الخائفون من التغيير.. د. أحمد أبوزيد

   الخائفون من التغيير.. د. أحمد أبوزيد
        

الرغبة في استشراف المستقبل، هي إحدى الخصائص المميزة التي ينفرد بها الإنسان عن غيره من الكائنات، وهي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بقدرته على الوعي بالزمن، وإدراك أبعاده الثلاثة الأساسية الماضي والحاضر والمستقبل.

          كما تحتفظ الذاكرة البشرية بأحداث الماضي وينشغل العقل والذهن بوقائع الحاضر ومشكلاته الراهنة تتطلع المشاعر والأحاسيس والوجدانات إلى استشعار إلى أين تتأدى الحياة بالإنسان؟ وأي نوع من الظروف والأوضاع سوف تحيط به في المستقبل القريب والبعيد حتى يهيئ نفسه لتلك الأوضاع قبل أن تدهمه وتصبح واقعًا يحيط به من كل جانب ولا يستطيع الفكاك منها؟ ولم يعجز الإنسان خلال كل تاريخه عن أن يجد الوسيلة والطريقة والأسلوب التى يستعين بها، بغية الكشف عن أسرار ذلك المستقبل والتنبؤ بأحواله ابتداء من ممارسة السحر والتنجيم وما أشبه بهما من الوسائل التي تعتمد على بعض القوى الغيبية التي تتعدى حدود الواقع المشاهد عيانيًا، وصولاً في آخر الأمر إلى الاستعانة بالكمبيوتر وقدراته على الاحتفاظ بقدر هائل من المعلومات والأفكار والخبرات والتجارب، التي يمكن الرجوع إليها بسهولة وقراءتها والاسترشاد بها في تعرف المسارات المحتملة، التي يمكن أن تسير فيها الأحداث ونوع المستقبل الذى قد تنتهى إليه هذه المسارات، بل وقد تحدد له إمكانات التأثير في توجه تلك المسارات لخلق أوضاع مستقبلية معينة تحقق له أهدافًا محددة تتفق مع رغباته وتطلعاته . وهذه تعتبر نقلة نوعية هائلة فى علاقة الإنسان بالزمن إذ بدلاً من أن يكون الإنسان عبدًا للزمن الذي يتحكم فيه كما كان الشأن دائمًا أصبح هو سيد ذلك الزمن والقادر على التحكم فيه وتوجيهه الوجهات التي تحقق له أغراضه ومراميه مستعينًا في ذلك بالنتاج التكنولوجي الضخم الذي أمكن إحرازه في العقود الأخيرة من القرن الماضي والذي لايزال يسجل كثيرًا من الإنجازات في كل المجالات، وعلى مختلف المستويات، مما يعطي الإنسان بعض الشعور بالأمان من مفاجآت المتغيرات الاجتماعية الناجمة عن حركة التغير المستمر والمتواصل، والتي تحتاج إلى تهيئة ذهنية مسبقة حتى يمكن التعامل معها بكفاءة. 

المشروع الألفي

          وليس أدل على الانشغال العام بالمستقبل من المشروع العالمي الضخم المعروف باسم المشروع الألفي The Millennium Project، وهو مشروع واسع المدى، وتبذل فيه كثير من الجهود الصادقة الجادة لمحاولة تعرف الفرص والإمكانات والتحديات، التي يمكن التنبؤ بها في الوقت الحالي. ويصدر عن ذلك المشروع تقرير بعنوان (حالة المستقبل خلال الألفية State of the Future at the Millennium ) يمكن التعرف منه بسهولة على الوضع العالمي إزاء عدد من المشكلات والقضايا المهمة مثل الديمقراطية والتكنولوجيا والجريمة المنظمة وغيرها، ولذا يعتبر هذا التقرير مصدًرا رائعًا لتكوين صورة عامة عما يحدث في العالم وتوقعات الخبراء عن اتجاهات هذه المشكلات على ما تقول إليزابث أولبريشت في مقال لها في مجلة New Communications Review بتاريخ 28 مايو 2007 . ويتعرض التقرير كل عام لخمسة عشر تحديًا من التحديات (الكوكبية) التي تواجه المجتمع العالمي يتولى عرضها عدد كبير من المهتمين بشئون المستقبل وصناع السياسات. ويعترف التقرير صراحة بأن من المستحيل معرفة ما سوف يحدث بالضبط وبدقة في المستقبل، وأن كل ما يمكن التوصل إليه من المعلومات الهائلة، التي يتم جمعها من مختلف أنحاء العالم بواسطة العلماء والباحثين المشاركين من تخصصات مختلفة هو تحديد التطورات المحتمل حدوثها في هذا العالم المتغير والتخطيط لها في ضوء المعلومات المتوافرة، ونوع الجهود التي يجب أن تبذل لتحقيق الأهداف المرجوة ووضع السياسات والمداخل أو المقاربات التي يطلق عليها اسم الاستراتيجيات العليا أو الفوقية Meta- strategies التي تكفل القدرة على التصدى لتحديات المستقبل ومشكلاته. 

مفارقة بيل جيتس

          وهذا لايعني أبدًا أن التوقعات والتنبؤات التي تعتمد على تلك المعلومات سوف تكون صحيحة وصادقة بالضرورة، لأنها كثيرًا ما تغفل بعض العوامل والجوانب الشخصية أو الذاتية، والرغبات والاتجاهات الخاصة، التي قد تؤثر في - أو تتأثر بالأوضاع المتغيرة والمواقف الآنية التي تظهر فجأة، وعلى حين غرة مما يؤدى إلى فشل وسقوط تلك التوقعات، وحدوث مفارقات هائلة بينها وبين ما يتحقق بالفعل على أرض الواقع. ويكفي أن أشير هنا إلى أحد الأمثلة الصارخة. ففي عام 1983 نشرت مجلة FORBES الشهيرة قائمة تضم حوالي أربعمائة اسم لكبار المخترعين وأصحاب الاكتشافات المهمة، الذين أفلحوا في أن يحققوا لأنفسهم شهرة واسعة في مجالات العلم والتكنولوجيا والمال، وتنبأت بأنه لن يفلح أي منهم فى الحصول على أكثر من 125 مليون دولار من مخترعاته وتطبيقاتها المختلفة. وقد استندت في ذلك على المعلومات والأرقام المؤكدة المستمدة من تتبع ودراسة تاريخ الاختراع والمخترعين خلال عقود طويلة. وقد احتل اسم بيل جيتس الموقع الثالث في تلك القائمة التي عرفت باسم THE FORBES LIST. والمفارقة هنا هي أن جيتس أصبح أغنى أغنياء العالم .. والحياة مليئة بمثل هذه المفارقات والمفاجآت التي يصعب تحديدها مسبقًا، والتي تتدخل على غير انتظار لتغيير كل التوقعات المبنية على المعلومات المؤكدة، ولكنها لا تأخذ في الاعتبار العامل البشري المتمثل في إمكان تعديل السلوك الفردي حسب الظروف. وكثيرًا ما يخطئ التكنوقراطيون في اعتقادهم أن العالم بسيط، ومن السهل التحكم فيه والسيطرة عليه والتنبؤ بالتغيرات، التي سوف يتعرض لها وذلك عن طريق الرجوع إلى الماضي ودراسة الحاضر دراسة موضوعية دقيقة، ولكنها تنسى النزعات الإنسانية المتقلبة، والفوارق الفردية، وتباين استجابات البشر للعامل الواحد.

