عزيزي العربي

عزيزي العربي
        

  • تعقيب

          قرأت في العدد (579) فبراير 2007، من مجلتنا «العربي»، عرضا لندوة «الثقافة العلمية واستشراف المستقبل»، ولفتت انتباهي هذه الجملة «... لاسبيل إلى الهروب»، كما قال صاحب التقديم «من الاعتراف بأن المواطن العربي يعاني حال متراكمة من الجهالة العلمية، فلا مناخ محفزًا، ولا ثقافة علمية حاضنة، وفي ظل تقهقر غير مسبوق، سوف يؤدي إذا ما استمر على الوتيرة نفسها إلى إرجاعنا للحياة في كهوف الماضي..».

          وهنا بالضبط تساءلت بُعيد قراءتي الأولى، متى كان يا سيّدي الفاضل ماضينا كهوفًا؟

          إن علمنا في دنيانا وآخرتنا كان كهفًا نيّرًا بظُلمته، وبه نزلت أول آية في القرآن الكريم اقرأ باسم ربّك الذي خلق  إلا إذا لم تكن ترى - مثلنا - أن العلم والقراءة وجهان لعملة واحدة. وأنا متيقّن كل اليقين، ومؤمن كل الإيمان بأنّ النقد أساس كل عمل، فضلاً عما إذا كان هذا العمل علمًا، ولا قوام لعلم إلا بالنقد. وفي الأخير تحضرني تلك الكلمات، التي تمثل عصارة جهد جهيد، فلم تكن الثقافة العربية، كما يقول الدكتور عبدالعزيز حمودة في كتابه «المرايا المقعّرة» إذن مفلسة، ولم يكن العقل العربي، قطّ، متخلّفًا. كل ما حدث أننا في انبهارنا بإنجازات العقل الغربي، وضعنا إنجازات البلاغة العربية أمام مرايا مقعّرة صغّرت من حجمها، وقلّلت من شأنها».

العيد بالح
البليدة / الجزائر

رسالة الفن السامية

          طالعت مقال د. بركات محمد مراد «الموسيقى بين الطبيعة والفن» بالعدد (581) أبريل 2007، واستوقفني قوله «ففي الموسيقى، وفيها وحدها تقريبًا يمكن للفنان أن يخاطب جمهوره مباشرة من دون تدخل وسيلة للاتصال تستخدم بشكل عام في أغراض أخرى». وكأني به من خلال عبارته تلك يريد أن يسحب البساط من تحت كل الفنون الأخرى، إذ إن الفن - بصفة عامة - رسالة سامية قد تتغلب أحيانًا على رسالة العلوم المادية. إن الشعر والموسيقى والرسم والتمثيل والنحت والتصوير وغيرها من الفنون لا تقل أهمية عن الكيمياء والفلك والرياضيات وعلوم الطبيعة، ولا نستطيع أن ننكر أن الموسيقى اليوم قد صارت علاجًا يعالج به المرضى في الدول المتقدمة، وما أحوجنا نحن في هذا الزمن الصلب إلى تلك الفنون الثرية، التي تبعث السكينة في النفس، وتصل أوامر الأحاسيس والمشاعر النبيلة بيننا، وهانحن المصريين نتواصل مع تاريخنا القديم من خلال تلك النقوش والرسوم، التي تركها أجدادنا على جدران المعابد، وتلك التماثيل الرائعة التي تشهد بعظمة تلك العقول، التي بهرت العالم أجمع، فلقد كان للفن لديهم قيمة كبرى لا تتضاءل بأي حال من الأحوال أمام قيمة العلم والفكر، فإن مَن تركوا تلك النقوش والتماثيل هم أنفسهم الذين مازالوا يحيّرون العالم أجمع بسرّ فن التحنيط الذي لم يتوصل إليه حتى الآن بالرغم من هذا التطور الهائل في كل مجالات الطب والوراثة والهندسة الجينية، وعلى مدار التاريخ البشري، كان الفن ولايزال الخيط الواصل بين الشعوب والحضارات متأثرًا ومؤثرًا به، فلم تزل «الجيوكندا» تحيا بين العالم وكأن «دافنشي» قد نفث فيها روح الحياة الأبدية، ولم نزل نتعلّم الحب العذري من «كثير عزة، وجميل بثينة»، وكأن شعرهما قد صار قانونًا للعشاق، ونبراسًا يهتدون به، ولم يزل «بيتهوفن» الأصم سرًا من أسرار العبقرية بموسيقاه الحانية، التي لم تزل تحيا بيننا، ولم تزل «سلمى كرامة» تحيا بيننا بالرغم من «الأجنحة المتكسّرة» وقلب «جبران» الغارق في دوامات الشجن على أنغام الموسيقى الجنائزية.

