المفكرة الثقافية

   المفكرة الثقافية
        

الكويت

معرض لهواة الطوابع البريدية والعملات

          ضمن لوحة فنية صغيرة المساحة متناسقة الألوان صمم الطابع البريدي ليجوب العالم شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، يحمل أعلام دول، وشعارات أمم، وصور قادة ومشاهير، اعتلى الجهة اليمنى لمغلف رسالة يحتضن كلمات خطها إنسان ليقرأها آخر في مكان ما. قبل 23 عامًا، أقامت وزارة المواصلات معرضا بمناسبة مرور 50 عام على إصدار طوابع خط عليها اسم دولة الكويت، وكانت مجلة العربي شاهدًا حيًا على قصة طابع البريد في الكويت، فأصدرت في عدد اكتوبر 1976 استطلاع «بريد الكويت» والذي يعرف القارئ بنشأة الخدمات البريدية في الكويت، وإصدارها لأول طابع بريد رسمي. واليوم وبعد مرور عقود من الزمن نتوقف عند معرض لهواة الطوابع البريدية والعملات القديمة الذي نظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بقاعة أحمد العدواني، للمرة الأولى وبوجود الجمعية الكويتية لهواة الطوابع والعملات النقدية.

          وفرضت الطوابع البريدية والعملات القديمة قيمتها بين مقتنيها، الذين أصبحوا يتنافسون في الحصول على أقدمها على الرغم من أسعارها الباهظة، ففي مساحتها الصغيرة تخفي تاريخ دول وثقافات شعوب، أجمع الهواة المشاركون في المعرض على إبراز التطور التاريخي لهذا الجانب الإنساني مع تقديم نماذج من كل حقبة وعرض موروث أبدعت الأيدي الفنية في تصميمها وصنعها لتعكس تراث كل شعب على حدة.

          اشتملت المجموعات المعروضة من الطوابع على الإصدارات الكويتية خلال 100عام بدءًا من المجموعة الصادرة عام 1923، وتم تصنيفها على هيئة خمس مجموعات، المجموعات الأولى والثانية والثالثة هي طوابع هندية حملت صورة ملك بريطانيا جورج الخامس نظرا للاستعمار البريطاني للهند، وصدرت بـ 16 طابعًا تبدأ من فئة نصف روبية إلى 10 روبيات. وابتداء من عام 1948 إلى 1959 استخدمت الكويت الطوابع البريطانية وصنفت في المعرض بالمجموعتين الرابعة والخامسة وقد اشتملت على عشر مجموعات حملت خمس منها صورة الملك جورج السادس والخمس الأخرى صورة الملكة إليزابيث الثانية، كما رسمت عليها القلاع البريطانية القديمة. وقد أثرت المقتنيات النادرة لدى الهواة المعرض فقد عرض أحدهم طوابع بريدية ملصقة على مغلفات وأظرف مر عليها عشرات السنين أرسلت من الكويت إلى مختلف دول العالم وهي تحمل اسم الكويت. وفي تجولنا بالمعرض اطلعنا على مغلف بريدي صادر من الكويت إلى البرازيل يحمل طوابع هندية ومؤرخ بسنة 1933.

