عزيزي العربي

 عزيزي العربي
        

  • مساحة

تاء التأنيث أين أنت؟

          في لحظة جميلة كنت أستمع فيها إلى إحدى سهرات الفن الأصيل الإذاعية منذ الستينيات، استفزتني بل نغصت عليّ كلمة كررتها المطربة للجمهور «حاضر» نعم على قدر عشقي للغناء القديم بكل تفاصيله وألوانه على قدر ما حمل إلى ذهني كثيرًا من الأسئلة والسبب تلك الكلمة التي تفوهت بها المطربة منذ زمن بعيد ماضٍ وحاضر وبالفعل هي «حاضر»!

          أعتقد إن لم أكن مخطئة (بالتشديد على تاء التأنيث) أنه وحسب قواعد اللغة العربية تعرب هي: ضمير غائب مبني على الفتحة الظاهرة على آخره في محل رفع مبتدأ، وبما أنها بحكم المبتدأ، فلابد أن يطابقها خبر  المبتدأ وفي هذه الحالة نقول: حاضر: خبر المبتدأ مرفوع بتنوين الضم.

          لكن بعيدًا عن الإعراب وإشكالياته وتنوعاته بين مختلف المدارس النحوية المتعددة البصرية والكوفية.. إلخ، وتماشيًا مع الموسيقى، التي تطرب لها الأذن والمنطق الذي يسلّم به الذهن، لاأشعر بقبول الجملة دون تاء التأنيث، التي أفسد نقصانها روعة الحفل، الأمر الذي دفع بي إلى غلق المذياع والتأمل مليًا في هذه القضية، ليس فكرًا فقط وإنما بمعية القلم.

          قد يصل رد فعل قارئ هذه السطور إلى درجة الاستهجان والغرابة واتهامي بالسطحية والسذاجة والتطرق إلى موضوع تافه جدًا لايستحق الذكر. وقد يصفني البعض بالمعقدة التي تختلق المشاكل من العدم لإثارتها وكأنها قادمة من الفراغ أو من باب التسلية. من ناحيتي أنا وطوال كتابتي لهذا المقال، أتساءل: أمعي حق أن أتصدى بكل هذا الانتباه والأهمية لهذه المعضلة - إن صح التعبير - وهل هي أصلاً معضلة عند الآخرين؟ وما أسباب اعتبارها خارجة عن السرب الموسيقي والذهني والأنثوي على الأقل من وجهة نظري؟

          إن ما حدث في تلك الليلة، التي طمعت فيها بمزيد من الراحة والاستجمام، انقلب إلى العكس وعاد بي الزمان إلى عشرات السنين وعشرات الجمل والعبارات التي كنّا - ومازال كثير من الإناث الآن - ينطقنها وننطقها نحن عالم حواء: ماما جوعان. بابا أنا رايح أزور صديقتي. ماما أنا تعبان. وهلم جرا من الجمل في مواقف مختلفة مازلنا نسمع بعضًا منها في بعض المناطق من عالمنا العربي، ولاسيما غير المتعلمة والنائية عدا الحدود المناصرة لذكورية المجتمع قبل الرجل، وهي لا تعد ولا تحصى في المجتمع الشرقي.

          ما يقلقني بأن إهمال تاء التأنيث ليس أمرًا كان أو يكون - مع الأسف - بل سيكون بشكل مستمر مادام حاضرًا إلى الآن، وفي حال لم نجد له حلاً يدمج تاء التأنيث في صلب خطاباتنا الفردية والجماعية والإعلامية، وفي طيات مناهجنا الدراسية التي نفتقر فيها إلى الحس الأنثوي لا الجمالي، وإنما الواقعي الروحي الذي يعطي كل ذي حق حقه.

مها أبو عين

 

الأجيال الطالعة والقيم

          إنني من قرّاء مجلة العربي الدائمين منذ زمن طويل، لأنها منارة للعلم ومؤسسة للثقافة، لما تشتمل عليه مواضيع متنوعة في الاجتماع والتاريخ والعلوم والشعر والقضايا العامة والاستطلاع وغير ذلك.

          وقد لفت نظري في العدد (579) الصادر شهر فبراير 2007 المقال الذي كتبه الباحث والكاتب والأكاديمي الدكتور فكتور الكك في باب «قضايا عامة» وموضوعه «تربية جديدة لمجتمع مدني فعّال»، فقد وضع إصبعه على الجرح الذي ينزف في معظم البلدان العربية. ويقول فيه: «لاتزال برامجنا ومناهجنا التدريسية الأدبية تقوم على مفهوم ومعيار وضعه لنا ابن سلاّم الجمحي قبل أكثر من ألف عام، وهو شعر لم يُعنَ بصورة عامة، بشئون الناس وهمومهم ومشكلاتهم، فضلاً عن ندرة تطرّقه إلى القيم الاجتماعية والإنسانية».