          والواقع أنه على الرغم من كل ما أحرزه الإنسان من تقدم في مجالات العلم والتكنولوجيا، فلاتزال كثير من الشكوك والظنون تساور الأذهان حول مستقبل الوضع الإنساني، خاصة أن ثمة شعورًا متزايدًا بأن هذا التقدم يؤدي إلى عبودية البشر للآلة - حسب التعبير المستخدم في بعض الكتابات في الخارج - وإلى تدهور آدمية الإنسان، وانحسارالثقافة الرفيعة، بل وانهيار الثقافات الشعبية الأصيلة، التي تصدر عن القيم المتوارثة، وتعبر عنها وتحافظ عليها في الآن نفسه، وذلك فضلا عن ازدياد انعدام الإحساس بالأمان إزاء التغيرات الاقتصادية الفادحة، بحيث أصبح من الصعب الاطمئنان إلى المستقبل. وهذا يستدعي في رأي الكثيرين، إعادة النظر في معنى التقدم وارتباطه بمفهوم المستقبل بعد أن فقد المجتمع الإنساني جانبًا كبيرًا جدًا من تراثه وتاريخه وقيمه، التي كانت تؤلف الأرضية الصلبة التي ترتكز عليها الحياة خلال العصور الطويلة الماضية.

مستقبل مثالي

          ومن الطبيعي والمنطقي أن تختلف النظرة إلى معنى التقدم وأساليب تحقيقه والعوامل الكفيلة بتوفير السعادة للإنسان في عالم الغد. وقد انقسم المفكرون إزاء ذلك إلى فريقين: يرى أعضاء الفريق الأول - أو بعضهم على الأصح - أن الصورة المثلى للمستقبل هي الماضي الذي عرفه المجتمع وخبره واستراح إليه، بينما يرى البعض الآخر أنه هو المستقبل الذي يقوم على أساس التخطيط الواعي المحكم الدقيق الذى يسترشد في الوقت ذاته بالثوابت المميزة للحياة الاجتماعية ويتمسك بها، بل ويعمل على ترسيخها. أما أعضاء الفريق الثاني، فيرون أن المستقبل هو التقدم، وأن التقدم لن يتحقق في عالم الغد إلا من خلال التفكير الإبداعي المستقل والارتياد والمخاطرة والإقدام والتجريب، التي تؤدي إلى التغيير الشامل الكلي لما استقرت عليه الأمور. فالتغيير في نظرهم عنصر أساسي ملازم للحياة، بل وللوجود ككل. ومع أن التغيير قد يكون أحيانًا إلى الأسوأ، فإنه يرتبط في الأغلب في ذهن الإنسان بإحراز التقدم، كما أنه يشير ضمنًا إلى رفض الواقع والتمرد عليه والرغبة في الوصول إلى الأفضل . ولقد كان مفهوم التقدم في فترة من الفترات فلسفة للحضارة من منطلق أن التغيير يؤدي بالضرورة إلى الارتقاء بالشأن الإنساني.

أعداء المستقبل

          في عام 1998، أصدرت الكاتبة الصحفية الأمريكية فرجينيا بوسترل Virginia Postrel كتابًا طريفًا بعنوان (المستقبل وأعداؤه: الصراع المتنامي حول الإبداعية والريادة والتقدم (The Future and its Enemies: The Growing Conflict Over Creativity Enterprise and Progress) وهو كتاب جاد يكشف عن الصراع الدائر بين المثقفين حول دور الريادة الإبداعية في تحقيق التقدم الذي من شأنه خلق مستقبل جديد، وموقف المحافظين والأصوليين من الإبداع الفكري الرائد في أمريكا ذاتها. وتذهب الكاتبة في ذلك إلى التمييز بين فئتين من المفكرين تطلق عليهما اسم الديناميين Dynamists والاستقراريين أوالسكونيين Stasists الذين ينقسمون بدورهم إلى أصوليين وتكنوقراط وأن الأصوليين أو الرجعيين يولون أهمية قصوى لمبدأ الاستقرار، بحيث يرون أن المستقبل يجب أن يكون صورة أخرى من الماضي، بينما يؤمن التكنوقراط بضرورة التحكم في عمليات التغيير وتوجيه التقدم حسب خطة مرسومة يضعون هم تفاصيلها ولا يسمح بالخروج عنها لأنها تعكس سياسة الدولة أو السلطة المركزية في المجتمع. وعلى العكس من ذلك تمامًا يعطي الديناميون أولوية مطلقة للتفكير الإبداعي الرائد وللمخاطرة والإقدام والتجريب، ويؤمنون بضرورة العمل على تحقيق التقدم بمختلف الوسائل والأساليب، التي قد لا يخطر بعضها على البال، لأنها تأخذ فى الاعتبار عوامل كثيرة متنوعة ومتباينة تتيح الفرصة للعمل والانطلاق والتأثير. فالذي يحقق التقدم الحقيقي نحو المستقبل هو التفكير الدينامي الحر الطليق القادر على الارتياد والكشف والتغيير. أما المفكرون السكونيون الذين يخافون التغيير وينظرون إليه بعين الشك والارتياب، ويرون أنه لاشيء يتغير في حقيقة الأمر بالنسبة للشأن الإنساني، ويؤمنون بضرورة المحافظة على الأوضاع القائمة والتمسك بالماضي واسترجاعه في كل الأحوال، فهم أعداء المستقبل الذين يعارضون حرية الرأي، ويرفضون الاعتراف بحق الاختيار، ويضعون قيودًا شديدة على التفكير الإبداعي الذي يتجاوز حدود ما ألفوه واستراحوا له ويحرصون على ترسيخه بمختلف الطرق التي كثيرًا ما تتعارض مع العقل والمنطق ومقتضيات الحياة الراهنة.

