المفكرة الثقافية

المفكرة الثقافية
        

الشارقة

مؤتمر «استعادة الوعي العربي» في الشارقة

          عقد مؤتمر «استعادة الوعي العربي» بالشارقة، في إطار برنامج المؤتمرات السنوية التي يعقدها مركز الخليج للدراسات بدار الخليج للصحافة والطباعة والنشر. حيث نظم المركز هذا المؤتمر السنوي السابع يومي الأحد والإثنين 6 و 7 مايو 2007. وقد شارك في المؤتمر نخبة مميزة من المفكرين وصناع القرار والباحثين المتابعين للشأن السياسي في الوطن العربي، والذين شاركوا بالبحث والحوار والنقاش والمداخلات في إثراء المؤتمر.

          استمرت فعاليات المؤتمر يومين وتضمنت أربع جلسات عمل ومائدة مستديرة، وقدمت أربع أوراق بحثية، قام 12 مفكراً، بالتعقيب عليها وإثرائها بالنقاش.

          وعقدت فعاليات المؤتمر في دار الخليج للصحافة في الشارقة، وذلك في مناسبة الذكرى الخامسة لرحيل مؤسس جريدة  «الخليج» تريم عمران، وبحضور نخبة من كبار الشخصيات ورجال الإعلام والسياسة والفكر في الوطن العربي والخليج واستمرت لمدة يومين. ووجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إلى المؤتمر كلمة جاء فيها:

          «حالُ الأمةِ الراهنُ لا يسر بأيّ شكلٍ من الأشكال، ويدعونا جميعاً، مسؤولين ومواطنين لاستدراكِ المخاطرِ، واستعادةِ الوعي القومي المفقود، ووقفِ هذا الهدرِ غيرِ المسبوق في الإمكانات والدماء والعنف الأعمى والتذرية والانقسام.

          إن دورَ المفكّر والمثقف مطلوبٌ أكثَرَ من أيّ وقتٍ مضى، في التحليلِ والنقدِ والتصويب وصناعةِ الأفكار والابداعِ والتجديد والتطوير، وزرْع الأمل ورعايته». ودعا المشاركين إلى التفكر في الآليات الصحيحة والمناسبة للخروج من الوضع الراهن وأن يشمروا عن سواعد فكرهم وعطائهم العلمي، فمشروع هذه الأمة الحضاري والإنساني يستحق كل الجهد والبذل والعطاء والصبر.

          وتناولت الجلسة الافتتاحية موضوع «المشهد العربي الراهن»، حيث قدم الكاتب والمفكر السياسي المصري جميل مطر، مدير المركز العربي لبحوث التنمية والمستقبل المشهد العربي الراهن بأنه يبدو واضحًا للبعض، مشيراً إلى أنه هكذا يبدو لعدد من أبطاله والفاعلين فيه من داخله ومن خارجه على حد سواء.

          وقال مطر: «بسبب هذا الوضوح الخادع تهورت أطراف خارجية في اتخاذ اجراءات وفرض سياسات تحت وهم أن زخمًا قليلاً يكفي لقلب المشهد ظهرًا على عقب. في الوقت نفسه، وبسبب هذا الوضع الخادع ساد التصور بين بعض صانعي السياسة والقابضين على الحكم ومفكريهم في العالم العربي بأن الوقت وحده، ولا شيء آخر أكفأ من كل العقول وهو الأكثر حكمةً في تقرير نوع التغيير وحجمه وعمقه وموقعه وهو أيضاً القادر على تعزيز الوضع القائم واستمراره.

          ويشير مطر إلى أنه يمكن رسم أهم ملامح المشهد الدولي في أن أمريكا قوية لدرجة أنها مازالت تستطيع صنع جدول أعمال للمجتمع الدولي لتحديد واجباته، في حين أن العرب ضعفاء إلى درجة أنهم لا يستطيعون وضع أجندة عربية. لكن العرب مازالوا قادرين على قلب تلك الموازين مثل إقامة الديمقراطية والتعددية والحريات السياسية والتصدي لتدمير حماس والاستسلام للكيان الصهيوني، بمعنى آخر، ما زال العرب يقاومون بشراسة أحيانًا.

          وطالب المفكر جميل مطر بالاستفادة من التجارب النهضوية لأمم أخرى كانت تعيش الوضع نفسه ولكنها تغلبت عليه إما بالثورات كما حصل في فرنسا وروسيا أو الحروب كما كان الشأن مع إيطاليا أو نظام ما يشبه الفوضى الخلاقة كما حصل مع الصين.

          وعقب على بحث الدكتور جميل مطر كل من الدكتور سليمان العسكري والدكتور حسين الزاوي.

          وتناولت الجلسة الثانية موضوع «تداعيات المشهد العربي الراهن ومخاطره وآثاره المحتملة والتداعيات السياسية والأمنية» حيث قدم المفكر السوري الدكتور طيب تيزيني ورقة بحثية حول الموضوع، وصف فيها المشهد العربي بأنه هائل في مأساويته ومخاطره المفتوحة على احتمالات كثيرة، دونما إشارة أولية إلى احتمال وجود أو تكون إرهاصات على طريق أفق أو بعض أفق لانفراج ما. وعقبت على هذه الورقة الدكتورة ابتسام الكتبي.