          في الواقع، نلاحظ ذلك من خلال معظم أجيالنا الطالعة، التي لا تهتم إلى القيم الاجتماعية والإنسانية والأخلاقية. بل يعمّ عندها الكذب والاحتيال والتناحر والبغض لبعضهم البعض. ونلمس أن هذه البرامج القديمة لم تبن المواطن الصالح والإنسان الأصيل المتطور ليفرق بين الصالح والطالح من الأمور. بل تأثر بالنزعة الفردية والأنانية والأصولية والتزلفية، التي أصبحت مذهبًا من مذاهب السلوك. وقد أدّت إلى تفسّخ المجتمعات وعدم حب الأفراد لأوطانهم ولمؤسساتهم الخاصة والعامة، وأصبح عندهم غريزة النهب والتخريب والتكسير.

          لذلك، «أتمنى أن توضع برامج جديدة واختيار الأفضل منها حتى نبني جيلاً من الشباب الصالح ليحافظ بكل صدق وإخلاص على الوطن ومؤسساته».

المهندس وهيب أبو عياش
الشوف / لبنان

 

الصهيونية وصفقة قناة السويس

          قرأت في عدد «العربي» رقم (577) ديسمبر 2006 استطلاعًا عن «قناة السويس ثأر التاريخ» للدكتور محمد المخزنجي. وأود أن أشير هنا إلى علاقة الصهيونية العالمية بقناة السويس حتى تكتمل الصورة، فقد قال فرنسوا جوزيف إمبراطور النمسا للخديو إسماعيل  باشا (1830 - 1895 م) وهو يودعه في محطة القاهرة بعد حضوره حفل افتتاح قناة السويس في 17 نوفمبر 1869: «اسمح لي يا صاحب السمو أن أبدي رأيي الخاص، إن مصر لو كانت في حوزتي لوضعتها بين جفني وأحكمت إغلاقهما حتى لا يراها أحد»، لم يكن فرنسوا جوزيف مغمض العينين حين نطق بهذه الكلمة لأنه قد نظر بعيدًا إلى الأعين التي فتحت على مصر في أرجاء العالم كله ساعة افتتاح قناة السويس.

          كانت ديون مصر في عهد إسماعيل قد بلغت ما يقرب من مائة مليون جنيه، وقد اضطرت أزمة الديون إسماعيل إلى المساومة على بيع حصة الحكومة المصرية من أسهم شركة قناة السوس. علم الصحفي البريطاني فردريك جرينوود محرر «البال مال جازيت» بهذا الموضوع، فبادر إلى اطلاع دزرائيلي رئيس وزراء بريطانيا على الخبر، وتبين من سؤال الخديو أنه صحيح، وأن مصرفًا فرنسيًا عرض على الخديو ثلاثة ملايين وستمائة ألف جنيه ثمنًا للأسهم وهي قرابة 177000 سهم، نحو نصف أسهم الشركة جميعًا وعدتها أربعمائة ألف سهم.

          ولم تعارض الحكومة الفرنسية في عقد هذه الصفقة مع الحكومة البريطانية لأنها كانت محتاجة إلى تأييدها أمام هجمات بسمارك، ومحتاجة إلى معونتها والاشتراك معها في القناة دفعًا لمناوراتها السياسية والاقتصادية حولها وحول غيرها من المرافق الكبرى. فأوعز دوق ديكاز Dicaza إلى المصرف الفرنسي بكف يده عن هذه المسألة، وقدم الصفقة إلى اليهودي دزرائيلي فبادر هذا إلى انتهاز الفرصة، ولم ينتظر موافقة البرلمان بعد عودته إلى العمل من إجازة الخريف، وهي مجازفة نادرة في تاريخ السياسة البريطانية، وأسعفه بنك روتشيلد اليهودي بالمبلغ المطلوب، وهو أربعة ملايين من الجنيهات، وتمت الصفقة في نوفمبر 1875.