          إن الفن تعبير عن معنى - على حد تعبير إحسان عبدالقدوس - وكل ما يُثيرك ويؤثر فيك من الفن هو معناه، ولا يوجد فن بلا معنى، لا توجد موسيقى بلا معنى، ولا رقص بلا معنى، ولا أدب بلا معنى، وقد يكون معنى وضعيًا أو تعبيريًا، أو معنى واقعيًا، أو معنى رمزيًا، ولكن هناك دائمًا معنى لكل فن.

أشرف محمد قاسم
إيتاي البارود - البحيرة - مصر

المسلم فنانًا

          أسعدنا في مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية باستانبول (أرسيكا) التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي تسلم هديتكم الكريمة في العدد (583) من مجلة العربي الخاصة بشهر جمادى الأولى 1428 هجري / الموافق شهر يونيو 2007، وما حواه من استطلاع شائق بأسلوب سلس، وغنيّ بالعرض المتنوّع الذي أورده حول فعاليات المؤتمر الدولي للسياحة والحرف اليدوية، وفعاليات المعارض المتعددة للحرفيين في مواقع العمل، وروائع الفنون والحرف الإسلامية، وجوائز الابتكار في القطاع للمبدعين من الحرفيين والحرفيات.

          وبقدر ما أبهجنا العرض الطيّب والأسلوب السلس للصياغة والمحتوى الذي أجاد فيه الأستاذ أشرف أبو اليزيد، نقل القارئ إلى مكان الحدث، وتلمّس الإحساس الحياتي والنوعي للنفس الذي كانت تبثّه الحياة اليومية لهذا الحدث، فقد نقلنا مصوّركم البارع بهذه اللقطات الحيّة، التي أعادتنا لنعيش الروح الإنسانية، التي آلفت بين هذه الجموع من المبدعين والفنّانين من دول الخليج العربي وجمهوريات آسيا الوسطى، وجنوب إفريقيا والمغرب العربي، وجنوب شرق آسيا واليابان والمشرق العربي، فكانت صورًا معبّرة تبرز الإبداع الإنساني لهذه الأمة، وفي الجوانب التي تميّزنا عن المجتمعات الأخرى، وتتمثل بوحدة الروح التي تصبغ الفنون والحرف اليدوية في العالم الإسلامي.

          نهنئكم على هذا الموضوع الشائق، وهذه التغطية الرائعة، التي ساهمتم من خلالها في عدم إبقاء هذه الفعاليات حبيسة الأوساط الأكاديمية والنطاق المحدود للعاملين في القطاع فقط، بل نقلتموه إلى قارئنا العربي في كل بقعة من بقاع العالم، مقدّرين هذه اللفتة الإنسانية لكم، والتي تعبّر عمّا تحمله رسالتكم الإعلامية والتثقيفية من جديّة في التعامل مع قضايا التعريف بالتراث الحضاري الإسلامي، والشخصية الثقافية لحرفيي العالم الإسلامي.

د. نزيه معروف
رئيس برنامج تطوير الحرف اليدوية
مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية باستانبول

عن السيرة الذاتية

          استوقفني عرض الكاتب بندر عبدالحميد بتجربة الكاتب الأمريكي أرسكلين كالدويل وذلك في العدد (576) نوفمبر 2006، وهو من ترجمة معين الإمام عن دار المدى في دمشق، غير أنه توجد له ترجمة سابقة وبعنوان موحٍ وجميل عن سلسلة كتاب الهلال العدد (482) عام (1991) وهي «كيف أصبحت روائيًا» ترجمة المرحوم أحمد عمر شاهين.

          مازلت أذكر ذلك اليوم الشتوي البليل حين اقتنيت بيدين مرتعشتين هذه السيرة الذاتية وكتاب «مدخل لتجربة عبدالرحمن مجيد الربيعي القصصية في 83 حوارًا». كنت ومازلت مفتونًا بكتب السير الذاتية، وقادني شغفي إلى بعث دار ومركز لنشر وتوثيق كل ما يتعلق بهذا الجنس الأدبي الممتع. لكن بعض صغار الموظفين في وزارة الثقافة التونسية حالوا دون إتمام هذا الطموح. وبعد سنتين من الكفاح والتحضير ومراسلة الكتّاب والمترجمين العرب، ونظرًا لغياب الدعم، اضطررت إلى إغلاق هذه الدار متكبّدًا خسائر مادية وصلت إلى 12 ألف دينار تونسي.