          وتناولت الجلسة الثالثة موضوع «تداعيات المشهد العربي ومخاطره وآثاره المحتملة والتداعيات الاقتصادية» وقدم فيها الدكتور كمال حمدان بحثًا، عقب عليه الدكتور حاتم الشنفري.

          وتواصلت فعاليات المؤتمر إلى اليوم التالي، بجلسة تحت عنوان «العوامل الداخلية والخارجية المؤثرة في المشهد العربي الراهن». وقدم فيها الكاتب الإسلامي فهمي هويدي ورقة بحثية، وعقبت عليها الدكتورة عائشة النعيمي والدكتور عبدالحسين شعبان·

          وكانت جلسة الختام تحت عنوان «ما العمل لاستعادة الوعي القومي وتجديده؟» ترأسها الدكتور يوسف الحسن رئيس المعهد الدبلوماسي في دولة الامارات العربية المتحدة.

          وجاء في كلمته:

          «ما العمل؟ سؤال كبير يقودنا الى استشراف آفاق متشعبة لا حدود لها. لعل السؤال الأنسب عمليًا هو: أين نبدأ؟ الإرادة العربية تواجه في الوقت الحاضر تحديات جسيمة، منها بؤر التوتر التي جعلت من الساحة العربية ساحات، فالتوتر قائم في فلسطين ولبنان والعراق والسودان والصومال. والتفجر في مختلف الارجاء العربية ليس مصادفة، فهو فعل إرادة أو إرادة خارجية. والإرادات الخارجية تبلورت أخيرًا في مشاريع أخطرها وأبعدها أثراً مشروع الشرق الاوسط الكبير أو الجديد الذي تتبناه الإدارة الأمريكية، وهو مشروع تفتيتي يهدف إلى تسليط العامل الصهيوني على المنطقة. وليس من فارق، ولا حتى في التفاصيل، بين ما يسمى استراتيجية أمريكية واستراتيجية إسرائيلية في المنطقة. ولعل أخطر من مشروع الشرق الأوسط الكبير هو الطريق المرسوم للوصول إليه، وهو ما يسمى فوضى خلاقة. فمتى كانت الفوضى إلا هدامة؟».

          وقدم خلال هذه الجلسة المفكر الفلسطيني وعضو الكنيست المستقيل عزمي بشارة، بحثًا عن القومية والعولمة. وقد أسهم كل من الدكتور سليم الحص رئيس وزراء لبنان الأسبق والمفكر العربي الدكتور كلوفيس مقصود والأخضر الإبراهيمي والدكتورة ريما خلف وصلاح الدين حافظ والدكتور أسامة الغزالي حرب والدكتور خليفة بخيت الفلاسي، في التعليق على بحث الدكتور عزمي بشارة وإثراء الحوار حول المؤتمر بصفة عامة.

الكويت

«مجموعة الستة» في معرضها الثالث

          يتبدى الفعل التشكيلي عند «مجموعة الستة» مزدانًا بملامح فنية أساسها الاختلاف المنسجم مع رؤى تسير وفق مناهج تشكيلية متنوعة في مدلولاتها الحسية، وإيقاعاتها اللونية، وتداعياتها الإنسانية.

          وفي إطار هذا «الانسجام المختلف» تحددت منهجية أعضاء المجموعة، وارتسمت الصورة لهم من خلال معارضهم التي تقام منذ سنوات قليلة مضت.

          وفي بيت لوذان احتفل أعضاء «مجموعة الستة» بتنظيم معرضهم الثالث، الذي افتتحه مدير إدارة الفنون التشكيلية في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الفنان هاشم الرفاعي، وبين المعرض الأول وصولاً إلى الثالث نكون قد كوّنا فكرة واضحة عن المفاهيم التي يتطلع أعضاء «مجموعة الستة» إلى إيصالها لوجدان المتلقي، تلك المفاهيم التي تندرج ضمن محاولات جادة في تأكيد مكانة اللوحة في المشاعر الإنسانية، وجعلها عنصرًا مهمًا في مسألة الإبداع، وفهم الواقع والخيال معًا.

          و«مجموعة الستة» تتكون من فنانين ينتمون إلى مدارس وأساليب تشكيلية مختلفة، ومتنوعة إلا أن ما يجمعهم ويؤكد حضورهم هو عنصر الدهشة والمغامرة، والرغبة في خوض تجارب فنية يكون فيها الإنسان هو المحرك الأساسي لها والأعضاء هم: حميد خزعل، ومحمد البحيري، ومحمد الشيخ، وعلي نعمان، وعبدالله الحداد، وعبدالله الجيران.