          وتذهب بوستر إلى أن الصراع القائم الآن بين السكونيين والديناميين - وهو صراع أبدي على أي حال، ونجد له مثيلاً في كل المجتمعات، وإن اتخذ أشكالاً وصورًا وأبعادًا مختلفة - هو الذي يؤدي في آخر الأمر إلى تشكيل المستقبل وتحديد ملامحه الأساسية، وأنه ليس ثمة ما هو أخطر من محاولة تقييد حركة المجتمع والتخوف من التغيير ومحاولات ربط المجتمع بالماضي على اعتبار أن الماضي معروف ومضمون ومأمون، أو وضع إطار محدد لعمليات ومجالات التغيير المدروس والمخطط بحيث لايسمح بالتحرك خارجه.

          وكما يقول إدوارد يونكينز Edward Younkins الأستاذ بجامعة الجزويت في غرب فرجينيا في مقال له بعدد يوليو 1999 من مجلة Free Life إن التغيير الوحيد الذي يتقبله السكونيون هو الذي يصدر عن قوة مسيطرة ومتحكمة تتولى رسم حدوده وتشرف على توجيهه وجهة معينة لتحقيق أهداف محددة بالذات مما يعني وضع المستقبل تحت المراقبة والتحكم فيه إما عن طريق فرض صورة الماضي وقيمه ونظمه وأفكاره والإعلاء طيلة الوقت من شأنه، والتمسك به والدعوة إلى العودة إليه باعتباره يمثل العهد الزاهر ، وإما عن طريق الالتزام بخطط محكمة يرسمها الأخصائيون والمخططون ويفرضونها على المجتمع تحت دعاوى أنهم هم الذين يملكون المعرفة والقدرة على اختيار وتحديد نوع المستقبل الذي يجب أن يعيشه الناس. فالمستقبل في رأيهم ليس ساحة مفتوحة على مصراعيها، وذلك بعكس ما يذهب إليه الديناميون الذين يرون أن من الصعب تحديد شكل المستقبل مسبقًا وأنه عن طريق المحاولة والخطأ وعن طريق التجريب والمنافسة المفتوحة للجميع، وتلاطم الآراء والأفكار يمكن الكشف عمّا قد يكون فى الإمكان معرفته واقتراحه بالنسبة لشكل وأسلوب وطريقة الارتقاء بالظروف والأوضاع الإنسانية في المستقبل. فليس هناك هدف نهائي يمكن التوقف عنده، وإنما هناك فقط عمليات مستمرة ومتواصلة للتغيير، وأنه من دون إقرار حرية الأفراد المبدعين، لن يمكن تحقيق أي تقدم لأنهم هم الذين يقدمون أفكارًا جديدة دون أن تكون مفروضة عليهم، أو خاضعة للمراقبة والمؤاخذة من السلطات السياسية أو الدينية . وبقول آخر، فإن أعداء المستقبل هم الأصوليون والرجعيون الذين يخشون التغيير ويضحون بمبدأ الريادة والمخاطرة والتجريب من أجل المحافظة على مصالحهم الخاصة، ويتمسكون بتصوراتهم وأوهامهم الضيقة التي تحول دون إحراز التقدم، ودون الانفتاح على العالم والإفادة من تجاربه وإنجازاته، كما يدخل في زمرتهم التكنوقراط ذوو النظرة الضيقة المحدودة التي تمنع الفكر من الانطلاق والتحليق في آفاق التغيير الواسعة التي لاتخضع لأية قواعد أو قوالب جامدة تمنع من تحقيق التقدم غير المقيد أو المحدود.

