عزيزي القاريء المحرر

عزيزي القاريء

كرامة الإنسان العربي

كعادة (العربي) في مطلع كل عام تقدم لقارئها عددا ممتازا وهدية صغيرة, وهدية هذا العدد هي لوحة من تصميم الفنان الكويتي وليد الفرهود الذي كتب فيها الآية القرآنية التي مطلعها { ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر البحر ورزقناهم من الطيبات} وهي صيحة تطلقها مجلة (العربي) من أجل صيانة حقوق الإنسان العربي التي أكدها الله في كتابه العزيز . وعلينا أن نعترف أن صون كرامة الانسان العربي يبدأ بالإنسان العربي نفسه, فعليه أن ينتزع هذه الكرامة من الذين يهدرونها, وأن يصون كرامة عقله ولا يسمح له بالاستسلام أمام دعاوى التجهيل والترهيب. والمعرفة هي خلاصه الوحيد من أجل ذلك. ولعل هذا هو الدور الأساسي الذي تجد مجلة (العربي) لزاما عليها القيام به, السعي للتنوير والحث على المعرفة, وقد اقترب رئيس التحرير في مقاله الافتتاحي من هذه القضية حين ناقش كيفية إقامة مجتمع المعرفة وكيف أن هذا هو الحلم الذي يجب أن يؤرقنا لأنه هو العلاج الوحيد لداء التخلف.

وفي هذا الشهر ايضا تقوم (العربي) برحلتين, أولاهما إلى جزيرة بعيدة هي كوبا التي تعد واحدة من آخر المحميات الشيوعية , ويقدم الاستطلاع صورة معبرة عن مدينة هافانا التي تمارس حياتها تحت الحصار منذ عهود طويلة ومع ذلك مازالت تغني وتقاوم , وثانية هذه الرحلات لم تكن بعيدة ولكنها كانت في الكويت, حيث تغوص (العربي) تحت مياه الخليج الصافية لتقدم استطلاعا حول محمية جابر البحرية. التي بدأت الكويت في انشائها للمساهمة في الحفاظ على البيئة البحرية, وكعادة (العربي) في عددها الممتاز فهي تفرد بعضا من صفحاتها لملف مهم, حول مشكلة الآثار العربية المهاجرة ونعني بها تلك الآثار التي تغادر وطننا العربي بلارجعة, وهي آثار لا تهمنا نحن فقط وإنما هي جزء من التراث الإنساني, لذلك فإن اي خسارة فيها هي خسارة لثقافة البشر, ,كما أنها تحمل دلالة مؤلمة على فشلنا كعرب في الحفاظ على ماضينا الذي نتغنى به دون جدوى.

ويحتوي العدد إضافة إلى ذلك على العديد من القضايا والأعمال الإبداعية من قصة وشعر وفن تشكيلي ليؤكد أن هذا العدد الممتاز ليس حجما فقط ولكنه مضمون أيضا.

 

المحرر

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات