متنزه قومي تحت الماء.. حدائق لمرجان الخليج زكريا عبدالجواد صور: حسين القلاف

متنزه قومي تحت الماء.. حدائق لمرجان الخليج

تحقيق علمي

على عمق تسعة أمتار في مياه الخليج دشّنت الكويت أهم مشروع عربي لحماية الكائنات البحرية, وأطلقت العنان لعشاق البحر للتمتع بالحدائق المرجانية الساحرة التي يضمّها ذلك المتنزه القومي الفريد.

كان علينا أن نقضي يومًا بأكمله في وسط بحر ارتفع منسوب مياهه إلى أقصاه, كي نستطيع الفوز بمتابعة مشهد بديع احتضنته قيعان الخليج العربي, في منطقة موغلة من المياه الكويتية.

كان اليوم هو الثاني من أكتوبر من عام 2003 حين توجهنا صباحًا إلى مقر جمعية الصحفيين الكويتية, حيث المكان المتفق عليه للتجمع, لنجد حشدًا من مراسلي القنوات الفضائية ووكالات الأنباء والصحف العربية والدولية, اصطفوا في طوابير ممتدة, قبل أن يدلفوا بأناة داخل الحافلات السياحية التي ستنقلهم بعد دقائق, عبر طريق المغرب السريع الذي يتوسط مدينة الكويت انطلاقاً من قلب العاصمة لينتهي جنوبًا عند منطقة ميناء عبدالله القريبة من حدود المملكة العربية السعودية, متجهة بهم إلى مكان آخر, منه تقلهم القوارب السريعة إلى حيث مكان الاحتفال.

هكذا كان علينا أن ننضم إلى أحد هذه الصفوف المتراصّة, وأن نجلس, لوقت وصل إلى الساعة وربع الساعة, داخل الحافلة مع الآخرين وهي تقطع طريقًا حريريًا اقتسم مناطق سكنية, قبل أن ينادي (حادي الركب) على القافلة لتهبط عند نقطة توقف وسيطة تم اختيارها في متنزه الخيران الترفيهي.

وعلى الفور بدا مشهد الشاليهات شبيهًا بلوحة أبدعها فنان فأتقن, وترامت من بعيد أرجوحات الأطفال وملاعبهم, باعثة البهجة في نفوسنا, دخلنا إلى الاستراحة الرئيسية للمتنزه, ولم نمكث طويلا, فسرعان ما توافد حشد من الوزراء ومن الضيوف والسفراء وأعضاء البعثات الدبلوماسية لدى الكويت, وبعد لحظات كان الجميع, ونحن معهم, قد توجهوا إلى (اللنشات) المجهزة التي انطلقت بأقصى سرعتها صوب مكان الاحتفال, مستغرقة نحو خمس وأربعين دقيقة, في يوم وصفه قائد (اللنش) الذي ركبنا فيه, بأنه الأعلى منذ شهور في ارتفاع منسوب مياه البحر, رغم أن أمواج الخليج العربي لا يمكن مقارنتها بشراسة مثيلتها في البحور الأخرى.

كان (اللنش) الذي أوقعنا الحظ فيه, مكشوفا, وكان علينا أن نقطع الطريق فيه وقوفا, لأنه لم يكن هناك من وسيلة لتفادي الخبطات الشديدة الناجمة عن ارتفاع هذا اللنش ثم هبوطه فجأة, سوى الوقوف طيلة الوقت, والامساك بشدة بأحد القضبان الحديدية, أو المقاعد الخشبية التي يحتوي عليها.

وعلى الرغم من توسلنا إلى قائد اللنش (دسمان) مرات عدة بالإبطاء, فإنه أبدى اعتذارًا لخطورة خفض السرعة التي يقود بها, في مثل هذه الحال التي ازداد فيها الهياج المائي الذي صادف يومنا ذاك. وقد كان ذلك سببًا في أننا تحوّلنا إلى كائنات مائية بالفعل, فجميع من كان معنا تحمم بالمياه تمامًا, ولعلنا ظللنا نعاني من بلل غطى رءوسنا وحتى أقدامنا إلى نهاية الرحلة, فيما لم يترك الماء المندفع بقوة والذي كان أشبه بسياط الجلادين (كاميرات) المصوّرين الذين رافقونا إذ تسرّب إليها, تمامًا كما اخترق - دونما استئذان - أجهزة التسجيل التي حملناها.