          وفي تسلسل تاريخي لإصدارات الطابع البريدي في الكويت، ظهرت فئة من الطوابع البريدية والتي تحمل صورًا لأمراء دولة الكويت وذلك منذ عام 1947حيث ظهر أول طابع يحمل صورة حاكم الكويت العاشر أحمد الجابر الصباح وقد كان ذلك بمناسبة ذكرى جلوسه على عرش الحكم. ومن الطوابع التذكارية انطلقت الكويت بإصدار طوابع للاستعمال المحلي في العام 1958 وعليها صورة الشيخ عبدالله السالم الصباح، وتلتها طوابع للاستخدام الخارجي صور عليها بعض معالم الكويت (كالسفن الشراعية القديمة والمسجد الكبير سابقا) بالإضافة إلى صورة حاكم الكويت، ويذكر أن هذه الفئة من الطوابع البريدية تم تداولها وهي مسعرة بالعملة الهندية - البيزة -. ولم تتفرد الطوابع البريدية المستخدمة في الكويت بالمعرض، فقد عرضت مجموعة طوابع عربية نادرة من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي وكذلك اليمن والعراق وسورية ومصر ودول المغرب العربي، ومنها أول مجموعة وطنية للعاصمة الإمارتية أبوظبي وهي تحمل صور الشيخ شخبوط بن سلطان، وحرص الهواة على تضمين المعرض بأعداد كبيرة من المغلفات النادرة والتي تحمل طوابع بريدية قديمة وأختامًا كانت خير شاهد على تاريخ ونهضة دول. فبين الأظرف البريدية المعروضة علق طابع بريدي للدولة المصرية وهو يحمل صورة الملك فاروق الذي اعتلى عرش مصر بعد وفاة والده وهو شاب صغير، كما ظهر طابع نادر رسم عليه خريطة واحدة لدولتي مصر والسودان بعد إلغاء معاهدة 1936 ويرفرف عليها علم واحد يجمعهما، وطابع آخر حمل صورة تمثال فرعوني كتب عليه (مصر والسودان تحت تاج الفاروق) يعود تاريخه الى العام 1951. في الكويت ودول المنطقة استخدمت ولفترة ليست بالقصيرة(الروبية) وهي عملة هندية تم تداولها في الماضي، وعرضت بعض منها على هيئة عملات فضية ونحاسية هندية تحمل صور ملوك بريطانيا، إلا أن المؤرخين والعملات المعروضة تبين أن (الريال الفرنسي) استخدم بشكل أكبر ولفترات أطول قاربت القرنين من الزمن، ويذكر أن هذا الريال هو الدولار النمساوي المعروف بـ (ماريا تيريزا) صدر في النمسا عام 1745، وظل استخدامه في منطقة الخليج حتى فترة الأربعينات من القرن العشرين.خصص في المعرض جانبا للعملة الكويتية الورقية والمعدنية، ففي الإصدار الأول عام1960 ظهرت العملة الورقية وتحمل صورة لأمير الكويت الراحل عبدالله السالم الصباح من مجلس النقد الكويتي، وهي جهة أنشأت لتختص بإصدار أوراق النقد والمصكوكات في الكويت وجعل الدينار وحدة للنقد الكويتي الجديد، ومع تطور الحركة المصرفية في الكويت أسس بنك الكويت المركزي ليحل محل مجلس النقد الكويتي، استمر الأول بدوره في الإصدار الأول دون تغيير حتى العام 1970 حيث طرح البنك الإصدار الثاني للعملة وهي تحمل صورة أمير الكويت آنذاك الشيخ صباح السالم الصباح مع توسط اسم الجهة الصادرة (بنك الكويت المركزي) أعلى الأوراق النقدية. وتلا الإصدار الثالث للعملة الورقية في العالم 1980 بعد وفاة الشيخ صباح السالم الصباح، إلا أنها اختلفت جذريا عن سابقاتها فقد حملت شعار دولة الكويت بدلا من صورة صاحب السمو أمير البلاد. ويذكر أنه ظل التداول بهذا الإصدار حتى مارس 1991 بعد تحرير دولة الكويت من الاحتلال العراقي، وتم استبداله بإصدار آخر مطابق تماما له في التصميم فيما عدا تغيير الألوان لكل فئة، وأدخلت التغيرات الجذرية في التصميم مرة أخرى في الإصدار الخامس في العام 1994 ولايزال يستخدم هذا الإصدار حتى يومنا الحالي.

القاهرة

في دار الأوبرا المصرية: اليوبيل الذهبى لـ «العربي» ودور الكويت الثقافي

          شهد المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية ندوة (العطاء الثقافي لدولة الكويت وأثره في الثقافة العربية) كان في مقدمة حضورها أحمد خالد الكليب، سفير دولة الكويت في مصر، ورئيس وفدها الدائم بجامعة الدول العربية، وقدمها الناقد سامي خشبة وكان من فرسانها: الناقد المصري الدكتور محمد حسن عبد الله، والأديب الكويتي سليمان الحزامي.

          وقد حرص المشاركون في هذه الندوة على تحية (العربي) وهي تحتفل بمرور نصف قرن على صدور عددها الأول وحيوا حرص اليونسكو على المشاركة في احتفاليتها بيوبيلها الذهبي في باريس في العام القادم، نظرا للدور الذي قدمته ولا تزال تمثله بالنسبة للثقافة العربية والحضارة الإنسانية.

          وكانت حكومة الكويت قد بادرت بإصدار مجلة العربي بهدف توفير مجلة عربية عالية الجودة تتجاوز الخلافات السياسية والفكرية وتتيح منتدى للحوار وتبادل الأفكار والانتشار على الصعيد العربي وقد ضمت المجلة شخصيات من كبار المفكرين والمثقفين في العالم العربي شاركوا فيها بانتظام بالمقالات والصور. ولم تلبث أن أصبحت تدخل كل بيت يقرؤها فيه الجميع من كل الأعمار في جميع أنحاء العالم العربي، يجدون فيها مادة عالية الجودة من التحقيقات الاجتماعية والاقتصادية والعلمية إلى جانب الشعر والقصص القصيرة والنقد الفني والمقالات المصورة عن المنطقة العربية، ولاتزال «العربي» تتمتع بشعبية كبيرة، ويبلغ توزيعها حاليا 250 ألف نسخة شهريا.

          وعندما تحدث سليمان الحزامي عن بدايات الصحافة والثقافة في الكويت ذكّر بأنه كانت هناك مجهودات فردية تمثلت في إصدار عبد العزيز حسين لـ: (الكويت) و(كاظمة). وأوضح أن الدولة منذ الاستقلال راهنت على الثقافة، وباعتباره أحد المسئولين عن إصدار (الثقافة العالمية) تناول اهتمام الكويت بالترجمة قبل غيرها من الدول، وذكر أن سلسلة (المسرح العالمي) كانت في مقدمة السلاسل التي وفرت للقارئ العربي عيون التراث المسرحي العالمي في لغة صافية. وقد أسهمت أعداد هذه السلسلة في صنع عقل ووجدان معظم الفنانين والنقاد في العالم العربي بل لا تكاد تخلو مكتبة فنية من إصداراتها. وأكد الحزامي أن الكويت لا تسعى مطلقا إلى تحقيق أي عائد مادي من هذه الإصدارات التي تعتبر أن وصولها إلى كل عربي يحتاج إليها هو مهمة قومية.

