قـراءَة . .

قـراءَة . .
        

شعر

حاشـدٌ بالـنـاس ِ منْ حـوليَ
في تـلـكَ الـبـلادْ
مَـطـعـمٌ بالـكـاد ِ يُـعـطـيكَ مكانـا ً للجلوسْ
وعلى وقـْـع ِ أغـان ٍ غـجـريـّـة ْ
يأكـلُ الجـمـعُ . . يُـغـنـي ،
وتـمـوجُ الـطـاولاتْ
بـصُـحـون ٍ  وكـئوس ٍ  وخليطٍ  مـنْ لـغـاتْ
يَـهْـزجُ الـجـمـعُ ضَـجـيـجًا ويُـنـادي الـنـادلات ْ
وصَـديـقـي - بـاسـمًا -  يَـنـظـرُ في عَـيْـنيَّ حـيـنًا
ثـمَّ يـرتـدُّ لـجَـمـع ِ الـسـامـرينْ.

***

وقـلـيـلاً. . فـقـلـيـلْ
تـخـْـفـُـتُ الأصواتُ . . يـَـنـفـَـضُّ الـحُـضُـورْ . .
يَـهـدأ الـمَـطـعـمُ . . يَـبـقـى نـَـفـَـرٌ
يَـجـمَـعُ الأشْـتـاتَ ذكـرى بالـصـوَرْ
و( أنـُـوشْـكـا ) تحتَ ثِـقـْـل ِ الـعُـمْـر ِ والجـِـسْـم ِ خـَـفـَـيـفـَـة ْ
تـنـْـقـُـلُ الـخَـطـْـوَ ، وتـبـقـى عـنـدَ بـَـعـض ِ الـجـالـسـيـنْ
وأراها بَـعـدَ حـيـن ٍ ثـمَّ حـيـنْ
تـنـْـثـُـرُ الألوانَ . . تـَـروي . . تـبْـتـسِـمْ  . .
تـَـجْـمَـعُ الأمْـوالَ والإعْـجـابَ
جاءتـنـي وقـالـتْ : أقـْـرأُ الـكـفَّ،
إذا شِـئـْـتَ، فـهَـاتْ.
طالعـتْ كـفـِّي ( أنـُـوشـْـكـا ) بابـتـساماتٍ مُـريـبَـة ْ
طالـعـتـْـني ، ثـمَّ أغـْـضَـتْ :
يـا لـَـدربٍ كـنـْـتَ بالـشـوكِ مَـشـَـيـتْ!
كـمْ طـَويـتَ الـعُـمْـرَ ما بـيـنَ شـَـقـاء ٍ وتـَـعـَـبْ ؟!
ولـمـاذا أنـتَ والـعُـصْـفـُـورُ فـي مَـرمـى حَـجَـرْ ؟!
ولماذا أنـتَ فـي الـيـُـتـْـم ِ رَبـابٌ
سـادرٌ فـي نـَـغـَـم ٍ لا يُـغـْـتـَـفـَـرْ؟!

***

أمْـطـَـرتـْـني بـسُـؤال ٍ وسـؤالْ
واسْـتـلـذتْ طـرْحَ تـلـْـكَ الأسـْـئـلـة
فـإذا كـُـلُّ حـيـاتـي شـَـفـَـرات ٌ وسِـنـان ٌ
وخـوابـي أسْـئـلـة ْ
وكـتـابٌ تـَـقـْـرَأ الأحـداثَ فـيـهِ
وتـُـسـمِّي لي مَـحَـطـاتٍ . .
تـَنادي لي ُرمـوزًا وحُـروفْ
وأنـا مـا بَـيـنَ شـيءٍ  يُـشـبـهُ  الـحُـلـْـمَ
ولا يـشـبـهُ شـيـئـًا في الحـقـيـقـة ْ 
و (أنـُـوشـْـكـا)، دونَ أنْ تـُـدركَ في الـعُـمـق يَـدَيـْهـا،
تـُـمْـسـكُ الـجُـرحَ وتـتـْـلـو ما تـبـقـّى مـنْ جـراحْ
وكـتابـي كـُـلـُّـهُ كـانَ عَـجـيـبَ الـصّـفـَحاتْ
و( أنـُـوشـْـكـا ) طـائـرٌ يـَـرقـُـبُ حَـقـلا ً
مـنْ عُـلـو ٍ يَـحـْـتـرقْ
و يَـرى كـيْـفَ تـُـعِـيـدُ الـنـَّـارُ تـَـشـْـكـيـلَ الـمَـعـَـادنْ
والـلـيـالـي كـيـْـفَ تـَـبـْـدو
حِـيـنَ تـَـرتـَـجُّ مـنَ الـقـاع ِ الـمَـدائـِـنْ .

***

أوغـلـتْ فـيَّ ( أنـُـوشـْـكـا) وتـمـادَت
ثـمَّ ألـقـَـتْ بـفـصُـوصٍٍ. . خـَـرَزاتْ،
قـالت : اخـتـرْ  لـي اثـنـتـيـنْ
فـتـأمَّـلـتُ نِـثـَـارًا من فـُـصُـوص ٍ وخـَـرَزْ
كانـَـت ِ الألـوانُ شـَـتـّى
وبَـريـقٌ كـانَ يـدعـوني إلـى لـونـيـنِ،
فـاخـتـرتُ اثـنـتـيـن ْ
هَـمَـسَـتْ: شـَـيءٌ جَـمـيـلٌ!!
إنـَّـهُ الـحُـبُّ الـذي اخـْـتـرتَ كما اخـْـتـرتَ الـحـيـاة ْفأضِـفْ واحـدة ً أخـرى.

***

عَـلا  كـلَّ مُـحـيـاهـا ابـتـسـامٌ وعَـجَـب ْ،
طـالـعَـتـْـني بارتِـيـابٍ
وبـمـا يُـشـبـهُ أنْ تـَـرثي لـحـال ٍ
فـي طـريق ِ الـتـهْـلـُـكـة ْ
آه ِ، مـا أشـقى الـذي تـخـتـارُ فـي الـحـبِّ !
تـُـريـدُ الـعـِـشـْـقَ حـتى ذروة ِ الـعـِـشـْـقِ..
وحـتى الـمُـنـْـتـهـى.. مـنْ دون ِ حَـدْ؟؟!
وتـُـنادي وردة َ الـنـُّـور ِ لـتـفـْـنى
كـفـَـراش ٍ فـي الـصَّـهَـدْ؟!
آه ِ، مـا أشـْـقـَـاكَ! مـا أغـْـَربَ . مـا أبـْـعـَـدَ مـا تـَـصـبُـو
فـمَـنْ أنـتَ.. ومِـنْ أيِّ بـَـلـَـدْ ؟!

***

صَـاحِـبـي قـَـالَ : دَعـيـهِ ،
ضَـاقـت ِ الأرجـاءُ بـالـحُـلـم ِ
وزهـْـرُ الـنـور ِ يُـفـضي
بـالـذي قـدْ لا يُـضـاهِـيـهِ أحَـدْ.

 

علي عبدالله خليفة