ثقافة التقدم

          فالثقافة الدينامية ثقافة رائدة بالضرورة تقوم على الرغبة في المعرفة وتسخيرها لتحقيق مزيد من التقدم والارتقاء والكشف عن مغاليق الأمور كما أنها تتيح للفرد حرية التعلم من كل المصادر، وتحفزه على مشاركة الآخرين معرفتهم وأفكارهم دون أن يضطر إلى الحصول على موافقة أي جهة أخرى تتصور أن لها حق الرقابة والوصاية على الفكر كما هو الحال في مجتمعات العالم الثالث، وفي النظم التسلطية. فالمعرفة في الثقافة الدينامية كيان ضخم شديد التشعب والتفرع، بعكس ماهو عليه الحال بالنسبة للثقافة السكونية الرجعية المغلقة على ذاتها، التي تنظر إلى المعرفة على أنها مجرد (شيء) ضيق ومحدود ومغلق على ذاته، ولا يكاد يتصل بغيره من الكيانات الثقافية الأخرى المغايرة، خشية أن تتعرض للتغيير وفقدان شخصيتها الجامدة المتوارثة، ولذا قلما تسهم في تشكيل مستقبل يرتكز على مبدأ التجاوب مع متغيرات الحياة. فالرؤية الأخلاقية للديناميين تؤكد - إذن - على الازدهار والتقدم الفردي والمسئولية الفردية، وترى أن الطبيعة البشرية تتحقق على الوجه الأكمل من خلال التعلم والإبداع والتكيف مع العالم . فالتقدم يتوقف على المعرفة والتجربة والاتصال بالآخر والتأثير والتأثر وليس بالانزواء والانعزال والانطواء على الذات وانحصار الفكر والفعل في بوتقة الماضي الضيقة المحدودة والخوف من الانطلاق ومن التغيير الذي هو سنة الحياة وجوهرها.

          وربما كان النموذج المثالي في الوقت الحالي للتفكير الدينامي الذي سوف يميز عالم الغد هو ما يوفره الإنترنت، الذي لايخضع لسيطرة أو تحكم أي قوة خارجة عن إرادة الفرد، كما أن من الصعب التنبؤ بتطوراته المستقبلية، أو وضع القيود على المجالات التي سوف يقتحمها في المستقبل. ومن هنا يعتبر الإنترنت أساسًا لقيام ثقافة مستقبلية جديدة لاتزال في مرحلتها الأولى أو المبكرة، والتي قد تفلح في كسر الجمود الذهني الذي يفرضه السكونيون على أنفسهم وعلى الآخرين. ولكن هذا يتطلب بذل كثير من الجهود حتى يمكن انتشال السكونيين من جمودهم الفكري وتبصيرهم بأهمية التغيير والتغير في صياغة الحياة الجديدة، وتحقيق التقدم دون التنكر للماضي أو إغفاله تمامًا، وإنما إعادة قراءته وتفسيره بقصد إلقاء أضواء جديدة كاشفة عليه بما يثري حياة الفرد والمجتمع، ويرتقي بالوجود الإنساني بشكل عام.

 

أحمد أبوزيد