          إن الصفقة لم تعقد لمصلحة بريطانيا في الحقيقة والواقع، ولكنها عقدت لمصلحة الصهيونية العالمية. وإذا كانت ظواهر الصفقة، تؤكد أن الحكومة البريطانية هي التي تملك أسهم شركة قناة السويس، فإن بواطنها تدل على أن الصهيونية هي التي مكّنت بريطانيا من ذلك، وهي التي استطاعت أن تشتري لبريطانيا هذه الأسهم.

          وخطاب دزرائيلي إلى الملكة فكتوريا عن هذه الصفقة يدل على كثير حيث يقول: «الآن تمت وهي في يديك سيدتي أربعة ملايين من الجنيهات. وتكاد تؤدي فورًا ولم يوجد غير بيت واحد يعقدها هو بيت روتشيلد، ولقد سلكوا مسلكًا عجبًا، بذلوا المال بفائدة قليلة، وباتت حصة الخديو كلها اليوم ملك يديك سيدتي.

          كان حلم دزرائيلي أن يحصل على أسهم شركة قناة السويس، ولما حصل عليها أخيرًا لم يكتم محاولاته السابقة ولا مقاصده التالية في تصريحه أمام مجلس النواب جلسة 11 فبراير 1876 م فقال: «إنني لم أزل من زمن أوصي بالحصول على أسهم القناة. وقد عقدتها صفقة مالية وسياسية، واعتبرتها صفقة لازمة لتمكين الإمبراطورية. وهذا الذي أعنيه اليوم، وقد ارتاحت إليه البلاد التي تفهمني جيدًا وتقبلته بالغبطة والسرور. أما الذين انتقدوني من أجل هذه الصفقة فهم كما يخيّل إليّ لا يفقهون المسألة على هذا الوجه».

          ودزرائيلي هذا الذي تولى الحكم في بريطانيا من سنة 1874 - إلى سنة 1880 م هو المؤلف المشغول بالحملة على الشرق وفلسطين وسيناء. أحد أبطاله في رواية نانكرد أو الحملة الصليبية الحديثة يتلقى الوحي والبشارة في سيناء. وبطل آخر من أبطاله الصهيونيين في رواية كونجزبي Coningsby يقول: إن الثورة العتية التي تتأهب هذه الآونة في ألمانيا ولا يعرف في إنجلترا حتى الساعة إلا القليل عنها تجري بأعين الألمان. فأنت تعلم يا عزيزي كوننجزبي أن الدنيا يتولى حكمها أناس آخرون غير هؤلاء الذين يتخيلهم من لا ينظرون فيما يجري وراء الستار.وقد زار دزرائيلي مصر زيارة استطلاع، وجاس خلالها من الإسكندرية إلى أسوان.

هدف الصهيونية

          كان هدف الصهيونية العالمية من شراء أسهم مصر في شركة قناة السويس هو تمكين زعمائها من تولي عضوية مجلس إدارة الشركة، والسيطرة عن طريق هذه العضوية على أهم طريق مائي في العالم.

          وقد حدث هذا فعلاً وأصبحت عضوية مجلس الإدارة للشركة من أخطر الأعمال التي توجهها الصهيونية العالمية. ويكفي أن نعلم أن لورد بلفور الوزير الصهيوني البريطاني كان عضوًا في مجلس إدارة هذه الشركة.

          وهذا اللورد هو نفسه صاحب اليد الطولى على الصهيونية. وتصريحه المشهور بمنح فلسطين لليهود أشهر من أن نذكره في هذا المقام.ونحن بعد ذلك نستطيع تفسير جانب من العدوان الثلاثي البريطاني الفرنسي الإسرائيلي على مصر في أكتوبر 1956 على أنه حلقة جديدة من حلقات الخطة الصهيونية، فإن تأميم قناة السويس كان معناه بالنسبة للصهيونية العالمية ضياع نفوذها المادي والمعنوي على هذا المرفق المائي الخطير.

محمود الشرقاوي
الجيزة - مصر

 

عن الخرائط وأهميتها

          لاحظت وأنا من المتابعين لمجلة العربي منذ السنوات الأولى لصدورها، أنه خلال العقود الثلاثة الأولى من عمر المجلة المديد كانت المجلة تتبع سنة حميدة، تمنيت لو أنها استمرت في ممارستها، ألا وهي الحرص على إرفاق خريطة صغيرة للمنطقة التي يتعلق بها الاستطلاع، تساعد القارئ على متابعة المعلومات التي ترد في النص، وتسهم في توضيح ما يرمي إليه. غير أنني وجدت، أن مثل تلك الخرائط لم تعد تظهر بعدئذ مع معظم الاستطلاعات التالية.

