عزيزي العربي

 عزيزي العربي
        

  • تعقيب

أسوان والتاريخ

          في العدد (581) أبريل 2007 نشر استطلاع عن مدينة أسوان (روح التاريخ وقلب الفن)، وقد وردت في ص39 هذه الجملة: (عرفت مدينة أسوان قديمًا في اللغة المصرية باسم (سونو) بمعنى السوق)، وهذا مجرد اجتهاد، لأن كلمة أسوان تعني باللغة النوبية الماء الذي تفجر أي ينبوع الماء، فكلمة (أس) تعني الماء، وكلمة (وان) - أو - (واجن)، تعني تفجر. ولمزيد من المعرفة: المدينة التي تقع شمال أسوان، (دراو) تعني باللغة النوبية صانع الأحذية، والمدينة التي تليها (كوم أمبو) تعني معبد الأسد، والمدينة التي تليها (أدفو) تعني مرقد الرجل أو الضريح.

          وفي ص 40 ورد أن: أسوان مجتمع يتشكّل من قبائل عدة أكبرها (الأسوانيون)، والصحيح أن النوبيين هم أكبر القبائل، ولا يوجد جنس اسمه الأسوانيون، فالكلمة فقط إشارة جغرافية لسكان المنطقة.

          أما في ص 41 فقد وردت أسماء الأحجار، ونضيف هنا أن خام الحديد المصهور في حلوان...، هو من نوع (الهيمتيت)، التي توجد محاجره في شرق أسوان.

عثمان علي عثمان آدم
وادي حلفا - السودان

  • وعن أسوان.. أيضا

          كم كانت سعادتي بالغة وأنا أرى اسم أسوان على غلاف العدد (581) أبريل 2007 من مجلة «العربي»، وأود أن أضيف للأخ يحيى سويلم كاتب الاستطلاع أن هناك قبيلة عريقة في أسوان تسمى «العقيلات» وهم منتشرون بكثرة ويمثلون جانبًا كبيرًا من أسوان لم تذكرهم، وذكرت مَن هم أقل عددًا وتأثيرًا، فهناك قرى كثيرة كلها عقيلات مثل المالكي / شاترمة / السبوع / السنقاري / وادي العرب والعقيلات نسبة إلى عقيل بن أبي طالب.

حسام الدين عبدالغفور النور
مدرس أول لغة عربية
شاترمة - أسوان - مصر

  • وعن أسوان ثالثاً

          قرأت في مجلتكم الموقرة استطلاعًا لمدينة أسوان الواقعة أقصى جنوب صعيد مصر للفنان (يحيى سويلم) والمنشور بالعدد (581)  أبريل 2007 وقد تحدث في الصفحة رقم (39) عن تاريخ أسوان بما يلي (.. وكانت من قبل مركزًا وليست مدينة تابعة لمديرية الأقصر ثم أصبحت مديرية قبل قيام ثورة يوليو وعند اعتماد منظومة الحكم المحلي أصبحت عاصمة لمحافظة أسوان..)، والصواب غير ذلك إذ إن مدينة أسوان وتوابعها كانت تتبع سندوقية جرجا في عهد حكم المماليك وحتى أيام محمد علي عندما كانت مدينة جرجا عاصمة إقليم صعيد مصر في هذا الوقت ثم قسم الصعيد بعد ذلك إلى ثلاث مديريات هي: مديرية أسيوط في الشمال ومديرية جرجا في الوسط ومديرية إسنا في الجنوب وكانت مدينة أسوان ونواحيها وتوابعها من أعمال مديرية إسنا حتى ألغيت مديرية إسنا بعد ذلك وقسمت إلى مديريتين هما مديرية قنا في الشمال ومديرية أسوان في الجنوب وبعد قيام الثورة وإلغاء الملكية أصبحت مدينة أسوان عاصمة محافظة أسوان إلى الآن.

محمد السيد محمد أحمد علي
معهد الاتصالات - سوهاج - مصر

الدراما السورية ليست استنساخًا

          قرأت في العدد (581) مقالاً للأستاذة: ليلاس حتاحت بعنوان «الدراما السورية استنساخ وتكرار».