          والمتأمل في معرضهم الأخير سيشاهد أن ثمة توافقًا حسيًا قد نشأ في أنسجة اللوحات - على الرغم من الاختلاف الواضح في المواضيع والعناصر وضربات الفرشات. وهذا التوافق - بكل تأكيد - كان نابعًا من اختلاط «الاختلاف» في مصير تشكيلي واحد، مفاده الرؤية المهاجرة بكل تجاربها، وتطلعاتها إلى الحياة، ومن ثم تضمين هذه الهجرة بملامح لونية، تفرض أرضيتها للمدلولات كي تتشكل، وتبدو متوافقة مع دهشة المواضيع وحركتها الدءوبة على أسطح اللوحات.

          ويسعى الفنان عبدالله الجيران من خلال لوحاته المشاركة في المعرض لإيجاد رؤى توافقية لمسألة الألوان، وذلك على سبيل إبراز جوانب مضيئة تخص الرمز والإيحاءات التشكيلية الجذابة، وبالتالي فإن تكويناته اللونية خاضت في غمار تجارب فنية متعددة الجوانب والاتجاهات، وإن الحلم كان متوهجًا بالحيوية، والتدفق الوجداني.

          وعبر الطبيعة بكل ما تحمله من مناظر فنية مثيرة تجولت ريشة الفنان د.عبدالله الحداد، كي ترسم عناصر البيئة في مضامين تشكيلية متنوعة، وذات إحساس واضح بقيمة الحياة، وما تمثله من مواضيع غنية في عناصرها، وأحوالها، وهذا الاتجاه يعكس ما يتطلع إليه الحداد من خلال ألوانه، وصياغته الفنية المغايرة للطبيعة.

          وتناول الفنان حميد خزعل رؤاه من مضامين وأشكال رمزية، كانت فيها الملامح متواصلة مع الغموض الذي عبرت عنه ريشته بالكثير من التحولات، ومن ثم فإن عنفوان التجربة بدا مسيطرًا على الفكرة، كي يطوعها في إيقاعات حسية بسيطة، وفي الوقت نفسه عميقة الأثر، والحضور ،وهذا التكنيك اشتمل - كذلك - على حساسية الفراغ في مواجهة الكتل اللونية، واستنباط مراحل خلق جديدة، في نسيج كل موضوع من مواضيع لوحاته. واختار الفنان علي نعمان التراث، والواقع، والحلم كعناصر فنية تناغمت على أثرها تداعياته التشكيلية، وبالتالي فإن التوهج كان واضحًا، من خلال تواصل الصورة مع الألوان، وتفاعلاتها على أسطح اللوحات، هذه التفاعلات أسهمت في إيجاد إيقاعات تشكيلية متحركة في اتجاهات إنسانية عدة.

          وعَبْر الحروف العربية جاءت لوحات  الفنان محمد الشيخ، كي يكون رصد الخيال فيها متفاوتًا بين الرمز والواقع، وبالتالي فقد كانت الرؤى باهرة، وفي الوقت نفسه ذات إحساس متنوع بقيمة الحروف العربية، تلك التي استخلص منها الشيخ رؤيته التشكيلية بالكثير من التنوع، والتقارب في الرؤى، والأشكال.

          وجاءت الأفكار في لوحات الفنان محمد البحيري في متناول رؤى رمزية كانت الألوان فيها متحركة، بإيقاعاتها السريعة، وبمنولوج تشكيلي مزدان بالحيوية، ومن ثم فإن اللوحات بفراغاتها المثيرة، وعناصرها الرمزية الكثيرة، كانت ممتشقة عنفوانها اللوني، وسائرة في مسالك حسية عدة.

مدحت علام

القاهرة

مؤتمر دولي عن تحديات القرن الجديد للغات والآداب

          أربع عشرة جلسة أكاديمية صاخبة على مدى ثلاثة أيام اجتمع لها في كلية الألسن بجامعة عين شمس أكثر من سبعين باحثا وباحثة ضمن مؤتمر دولي للغات والآداب يناقش تحديات القرن الجديد. وفي الوقت الذي طرحت فيه أوراق كثيرة أفكارها النظرية حول الاستشراق وعلاقتنا بالغرب ومدى قدرة اللغات على التوافق مع والاتكاء على منجز العلوم الحديثة، فإن دراسات تطبيقية أخرى دخلت بنا في سراديب أدبية وتاريخية لم نجد في مؤتمر آخر مثل هذا التنوع، الثري أحيانا، والمشتت في أحيان أخرى.  وللدلالة على لم شمل موضوعات شتى تحت سقف واحد يمكننا التوقف عند عناوين مثل: (عمر بن الخطاب رضي الله عنه في مرآة الاستشراق الإسرائيلي، كتابات حافا لازروس نموذجا) للدكتورة سمية كمال محمد حسن، وهو البحث الذي جاء في جلسة واحدة مع دراسة الدكتور محمود إسماعيل عمار عن التنبؤ والاستشراف في الشعر السعودي.. المقاومة في فلسطين نموذجا، ورؤية الدكتورة سعاد صالح لحوار الحضارات عبر قراءة (مقعد أخير في قاعة إيوارت) للروائية مي خالد، أو في مرآة (البيضاء) ليوسف إدريس نموذجا، والخوف من الآخر في الأدب الفلسطيني الذي خصه بالبحث الدكتور محمد أحمد عبدالرحيم دوابشه، قبل أن يختتم الدكتور خليل عودة بنظرته للتراث العربي بين العولمة والخصوصية.