          أما الدكتور محمد حسن عبد الله الذي خبر الساحتين الأدبية والأكاديمية في الكويت فقد أكد  صعوبة «الفصل بين ما هو مصري وكويتي في مجال الثقافة وغيرها من المجالات، فهناك امتزاج فكري ومزاج مشترك بين الشعبين، لذا فمن الصعب أن نحصر دور الكويت أو مصر في المجال الثقافي، فهما مشاركان معا في توصيل هذه الخدمة لغيرهما من أبناء الدول العربية الشقيقة». كما حرص الدكتور محمد حسن عبد الله على أن يكمل الصورة بذكر دور الأكاديميين المصريين الذين عملوا في جامعة الكويت وأسهموا في تحقيق نهضتها العلمية والفكرية، مؤكدا أن هذا تم لأن الكويت وفرت لهم المناخ المناسب للإبداع والبحث.  وفي هذه  المناسبة أهدى المركز الإعلامي الكويتي بالقاهرة لرواد الندوة نسخا من كتاب (الثقافة الكويتية..أصداء وآفاق) الذي وضعه الدكتور سليمان العسكري بالاشتراك مع عدد من المؤلفين.

          وتحدث د. العسكري في هذا الكتاب عن أربع علامات مهمة ومضيئة في النصف الأول من القرن العشرين: هي إنشاء أول مكتبة عامة في الكويت في عام 1923 باسم (المكتبة الأهلية). وتكوين النادي الأدبي، الذي تأسس بعد تحرك قام به الشيخ عبدالله الجابر مع الأستاذ عبدالعزيز الرشيد وعبدالعزيز العدساني، في عام 1432هـ (1924م). وصدور مجلة (الكويت)، التي أسسها وأصدرها الشيخ عبدالعزيز الرشيد عام 1928، قبل ظهور أول مطبعة في الكويت بعشرين عاما وكانت تتم طباعتها خارج الكويت. وإنشاء إدارة المعارف عام 1936، برئاسة الشيخ عبدالله الجابر الصباح. وهي الإدارة التي تحوّلت بعد ذلك إلى وزارة التربية والتعليم. مستدعيا قول الأستاذ عبدالعزيز حسين: (في هذه الفترة راقبنا الكويت تتفتح على وطنها العربي وعلى العالم، ومن مصر كانت هي همنا الأول... كانت القاهرة زاخرة بالأحداث، ومجمعا للتحركات في كل اتجاه، وعلى الرغم من المعاناة المادية فقد كنا على صلة بالحياة الثقافية وبالإنتاج الفكري فيها، كما كنا على صلة وثيقة بالكويت وأبنائها، نتابع كل كبيرة وصغيرة ونتطلع إلى اليوم الذي نستطيع فيه الإسهام بقسط في بنائها. وكنا نناقش رؤانا وأحلامنا كما يناقش المهندسون خريطة بناء).

          ونوَّه محمد القضاع، المستشار الإعلامي الكويتي بالقاهرة، بهذه المناسبة موضحا أن التقارب والتعاون الثقافي بين البلدين توج بتوقيع اتفاقية للتعاون في هذا المجال في أكتوبر عام 1965 وقد نصت على تبادل الخبرات الإعلامية بين مصر والكويت فضلا عن تبادل الوفود والفرق الفنية. وظل التعاون الثقافي والإعلامي بين البلدين خاضعا لهذه الاتفاقية حتى تم تعديلها عام 1989 لمواكبة التطورات الإيجابية التي طرأت على العلاقة بينهما، كما تم توقيع اتفاق مشترك بين نقابة الصحفيين ونادى الصحافة في كل من مصر والكويت لتنظيم عمل أعضاء النقابتين في البلد الأخرى.

مصطفى عبدالله

فاس

مهرجان ثقافي كويتي تكريمًا لعاصمة  الثقافة الإسلامية

          تعتبر مدينة فاس التي تبعد عن العاصمة الرباط بحوالي 200 كلم شرقا من المدن المغربية العتيقة والتي تحظي بقيمة معنوية كبيرة لدى العديد من المنظمات التاريخية والتراثية، حيث تم تسجيلها سنة 1981 ضمن التراث العالمي الانساني.

          ويرجع تاريخ تأسيس مدينة فاس إلى نهاية القرن الثامن الميلادي إبان مجيء المولى إدريس الأول إلى المغرب سنة 789م، حيث بنيت النواة الأولى للمدينة على الضفة اليمنى لوادي فاس بحي الأندلسيين. وفي سنة 808 م أسس إدريس الثاني مدينة جديدة على الضفة اليسرى لوادي فاس بحي القيروانيين نسبة إلى أصل ساكنته المتحدرة من القيروان بإفريقيا.

          وتوجد بالمدينة جامعة القرويين التي تعد من أعرق الجامعات في العالمين العربي والإسلامي، وهي أول جامعة أنشئت في التاريخ وأقدمها على الإطلاق وقد بنتها فاطمة الفهرية عام 542 هـ، 958 م. وتخرج فيها الكثير من العلماء العرب الاجلاء، وأمام هذا الزخم التاريخي والحضاري الذي تتميز به العاصمة العلمية للمملكة المغربية الشقيقة تم اختيارها هذه السنة لتكون عاصمة للثقافة العربية والإسلامية.

          ومن اجل تكريم المدينة والاحتفاء بها بما يليق بحضيرة علمية وتراثية وأكاديمية قدمت خدمات تربوية كبيرة للأجيال المغربية والعربية، أقام المكتب الاعلامي الكويتي لدى المغرب مهرجانا ثقافيا كبيرا ومتنوعا تكريما لهذه المدينة الساحرة.