          وأود من جهتي أن أرد على بعض النقاط التي أثيرت في هذا المقال، فما من استنساخ أو تكرار  في المسلسلات السورية الغنية بممثليها من شباب وشابات أتقنوا أدوارهم فيها بكل موضوعية وشفافية وقدرة على إقناع المشاهد بصدق ما يراه. كما أن الكاتبة في مقالها نسيت الإشارة إلى أهم الأعمال التي عرضت على الشاشة الصغيرة خلال شهر رمضان، ومنها - على سبيل المثال - مسلسل «أسياد المال» الذي جسد من خلاله الكاتب أفراد عائلة واحدة منهم محب المال، ومنهم محب السلطة، ومنهم الحنون، ومنهم التائب، كما نسيت المسلسل الأهم والأقوى «غزلان في غابة الذئاب» الذي كشف سلبيات أهم شخصيات مجتمعنا من مسئول وابن مسئول وزوجة مسئول وكاتب وطلاب جامعة وطلاب مدارس، معالجًا بما طرحه بموضوعية جميع سلبيات حياتهم الممثلة بمجتمعنا.

          أما فيما يتعلق بالمسلسلات ذات التاريخ القريب، فإن الحارات الشامية القديمة لها طابع خاص في هذه الفترة من الزمان، ومعنى ذلك أنها يمكن أن تكون متممة وليست مستنسخة كما تفضلت. كما أن شخصيات الحارة الشامية هي دومًا: الفوال، بائع الفحم، الفران، الحلاق، المختار، اللحام، الزعيم... إلخ.

          ولا يمكن اصطناع شخصيات أخرى، ولكن كان هناك بعض من التنويع في المسلسلات المذكورة. فمثلاً في مسلسل «الخوالي» لم يكن هناك «فوال» على عكس «أيام شامية» و«باب الحارة»، أما في «الخوالي» فقد وجدت شخصية خال نصار بائع سرائج الخيول، كما وجدت شخصية أبو النار في مسلسل «باب الحارة» كجديد في الشخصيات.

          أما بشأن المفقودات فهذه هي الناحية الدرامية في المسلسل التي بها يحركون مشاعر العرب بما لديهم من نخوة وعزة نفس وكرامة وشهامة، وهذه صفات العرب كلهم، وليس الدمشقيين فقط.

          وأود إظهار إيجابيات الدراما السورية لكي نستطيع رؤية سلبياتها ومقارنتها مع بعضها البعض، كما أتمنى إبداء الرأي بالمسلسل المصري لأن استقطاب ممثل سوري مثل الفنان جمال سليمان لا يعد مخططًا مدروسًا لإفراغ الدراما السورية من كوادرها، بل أعده من أهم المحطات في تاريخ الدراما السورية، كما أن السبب في استدعاء ممثل سوري لتأدية هذا الدور قد أثير عبر محطات فضائية عدة من قبل أكثر من فنان، وقد تم تبرير هذا الأمر بأن أجور الفنانين المصريين وصلت لحدود المبالغة، وأرقام خيالية، مما أتاح الفرصة للمخرج لتحديهم عبر استدعائه ممثلاً سوريًا لأول مرة كي يقوم بدور مصري صعيدي بإتقان، كما أن هناك مشاركة للفنان تيم حسن بدور الملك فاروق.

رامي جرجي هزيم
[email protected] 

المسافر

أيها المسافر في رحم الذكريات
لا تستوقفني ولا تتبعني
فبحري في غاية الغموض
وغاية الإدهاش
فلا تقترب من الخطر
أيها المسافر في رحم القدر اجتز كلّ الدروب
دون أن تمعن النظر
لأنك حتمًا ستراني
بين الكهوف وبين الجبال
مع الندى النائم على أوراق الشجر
بين الغيوم السوداء
وبين مسارات النجوم
شيئًا فشيئًا... أحتضر
أيها المسافر المتعقب
من مفارقات السنين
لست أنا المرسى
ولست أنا السفر