          منذ سنتين قرأت خبرًا صغيرًا هو اتفاق مؤسستي نشر عملاقتين على بعث سلسلة تهتم بالسيرة الذاتية، تبسّمت بمرارة، وأيقنت أن أفكارنا في النهاية قابلة للتحقيق. كنت أحلم بجمع كل السير الذاتية العربية، والتي ترجمت إلى العربية، وإحداث نواة بحث في هذا الفرع الأدبي، وإرساء جائزة أفضل سيرة، لأن الزمن العربي والشباب العربي في حاجة ماسة إلى ضخ هرمون الثقة في النفس والصلابة والمثابرة والإقدام. وليس أفضل من أفذاذ الإنسانية وعباقرتها وأدبائها وفنانيها، ليرووا لنا وينيروا لنا ما أعتم من جنبات حياتنا.

          حين قرأت «كيف أصبحت روائيًا»، أصابني إحباط، كنت أعتقد أنه على كاتب السيرة الذاتية أن يتحدث عن مراحل تكوينه الثقافي والروحي، وأثر بيئته على هذا التكوين، لكنني لم أجد أثرًا لذلك، فركنت الكتاب حانقًا، معتقدًا أنني وقعت في فخ العنوان. والغريب في الأمر أن السيرة الذاتية، التي أحبطتني في القراءة الأولى ورفضتها رفضًا باتًا، هي التي ستكون رفيقة دربي، وقممًا شامخة أرنو إليها في وقت الشدة. مثل «تقرير إلي غريكو» لنيكوس كازنتزاكي وهرمان هسه: «سيرة ذاتية» و«الحلم والواقع» نيكولاس برد يائيف، وكففت بعدها أن أتسلط على نصوص السير الذاتية، وأن أتوقع تقارير عن حياة المبدعين. إن لكل إنسان الحق في كتابة حياته كما يراها.

          إن ما غاب عن عرض هذه السيرة الذاتية الرائعة والتلميح إلى أنّ أرسكين كالدويل قدم لنا نحن الكتّاب درسًا في الصلابة والإرادة وأهمية أن يكون الإنسان ما يهواه ويرغبه.

عماد شقشوق
صفاقس - تونس

الرجوع إلى الخلف

          في مقاله الصادر في العدد (576) نوفمبر 2006م، طالعنا الحبيب الجنحاني بمقال بعنوان «التنويريون العرب والدولة المدنية»، مس فيه حلم النخبة الفكرية والسياسة العربية في سبيل بناء الدولة المدنية، والقائم على الدستور، واحترام الحريات، وحقوق المواطنة، أرجعه إلى أوليات القرن التاسع عشر في محاولة منه لعقد مقارنة مباشرة بين ما مضى والأحداث الآن، غير أني رأيت أن المقارنة غير منصفة في بعض النقاط وهي كالآتي:

          1 - إن الصيحة الفكرية والثقافية والاجتماعية والسياسية، والتي أطلقها وحمل لواءها رجال تخصصوا في المجالات السابقة لم يحدث بينهم وبين مجتمعاتهم - يومًا ما - عملية فصل بائن كما الواقع الآن، فقد توافرت أسباب التضافر والتضامن بينهم وبين مجتمعاتهم، فقد أطلقوا صيحاتهم التنويرية من خلال الندوات الشعبية ومراكز الثقافة ودور العبادة والمقاهي الشعبية. من هنا حدثت عملية تلاحم بين جميع طوائف المجتمع أو على الأحرى تأثير وتأثر وثقة مفتقدة الآن.

          2 - تقديس العلم واحترام رجال الفكر والثقافة يعد سببًا رئيسيًا في حدوث هذه الطفرة الفكرية فعلاقة المثقف - كما هو معروف - بالسلطة في المجتمع العربي والإسلامي لم تكن وليدة العصور الحديثة، فرجل العلم كان ولابد أن يستمد قوته ويفرض نفسه على السلطة من خلال الإرادة الشعبية، على عكس رجال السلطة الآن، حيث إن السلطة في كثير من الأحيان تقرّب إليها من توائم أفكارها وتطلعاتها الفردية، مما جعل المجتمعات العربية الآن تنظر إلى مفكريها نظرة عابرة لا تحمل أي ملامح أو معطيات.

          3 - أن الكوكبة الفكرية ومؤلفاتهم، والتي أشار إليها - الكاتب - في مقاله، جددت من خلال مؤلفاتها حياة مجتمعاتها فكريًا وسياسيًا وثقافيًا واجتماعيًا مع ما كانت فيه من قيود استعمارية في الوقت ذاته، والذي اختلفت فيه نوعية الدراسات في عصرنا الحالي إلى آليات مستحدثة مفتقدة إلى أي تجديد فكري وعقلي في مدارسنا وجامعاتنا العربية، فسيل الحداثة متمثلة في آلات إلكترونية جامدة، انصبّت عليها العقلية العربية، وتركت ماعداها، ونحن لا نعيب هذا التقدم الإلكتروني، فهو مطلوب بقدر ما نعيب إدارة ظهورنا عن باقي العلوم.