          وقال مدير المكتب الاعلامي الكويتي بالرباط محمد الهاجري في كلمة له بمناسبة افتتاح المهرجان: إن «تنظيم هذه التظاهرة الثقافية الكبرى يندرج في سياق مشاركة دولة الكويت للشعب المغربي الشقيق وهو يحتفي بتكريم احدى مدنه التاريخية العريقة».

          من جهته أشاد رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله الدكتور توفيق الوزاني الشهدي في كلمة له بالمناسبة بالدور الطلائعي الذي تلعبه دولة الكويت من أجل النهوض بالثقافة العربية الإسلامية وبمثالية العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين الشقيقين.كما نوه د. عبد الرحمان طنكول في الافتتاح الذي ترأسه عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية ظهر المهراز بأهيمة التبادل الثقافي المغربي الكويتي الرفيع والذي يؤكد مدى رغبة الجامعة في لعب دور ريادي لخدمة الثقافة العربية بشكل عام.

          واعتبر رئيس الجامعة أن المهرجان يعد مرآة مصقولة لقيمة التعاون المثمر بين البلدين والتي تشكل قاطرة حقيقية لإشعاع الثقافة بين المغرب والكويت وفي العالم العربي بشكل عام.وأكد رئيس المركز الاكاديمي للثقافة والدراسات المغاربية والشرق أوسطية والخليجية عبد الله بنصر العلوي بالمناسبة أن إنشاء مجموعة البحث في الادبيات الكويتية انما هو دعوة لملء الفراغ في التواصل بين الادبيات العربية بين الخليج والمغرب العربيين.وأكد العلوي في هذا السياق أن المكاتب الاعلامية الكويتية ترأب الصدع الثقافي العربي وتدعو الى التواصل بين الأدببات العربية وذلك من خلال الأنشطة الخصبة التي تنظمها هنا وهناك.

          وقال إن «دولة الكويت بقدراتها وتوجهاتها قد جعلت الثقافة مجالا للنهضة والتنوير في العالم العربي»، مطالبا بالاستثمار في المجال الثقافي حتى تحقق الرهانات الكبرى.

          كما استذكر الحضور الفاعل لمؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري التي قامت بالعديد من المبادرات المهمة في مجال التربية والتعليم والثقافة، مؤكدا على تمويلها لعدد من الدورات التدريبية في مهارات اللغة العربية وعلم العروض وتذوق الشعر.وقدم رئيس جمعية بلادي للتنمية في فاس سعيد القادري بالمناسبة شهادة تقديرية للفنانة سكينة الكوت والتي اعتبرها الكثير من الحاضرين التفاتة مهمة لفنانة كبيرة عرفت كيف تستميل الجمهور إلى عوالمها الأخاذة بلوحاتها الساحرة.

          وقد تخلل فعاليات المهرجان تنظيم العديد من الانشطة الثقافية والفنية المتميزة من بينها لقاء شعري جميل أحيته العديد من الأسماء المغربية من بينها فاطمة بوهراكة والشاعرة المغربية الاصيلة أمينة لمريني فضلا عن شعراء صدحت حناجرهم بقصائد شعرية راقية مجدت الحياة والوجود، فيما أخرى تغنت بتاريخ الكويت والعلاقات التاريخية والمتميزة التي تربط البلدين الشقيقين تحت القيادة الرشيدة لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وأخيه العاهل المغربي الملك محمد السادس حفظهما الله. كما عرفت فعاليات المهرجان تكريم أكاديميين مغربيين كرسا حياتهما للبحث والدراسة، حيث أثمرت بحوثهما عن تأليف العديد من الكتب والدراسات الاكاديمية القيمة وهما الأستاذان محمد التازي سعود ومحمد عبد العزيز الدباغ.

          وشهدت الفعاليات التي أقيمت بالتعاون مع جامعة سيدي محمد بن عبد الله والمركز الاكاديمي للثقافة والدراسات ومجلس مدينة فاس أيضا تنظيم مسابقة ثقافية خصصت لطلبة الجامعات هناك، حيث قدمت للفائزين جوائز مهمة وهو النشاط الذي اختتم به المهرجان فعالياته.

مصطفى الصوفي

مسقط

الكراسي العلمية في ندوة أكاديمية

          عقدت في العاصمة العُمانية ندوة (دور الكراسي العلمية الثقافية في إثراء الحوار الثقافي بين الحضارات) وحاضر فيها د.عبد الله سعيد المشرف على كرسي السلطان قابوس للدراسات العربية والإسلامية في جامعة ملبورن بأستراليا ود.كارين كريستيان رايدنج المشرف على كرسي الدراسات العربية في جامعة جورج تاون الأمريكية ود.عليان عبد الفتاح الجالودي من وحدة الدراسات العمانية بجامعة آل البيت بالأردن.