***

جسدي مصاب بالدهشة
وعيوني بالاغتراب
كتائه عن بلده
لا يعرفه بشر
فلا المدُّ والجزر لهما علاقة بالشاطئ
ولا أشبهُ حتمًا حورية البحر
أيها المسافر المتعب
عَبْرَ رحيلٍ طويل
بين البحر.. وبين القمر
لا تجازف..!!
فمُدني مجهولةُ الوصول
وقلبي.. قطعةٌ من حجر

وفاء شربتجي
حلب - سورية

صدمة الديمقراطية

          لم يكن مستغربًا أن يضع الدكتور سليمان العسكري يده في العدد (581) أبريل 2007 على «جرح» من جراح الأمة، وفي قضية ساخنة كقضية الديمقراطية وكيفية الوصول إليها دون صدمات أو انهيارات. وما فهمته من المقال هو أن مسيرة الألف ميل نحو الديمقراطية تبدأ بخطوة. وبقدر طول الطريق إليها، وبقدر ما لهذه الخطوة الأولى من أهمية بقدر ما حمّل «الإنجاز» على كاهل النخب المثقفة، التي يعتبرها اللاعب الرئيس في توجيه دفة قارب النجاة وإنجاز هذا التحدي الكبير ألا وهو حال «ديمقراطية». وتعقيبي المتواضع سيركز على هذه النقطة، ويتمحور حولها ليتساءل: «إذا كان للنخب المثقفة هذا الدور الكبير في إنجاز حالة «ديمقراطية»، فما المساحة الممنوحة لهم للعب هذا الدور وبيد من «الفرجار» الذي يرسم ملامح وحدود دائرة عمل هذه النخب؟».

          إن مجال عمل النخب المثقفة هو الفرد والمجتمع وكلاهما موجود ضمن دولة ولكل دولة سلطة تحكمها، وهنا بيت القصيد: علاقة المثقف بالسلطة، ودور السلطة في التغيير، بمعنى كيف نربط جدلية «مثقف - سلطة» في إطار التغيير الديمقراطي الذي يلائم مجتمعنا العربي ويلازمه بغض النظر عن نوع نظام الحكم الذي تتخذه سلطة ما في بلد عربي؟

          للرد على هذا السؤال الملح أجد أن للعلاقة بينهما رابطين لا ثالث لهما يمكنهما المساعدة في حل هذه المعضلة وإعطاء كل ذي حقه حقه ووضع كل من المثقف والسلطة أمام مسئولياته، هذان الرابطان اللذان يجعلان كلاً من الفرد والمجتمع فعّالاً (أي نافعًا وسعيدًا كما يقول ابن رشد) هما الإرادة والقدرة.

          الإرادة: أي الرغبة الحقيقية في التغيير، وأعتقد أنهم قلة أولئك المثقفون الذين لا يملكون الرغبة الحقيقية في التغيير، أي أنهم قلة الذين ليس لهم إرادة لذلك. هل هذا يكفي؟ طبعًا لا، لأن «النخب» الحاكمة هي أيضًا لابد أن تملك هذه الإرادة والرغبة الحقيقة في التغيير لأنها هي مالكة «الفرجار» الذي بقدر ما «تنفرج» زاويته بقدر ما تتسع دائرة العمل والإبداع لدى النخب المثقفة، ويحضرنا هنا مقطع من شعر لوركا الشاعر الإسباني إذ يقول: «كيف أستطيع أن أحبك إذا لم أكن حرا». فكما الحب يحتاج إلى الحرية باعتباره حالة إبداعية كذلك هي الديمقراطية، حالة إبداعية تنبثق من صميم الحاجة ومن أعماق التراث. ومن نتائج ما سلف ذكره يمكن استخلاص النتيجة التالية وهي: «لا يمكن لإرادة النخب المثقفة أن تنبعث وتتحرر من عقالها بمعزل عن إرادة السلطة الحاكمة، ودور السلطة - إذا كان لديها الإرادة والرغبة في التغيير - أن «تحرر» إرادة النخب المثقفة لتأخذ دورها الحقيقي في الإنجاز، وإلا أصبحت إرادة تغيير السلطة هي مطلب النخب والجماهير معًا».