          لكننا لا نغفل الحس الإنساني الكوزموبوليتاني لدراسة لغات وآداب العالم، ولهذا استمعنا إلى الدكتور عمرو شطوري وهو يتناول الحفاظ على الهوية في اللغة التشيكية، وقرأنا عن التحولات والتغيرات في اللغة اليابانية، وإلى أي مدى يمكن الاستغناء عن المقاطع الصينية التصويرية للدكتور سوزوكي (الكانجي) (وقدمه الباحث باليابانية)، واستمتعنا بترجمة عرض الدكتور لي رون شين الاتجاهات الحديثة في الأدب الصيني المعاصر الذي ألقي بالصينية، عدا أبحاثًا أخرى عن اللغات الروسية والإيطالية والفرنسية والإنجليزية وبها.

          ولم يخلُ الدرس المقارن من طرافة، إذ تقدم لنا الدكتورة لمياء محمد سعيد توفيق كيفية تبني صوت الجنس المغاير في أشعار مختارة لنزار قبّاني وتوماس هاردي، فعلى الرغم من التباعد الزمني والثقافي بينهما تتماثل هذه الظاهرة في أشعارهما لتشكل فرصة ثمينة لدراسة مفهوم النوع والأدوار المرتبطة به على مستوى النص. وفي النصوص محل الدراسة نتعرف على الصوت النسائي من خلال مجموعة متباينة من المواقف، وكيف لا ينجح المبدعون- كتابا وشعراء- تماما في محاولات تقمص هذا الصوت. ولا يرجع ذلك إلى وجود هوية جوهرية تقبع خلف القناع الأدبي بقدر ما يمكن إيعازه إلى التفاعلات الحيوية ما بين الرؤى الاجتماعية المستبطنة لمفهوم الأنوثة عند الكتّاب من ناحية والصنعة الأدبية لهؤلاء الكتّاب من ناحية أخرى.

          وتزداد هذه الظاهرة تعقيدا عند تبني رؤية الناقد الفرنسي بيير بورديو للكتّاب باعتبارهم- ككل أفراد المجتمع- أصحاب (نزوع). ويعني ذلك أن العوامل المؤثرة في محيطهم الاجتماعي- ما يسمى بمصيرهم الاجتماعي- يكون مستبطنا داخلهم، ويساهم هذا النزوع بدوره في إعادة إنتاج تلك العوامل. إن هذا المفهوم الذي يعتبر بديلا أقل استخداما لمصطلح الثقافة ينجح في تفادى كل من النظريات الذاتية والنظريات الاجتماعية، أي تفادى نظريات فلسفة الذات، واختفاء الذات في النظريات البنيوية. ويتم ذلك عن طريق تضمين التاريخ الاجتماعي في كائن اجتماعي فعّال ومقيّد اجتماعيا في آنٍ واحد. وحول ترجمة الإبداعات العربية فى الصين استغرقنا بحث الدكتور لين فنغمين من جامعة بكين، الذي رصد بداية الإبداعات العربية فى الصين فى أواخر القرن التاسع عشر مع قصيدة «البردة» للبوصيرى، كما هو موثق في السجلات، رغم أنه يرى أن قصص القرآن الكريم وقصص الأنبياء وقصص الإسلام قد رويت فى مجتمع المسلمين الصينيين خلال انتشار الاسلام فى بقاع الصين قبل القرن التاسع عشر، فضلا عن الترجمة عن لغات وسيطة كالإنجليزية أو اليابانية أو الروسية كما في «ألف ليلة وليلة». وفي الثلاثينيات والأربعينيات ترجمت ثلاثة أعمال فقط، وهي «ألف ليلة وليلة»، و«النبي» لجبران خليل جبران، و«حكايات مصرية» للأطفال». حتى جاءت مرحلة الازدهار الأولى (في خمسينيات القرن العشرين) بسبب حركات التحرر القومية وحركات الاستقلال والحركات الوطنية الديمقراطية المنتشرة فى دول آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، حين احتاج الشعب الصينى إلى التعرف إلى العالم العربى فترجم عددا كبيرا من الإبداعات العربية الثورية لتشجيعه على الاستفادة من خبرات العرب فى مكافحة الاستعمار الغربى. وقد ترجم 39 ديوان شعر ورواية ومجموعة قصصية خلال عشر سنوات. ومن الجدير بالذكر أن بعض الإبداعات ترجمت من اللغة العربية مباشرة، وبعضها الآخر عبر اللغة الروسية. وهذه المرحلة لم تتوقف إلا في أثناء الثورة الثقافية الكبرى في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، أو ما يعرف بمرحلة الانحطاط، قبل أن تعود مرحلة الازدهار الثانية في ثمانينيات القرن العشرين، من خلال سياسة الانفتاح، فترجم عدد كبير من الإبداعات الأجنبية، ومن ضمنها الإبداعات العربية. إلى أن وصلنا اليوم إلى المرحلة الأخيرة المتواضعة (منذ تسعينيات القرن الماضى)، نظرا لتوقيع الصين اتفاقية حقوق الملكية الفكرية فى التسعينيات، فلا تجرؤ دور النشر الصينية على طبع أو نشر أو توزيع أى كتاب أجنبي قبل أن تحصل على تفويض من المؤلف بطبع ترجمته فى الصين. فأصبحت ترجمة الإبداعات العربية نشاطا صعبا.