          4 - إن القضايا الفكرية والتي أطلقها رجال الفكر في ذلك الوقت، بداية من الشيخ العطار والطهطاوي، ومحمد عبده وغيرهم. كانت تحمل في طياتها تجديدًا فكريًا خلاقًا ومثمرًا، خلافًا للآراء الفردية العقيمة، التي يطلقها البعض الآن، والتي تأتي مناهضة لقواعد دينية ثابتة، أو لعادات أصيلة في مجتمعاتنا، ومن ثم تلقى النفور وعدم الرضا من المجتمعات العربية والإسلامية.

          5 - لاشك أن الفئة الثانية والتي أشار إليها الكاتب بكونها معارضة للسلطة بسبب مواقفها الإصلاحية بداية من الإصلاح السياسي والقائم على احترام حقوق المواطن وحرية الأفراد، تحوز رضا وقبول جميع طوائف المجتمع العربي، فالشعوب بفطرتها تبغض الاستبداد المطلق، فعلى حدّ تعبير الكاتب - لابد أن يخطو المجتمع العربي والإسلامي خطوات ثابتة فوق درب الحداثة الحقيقية بتغيير الأوضاع السياسية، وبعث مؤسسات دستورية قائمة على العدل السياسي. في نهاية المطاف، فإن الحريات المنشودة وحقوق المواطنة والحركات التنويرية والعدالة الاجتماعية، وما تصبو إليه النفس العربية، كل ذلك أصبح شيئًا محالاً في حياتنا العربية، فما عادت تنتظره المجتمعات في ظل سياسة الرجوع إلى الخلف.

أسامة صلاح علي
الأقصر / مصر

ألحان السنباطي الخالدة

          قرأت بمجلة العربي (العدد 580 مارس 2007)، ضمن ملف العدد عن الموسيقار «رياض السنباطي» مقالاً لـ د. نبيل شورة، ورد فيه أن السنباطي قد لحّن من الفترة (1949 إلى 1960) لأم كلثوم مجموعة كبيرة من الأغنيات، ولكنه ذكر بعض الأغنيات، التي تم تلحينها فيما بعد عام 1960، وهي كالتالي: «حاسيبك للزمن» ألحان عام 1962، و«القلب يعشق» عام 1972، «لسه فاكر» عام 1963، «وأقول لك إيه» عام 1965، وقصائد «الأطلال» 1966، و«أقبل الليل» عام 1969، «من أجل عينيك» عام 1971.

          أما قوله إن السنباطي بدأ تلحينه لأم كلثوم منذ عام 1936، بلحن «تهاجريني»، فنحن لا نعرف أغنية لأم كلثوم بهذا الاسم، علاوة على أن أول لحن لأم كلثوم من ألحان السنباطي كان طقطوقة «على بلد المحبوب وديني» عام 1935 بعد أن غناها عبده السروجي، وأعجبت بها كوكب الشرق، وقصيدة «كيف مرت على هواك القلوب» عام 1935، وتلاها «النوم يداعب عيون حبيبي»، واستمرت مسيرته مع أم كلثوم لما يقرب من أربعين عامًا.

مراد مهران
مصر - أسيوط

خريطة فلسطين

          شعور غريب ذلك الذي انتابني مباشرة بعد فتحي لخريطة فلسطين العربية قبل النكبة، والتي كانت هدية مجلة العربي لقرّائها في عددها رقم 582 لشهر مايو 2007، بحيث اهتز جسدي كله، واقشعرّ بدني، وشعرت وكأن فلسطين قد عادت إلينا وأنا أتجوّل فيها وفي مدنها وقراها ومداشرها.

          إن تلك الخريطة الهدية أحيت فينا الأمل من جديد في إمكان عودة فلسطين المغتصبة مثلما كانت أيام زمان، بالرغم من السحب القاتمة التي تعكّر الأجواء الفلسطينية في الوقت الحالي.

          والأكيد أن شمس الحرية والاستقلال ستسطع على فلسطين الحبيبة اليوم أو غدًا، لأن الحياة علّمتنا أن الحق هو المنتصر في النهاية في أي حرب له مع الباطل، وأنه مهما طال الليل فلابد من طلوع الفجر.