لم تكن الرحلة وسط (الخبطات) المائية مريحة بأي مقاييس, لكن ما هوّن منها, هي تلك الاحتفالية البديعة التي كانت بانتظارنا عند الوصول إلى المكان الذي هبط من دائرته المائية, وزير الطاقة الكويتي الشيخ أحمد فهد الأحمد الصباح مرتديا ملابس الغوص إلى قاع الخليج العربي, لافتتاح ذلك المشروع الوطني المهم للغاية, ليكون بذلك أول وزير ليس في الشرق الأوسط, بل وفي العالم يفتتح مشروعًا تحت الماء.

كان بانتظار الواصلين إلى هذه البقعة, مشهد رائع, شارك فيه العديد من الزوارق, واللنشات التي سرعان ما استدارت حول السفينة الرئيسية الضخمة, وأخذت تطلق صافراتها ابتهاجًا بالمناسبة, سفينة تقترب من بعيد قاذفة بغلالات المياه البيضاء إلى الأعلى من أكثر من اتجاه, لتتعامد وتتقاطع وتتشكّل منها في لحظات ما قبل ارتطامها ببساط الخليج المائي دوائر بديعة من الخيوط البيضاء, إلى جانبها وعلى البعد أيضا منها تهادى عدد من الزوارق حاملة مرتادي البحر في بدايات ذلك الوقت الذي يتوسط الظهيرة والعصر, فيما أخذت طائرة هليوكوبتر تحوم حول المنطقة, بشكل دائري ظل مستمرًا منذ بداية الاحتفال وحتى مغادرتنا جميعًا على متن الزوارق نفسها عائدين إلى متنزه الخيران مجددًا. كان مشهدًا احتفاليًا باعثًا على البهجة, ضاعت معه آلام (دوار البحر) الذي اجتاح الكثيرين من الاعلاميين والتي لم تفلح معها حبات منع الشعور (بالدوخة) كنا قد تعاطيناها قبل امتطاء اللنش.

حلقات مائية

ما إن أطلقت السفينة (فطين) كبيرة المساحة, صافرتها المدوية, ورافقها في ذلك العزف الزاعق عشرات من الزوارق مختلفة الأحجام, حتى أخذ رجال فريق الغوص الكويتي في الدوران من فوق الدراجات البحرية, (مشكّلين حلقة مائية حول البقعة التي هبط منها وزير الطاقة الشيخ أحمد فهد الأحمد الصباح مرتديًا ملابس الغوص التي كان قد تدرّب عليها لفترة سبقت يوم الافتتاح, حاملاً مقصّا بواسطته قص شريط الافتتاح لأكبر المحميات التسع عشرة التي تم تنصيبها في المياه الكويتية من الخليج العربي, قبل أن يعود بعد دقائق إلى أعلى سطح المياه محمولاً على الأعناق في إكمال لمراسم الاحتفالية, التي لم تنته إلا في المساء حين تبارت الفرق الشعبية في تقديم الأغنيات التراثية وإمتاع الحاضرين برقصة (العرضة) الشهيرة في منطقة الخليج.

ولكن لماذا هذه المحميات, ولماذا اختيرت تلك المنطقة بالتحديد لها? توجهنا بهذا التساؤل إلى الشيخة امثال الأحمد رئيس اللجنة الكويتية للعمل التطوعي, التي ذكرت لنا أن مشروع إنشاء المحميات الذي بدأ في العام 1995, يهدف بالدرجة الأساس إلى تهيئة بيئة صناعية لنمو المرجان وتوطين الأسماك, في الوقت الذي يسعى فيه أيضًا إلى استقطاب الغواصين الهواة ودفعهم لمراقبة نمو الشعاب المرجانية.

ولكن كيف تم اختيار موقع محميات جابر الكويت للأحياء المائية? أشارت الشيخة أمثال إلى أن في مقدمة شروط الاختيار أن يكون العمق مناسبا, وأن يحتوي على حياة بحرية في القاع, إضافة إلى ضرورة أن تكون الشعاب المرجانية قريبة, في الوقت الذي لابد فيه من أن يكون الموقع المختار بعيدًا عن الممرات الملاحية الرئيسية, وأن تكون نسبة معدلات الرؤية في القاع مرتفعة.