          بقي أن نشير لأهمية الموضوع الذي حمل المؤتمر عنوانه، ويمكن أن نصب أوراقا عدة في سياقه مثل (من تحديات العولمة.. النشر الإلكتروني للعربية وتراثها.. رؤية موضوعية) للدكتور هاشم محمد سويفي، و(قواعد البيانات الإلكترونية وتطوير صناعة المعاجم المتخصصة ثنائية اللغة) للدكتور هشام موسى المالكي.

          وإن كانت ريادة كلية الألسن التي تعد أقدم مدرسة في الشرق الأوسط تتخصص في تدريس لغات العالم والترجمة قد أضفت على هذا المؤتمر منذ جلسته الافتتاحية أهمية خاصة، فإنها أكدت هذا البعد الكوزموبوليتاني للتواصل بين الثقافات العالمية بتكريم سفراء ألمانيا وإسبانيا وكوبا في مناسبة الاحتفال بمرور نصف قرن على تدريس لغاتهم في الألسن، وأهدت الكلية درعين تكريميتين للدكتور أحمد زكي بدر، والدكتور محمود الطيب، نائبي رئيس جامعة عين شمس كما قامت عميدة كلية الألسن الدكتورة مكارم الغمري، بتكريم ممثلي المؤسسات الثقافية العالمية التي تمد الجسور مع العالم العربي مثل: مؤسسة كوريا، وجمعية كوريا والشرق الأوسط، ومعاهد جوته، ومعهد ثربانتس الثقافي الإسباني، ومعهد الثقافي الإيطالي ومؤسسة الثقافة السويسرية، وأضرابها فى الصين واليابان وغيرهما من بلدان الشرق والغرب.

مصطفى عبد الله

بيروت

معارض الكتاب في لبنان

          شهد لبنان خلال ثلاثة أشهر متعاقبة هي مارس وأبريل ومايو من هذه السنة ثلاثة معارض للكتاب أولها معرض الحركة الثقافية في أنطلياس، وثانيها معرض بيروت العربي الدولي للكتاب، وثالثها معرض الضاحية الجنوبية في بيروت. وإذا كان الغالب على المعرض الأول والثالث هو الطابع الجهوي، فإن معرض بيروت العربي الدولي للكتاب هو المعرض اللبناني المركزي الذي دأب النادي الثقافي العربي - بالاشتراك مع اتحاد الناشرين اللبنانيين - على إقامته منذ خمسين عامًا، وكان من المقرر أن يقام هذا المعرض في شهر ديسمبر من عام 2006، وأن تتخلله فعاليات ثقافية وأدبية وفنية مختلفة بمناسبة يوبيله الذهبي، منها ندوة عن مجلة «العربي» ودورها ورسالتها. ولكن ظروف لبنان الأمنية والسياسية حالت دون قيام المعرض في موعده السنوي فتأجل ثم أُعلن عن موعد آخر له يقع بين 12 و22 أبريل المنصرم على أن يلتئم بمن  يحضر، إن جاز التعبير، وأن تقتصر فعالياته على ندوات أدبية وأمسيات شعرية لبنانية في أكثرها. وقد اقتصر الحضور العربي من خارج لبنان على قلة من الشعراء منهم الشاعر محمود درويش.

          وعلى الرغم من أن المعرض شهد حضور عدد وافر من دور النشر اللبنانية والعربية، وشاركت فيه دولتان عربيتان هما المملكة العربية السعودية والكويت، فإنه لم يشهد «زحمة سير» من نوع الزحمة التي تشهدها معارض عربية سنوية للكتاب مثل معرض القاهرة أو معرض الرياض.

          ولم تكن الحرارة تدبّ في قاعات المعرض الفسيحة إلا في ساعات المساء، فعندها كان المعرض يستعيد سالف أيامه الزاهرات، ولو في حدّها الأدنى. ولاشك أنه يعود لمناسبات توقيع الكتب الجديدة فضل في الحيوية التي كانت تستجدّ في المعرض. ذلك أن هذه المناسبات كانت لا تقل من حيث العدد عن عشرة أو عشرين في اليوم الواحد. فإذا افترضنا أن كل مؤلف يوقع كتابًا جديدًا له، بإمكانه أن يستقدم مائة أو مائتي مدعو إلى حفلة توقيع كتابه، وأن هؤلاء المدعوين سيطوفون بعد ذلك على أجنحة المعرض، أمكننا أن نعتبر أن مناسبات توقيع الكتب الجديدة هذه ساهمت في إضفاء «شعبية»، أو «جماهيرية»، كان المعرض بأمسّ الحاجة إليها.