          ممثل وزارة التراث والثقافة موسى القصابي تحدث عن أهمية انعقاد هذه الندوة التي تأتي تتويجا لجهود السلطان قابوس وإيمانا منه بالدور الفاعل لنشر التسامح، انطلاقا من الحوار البنّاء الملهم من القيم الحضارية التي تأسست عليها الثقافة العمانية عبر العصور. أما د.كارين كرستينا التي تحمل دكتوراه في اللغة العربية من جامعة جورج تاون بواشنطن عام 1977م، وهي حاليا أستاذ كرسي السلطان قابوس في اللغة العربية منذ عام 2004م، فتحدثت حول دور جامعة جورج تاون في استقطاب عناصر لدراسة اللغة العربية حيث يبلغ عدد الطلاب فيها اليوم 400 طالب أمريكي، وقالت إن كرسي جلالة السلطان قابوس له دور كبير في تشجيع تعليم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في الجامعة، حيث يدرس أولئك الطلاب بهدف التعرف على الحضارة العربية، والرغبة في العمل خارج القطر الأمريكي.

          أسهمت د.كارين كرستينا في تأليف مرجع قواعد اللغة العربية الحديثة، ولها دورة أساسية بجامعة جورج تاون عن اللغة العربية في العصور الوسطى؛ دراسات حول الخليل بن أحمد.بعد ذلك قدم د.عليان الجالودي مدير وحدة الدراسات العمانية بجامعة آل البيت ورقة حملت عنوان (وحدة الدراسات العمانية ودورها في التواصل الحضاري)، تطرق فيها إلى الجهود البحثية لوحدة الدراسات العمانية منذ تأسيسها وحتى الوقت الحاضر، حيث قال المحاضر: تأسست وحدة الدراسات العمانية في جامعة آل البيت في مطلع العام الدراسي 1998م، كثمرة من ثمار العلاقات السياسية المتميزة التي تربط بين السلطنة والمملكة، ومنذ عام 2000 بدأت الوحدة تنظم مؤتمرًا علميًا يدعى للمشاركة فيه عدد من الباحثين سواء من السلطنة أو المملكة الأردنية الهاشمية، أو من مختلف الدول العربية، يشارك بها كل حسب اختصاصه، وقد نظمنا هذا العام ندوة حول العلامة الخليل بن أحمد الفراهيدي حيث اختارته شخصية العام.

          كما تحدث الشيخ حمد بن هلال المعمري وكيل وزارة التراث والثقافة للشئون الثقافية حول أهمية إقامة ندوة الكراسي العلمية والثقافية قائلا: إنها ذات بعد ثقافي وحضاري؛ حيث أنشئت هذه الكراسي العلمية بتوجيهات سلطانية سامية والهدف منها نشر الثقافة العمانية والعربية خارج الوطن العربي كبريطانيا وباكستان وأستراليا، لإعطاء صور حضارية عن الثقافة العربية.

          وتأتي هذه الندوة فرصة للمشاركين في الندوة لفتح باب الحوار المباشر بينهم، والتعرف على تجاربهم وخبراتهم في مجال العمل المختص بدور الكراسي العلمية والثقافية في إثراء الحوار الثقافي بين الحضارات.

          من جهة أخرى قال د.عبدالله بن محمد الصارمي وكيل وزارة التعليم العالي إن هذه الندوة التي تأتى بالتعاون مع وزارة التراث والثقافة ومختلف الجهات المشرفة على كراسي السلطان قابوس في مختلف الجامعات العربية، تهدف إلى جمع القائمين على هذه الدول والتباحث فيما بينهم وإلقاء الضوء على هذه الكراسي للباحثين العمانيين والمثقفين، لبحث سبل تفعيل الكراسي والاستفادة، وتحقيق الأهداف المرجوة.

عبد الله علي العليان

الخرطوم

معرض تشكيلي عن الطبيعة المغربية

          احتفلت الخرطوم وسط حضور مغاربي وإنجليزي وسوداني بالمعرض التشكيلي للأستاذة جوهرة الطيب، رفيقة البروفيسور عبدالله الطيب المجذوب الاديب العربي المعروف والحائز على جائزة الملك فيصل العالمية في الأدب العربي، وقد سعت الفنانة الكبيرة إلى تصوير الطبيعة المغربية لعدد من المدن مثل: فاس وأزمور والرباط وطنجة، شوانة وغيرها. ويأتي هذا المعرض في سياق مسيرة فنية ممتدة بلغت حصيلتها أكثر من ثلاثين معرضا، درجت الرسامة على إقامتها سنويا طوال فترة إقامتها بالمغرب، في صالة المركز الثقافي الإسباني. وقال السفير المغربي إن الفنانة السودانية الجنسية البريطانية الأصل تتمتع بصلات واسعة مع كبارالتشكيليين المغاربة، وأضاف أنها تقتفي أثر الرسامين الكلاسكيين الذين برزوا في القرن التاسع عشر، والذين أولوا اهتماما فائقا بالطبيعة.

