعماري، ومشروع تقرير الوثائق التاريخية الخاصة بالخليج العربي.

ولا شك أن كل ذلك التطوير والتجديد في جامعة الإمارات يسير دائما إلى الأمام تماشيا مع ما حدّده سمو الشيخ زايد رئيس الدولة حين قال: "إن اكتساب الخبرة في الحياة العملية يأتي بالممارسة والحرية في مواقع العمل، لا يحمل الشهادات فقط، لأن الدولة في حاجة ماسة إلى أبنائها المتعلمين الذين يزيدون عدداً يوماً بعد يوم، ويتحملون مسئولية العمل الوطني".

 

أنور الياسين

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




العين الإماراتية ورحلة البحث عن هوية





منظر عام لمدينة العين





أشجار السدر المنتشرة في مناطق واسعة من المدينة





مياه متدفقة من إحدى العيون الطبيعية التي تشتهر بها مدينة العين





أشجار النخيل إحد أهم المزروعات التي تمتاز بها العين





الزراعة المحمية والتي تلقى دعماً واسعا من الحكومة المركزية





الأفلاج التي تسقي الزراعة في المدينة القديمة بالعين أعيد ترميمها لكي تصبح منطقة سياحية تاريخية





المكتبة المركزية جامعة الإمارات في مدينة العين





المتحف الوطني بمدينة العين





د. سعيد حارب





الشيخ سلطان بن زايد خلال افتتاح مركز زايد للتراث والتاريخ





الملتقى الخليجي الأول للتراث والتاريخ الشفهي الذي احتضنته مدينة العين





د. سيف عباس يعرض رواية ألف ليلة وليلة نافذة التراث والتاريخ الشفهي





بهاء الإبراهيم من مركز البحوث والوثائق في الديوان الأميري بالكويت





الجلسة الأولى للملتقى نا د. جمال زكريا ود. علاء نوري ود. فهد السماوي





د. فيصل الكندري من جامعة الكويت ود. مصطفى عقيل الخطيب مدير مركز البحوث الإنسانية بجامعة قطر يتابعان وقائع الملتقى





د. حسن النبوده مدير مركز زايد للتراث بدولة الإمارات العربية المتحدة





الشيخ سلطان بن زايد يتفقد معرض كتب التراث في مدينة العين





إحدى ساحات مدينة العين





مدينة الألعاب بالعين





العين الفائضة واحدة من الأماكن السياحية بمدينة العين





إحدى الساحات الرئيسية بالمدينة