          حتى لا نصعد الهرم المقلوب أثناء إنجاز ثقافة ديمقراطية حقيقية لابد للنخب الحاكمة أن تصحح وضعية الهرم أولا ليكون الصعود صعودًا نحو القمة لا نحو الهاوية، ولنتذكر أن الصدمة الكهربائية في الطب قد تنقذ مريض الرجفان البطيني الذي يهدد وجوده، فهل نحن بحاجة إلى صدمة «كهربائية» تعيدنا إلى رشدنا أم نستمر في «تعليق» خطايا أنظمتنا الحاكمة على شماعة النخب المثقفة؟

          يقول ابن رشد: «مقاصد الشريعة، تعلم العلم الحق والعمل الحق»... وبتواضع أضيف و«القول الحق»، وهذا تمامًا ما أردت التعقيب عليه.

د. غانم الجمالي
حمص - سورية

  • تصويب

          أشكر لكم نشر المقالة المعنونة بـ «سم العقارب علاج للسرطان» في العدد (581) أبريل 2007 من مجلة العربي، وأود أن أشير إلى بعض الأخطاء الناتجة عن إعادة طباعة المقالة وهي أن مجلة «علم الأورام السريرية» التي ذكرت ذلك الإنجاز صادرة في الأول من شهر أغسطس من العام 2006 وليس الأول من العام الجاري كما أن عدد الإصابات بمرض سرطان الدماغ من النوع glioma في الولايات المتحدة يبلغ 17000 وليس 1700. وكذلك فإن «اليود غير المصنع» الواردة في السطر الثالث تحت العنوان الجانبي الذي يحمل عنوان تأثير اليود المشع هي «اليود غير المشع»، أرجو تصحيح ذلك علمًا بأني أعرف بأني تسببت في حدوث تلك الأخطاء بسبب إرسال المقالة على شكل PDF.