          فالمعرض أقيم في مكان لا يبعد سوى مئات الأمتار عن مكان اعتصام المعارضة في وسط بيروت، وهو اعتصام مستمر منذ أشهر عدة. كما أقيم وسط مناخ عام غير موات بالنظر لحدة الانقسام الداخلي. ومع أن بعض المراقبين وصف المعرض بأنه كان «رمزيًا» لا أكثر، استنادًا إلى ظروفه الاستثنائية، وتوقع عدم نجاحه على النحو المطلوب، فإنه كان - بلا شك - شمعة وسط الظلام المحيط بوسط العاصمة، وبالعاصمة نفسها. كما حمل من النادي الثقافي العربي الذي ينظمه سنويًا، إصرارًا على الاضطلاع بمسئولياته الثقافية والقومية والوطنية، وإصرارًا على الخصوص، على دور بيروت الثقافي كعاصمة رائدة وطليعية في تاريخ الكتاب العربي، وفي تاريخ الثقافة العربية المعاصرة بوجه عام.

          والمعروف أن للكتاب المطبوع في لبنان مزايا كثيرة، منها جودة طباعته وإخراجه، وهذا ما تبدّى بوضوح في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب. والأمل كبير بعودة الحياة الطبيعية إلى بلد له الكثير من الأيادي البيضاء على الثقافة العربية.

جهاد فاضل

الدوحة

سلطة الدولة ودولة السلطة

          في ندوة حملت عنوان « دولة السلطة وسلطة الدولة» ورعاها الشيخ حمدبن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس وزراء دولة قطر وافتتحت بالعاصمة القطرية ضمن المؤتمر السنوي لمنتدى الفكر العربي، تحدث الأمير الحسن بن طلال رئيس المنتدى عن موضوع «دولة السلطة وسلطة الدولة» باعتباره شاغل المفكرين بجوهره وجوانبه التفصيلية.

          ويستطرد رئيس المنتدى بتناول السلطة من مختلف زوايا الفكر منذ استقرار البدايات الأولى لتكوين المجتمعات الإنسانية، فيقول: «إذ لا بد من «سلطة» تعنى بقيادة المجتمع. وبمسيرة الحياة المجتمعية، كان من المحتم أن تتنوع زوايا الرؤية إلى الموضوع تبعا لتطور الحياة الاجتماعية، وهو ما نلاحظه من المقاربات الفلسفية، والسياسية، والقانونية والاجتماعية،والاقتصادية، والإنسانية، والدينية، لموضوع السلطة. موضوع السلطة إذن - بمختلف أبعاده وشكلياته -لصيق بالمجتمعات البشرية، وأن الوقت حان لتحويل الفكر إلى استراتيجيات عمل، والاستفادة من قوة الفكر في إيجاد مجتمع مدنّي متماسك ودينامي يشكّل القاعدة العريضة لتعزيز الأنسنة بشقيها : الطلب من الآخر أنسنتنا في التعامل مع قضايانا والنظر إليها، وأنسنة أنفسنا والآخر، ابتداء من الحوار وتشخيص واقعنا المأزوم، وانتهاء بصناعة قراراتنا وصون أمننا الإنساني المشترك.

          وقد ساهم في أوراق المنتدى ومناقشاته العديد من الباحثين والأكاديميين، منهم د.ناصيف نصار ود.بدرية العوضي ود.جورج جبور ود.عبد الله الكبيسي ود. مصطفى المصمودي ود. منى مكرم عبيد ود.سعاد الصباح.

          الدكتور كمال القيسي في ورقته يؤكد أن سلطة الدولة التي تعتمد على القوة وحدها من دون الرجوع إلى القوانين الدولية المرعية تفقد الكثير من تقدير وسمعة المجتمع الدولي وهي ما تعتبر في النظم الدولية بالسلطة الغاشمة، وهي السلطة التي تعتمد في التأثير «الدولي على الوسائل الأربعة للقوة: العسكرية؛ الاقتصادية؛ التكنولوجية؛ الثقافية.. فهي تعتمد أولا على القوة نفسها، وعلى التحالفات العسكرية كوسيلة رادعة، وعلى سلطتها الاقتصادية المؤثرة في الرشوة وفرض الحصار لإكراه الآخرين ثانيا؛ أي قادرة على إجبار دول العالم الأخرى والمنظمات والمؤسسات الدولية على اتباعها والانصياع لرغباتها. ويتحقق لها ذلك نتيجة لتركز السلطة بأيدي أشخاص معدودين قادرين على فرض القرار وتمريره، من دون السماح لقيام مناظرات سياسية، أو إعطاء فرصة كافية للاستماع لنقد الرأي العام، أو لتفعيل الوسائل التصحيحية.