وإلى جانب ذلك - تضيف الشيخة أمثال - فإن هناك عددا من الخصائص الضرورية لبناء المحميات, منها اختيار الخرسانة المعالجة التي يجب أن تكون متناسبة مع مكونات البيئة البحرية, وأن توجد فيها تجاويف ومكامن للأسماك والكائنات التي تعيش تحت الماء.

وقد جاء اختيار المكان ليجسد أهمية الخبرة التي اكتسبها فريق الغوص الكويتي, والتي شكلت عاملا حاسما في تحديد منطقة بنيدر لتصبح موقعا للمحمية الكبرى, نظرا لما لهذا الموقع من بعد تاريخي, إذ كان مغاصا قديما لأهل الكويت طوال سنوات ما قبل النفط, كذلك انخفاض مستوى الموج في هذا الموقع وقربه من الساحل وأيضا نجاح التجربة السابقة التي تم خلالها إنشاء محمية بحرية فيه.

وقالت الشيخة أمثال الأحمد إن هذه المحمية هي عبارة عن بيوت للأسماك, وقد تم وضع عدة محميات لهذا الغرض في مناطق معروفة.

خزائن غذائية

وتدور فكرة المشروع حول تنصيب مجسمات خرسانية في قاع البحر وبأعماق مناسبة لاستيطان الشعب المرجانية والأسماك, سعيا إلى تكوين حدائق مائية من مكونات البحر الجميلة, وتكون أيضا بمنزلة خزائن غذائية للبحار ويتم عن طريقها أيضا استكمال أهم حلقات السلسلة الحياتية للبيئة البحرية, في الوقت الذي تصبح فيه هذه المحميات ملاذا آمنا للكائنات البحرية والأسماك.

وقد تمثل الدافع الرئيسي لإنشاء هذه المحميات في ندرة عوامل بناء الشعاب المرجانية ومحدودية رقعة انتشارها إثر تعرضها لدمار بشري وطبيعي واسع.

لكن الهدف من إنشاء ذلك المشروع الحيوي الذي رعاه سمو رئيس وزراء الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر, يلخصه وزير الطاقة الشيخ أحمد الفهد الصباح الذي التقيناه عقب صعوده إلى سطح السفينة بعد أن قص شريط الافتتاح تحت مياه الخليج, قائلا: (إن ما قمنا به استهدف إعادة الاعتبار لبيئتنا التي لعبت دورًا كبيرا في تربيتنا وثقافتنا واقتصادنا. والآن بعد أن تطورت الكويت وأصبح لديها صناعات نفطية, فإن تأثير ذلك جاء سلبا على تلك البيئة, الأمر الذي تعد معه مثل هذه المشاريع البيئية, إضافة إلى رصيد الكويت في الجانبين الحضاري والإنساني, فإنها في الوقت نفسه تأتي أيضا لتؤكد أن الكويت تعمل دائما بخط متواز بين الصناعة والتطور والنمو والمحافظة على جميع القيم الإنسانية).

واشار الوزير أحمد الفهد الى حرص سمو أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح على حماية البيئة البحرية وتشديده على أهمية العمل التطوعي, موضحا أن مشروع المحميات يجمع بين العمل التطوعي وإعادة تأهيل البيئة البحرية.

وفيما قال وزير الصحة الدكتور محمد الجارالله الذي شارك في الاحتفالية إن المحمية معلم من معالم الكويت يجب المحافظة عليها, فإن وزير الإعلام محمد أبو الحسن أكد أن الكويت تهتم بالبيئة ليس من أجل الحاضر فقط, بل من أجل الأجيال المستقبلية أيضًا, وهو ما شدد عليه أيضا وزير العدل أحمد باقر الذي شارك في الاحتفال, عندما قال (إننا نفخر بهذا الإنجاز الذي يتم بسواعد وطنية).

فريق الغوص

وإذا كان فريق الغوص الكويتي يحتل مركزا مرموقا في العمل التطوعي على المستويين العربي والدولي, توجه بحصوله على أعلى تكريم دولي من منظمة (NAUI) حين فاز بجائزة الإنجاز البيئي العالمي, وبإقامة نصب تذكاري له عند مدخل مقر المنظمة في الولايات المتحدة, ثم حيازته جائزة تقديرية من منظمة الأمم المتحدة بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيسها, والعديد من الجوائز المحلية والعربية والدولية, فإن إنشاء المحميات الـ (19) يعد من أبرز ما أنجزه الفريق (التطوعي) منذ بداية عمله, وهنا يؤكد لنا رئيس الفريق وليد الفاضل أن المحميات الاصطناعية باتت أمرا ضروريا بسبب ندرة عوامل بناء الشعاب المرجانية ومحدودية انتشارها والدمار الطبيعي والبشري الذي لحق بها.