          وفي تعليلٍ لاهتمامها بتصوير الطبيعة المغربية قالت «جوهرة»: (المغرب غني بالمناظر المختلفة، والشواطيء الجميلة الممتدة، والجبال التي تزخر بالحياة) وأضافت: (الطبيعة في السودان جميلة ولكن تتوزع قممها الجمالية في مساحة السودان الواسعة مما يجعل الاستمتاع بها جميعا أمرًا شاقًا، بعكس المغرب). وتعتزم الفنانة التشكيلية جوهرة الطيب انجاز معرض عن (الشلالات في السودان)؛ يشمل حتى الشلال الذي غمرته مياه السد العالي. والبروفيسور عبدالله الطيب زوج الفنانة التشكيلية قد تولى منصب مدير جامعة الخرطوم ورئاسة مجمع اللغة العربية بالخرطوم وتوفي في العام 2003م، وقد امتد تأثير العلّامة الراحل إلى دولة نيجيريا معقل الإسلام في غرب إفريقيا وانتقل لاحقا إلى المغرب العربي الضارب في شعاب الزمان حضارة وعلما، و(من البر أن يصل الرجل ودّ أبيه)؛ وجاءت زوجته الفنانة جوهرة تصل وّد المغاربي للعلَّامة بهذه اللوحات،التي تمثل كل واحدة منها معنى شاخصا وتسجل شهادة صادقة؛ على عمق الحياة في المغرب وثرائها، مثلما تشهد هي على (لا شعور) الفنان الذي خطتها ريشته، و(اللاشعور) هو درجة عالية من الإحساس والشعور ولاسيما عند الفنان، فكل شيء في الحياة عنده موقّع حتى التفات الجِيد، لكل رنة وخفقة - عند الفنان - صورة ومثال، ولكل منظر وصورة: معنى ومغزي، سواء بسواء.حتى الجبال في لوحات(جوهرة) جواهر تتلألأ بالخضرة، التي تكسو وديانها وسفوحها، وتضم بين حناياها بيوت أولئك الطيبين الذين تعشَّقوها؛ فلم يطيقوا ابتعادا..يا لجمال أناشيد الطفولة:زارع الحقل في البكور/ أنت للناس سيدُ / من زراعيك للفقير / حبة القمح تولدُ

          التفت (جوهرة) إلى بعض اللوحات وأضافت:(تضم هذه الصالة تصاوير لمدينة فاس وأزمور والرباط وطنجة)، وذكر كل مدينة؛ كان يرحل بخيالي بعيدا عن المكان والزمان الحاضرين، فكلمة فاس عند أهلنا في السودان؛ يترنم معها ببيت من الشعر الذي يتناشده المادحون (نسيم من فاس هب..عطر الأنفاس)، وتنتقل منه إلى السيد أحمد المعقور، الذي كان له الفضل في قيام الدولة الإسلامية في دارفور، التي تلعق جراحها الآن، وكلمة: طنجة، كلمة سر إذا جمعت مع أختهاالآسيوية (جاكرتا): محورطنجة - جاكرتا؛ كما أسماه مالك بن نبي، المفكر الإسلامي الجزائري، هو رمز الوحدة الإسلامية التي ترفض التجزئة والتقسيم لأمة الوحدة والتوحيد.

          المآذن احتلت مكانًا بارزًا في أكثر اللوحات، حتى كأنها موضوع المعرض وعنوانه البارز، فأحيانًا تسيل المدينة تحت المئذنة وهي - من علٍ - ترقب الحياة تحتها؛ وكأنها تقول: (الله أكبر) من كل شيء!

          عندما سألتها عن احتفائها بها وكثرة تصويرها في لوحاتها، صمتت قليلا، وقالت: الفنان يلتزم في رسمه الأبعاد كما هي على الطبيعة إلا أن تضطره ضرورة فنية فيتلاعب بها لإبراز شيء معين، في لوحاتي تبرز المئذنة فيها بوضوح لأنها أعلى بناية في البنايات المغاربية. ولكن لماذا لا ترى حين تنظر للمدائن والقرى إلا قطعة بها مئذنة؟ وهل تحولها للإسلام يدفعها دفعا إلى أن تراها في كل شيء في حياة الناس؟ ولا شك أن المئذنة تعبير عنه، حتى أن كاتبا فرنسيا عنون كتابه الذي أراد أن يخوِّف به من الإسلام «فرنسا بلد الألف مئذنة»!.

محمد خليفة صديق

عمّان

المعرض السنوي لرابطة التشكيليين الأردنيين

          بمشاركة ستة وأربعين فنانا تشكيليا، افتتح في قاعة المدينة التابعة لأمانة عمّان، المعرض العام، الذي دأبت رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين على إقامته سنويا، بمناسبة عيد الاستقلال.

          ويعتبر هذا الحدث، الذي يجمع خيرة النتاج الفني من: (تصوير، وغرافيك، ونحت، وخزف)، الأكثر دلالة على الحركة التشكيلية، وما فيها من تطلعات لما يرصده من تجارب متنوعة، وما يقدمه من الأعمال، التي تمثل مختلف التقنيات.. والصياغات الفنية والعناصر المستخدمة، والمتباينة في جمالياتها وصيغها، لكنها متفقة في موضوعاتها ومضامينها... لفنانين سعوا لتقديم الرؤى المتنوعة في معرض فيه كل أشكال التعبير الفني.

          جولة داخل المعرض توضح هذا المزج الهائل بين كل المكونات الفنية لعالم الفن التشكيلي، فنجد التعبيرية، والرمزية، والواقعية الحديثة، والتأثيرية، والانطباعية، بجوار التجريدية المتحررة من الأساليب التقليدية، والمبنية على علاقات لونية وشكلية بكل ما تحفل به من أبعاد، وأبرز الممثلين على مستوى التصوير والغرافيك والنحت لهذا التيار هم: (رفيق اللحام، محمد العامري، جهاد العامري، جمال بداوي، رزق عبد الهادي، رمضان عطون، عبد الله منصور، عز الدين شحروري، كمال أبو حلاوة، محمد عوض، مها محيسن، وسمر حدادين).