          لكن هذا الرأي على واجهته يخالفه البعض من الباحثين، ويرى أن الأزمة داخلية وليست خارجية مع التسليم بالتدخل الذي تقوم به بعض الدول التي تستهدف الهيمنة والسيطرة استهدافا لمصالحها الخاصة ومن هنا يرى د. كمال عبداللطيف أن الإصلاح الداخلي يعتبر من الضرورات المهمة للخروج من الواقع العربي الراهن وأزماته الشكلية التي عرفها نمط السلطة السائدة في دول العالم العربي والإسلامي وبصورة قسرية، بحكم مقتضيات الزمن الامبريالي التي رسمت ملامح نظام في الدولة اعتبرته كونيا بناء على مقاسها الخاص. ولم يكن بإمكان النخب السياسية السائدة آنذاك في زمن التأخر التاريخي الشامل إلا أن تقبل في الأغلب الأعم عمليات النسخ والاستعارة ثم الحماية والاستعمار، لتتحول إلى كيانات تستمد من مظاهر الدولة العصرية آليات جديدة في السطوة.

          لكن هذا الرأي الذي طرحه د.عبد اللطيف متأثر كثيرا بالفكر الليبرالي الذي لايرى غير هذا الفكر الذي يجب تطبيقه على كل الشعوب تحت مسمى الحداثة والتنوير والديمقراطية، وتلك معضلة فكرية أخرى ستدخلنا في قضية استجلاب المفاهيم والقيم من خارج مجتمعاتنا وتراكم القيم الذاتية.

          ويناقش الكاتب فهمي هويدي مسألة السلطة وفق الرؤية الإسلامية المخالفة للكثير من الرؤى الجامدة لها وينطلق الدكتور علي فخرو من هذه التجاذبات الفكرية والمصطلحية ليطرح  والحل كما يراه فخرو هو قيام «كتلة تاريخية على المستويات الوطنية والقومية والأممية أصبح مطلبا لإنقاذ العرب من ورطتهم مع الدولة التسلطية ومع المجتمع المقموع وللمساهمة في إنقاذ بشرية تعيش الآن بالفعل حياة الجهالة والحمق وزيغ البصر».

عبدالله علي العليان

بروكسل

مهرجان للسينما الغرائبية

          عقد في العاصمة البلجيكية بروكسل واحد من اهم المهرجانات العالمية المتخصصة بالسينما الغرائبية وهو مهرجان الفيلم الفانتازي الذي احتفل بدورته الخامسة والعشرين هذا العام.. وقد كان اختيار مكان المهرجان في هذه الدورة اختيارًا موفقًا وقد أعد إعدادًا جيدًا حيث أقيم في ضاحية ريباكور وفي صالات تميزت هي الأخرى بالغرائبية لكثرة المداخل إليها والسقوف العالية والسلالم الحديدية التي توحي أنك أمام قاعات كبيرة لخزن شيء ما كمخازن تبريد المواد الغذائية الضخمة التي نشاهدها هنا أو هناك. يضاف إلى ذلك العروض المسرحية المصاحبة التي تصادفها وأنت تدخل مكان المهرجان حيث ينتشر ممثلون بملابس (غرائبية) وبعضها مأخوذ من إحدى شخصيات افلام الخيال العلمي.

          المهم أن فكرة المهرجان أنه خارج عن المعتاد والمألوف من الأفلام السينمائية، ولهذا أعطى المهرجان مساحة واسعة للتجارب السينمائية المختلفة وبالأخص أفلام الخيال العلمي الممتزجة بالأساطير وأفلام الرعب والعنف الممتزج بالغرائبية أي ليست أفلام الجريمة والتحري التي اعتدنا مشاهدتها... ولهذا فإن إدارة المهرجان في انتقائها الأفلام المشاركة تحرص على ذلك الفصل الدقيق بين الأنواع الفيلمية المألوفة وبين الفيلم الغرائبي.

          ولهذا وجدنا أن المهرجان صار أفقًا واسعًا لمشاركة عشرات الأفلام المصنوعة حديثا والقادمة من العديد من بلدان العالم..

          في الافتتاح الذي اكتظ بالحضور والضيوف من سينمائيين ونقاد ومخرجين وممثلين وفنيين تم عرض الفيلم البريطاني (شروق الشمس) للمخرج داني بويل ويحكي فرضية تقول إن الشمس ستموت مع منتصف قرننا هذا وبموتها سيموت الناس أيضًا. لكن هنالك من البشر المتبقين من يحاولون الرحيل إلى كوكب آخر. وهو ما يقومون به فعلا في رحلة فضائية ربما كانت غير موفقة.

