عزيزي القارئ

عزيزي القارئ
        

ليالٍ مباركة

          تهل علينا ليال رمضان خيرًا وبركة، فالأيام التي توالي الدوران، والزمن الذي يتبدد من بين أصابعنا، يتمهل قليلاً في هذه الأيام، يأخذنا من لهاث الحياة اليومية إلى  تجربة تجلو الروح، وتصفو فيها النفس المتعبة، ومن المؤسف أننا نثقل أنفسنا كثيرًا في هذا الشهر الكريم، نثقل أجسادنا حين نجمع كل وجبات الطعام في وجبة واحدة، ونرهق عقولنا حين نحول ساعات الليل إلى لهاث خلف المحطات الفضائية، و بذلك نفوت حكمة الشهر الفضيل وجدواها.  إن «العربي» في هذا العدد تحاول أن تقتنص بقية من عطر هذا الشهر، فهي تقدم  ملفًا عن تلك الليالي الرمضانية  من ثلاث مدن عربية، بأقلام  ثلاثة من كبار كتّاب العربية، في كل منها صورة مغلفة بالذكرى والحنين، تختلط فيها  مظاهر العبادة مع  الطقوس والتقاليد الشعبية، وتوضح إلى أي مدى تتغلغل  ذكريات رمضان في طيات الوعي الجماعي للأمة العربية والإسلامية، من مكة قلب الإسلام، حيث نزلت أولى آيات الفتح  في شهر رمضان المبارك، وصعد أول نداءات الحق، ومن القاهرة قلب العرب  التي شهدت مجدها وعزها في ظل الحضارة الإسلامية، ومن مدينة فاس عاصمة العالم العربي في بلاد المغرب، البلد الذي احتضن أهل الأندلس، ومازال يحتضن الغرباء، من كل هذه المدن تجمعت تلك الصور الأدبية الجميلة، الناصعة الأسلوب.

          ويلقي رئيس التحرير في افتتاحيته لهذا العدد  الضوء على ثقافتنا القومية وصراعها من أجل الحفاظ على هويتنا في مواجهة تيار العولمة  الذي يسعى لالتهام الثقافات القومية من أجل تنميط العالم في نموذج محدد هو النموذج الغربي، ويحاول المقال أن ينزع عن المثقفين العرب حساسيتهم المفرطة في كل ما يتصل بالثقافة العربية والخوف عليها من مواجهة الثقافات الأخرى والقدرة على التفاعل معها على قاعدة من العدالة الثقافية، واحترام تعدد الهويات في الكيان العالمي للبشرية.

          وتواصل «العربي» نشر القصص الفائزة في مسابقة قصص على الهواء، وهي المسابقة التي أقامتها بالتعاون مع هيئة الإذاعة البريطانية, بحيث تقوم «العربي» بجمع كل القصص التي تصل إليها من كل القراء العرب، وترسلها إلى أحد كبار الأدباء أو النقاد المتخصصين ليقوم باختيارالقصة الفائزة منها، ثم ترسل القصص الفائزة إلى إذاعة الـ«بي. بي. سي» العربية لإذاعتها، كما تقوم «العربي» بنشرها ودفع المكافآت للفائزين، وسوف يجد القارئ في هامش القصص خبرًا عن التوقف المؤقت عن الإذاعة. ويبدو أن هذا التوقف كان قصيرًا جدًا لأن القصص تذاع الآن بانتظام يوم السبت من كل أسبوع ضمن برنامج بي.بي.سي إكسترا، و«العربي» يسعدها مواصلة هذا المشروع الحيوي الذي يهدف إلى خدمة كل الموهوبين الشبّان من كتّاب العربية.

 

المحرر