          لذلك فإني أقترح إعادة النظر في هذا الأمر، وكلي أمل في أن تستأنفوا سيرتكم الأولى، وتحافظوا على سنتكم الحميدة، وذلك بإرفاق خريطة مختصرة على أن تكون موضحة لأهم المعالم الجغرافية للمنطقة المتعلق بها الاستطلاع مثل: الموقع الجغرافي والنهر الرئيس والمدن المهمة، وطرق المواصلات التي تربطها بالدول المجاورة وبعض مواقع الإنتاج وما إلى ذلك، لاسيما تلك التي يتحدث عنها الاستطلاع.

          ولتوضيح أهمية هذا الاقتراح أسوق، على سبيل المثال، الاستطلاع الذي ورد في عدد يناير 2007، أي العدد 578 والذي يتحدث عن دولة مالي وذلك بدءًا من الصفحة 36، إلا أنني أعتقد أنه لو أرفق مع هذا الاستطلاع خريطة لدولة مالي والدول المجاورة والمحيطة بها، بحدود كل منها الحالية، لاتضح كيف أن مالي تقع داخل وضمن حدود «إمبراطورية مالي» التاريخية، أو «إمبراطورية الذهب»، كما ينعتها الاستطلاع. ويستحسن أن ترسم حدودها ولو التقريبية بخط خفيف وطبقًا لما يتصوره الكاتب، كما يستحسن أن تقع هذه الخريطة ضمن خريطة غرب إفريقيا جنوب الصحراء، أو كما أطلق عليها فيما مضى بلاد السودان أو السودان الإفريقي. وللتوضيح أقول إن بلاد السودان كانت تطلق على البلاد الواقعة غرب السودان العربي وحتى المحيط الأطلسي.

          فلو تم ذلك فإن الخريطة عندها ستسهم بإضافات معلوماتية ثمينة ومختزلة، ويسهل استيعاب وتصوّر ما ترمي إليه من قبل القارئ العادي، وأي قارئ. وفي مثل هذه الخريطة، ينبغي أن يظهر عليها نهر النيجر ابتداء من منابعه في مرتفعات غينيا في غرب الخريطة، كأهم معلم جغرافي وحيوي في المنطقة، وتظهر عليها وعليه مواقع المدن الرئيسة والتاريخية خاصة تلك التي ذكرت في الاستطلاع مثل: تمبكتو وباماكو وسيغو وموبتي وجنة وجاو وبوغوني.

          وفي رأيي أيضًا أن مثل هذه الخرائط التوضيحية ليست ضرورية في الاستطلاعات فحسب، بل يمكن أن تكون ضرورية في بعض المقالات التاريخية والتراثية مثل مقالة خورخي إستيفا للسيد أشرف أبو اليزيد التي وردت في الصفحة 138 من العدد نفسه، أي العربي (578).

          ففي رأيي أن هذا المقال القيم ينقصه أيضًا، حتى يسهل على القارئ فهمه، خريطة لمنطقة شرق إفريقيا تظهر عليها مواقع الدول الحالية: كينيا وتنزانيا ومالاوي وموزامبيق، بالإضافة إلى جزر المحيط المواجهة لها خاصة جزر القمر ومالاجاشي أي مدغشقر. ويستحسن أن تظهر خطوط الحدود بخط خفيف، وتبرز عليها المواقع التاريخية، التي يذكرها الكاتب في الصفحات (من 141 - 143).

          فحين يحكي خورخي في روايته كيف ساهم بحارة عمان بنشاط تجاري وبحري في الشرق الإفريقي، وأثروا فيه لدرجة جعلت سيطرة البرتغاليين في القرنين السادس والسابع عشر تقتصر على السواحل بفضل المقاومة العمانية، ثم تحريرها في القرن التالي، ومن ثم استعادة سيطرة العمانيين عليها ومعاودتهم ذلك النشاط خلال القرن التاسع عشر، حيث أظهر الملاحون العمانيون براعة فائقة في الاضطلاع بمعطيات التجارة الدولية والدبلوماسية  (ص 138 - 140).

          وحينما يذكر أن النواخذة العمانيين أخذوا بالتزاوج مع أهل المدن البحرية، التي استوطنوها وتحدر من سلالتهم الشعب الساحلي أو السواحلي، واختلطت لهجتهم بلهجاتها، مما نتج عنه الخليط اللهجة أو اللغة السواحلية .

          وحينما يذكر الشرق الإفريقي وبلاد الزنج وجزر غرب المحيط الهندي، ويذكر لامو بات وبالندي في الشمال، وممباسا وبيمبا وزنجبار في الوسط، ومافيا وكيلواكيبواتي في الجنوب، فحيثما يذكر ذلك يكون القارئ بأمس الحاجة إلى خريطة شرق وسط إفريقيا ليتتبع هذه المعلومات عليها حتى يسهل عليه استيعابها. 

د. عبدالرحمن صادق الشريف
أستاذ الجغرافيا / عمان - الأردن

 

أعداد «العربي»

          أشكر الجهود المبذولة في نشر الثقافة والوعي بين أبناء أمتنا العربية في ظل هذه الظروف الملحّة والواقع العربي الأليم. منذ نعومة أظفاري وأنا أتابع مجلة العربي بشغف، وأحتفظ بالأعداد بعناية، لكن المشكلة، التي هي بصددها قلّة الأعداد الموزعة على المكتبات، فما إن يصدر العدد الجديد حتى ينفد بسرعة هائلة، لدرجة أنني لم أستطع الحصول على عددي شهري مارس وأبريل 2007، فإن دلّ هذا على شيء فيدل على إقبال المواطن السوري على مجلتكم، وعلى الاهتمام بثقافة الطفل في المنطقة ككل، مما يتطلب النهوض بهذه الحاجة وزيادة الأعداد الموزعة أو اعتماد مبدأ ارتجاع الأعداد، إضافة لضرورة رفع مستوى المعلومات والمحتوى العلمي داخل المجلة، وذلك لاتساع الوعي والمدارك نتيجة حتمية العولمة، وذلك كله باختصار شديد.

شاهر الموصللي

 

خريطة أرض المحشر

          خالص التحية القلبية بمناسبة اليوبيل الذهبي لمجلتنا الغراء التي طالما أمتعتنا وساهمت في الحفاظ على لغة الضاد وإثرائها ووفرت للملايين من قراء العربية - الأغنياء والفقراء - متعة التنقل بين مختلف بلدان العالم والغوص في جميع الحضارات حتى القاع على مدى العقود الخمسة الماضية بالإضافة لتعرضها المباشر لكل فنون العقل البشري وتبسيطها بشكل مذهل - دون إخلال - لقارئ العربية أينما كان على وجه البسيطة.

          وبالنسبة لخريطة فلسطين بين الانتداب والانتهاء - التي هي هدية العدد 582 مايو 2007 فإنني أرجو استكمالاً لجهودكم وجهد د.محمد محمود الصياد أن ينتشر هذا الجهد لتظهر حقيقة المأساة بقدر المستطاع ويكفيكم ويكفي د. الصياد الجزاء الأوفى من الله ولا حاجة لأن أذكر بأنها خريطة أرض المحشر، ثالث الحرمين وأولى القبلتين ومسرى رسول الله.

إيهاب محمد الحمامصي
الدراسات العليا
جامعة الإسكندرية - مصر

 

فتح الأندلس بين موسى وطارق

          قرأت في مجلة «العربي» في العدد (574) سبتمبر 2006 مقالاً للدكتور إبراهيم بيضون في باب (شخصيات) عن فاتح الأندلس «موسى بن نصير التاريخ والأسطورة» وأنا أتفق معكم على أن التاريخ والأسطورة يتجسدان في ما قام به القائد موسى من فتوحات حافلة ومشرفة في بلاد استعصت على فاتحين سابقين، فكان أن أراد فتح بلاد إسبانيا لتحقيق حلم الدولة الأموية وتعويض فشلها في فتح القسطنطينية نظرًا لمناعتها من الشرق، ففكر هو في فتحها عن طريق الغرب بدخوله إسبانيا والتوغل في وسط أوربا حتى الوصول للقسطنطينية ومن ثم فتحها من الغرب - أما أنه الأسطورة فذلك يعود لكثرة الآراء حول نهايته فهناك آراء تشير إلى أنه وقع عليه غضب الخليفة سليمان بن عبدالملك وأنه جرده مما كان معه من أموال وعاقبه وغرمه حتى أنه كان يطوف أحياء العرب مع حراسه ليسأل بعض المال ليفتدي به نفسه، ولبث على تلك الحال حتى توفي في منتهى البؤس، ورأى آخرون أن سليمان عفا عنه وعاش حياة كريمة، فهو بحق التاريخ والأسطورة. ولكني أختلف هنا على أنه فاتح الأندلس وذلك حتى لا نهضم حق أحد ونعطي كل شخص حقه، وإذا كنا وفينا القائد موسى حقه، فلابد أن نوفي القائد طارق بن زياد حقه، فإذا كان القائد موسى هو من فكر وخطط للفتح فإن طارق هو من نفذ، ولا ننسى أن يوليان حاكم سبتة وهو من أرسل لطارق ليعرض على المسلمين فتح إسبانيا وابن زياد من قاد الجيش الإسلامي وعبر به الزقاق «مضيق جبل طارق» وهو من أمر عند وصوله لإسبانيا بإحراق سفنه ويمكن القول إن موسى اختار طارق لهذه المهمة لأن أغلبية الجيش كانت من البربر مع قلة من العرب ولأن البربر لم يكونوا ليقبلوا بسيطرة قائد عربي، لذلك وقع الاختيار على قائد منهم هو «طارق بن زياد» فكان نعم القائد، وكانوا نعم المقاتلين - أما ملحوظتي الثانية عند ذكر أصل طارق فهو أنه من بطون نفرة «بالفاء» وليس نغزة «بالغين».