          شكرًا جزيلا لـ«العربي» على هذه الهدية التي لا تقدّر بثمن، وعلى اهتمامها الكبير بالقضية الفلسطينية، التي هي قضية كل عربي ومسلم، بل قضية كل إنسان عاقل في هذا الكون يحب العدل والحرية، ويكره الظلم والتسلّط.

          ملاحظة: نظرًا لإعجابي الكبير بعدد شهر مايو، والخريطة المرفقة معه، وجّهت دعوة لعدد كبير من أصدقائي في الدول العربية لاقتنائه، واقتنيت عددًا آخر بعثته لأحد أصدقائي في الجماهيرية الليبية، وبالضبط في مدينة الزاوية الغربية. بارك الله فيكم وفي جهودكم الطيبة.

العيد بن عامر
وهران / الجزائر

وتريات

هو.....

من زمانٍ يبدو كدمع يسيلُ
فهو تلٌ
من الهموم ثقيل
...........
يجمعُ الكلّ فوق قطرة حبرٍ
ويداوي الجراحَ
وهو العليلُ
............
مالت الشمسُ
في السماء دهورًا
وهو شمسٌ
لوحده
لا يميلُ
..........
يجمع الناس رزقهم في سلالٍ
وهو روضٌ
ثماره
سلسبيلُ
..........
هو والحزنُ
في صراعٍ طويلٍ
هو هابيلُ
والأسى
قابيلُ
............
من زمانٍ
ووجهه والثريا
في حوارٍ
وهمسه
ترتيلُ
.............
هو موسى
عصاهُ تعبرُ بحرا
هو عيسى
ولثغهُ الإنجيلُ
..............
هو كم قالَ
وهو يبدو صموتًا
كجدارٍ
وثَمّ صمتٌ
يقولُ
..............
سألوهُ
وهو السؤالُ
عصيٌّ
هل يجيبُ السؤالُ
وهوَ السئولُ
...............
وكثيرٌ
من الغناء
بكاءٌ
وكثيرٌ
من البكاء
قليلُ
..............
وقصيرٌ طريقنا
مثل نهرٍ
نحو بحرٍ
يسيرُ
مهما
ي..............
...ط..........
......و........
.........لُ.

فاضل عزيز فرحان
شاعر عراقي مقيم في سورية

عطاء المحب

لك من يدي كل ما في يدي فؤادي وروحي وما ارتدي
لك حلتي من نسيج السنين شبابي خذيها ترى مولدي
لك أعصر الروح كي تشربي وتروي عروقك من أوردي
لك كل شيء يطيب لك لك العمر والعمر كي تخلدي
لك نسمة من عبير السحر تداعب زهر الصباح الندي
لك ضحكة يحتويها الأمل تودع عمر الزمان الردي
لك صرت شاعرًا ولو تشعرين بجود المشاعر مسكتِ يدي
لك من حياتي حياة الهوى فأني بها في هواك أبتدي؟


عبدالله مسعد أبو صريمة
[email protected] 

وتريات 

هَالَةُ الشَّمْس

كَيْفَ نَبْقَى هَا هُنَا وَالأَسَى وَالبُؤْسُ عَمّ
يَآ رَفِيقِي صُبْحَنَا هَدَّهُ لَيْلُ السَّقَمْ
حَيْثُ صِرْنَا مُضْغَةً بَيْنَ فَكَّي الأُمَمْ
وَأَنَاسِي قَدْ غَدُوا فِي الفَيَافِي كَالنَّعَمْ
هَالَةٌ فِي شَمْسِنَا لَمْ تَجِئْنَا مِنْ عَدَمْ
قَدْ أَتَتْنَا بِالمُنَى بَعْدَ يَأْسٍ قَدْ أَلَمْ
كَنَسِيمٍ قَدْ سَمَا أَوْ كَعِطْرٍ لاَ يُذَمْ
بَرَزَتْ خُلْتُ العَنَا فِي الدَّيَاجِي قَدْ هُزِمْ
أَسْمَعَتْ دَقَّاتُهَا لَلْمَدَى حَتَّى الأَصَمّ
فَأَزَاحَتْ هَمَّنَا ثُمَّ جَادَتْ بِالدِّيَمْ
فَلنُشيِّدْ مَجْدَنَا رَغْمَهُمَ فَوْقَ القِمَمْ
بَعْدَهَا نَبْقَى هُنَا دُونَ نَزْفٍ أَوْ أَلَمْ
لِيبيَا يَا لِيبيَا عِشْتِ يَاأَحْلَى نَغَمْ


صلاح الدين الغزال
بنغازي - ليبيا






 





خريطة فلسطين (هدية «العربي»)