د. عارف سعيد الحمادي

رسوخ الثقافة وديمومتها

          قرأت في العدد (581) أبريل 2007، مقالاً لرئيس التحرير الدكتور سليمان  العسكري بعنوان (في ثقافة الديمقراطية حتى لا نصعد الهرم المقلوب)، والذي جاء فيه عبارة، في اعتقادي أنها اختزلت السبب المباشر في تدهور الوضع السياسي العربي، حيث قال إن «التفكير النقدي يعلم الحصافة، والديمقراطية تتطلب مواطنين يتمتعون بالحصافة، هذا إذا كنا نريد مجتمعًا ديمقراطيًا حقيقيًا راسخ الجذور»، ولكني أرى أن عبارة (التفكير النقدي) لا تقتصر على المنحى السياسي فقط، وإنما تشمل المشاريع النهضوية على وجه العموم، فالتغييرات الجوهرية التي أحدثها الأوربيون، ومن ثم الشرق آسيويون كانت تعتمد أساسًا على (التفكير النقدي) بشكل عام، وانعدام هذا التفكير أو تشرده في البيئة العربية أدى إلى الأوضاع المزرية الحالية، فقد فشلت جميع المشاريع النهضوية في البلاد العربية بسبب الخوف العام من التغيير سواء من القيادات أو حتى من شرائح المجتمع المتنوعة بسبب توهمهم أن النقلات النوعية ستصادر عليهم موروثهم الشعبي ونظمهم الاجتماعية المتوارثة، وقد يسلب الهوية والدين، ويغير نمط التفكير، هلع العرب على ثقافتهم وخوفهم على نمط تفكيرهم  جعل السائد المتكرر هو الطابع العام للحياة الاجتماعية لديهم، مما ساهم في ترسيخ الخوف والتشكك لديهم من أي طارئ أو محدث يغير عليهم هذه الأنماط المألوفة ويبعثر أوراقهم المعهودة والمتكررة، ولكنهم لو تأملوا حضارات العالم الحديثة سواء في الشرق أو الغرب لوجدوا أن الثقافات أقوى من أي طارئ مهما كان، وأن هذه الثقافات أثبتت رسوخها وثباتها وديمومتها، بالرغم من كل هذه التغيرات العالمية، فمتانة الثقافة ورسوخها داخل المجتمع يضمنان لها الديمومة، لذا فمن المفروض أن أي مشروع نهضوي عربي يجب أن يعنون له بـ(التفكير النقدي) تمامًا كما شق الإنسان المتحضر طريقه نحو الحضارة بهذا العنوان، وحتى نبني أجيالاً تتجرأ على النقد وتواجه ثقافاتها بأساليب التفكير الحديث وأنماط الحياة العلمية وحتى الخيالية، وهذا - بالطبع - ما يتحتم علينا فعله تجاه تجذير هذه المفاهيم داخل الناشئة وتعويدهم على الحراك العقلي وإثارة التساؤل، ونبذ الجمود ومواجهة الواقع. ولعل عبارة الدكتور العسكري «من الضروري أن يتعلم التلميذ حرفة التفكير في اللغة والمحاكمة المنطقية وتنظيم المعلومات، لأن عملية اكتساب اللغة في أي مجتمع تتضمن في الوقت نفسه اكتساب عناصر المنطق والقدرة على أداء العمليات المنطقية التي يفترضها التفكير» قد اختزلت أيضًا هذه الكيفية، لأن طريقة التفكير، التي ننشأ نحن عليها هي ذاتها التي نقوم بتنشئة أبنائنا عليها، وبذلك تظل الحركة دائرية لا نهاية لها ولا فائدة منها، ولإحداث الإيجابية، يجب تعليم الناشئ منذ صغره على اكتساب عناصر المنطق، وأن يتربى على كيفية تنمية الناشئ منذ صغره على اكتساب عناصر المنطق وأن يتربى على كيفية تنمية قدراته، وكيفية استخدامها بكل كفاءة واقتدار، وأن يتملك مهارات النقد والجرأة على قوله بكامل الحرية، ويتدرب كذلك على ضبط النفس وتقبل الآخر، وإلا فإنه سوف يصبح مجرد نسخة مكررة من نسخ في مجتمع ليس لدى أفراده سوى اهتمامات محدودة.

البكري البكري
[email protected]

تحية للعربي

          سطور قليلة نابعة من القلب تعبيرًا عن شكرنا وتقديرًا لمجلتنا الغالية (العربي) على جميع ما سطرته خلال سنوات عمرها المديد حيث كانت بدايات إصدارها مرافقة لخطواتنا الأولى في مراحل التعليم والدراسة ولذا كانت صفحاتها وسطورها لنا ولجميع أبناء الأمة العربية مرجعًا - منذ خمسينيات القرن الماضي - وجدنا فيها آمال وطموحات شعبنا العربي من الخليج إلى المحيط. تصفحنا فيها مقالات واستطلاعات عن أقطارنا العربية وتراثنا. ولذا أتمنى عودة تلك الجزئية من المأثورات وأقوال وشعر وسيرة الأجيال القديمة من الشخصيات العربية والإسلامية والتي لعبت دورًا مهمًا في حضارتنا العربية الإسلامية، وحتى يدرك ويستوعب العالم بأكمله مدى ثراء تلك الحضارة العظيمة في مجالات العلوم والثقافة والآداب والفنون، وهو ما يشكّل دافعًا للأجيال الصاعدة من أمتنا العربية للنهوض بحاضر ومستقبل تلك الأمة العظيمة.