راندا رفعت الحمداني
طالبة دراسات عليا كلية الآداب
قسم التاريخ - سوهاج - مصر

 

وتريات

  • ذيول

سعادتي
منطق مرفوض لدى البعض
تعاستي
قضية مرحب بها
ورغبة لا تصريح لها بالعلن
مدفونة في قلوب البعض الآخر
الأمر سيان عندي
أن تتملقني النفوس الضعيفة
أو تقذفني الآراء الحاسدة
لأنني في النهاية
أفعل ما يحلو لي
وتلك الأفكار المتأرجحة
المعلقة بين حبلين لا نهاية لهما
يلزمها فقط إعادة الترتيب والتنسيق
على سبيل الحصر لا التعميم
رقصاتي المجنونة
خفية ممنوعة
وفي عالم مترع بالثرثرة
يغريني دون أدنى مقاومة
الإذعان للصمت
تراودني فكرة ماكرة
أن أصنع لنفسي ذيلاً فاخرًا
وأسير على أطرافي الأربعة
ملوحة
لعل إحدى المنظمات تصدفني
فتضمني إلى قائمة المنقرضين لديها
ولعلي حينها قد أشعر بالأهمية
وبنشوة الاعتزاز بين جموع البشر
أليس منطق الذيول هو ما يجعلنا
ننتشي إلى حد التخمة؟!
إلا أنني أخشى أن تسترجع
البراكين السياسية نشاطها
فتتجادل بأسلحتها اللامرئية
وتتزاحم بآرائها الساخنة
لتقذف بضحايا حممها البركانية
في ردهات معتمة رطبة
وتنتهي جميعها إلى أمر واحد
إلى فكرة عصرية واحدة
لطالما اقتلعت رأسي عن جسدي
إلى..
قطعاً إني أتحدث عما عنيته
لكن هل تمنحني الحياة
مزيدًا من العمر
كي أستوعب كل ما سبق؟
وكإنعاش للذاكرة لا أكثر
فالفجوة تتسع

 

سمر أحمد الأمين
الكويت

 

وتريات

  • عبثًا أهرب

عبثًا أهرب من نافذتي
أتحاشاها
أتوارى خلف ثناياها
أتراني أعرف آخرتي؟
عبثًا، أهرب من نافذتي.
أتخيل نفسي عفريتا
أو شطرًا في بيت قصيدة
فأغض الطرف وأنسحب
جملا ونتاتيف حروف
كلمات لما تنطلقُ
وكتابًا يأمل أن يُكتبْ،
سفرًا في منبلج الآتي.
أتراني أعرف مأساتي؟
عبثًا أهرب من نافذتي
أتصفح غيمات، بيضًا
أنقش فوق الثلج العابق حولي
أنقش كنهي.
أنقش وجهي.
أنثر بعض اللون بفرشاتي.
عبثًا أهرب من نافذتي.
من آخذتي.
من ذاك الحلزون الواهي
من ذاك التيهِ.
عبثًا أهرب من نافذتي.
مذْ ترك الصبح عليها لي وقتًا
وكلامًا، في شكل دواة،
وحنينًا لغد موعود
وجريدة سبتٍ، ونواة.
مذْ ترك الصبح عليها لي جسرًا
ومفاتيحًا، وبطاقات عبورْ.
مازال الضوء يعذّبني
ومازلت أنا في الأرض أغورْ.

 

حسام جيفي
اللاذقية - سورية