          وتتابعت العروض ابتداء من الظهيرة حتى انتصاف الليل.ومن الأفلام المشار كة التي لفتت الأنظار فيلم (البعد الرابع) حيث يقدم هذا الفيلم قصة جاك الشاب المنعزل والذي يعيش أيامه منغمسا في عمله في أحد مخازن التحف القديمة حتى تأتيه امرأة غامضة لتعيد إليه ساعة أثرية كبيرة مكسورة. وبعدها تقع أحداث غيرمتوقعة فالشاب يذهب مباشرة إلى أرشيف يتعلق بالنظرية غير المكتملة للعالم أينشتاين وعندها يدخل جاك في دوامة تحليل عنصر الزمن وربطه بما هو قائم حوله وما يفكر ويشعر به. اما الفيلم السويدي (خروج) للمخرج بيتر لندمارك فهو يحاكي القصص البوليسية ولكن في أجواء المال والأعمال وقصته تدور حول رجل أعمال ناجح هو توماس سكيبولت (الممثل مادس ميكلسن) الذي يجد نفسه وهو ينتقل من نجاح إلى آخر لكن تحولات هائلة سرعان ما تواجهه بعد مصرع أخلص مساعديه وتعرضه للشبهات من جراء ذلك... أما فيلم اسم الملك للمخرج يو بول فيحكي قصة أحد أصحاب المزارع الذي يعيش في سلام مع أسرته وإذا به يفاجأ بقدوم جيش لمقارعة فلول الشر التي لايدري هو من أين جاءت ولا لماذا تمر المحنة عبر مزرعته وبيته وحياته حتى أنه يفقد أسرته التي اختطفت من قبل الأشرار وابنه الذي قتله حيوان وحشي وسط المعضلة.

          ويأتي فيلم الياباني كاتسو هيرو اوتومو ليشكل إضافة أخرى لموضوع الأسطورة لكننا في فيلم أوتومو الذي يحمل اسم (موشيشي) نكون إزاء تلك القوة الخارقة لهذا الموشيشي الذي يتفرغ من أجله شخص اسمه جنكو للتعرف على أسراراه وعلاقته بالكون والعالم.. ويمزج الفيلم الكوري (إنسان القلق) بين الغرائبية والموروث الشعبي الفيلم الروسي (النوارس الوحشية) للمخرج كونستانتان لوبوشانسكي كرس موضوعه للأبحاث في موضوع الجينات وفي أجواء شديدة القتامة.

          وما يؤسف له هو انعدام الحضور العربي في هذا المهرجان الدولي الكبير. عدا مشاركة الفيلم اللبناني - الفرنسي للمخرج غسان سلهب بعنوان (أطلال). وهو يحكي عن مسلسل القتل في مدينة بيروت التي تصحو في كل يوم على قتلى وبرك الدماء من حولهم.

د. طاهر علوان

برلين

متحف بوده معلمة تاريخية عميقة الدلالات

          فتح متحف بوده أبوابه أمام الزوار وسكان العاصمة الألمانية برلين بعد انتهاء عمليات ترميمه التي دامت زهاء ست سنوات. ويقع هذا المتحف بجزيرة المتاحف التي صنفتها منظمة اليونيسكو ضمن التراث العالمي عام 1999. وتجذب هذه الجزيرة قرابة أربعة ملايين زائر سنويا، نظرا لما تتوفر عليه الجزيرة من أشكال فنية وجمالية متداخلة الألوان والأحجام والتي تخلد لماض عريق يشهد على أزمنة وعصور فنية وجمالية عديدة.

          ويعد إعادة افتتاح معرض بوده فرصة للزوار كي يستمتعوا بما يقارب 1900 قطعة فنية تؤرخ لتاريخ القرن التاسع عشر.كما يتوفر المتحف كذلك على معروضات نفيسة يعود تاريخها إلى العهد البيزنطي وصور تعود إلى القرن الرابع عشر ولوحات وجداريات متنوعة من الحقبة الإغريقية المتأخرة وحتى العصر الكلاسيكي والتي تم تصنيفها حسب التسلسل الزمني حتى تتضح الرؤية أمام الزائر حول علاقة الماضي بالحاضر.

          الدخول إلى هذا المعرض يسمح للزائر بالإبحار في عالم تاريخي وفني زاخر كما يسمح له بالدخول في رحلة عبر الزمن، يتوقف على إثرها عند محطات إنسانية وحضارية ثرية وهو يرى العديد من التماثيل والرسومات التي تتحدث عن نفسها حاملة العديد من الدلالات التاريخية.

          ونضيف إلى أن متحف بوده يعد علامة بارزة على الفن الإنساني كما يدل على الموقع التاريخي الذي تحتله ألمانيا ثقافيا وحضاريا. فالمتاحف الألمانية العديدة تجسد عامة مرآة حقيقية لما قام به الإنسان عبر العصور المختلفة، كما تحكي عن أمجاد الأمم والشعوب.

          ويظل متحف بوده بمنزلة نافذة يطل من خلالها الزائر على ماضي الإنسانية العريق قصد التوصل إلى قراءة متأنية  من أجل تسطير خطوط  المستقبل.

محمد نبيل





د. سليمان العسكري ود. حسين الزاوي المعقبان على محاضرة الدكتور جميل مطر





في افتتاح المعرض ببيت لوذان





جانب من المعرض





مشهدان بين المنصة وجمهور المؤتمر الدولي





مشهدان بين المنصة وجمهور المؤتمر الدولي





 





حوارات ساخنة في ندوة الدولة والسلطة





ملصق من الأفلام الغرائبية





ملصق من الأفلام الغرائبية