          ونرى الفنان الذي يهتم بمعالجة المناظر الخلوية والريفية المستمدة من طبيعة الأردن، برومانسية حالمة والطبيعة الصامتة، وأبرز ممثلي هذا التيار الفنانين: (بشارة النجار، سناء المصري، سحر قمحاوي، سعاد عقروق، لحاظ أبو كشك، محمد الدغليس).

          وإذا انتقلنا إلى القضايا الإنسانية، يمكن أن نذكر تجربة تقف في طليعة التجارب الأردنية التي تعكس الدراما الإنسانية من مختلف جوانبها، وهي تجربة الفنان أحمد نعواش، الذي يعد بلا جدال الأب الروحي للتعبيرية السريالية في الحركة الفنية الأردنية، هذا الفنان يرى الوطن في صورة الوجوه الشعبية والناس البسطاء، وفي القيم الحركية واللونية والتحويرية التي تتلاءم مع هاجسه في الإحاطة بالحياة الشعبية من مختلف جوانبها...

          وإلى جانب ذلك نرى تجارب تمثل اتجاهات فنية متباينة في اتجاهاتها الجمالية، وفي المستوى الإبداعي... لكنها متفقة في الهاجس، في المضامين والأفكار، ودوافع التعبير، وأبرز ممثلي هذا الاتجاه الفنانون: (جلال عريقات، حسن عبيدة، خولة صيدم، خيري حرز الله، رائد الدحلة، صالح أبو شندي، عبد الحي مسلم، غازي انعيم، محمد أبو زريق، محمد نصر الله، محمود صادق، نصر عبد العزيز، نعمت الناصر، ياسر دويك، ويوسف بداوي).وما يميز معرض هذا العام أنه ضم 100 عمل فني بالإضافة إلى انه يشكل مدخلا لوحدة الحركة التشكيلية الأردنية، وهي الأساس لوحدة الحركة الثقافية التي تجسد وحدة الوطن فكرا وإحساسا وواقعا، يعطي صورة حية عن الحركة التشكيلية الأردنية ومدى تطورها: الحوار بين المدارس... والشخصيات الفنية التي لها تاريخها، وحضورها، وخصوصيتها، ولغتها المتماسكة، حيث يلتقي جيل الرواد رفيق اللحام، أحمد نعواش، عبد الحي مسلم، ياسر دويك، محمود صادق، ونصر عبد العزيز الذي أصبح له تأثير وحضور في مسيرة التشكيل الأردني، مع الفنان الشاب الذي يشارك لأول مرة، في صالة تضم الجميع، وتفسح المجال أمامهم ليتنافسوا بحرية تامة، من أجل الوصول إلى فن له خصوصيته، لكن بصياغة متجددة تجمع الماضي والحاضر وتطل على المستقبل. في هذا المعرض لفت الأنظار مشاركة عدد من الفنانين الشباب وبعض الذين يشاركون لأول مرة أمثال: إبراهيم الخطيب، خلدون أبو طالب، زينة السلطي، صفاء عوض، عبد الرحمن قاسم، عبد المجيد أبو حلاوة، عماد أبو حشيش، غاندي الجيباوي، فواز جفيرات، فايدة حاتوخ، محمد بكر، ومها خوري.

غازي أنعيم

جنين

إذاعيو فلسطين الصغار يطيرون في أثيرهم المحاصر

          للسنة السادسة على التوالي، تنجح مجموعة من الأطفال في «احتلال» إيجابي لأثير محطات مدينة جنين المحلية الأربع، وإن كان لفترة ساعتين من الزمن، فهذا لا يخلو من دلالات. المناسبة هي يوم الطفل الفلسطيني، والأجواء المحيطة بالإذاعيين الصغار توفر لهم فرصة انتقاء موادهم بحرية، فهناك حديث دائم عن اتفاقات حقوق الطفل وقوانينها، ونقل مباشر لواقع مؤلم ومرهون بالاحتلال وممارساته التي لا تتوقف، وبث لوجع الوطن الذي لا ينتهي: فلتان أمنى وفوضى سلاح، حصار دولي مالي، اقتتال شاهده الصغار ببث حي ومباشر على شاشات التلفزة، مشتقات الاحتلال، بطالة وفقر يدفعون ثمنها مرتين، عشرات التفاصيل التي تمنح نصوصهم عنصر التشويق وصلاحية البث المباشر من دون «منتجة».

أول الغيث

          ذات ليل من ربيع العام 2001، أخذت أفكر في الطريقة المثلى التي يمكننا فيها تذكير أنفسنا وغيرنا بيوم الطفل الفلسطيني.

          كانت الخيارات كثيرة، وكلها تنحصر في الاعتيادية الطبيعية أو تكرار تجارب قمنا بتنظيمها لمناسبات مختلفة، كان آخرها النسخة الأخيرة من يوم التضامن مع شعبنا، وهي المحطة التي تشير لقرار تشطير وطننا لنصفين.

          مثلما لاحقنا هذا التكرار في ذكرى نكبة شعبنا، ولولا تلك الدائرة البشرية التي رسمناها على الورق، وشكلت الرقم (خمسين) من أجساد أطفال يافعين لكان كل شيء تقليديًا بامتياز.