وأشار الفاضل هنا إلى أن كل تلك الأسباب دفعت فريق الغوص لاتباع استراتيجية إنشاء المحميات البحرية الصناعية. ولم يكن الفريق ليهتم بمثل هذا المشروع لولا أهمية الشعاب المرجانية للبيئة البحرية, فالشعاب المرجانية تعتبر حدائق مائية ومن المكونات الجميلة للبحر, وهي أيضا من العوامل التي تساعد على ظهور الجزر والساتر الطبيعي لها, إضافة إلى ذلك فالشعاب المرجانية بكل المقاييس تعد ثروة قومية وسياحية.

من هنا كان لا بد من العمل على إنشاء محمية بنيدر الكبرى التي توج بها فريق الغوص الكويتي مسيرته في إنشاء المحميات البحرية والتي حملت مع باقي المحميات اسم صاحب السمو الأمير, والتي تحولت بالفعل إلى متنزهات قومية للشعب المرجانية تحت الماء لتخفيف الضغط على المواقع الطبيعية لتلك الشعاب.

وتأتي مسيرة فريق الغوص في هذا المجال دليلا على ما يمكن أن يقدمه العمل التطوعي للبيئة من إنجازات, فقد جاءت بدايات عمل الفريق قبل الاحتلال الذي تعرضت له الكويت في العام 1990 والذي تسبب في إلحاق أكبر الأضرار بالبيئة البحرية, حين ارتكب جريمة سكب كميات ضخمة من النفط في مياه الخليج, وقتها قام فريق الغوص بزراعة إطارات السيارات في قاع البحر لتوافرها ولسهولة الحصول عليها, وقد استمر المشروع إلى عام 1992 حققت فيه التجربة نتائج جيدة, لكن العمل فيها لم يستمر, نظرا لعدم ثبات الإطارات, الأمر الذي قد يؤثر سلبا على تكوين الشعاب المرجانية واستقرار الأسماك بها, إلى أن تم البدء في استخدام قطع خرسانية في إنشاء المحميات البحرية منذ عام 1995 حيث تم إنشاء 19 محمية بحرية, وكان الوزن الإجمالي للمحميات الخرسانية يبلغ 900 طن.

وعكف فريق الغوص التابع لجمعية حماية البيئة الكويتية على تنصيب وتثبيت وصيانة (74) مربطا بحريا في أماكن وجود الشعاب المرجانية, واستطاع أن يرفع أكثر من 1647 طنا من المخلفات والأنقاض الضارة بالبيئة البحرية من الشواطئ الكويية, كما رفع 1145 طنا من الإسبست وآلاف الأطنان من الأسماك النافقة, كما استطاع انتشال 336 سفينة وقاربا بوزن إجمالي بلغ 6800 طن وبطول إجمالي بلغ 11900 قدم, واستطاع الفريق أيضا إنقاذ ثلاث سلاحف نادرة من حوض الكلور بمنطقة الشعيبة الصناعية (جنوب الكويت).

وقام الفريق بعدة طلعات جوية بالطيران العمودي لتوثيق مواقع الشعاب المرجانية والقوارب والقطع البحرية الغارقة, فيما أنجز أكثر من 20 فيلما وثائقيا تتناول الإنجازات والمشاريع والأعمال التي نفذت, وقد توج فريق الغوص الكويتي مسيرته في إنشاء المحميات البحرية بإنشاء المحمية الكبرى في بنيدر, ولنا أن نتخيل هذا العمل الضخم الذي قام به الفريق طوال سنوات إذا عرفنا أن الوزن الإجمالي للقطع الخرسانية لهذه المحميات بلغ 886 طنا تقريبا وأن المسطحات المساحية التي نتجت عنها بلغت 7300 متر مربع وأن عدد الفتحات التي استخدمت كمخابئ للأسماك والكائنات الحية في هذه المحميات بلغ 6500 فتحة وبمسطح خرساني بلغ 6300 متر مربع, الأمر الذي قد تعجز عنه الفرق المحترفة والمتفرغة, لا مجموعة من الهواة غير متفرغين, ووسط ظروف صعبة جدا منها ندرة وسائل النقل البحري وصعوبة التعامل مع الكتل الخرسانية الضخمة في ظل تقلب الأجواء والتيارات البحرية.