د. رمضان فراج
الإسكندرية - مصر

وتريات

ذات فجر

بين رملِ اللهو
والوعي بنور الوعي
وافتْنا فتيّهْ..
كانت الأجملَ والأبهى
وكانت سلة الكرم
الشهيّة..
تحمل الأفكار والأزهار
من منبلجِ الصبح..
توشّي صورَ الأيام
بالأمواج، تسري
في حقول التبغ والزيتون..
تطفي ظمأ الإحداق
والأذهان باللؤلؤ
من حضن السنا..
(فاتحًا عينًا لنا
نحو آفاق المنى)
مازجًا عطر الشآم
برفيفِ الوجد في وهران
أو بوح عدنْ..
مُشعلاً في الروح
بخور اليمن..
ناثرًا في الليل رؤيا ساهرة..
في قباب القاهرة..
كلّ شهرٍ..
تفتح الباب وتأتي
قمرًا.. يسهر في أحداقنا
ويفكُّ الصمتَ عن أشواقنا
لم تكن تأنف أن تصحبنا
نحو كوخ أو (حصير)
تفتح الصندوق
عن كنز مداها
وفراشات رؤاها
فيموج النور
في كل القلوب..
وكبرنا..
خالطتنا موجة الإبهار
والبرق الكلامي الكثير
ملأت أحداقنا الألوان
والأصباغ وانداحت
فتونٌ باذخات
زوقَتْ أيامنا
دون سطور..
يخرج الموج إلينا
يابسًا عبر الهدير
يزحم الأبصار لكن..
لم تزل تلك الصبيّهْ
تحفظ العهد وتلقانا على
شرفة القلب كما
بالأمس كانت..
تحمل الوردَ
وياقوت الأمل
تتقرّى الصحو في
(ريف) المقلْ
لم تزل تمتشقُ الصدقَ
وتُعلي رايةَ الحقِّ
العليّةْ..
وهي تمضي في زحام
الدرب نحو
القلب ريّا السحبِ..
إنها بنتُ الكويتِ (العربي)

مناة الخيّر
اللاذقية - سورية
 

وتريات

لا

لا: صُراخُ الوَليدِ.. إذَا هُوَ شَقَّ على رَغْمِهِ للْحياةِ طَريقَه
انْتفاضُ صَغيرٍ.. أتَتْهُ الأوامرُ مُنْهِيَةً لَهْوَهُ في حديقَةْ
ضَحِكاتُ فتىً.. صَارَحَتْهُ فتاةٌ تَعَشَّقَهَا.. وأحبَّتْ صَديقَه
بَصَقَاتٌ.. يحاولُها رجُلٌ ثُمَّ.. في لحظة الحسْمِ.. يَبْلَعُ ريقَه
نظرات.. تُجاهِدُها عيْنُ شيخٍ أضَاعَتْ رَحَى السّنواتِ بريَقَه
شَهَقَاتٌ مَعَ المَوْتِ.. مُخبرةٌ لَيْسَ يبقى من المَرْءِ.. إلاّ وثيقَة
هي: فَرْضٌ يؤدّيهِ.. دُونَ خُشُوعٍ مُصّلٍّ.. يغيظُ شُيُوخَ الطريقَة
كلماتٌ تُتَمْتَمُ..عِنْدَ مُرورِ غَنِيٍّ.. بها الفَقْرُ يُطْفي حَريقَه
كَوْمةٌ للقمامةِ.. يَزْرَعُها الشَّعْبُ يُعْلنُ للْكُبَرَاءِ عُقُوقَه
ضرَبَاتٌ منَ الرَّأْسِ في حَائِطِ الْيَأسِ فيهِنَّ ذُو الضِّيقِ يُخْرِجُ ضيقَه
قَفَشَاتٌ.. نُحاكِمُ وِزْرَ رَفيعٍ الْمقَامِ بها.. وَنُدينُ فُسُوقَه
قَسْوَةٌ في الوُجُوهِ.. يُرِيدُ الوُلاةُ كَرَاسيَّهُمْ.. وَتُرِيدُ الحَقِيقَة
قَوْلُ لا.. فِطْرَة الْعَيْشِ في الكائِناتِ دَليلُ الْحَيَاةِ.. اخْتِمَارُ السَّليقَة
فِعْلُ لا.. قَشَّةٌ.. حينَ يَحْتَدِمُ الْمَوْجُ تُسْأَلُ عَنْها الأكُف الغريقَة
صَمْتُ لا.. حُرْقةٌ.. لَيْسَ يُطْفئُها غَيْرُ أنْ تُصْبِحَ الأُغْنياتُ طليقَة


سيد يوسف
القاهرة - مصر