          وقتئذ، كنا في اليوم الأخير من مارس وهو أيضا اليوم الذي يلي يوم الأرض، إحدى المناسبات الوطنية التي صار الفلسطينيون يتذكرونها بعد مصادرة الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ في الجليل العام 1976، وسقط فيها شهداء وجرحى. ثم دخلنا في سباق مع الزمن، فعقارب الساعة لا تنتظر الكسالى ولا حتى مناهضيهم، ثم أجرينا اتصالات هاتفية، وحمل البريد الآلي نصوصا أخرى.

          باختصار، نحتاج إلى نخبة من الصغار الموهوبين، الذين بوسعهم إطلاق العنان لأحاديثهم، ونقل مشاعرهم بعفوية وبلا «منتجة» أو فبركة، استحسن الجميع الفكرة التي أطلقناها، وشرعنا بجمع شتات أوراقنا التنظيمية، وراح الصغار يجرون في مقاعدهم الدافئة ومدارسهم المحاطة بالخوف «بروفة» هي الأولى لهم.

          عندما تنظر في وجوههم تعرف حجم الحلم المتراكم في أعماقهم، وتتلمس الطاقات التي يمكنها إنتاج رسائل إعلامية عفوية من «قادة رأي» صغار. وهذا ما حدث بالفعل، منذ ست سنوات، وتحول إلى تقليد سنوي لوزارة الإعلام ومحطات الإذاعة المحلية في جنين وغيرها.

ورشة إذاعية

          تجمّع 18 طفلا وزهرة على طاولة واحدة، تعرفوا على بعضهم، وأسرعوا في استثمار وقتهم، وتلقوا إرشادات عامة من مدربيهم، ثم انطلقوا. كانت طاولتهم تدلل على أنهم في ورشة أو مكان لتحرير الأخبار: أوراق متناثرة ومختلطة، قصاصات من جرائد ومجلات، وثائق خاصة بحقوق الطفل، كلمات ذاتية أنتجها الصغار على عجل، وغيرها.

          من أحاديث الإذاعيين الصغار، الذين توزعوا إلى أربع مجموعات، يمكن الخروج بالكثير من الانطباعات والأفكار، بعضهم أراد أن تكون الموجة الإذاعية هذه السنة مرتجلة، من دون مواد معدة سلفا، آخرون أرادوا أن تكون المواد معدة سلفا كي يخرج البرنامج على أكمل وجه، وفريق ثالث انحاز للدمج بين المكتوب والمحكي.

          بين السطور المكتوبة والشفوية للصغار، تناثرت بسرعة الهموم الكبرى: البعض آثر أن يتحدث عن الحال الداخلي أيضا، بالإضافة إلى قمع الاحتلال الإسرائيلي، أما القسم الآخر فاجتهد بأن يبوح بكل ما يحلم بسماعه، من غير أي نوع من الرقابة.

          طال وقت «البروفة» لساعتين ونصف الساعة، وطالت معها الأفكار التي خرجوا بها لبرنامج إذاعي سيستضيفه الأثير الذي اعتاد الكبار على احتلاله في كل يوم، من دون أي نوع من المراعاة لخصوصية الصغار.

          بممارسات ديمقراطية أيضا، وزّع الصغار أنفسهم لأربع مجموعات، واتفقوا على أن تحمل كل مجموعة أفكارا مختلفة عن المجموعات الأخرى، كي لا يقعوا في فخ التشابه، وحتى يضمنوا إيصال رسائل متعددة للمستمعين في يومهم: الهموم، الأحلام، الواقع، الخيال، التعبير الحر، العفوية، الألم، الأخبار الحقيقية، الأنباء الخيالية، كل شيء ممكن.

          في جنين نفسها، كانت الأنظار تتجه نحو إحياء الذكرى السنوية الخامسة للعدوان الإسرائيلي على المدينة ومخيمها، وكان آخرون يرون أنباء الاقتحام الليلي للمدينة وللاعتداء على مدرسة ابتدائية فيها، فيما ردد فريق ثالث أخبار العودة السيئة للحواجز الإسرائيلية لقطع الطريق على تنقل المواطنين الحر، شمال المحافظة.

          كل هذا والصغار في غرفة يمكن تشبيهها بغرفة تحرير الأخبار الكبرى بمقر وزارة الإعلام.

          انقضى وقت الإعداد والتدريب الذاتي، وجاء اليوم التالي. كان الحال يشبه الانقلاب الأبيض في حياة المستمعين الذين اعتادوا الإصغاء للكبار. ثم حملت المحطات الأربع: البلد، والأحلام، وفرح، وزين عشرات التفاصيل الخارجة عن سياق المعتاد، وبدأت الحكاية.






غلاف عدد قديم من نشرة البوسطة





أول مجموعة طوابع بريدية صدرت للاستخدام في الكويت عام 1923 من فئة نصف روبية إلى 10 روبيات وتحمل صورة الملك جورج الخامس





دنانير كويتية صادرة في فترات مختلفة





د. سليمان الحزامي وسامي خشبة ود. محمد حسن عبدالله أثناء الندوة بدار الأوبرا المصرية





الفنانة التشكيلية الكويتية سكينة الكوت في حلقات نقاش مفتوح في معرضها بمدينة فاس





من أعمال الفنان التشكيلي نصر عبد العزيز





ولوحة أخرى للفنان محمد العامري





طفل فلسطيني خلف الميكروفون





وطفلة تتحدث عن هموم شعبها