إنه عمل بيئي فريد, يعيد الاعتبار للبيئة البحرية بعد سنوات من الإهمال, ويؤكد ما يمكن أن يقدمه العمل التطوعي من إنجازات للأوطان.

مكونات محمية بنيدر الكبرى

4 نماذج خرسانية مجموع أوزانها 302 طن وفق الآتي:

  • 58 قطعة مضلعة بوزن 74 طنا.
  • 10 قطع مربعة بوزن 62 طنا.
  • 10 قطع اسطوانية بوزن 70 طنا.
  • 10 قطع مكعبة بوزن 70 طنا.
  • 10 قطع مركبة صغيرة بوزن 26 طنا

مكونات المشروع

تشمل مكونات محميات (جابر الكويت للأحياء المائية) أربعة نماذج خرسانية, فيما يصل عمق القاع بالمد العالي نحو تسعة أمتار ويبلغ طول المحمية حوالي 300 متر ومساحة الموقع 2384 مترا مربعا, ويصل مجموع أوزان النماذج الخرسانية الأربعة نحو 302.

وقد نصب فريق الغوص الكويتي العديد من هذه المجاميع منذ سنوات وتميزت النتائج بالإيجابية مما حدا فريق العمل على إنشاء محمية كبري في منطقة بنيدر, حيث تتميز هذه المنطقة بالبيئة المناسبة لتكاثر المرجان وكائناته, كما يعد هذا الموقع مغاصًا تاريخيًا لأهل الكويت في الزمن الماضي.

الشروط والضوابط

جاء تحديد موقع نصب الكتل الخرسانية وفق عوامل عديدة حددها فريق الغوص ومنها صلابة القاع ومدى وصول الضوء إليه وما إذا كان العمق مناسبا, ودرجة الاعتدال التي تكون عليها التيارات المائية ووجود حياة بحرية في القاع ووجود شعب مرجانية قريبة ومدى البعد عن الممرات الملاحية الرئيسية.

إلى جانب ذلك, فإن تركيب المجسمات الخرسانية كان يتم وفق ضوابط يضعها فريق الغوص, فالخرسانة لا بد أن تكون معالجة لتتناسب مع مكونات البيئة البحرية, كما أنها لا بد أن تحتوي على تجاويف ومكامن للكائنات البحرية, إضافة إلى ضرورة تماسكها وثباتها وسهولة وصول الضوء والتيارات المائية لها, وأن تقل مساحة ارتكازها على القاع.

كل هذه الضوابط والشروط التي اتبعها فريق الغوص الكويتي وفقا لخبرته العالية ولاطلاع أعضائه الواسع على آخر المستجدات العلمية والتكنولوجية في مجال البيئة البحرية أدت إلى إنشاء محمية بحرية فريدة من نوعها يبلغ عمقها 9 أمتار وطولها 300 متر تقريبا وبمساحة إجماليها 2384 مترا مربعا.

الشعب المرجانية

المرجان حيوان لا فقاري منه الرخو والصلب وهو الشائع. وينقسم المرجان إلى نوعين: مرجان بانٍ للشعاب وآخر غير بانٍ لها. والمرجان الباني للشعاب يقوم ببناء الهيكل الأساسي لها, وهذا النوع يحتوي في أنسجته على خلايا طحلبية. وهذه الخلايا الطحلبية هي مصدر الطاقة الأول لنشاط المرجان الباني للشعاب.

 

زكريا عبدالجواد

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




وزير النفط الكويتي الشيخ أحمد فهد الأحمد غائصا تحت الماء متجهاً لافتتاح مشروع المحميات





كائنات الماء تعود مجددا إلى بيئتها الطبيعية في مياه الخليج بعد سنوات من التلوث





هكذا بدأت العملية انزال مجسم (بوابة الخير) في عمق المياه الكويتية





الشيخ احمد الفهد وزير الطاقة ومحمد ابو الحسن وزير الاعلام يتوسطان اعضاء فريق الغوص الكويتي





انواع عديدة من اسماك الخليج وجدت ملاذها الآمن في محميات جابر الكويت





وزير الطاقة الكويتي يحيطه افراد فريق الغوص لحظة الانتهاء من افتتاح مشروع المحميات





عودة الى التكاثر في محميات صناعية تم زرعها داخل المياه