المُنوَّرُ بيقينِهْ علي منصور

المُنوَّرُ بيقينِهْ

شعر

غرسَ الفسيلةً, وهو يدعُو.
ربِّ اجعلْ هذا عملاً صالحا.
ألقى التحيةَ على الجيرانِ, وابتسامتُه تشهدْ
ربّ اجعلْ هذا عملا صالحا.
أصغى للغريب, ثم أخذهُ نحو القصدِ, وفي السريرةِ
رب اجْعل هذا عملا صالحا.
فاجأ أختَهُ, في البلدة البعيدةِ, بحنانٍ
وخطوهُ يلهجْ
رب اجعل هذا عملا صالحا.
دلفَ خفيفا لغرفةِ المرضى,
وضعَ الزهورَ, وربّت بيمينهِ على الذي في غيبوبةٍ
رب اجعل هذا عملا صالحا.
قال للفريقِ:
لو أننا نحينا الأذى
هكذا
عن حاراتنا, فسنهزمُ الأعداءْ,
وكان قلبه يدقُّ
ربّ اجعل هذا عملا صالحا.
أفسح للآخرِ, في المجلسِ, وهو يُومئُ
بمودّةٍ
رب اجعل هذا عملا صالحا.
كظم الغيظَ في الزحامِ,
وغضّ البصرَ على الرصيفِ,
وفكَّر:
لأُعرِّجَنَّ على المتعففينَ, الذين حبستْهُم الحاجَةْ
رب دُلَّني على خيرٍ
رب واقبله ربي عملا صالحا.
أنهى قصيدتَهُ, والتقطَ الأنفاسَ
ثم تمتَم
ربّ اجعل هذا عملاً صالحا.
ثم غلبهُ النوم تحت شجرة برقوقٍ جافَّةْ,
فرأى العناقيدَ تدنو
ورائحة مؤنثة بيضاء تحمله لسماءٍ قريبة,
حيثُ الناسُ الفرحون يقصّونَ الحكاياتْ
وعيونَهم تلمع بالضحكْ
وكلما تحركت أيديهِم, وهم يقصون الحكاياتْ
حلّقت طيورٌ,
وانبعثتْ مُوسيقى مطمئنةْ,
لتُفتحَ
شُرفةٌ
رحبةٌ,
تطلُّ على ملكوتٍ باذخٍ....لشَهيدْ

 

علي منصور

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات