تربية العنصرية في المناهج الإسرائيلية.. د. لطيف زيتوني

 تربية العنصرية في المناهج الإسرائيلية.. د. لطيف زيتوني
        

          كثيرة هي المسائل التي أشار إليها هذا الكتاب: النظرة إلى العرب، تفوق العنصر اليهودي، النقاء العرقي اليهودي، التمييز بين اليهود وغير اليهود، التمييز يبن اليهود الغربيين والشرقيين، اضطهاد اليهود في أوربا...إلخ. وقد جمعت المؤلفة هذه المسائل في عدد من الفصول، واستعانت عليها باقتباسات من الكتب المدرسية الإسرائيلية.

          ترتيب هذه المسائل في فصول لم يحجب عن القارئ شدة ترابط هذه المسائل، وصعوبة انفكاكها الواحدة عن الأخرى. ذلك أن دولة الاحتلال الاسرائيلي  مشروع صهيوني، أي مشروع سياسي قائم على أيديولوجيا دينية. والتعليم وسيلة أساسية في تنفيذ المشروع الصهيوني،لأن لمناهج الدراسة وظيفتين تعليمية وتربوية. وإذا كانت الوظيفة التربوية في دول العالم المتقدم تسعى إلى تنشئة الأولاد على محبة الوطن والخير والجمال، فإن الوظيفة التربوية، التي حملتها المناهج لدولة الاحتلال الإسرائيلية، سعت إلى ترسيخ المبادئ الصهيونية في النشء اليهودي الجديد. وقد حملت كتب التاريخ هذه المهمة التربوية. فربطت بين اليهود في الحاضر واليهود في التوراة، وبذلت جهدها لترسخ هذا الرابط ليكون يهود اليوم «ورثة» يهود الماضي. وفي هذا الإطار، اعتبرت أن دولة الاحتلال الاسرائيلي  الحالية هي إعادة ترميم لدولة الاحتلال الاسرائيلي  القديمة، وبالتالي استمرار لها بالرغم من انقطاع دام عشرين قرنًا. وركزت على بناء الشخصية الإسرائيلية على قاعدة الانتماء إلى التاريخ اليهودي، والاعتزاز بالمنجزات اليهودية، وتذكّر الاضطهاد الذي تعرّض له اليهود خلال تاريخهم. وركزت هذه التربية على المراحل الابتدائية لأن التلاميذ فيها يتلقون المعلومات بذهن فارغ، فلا يسألون عن صحتها عند تلقيها، ثم تتحول مع الزمن إلى أسس يبنون عليها تفكيرهم. وهذا ما تعتمده الأنظمة العقائدية في العادة.

          من هذه المبادئ أن أرض دولة الاحتلال الاسرائيلي هي «أرض الآباء والأجداد»، وأن واجب اليهود اليوم هو «تحريرها» من «المحتلين». وهكذا يصبح الفلسطيني في نظر الإسرائيلي هو «المحتل» و«المعتدي»، ويصبح الإسرائيلي هو المحتلة أرضه والمعتدى عليه. ومادام الفلسطيني «محتلاً» فلابد من تصويره بصورة العدو ونعته بأبشع النعوت. ولابد من شحن النفوس بالحقد عليه، ثم توسيع هذا الحقد ليشمل العرب الذين يدعمونه ويؤيدونه.

          هكذا ينطلق الإسرائيلي متسلحًا بنظرة فوقية إلى العرب. وفي كتب التاريخ المدرسية دولة الاحتلال الإسرائيلية عبارات تدل على احتقار للعرب ممزوج بالكراهية. فالعرب «زواحف» و«لصوص وسفاحون ومتآمرون» و«إرهابيون» و«قتلة» و«متعطشون للدماء»، وشحاذون يتصدق عليهم اليهود.

سب العرب

          وتربط المؤلفة بين الألفاظ المسيئة للعرب في الكتب المدرسية الإسرائيلية، وتصريحات المسئولين في الحركة الصهيونية، فتشير إلى أن تيودور هرتزل هو أول من نعت العرب بكلمة الأفاعي، وذلك بعد فشل مفاوضاته مع السلطان العثماني عبدالحميد الثاني بشأن إعطاء فلسطين لليهود، لتكون وطنًا قوميًا لهم. كما تربط بينها وبين أقوال المسئولين الإسرائيليين الدينيين والمدنيين والعسكريين. ولكن هذا الوصف لا يقتصر، في الواقع، على الأقوال، بل يمتد إلى المرئي أيضًا لأن الكتاب الذي يحتوي على هذه الأقوال يستخدم في المدرسة، وفي التلفزيون المدرسي الإسرائيلي معًا، وهو كتاب رسمي صادر عن وزارات التعليم والثقافة والرياضة.

          وفي مقابل الحط من قدر العرب، ترفع الكتب المدرسية دولة الاحتلال الإسرائيليية من معنويات الفرد اليهودي، وتصوّره بصورة الإنسان القادر المتميز المتفوق، ثم تسند ذلك إلى المرجع الديني وهو مقولة التوراة أن اليهود هم «شعب الله المختار». والتفوق يكون في مجالات مختلفة، ومنها الغلبة. وقد أوردت هذه الكتب المؤلفة نصوصًا مختلفة للتدليل على هذا التفوّق: «العرب قرب المستعمرة وحولها سرى بينهم حال من الاهتياج وشنوا هجومًا عليها، واستطاع الحارس العبري أن يسيطر عليهم، أما المتسللون فقد أدينوا»(ص71). هذا النص البسيط في الظاهر يخفي مجموعة من المعاني غير البسيطة: منها الإيحاء بأن العرب كانوا يعتدون على مستعمرة آمنة مع أن حقيقة الأمر هي أن العرب انتفضوا ضد قيام هذه المستعمرة الاستيطانية على أملاكهم وفي بلادهم، ومنها الإيحاء بقوة دولة الاحتلال الإسرائيلي القادر على السيطرة على الجموع الثائرة، ومنها الإيحاء بغوغائية العرب مقابل التمدن الإسرائيلي الذي يحتكم إلى القانون فيدين المتسللين. مثل هذه الجمل البسيطة تأخذ مكانها في ذاكرة الأولاد الإسرائيليين ليبنوا من خلالها تصورهم للعرب. ومثل هذه الجملة كثير، وكله يساهم في ترسيخ هذا الفارق بين الإسرائيليين والعرب. من هذه الجمل المحقّرة للعرب أن هؤلاء مستعدون «لكل أعمال اللهو والشغب»، وأنهم «متوحشون»، وأنهم كانوا يتهيبون جماعة الحارس، التي كانت من «الصفوة»، وأنهم تعلموا من أفراد هذه الجماعة «حتى طريقة ارتداء ملابسهم». ومنها أيضًا أن العرب بدائيون، بينما الإسرائيلي خلاق: «العرب ساعدوا في نقل الرمال من مكان إلى مكان،حيث يمتلكون حمارًا لهذا الغرض. نحن جئنا واكتشفنا طريقًا آخر: لننقل الرمال بعربة اليد، وعلى الفور اعتمدنا عربة اليد في أرض دولة الاحتلال الاسرائيلي» (ص86).

ضد اليهود الشرقيين

          والحذر من العرب ينسحب على اليهود الشرقيين أيضًا. وهؤلاء هم من أبناء البلاد العربية في الغالب، ومن أبناء اليمن والمغرب خصوصًا. والتمييز ضدهم صريح في الكتب المدرسية دولة الاحتلال الإسرائيلية: «في السنوات الأولى من القرن العشرين زوّد كل حي بعدد من السكان، كل حي يضم أبناء طائفة معينة أو من بيئة معينة، على سبيل المثال، الطائفة المميزة تسكن في مساكن مميزة، والطائفة اليمنية تستوطن (النحالوت)، وهكذا...»(ص102). والنص التالي يبين أن هذا التمييز سياسة رسمية: «وجدت طائفتان مميزتان، هما: الطائفة السفارادية الهرمة والطائفة الأشكنازية الفتية. وقد اعترفت الحكومة بالطائفة الأشكنازية كطائفة خاصة مميزة. وبخصوص الضرائب والمجازر والمقابر، فقد ضمت كلتا الطائفتين»(ص104). لم يخطر لزعماء الحركة الصهيونية، وهم من طائفة الأشكنازيم (الغربيين)، أن يهود إفريقيا وآسيا سيكونون الشهادة الدامغة على خطأ مقولة «تفوّق العنصر اليهودي»، وأن التفوق لا يكون لشعب، بل لأفراد من كل شعب. ولم يتمكن هؤلاء الزعماء من التنكّر لليهود السفاراديم (الشرقيين) حماية لنظرية التطابق بين الشعب اليهودي والشعب العبري القديم، ومقولة النقاء العنصري اليهودي. لقد وجدت الصهيونية نفسها محتاجة إلى وجود اليهود السفاراديم، ومحرجة بهذا الوجود في وقت واحد. وقد تكرر هذا الإحراج في السبعينيات عند هجرة اليهود السود من إفريقيا إلى دولة الاحتلال الاسرائيلي. وقد يكون هذا التخبط هو ما يفسر سوء معاملة هذه الطوائف اليهودية «غير المتفوقة». لنقرأ هذا النص الذي يصف حال اليهود الذين هاجروا إلى «أرض إسرائيل» من اليمن: «عام 1911 وقع الاختيار على مهاجر شاب من روسيا يدعى صوئيل يبنيالي لكي يحفز يهود اليمن للهجرة إلى أرض دولة الاحتلال الإسرائيلي. وقد استجاب للدعوة عديد من يهود اليمن، ومن ثم باعوا ممتلكاتهم من أجل الهجرة. بيد أنه كانت الحياة صعبة للغاية بالنسبة لهم في أرض دولة الاحتلال الإسرائيلي.

          فمعظمهم كانوا حرفيين وتجارًا صغارًا، وأرض إسرائيل وقتئذ كانت في حاجة لعمال زراعيين في الموشافيم. لذلك كانت فرصة العمل أمامهم ضئيلة ونادرة، ولم تكن كافية لإعالة عائلاتهم، التي معظم أفرادها من الأطفال. وقد أقاموا مكتظين في حجرات ضيقة، ويعيشون في حال من الحرمان الشديد، ويسكنون في البدرومات وفي الحظائر، وينامون عرايا دون غطاء من البرد الشديد» (ص103).

          وواضح من هذا النص أن الصهيونية استعجلت هجرة يهود اليمن لحاجتها إلى عمال زراعيين، فإذا هم تجار وحرفيون. لهذا تركتهم لمصيرهم، فاضطر الرجال والأطفال منهم لمد اليد من أجل لقمة العيش.

          هناك سؤال أساسي لا يسع التربية الإسرائيلية أن تتجاهله وهو: لماذا على المجموعات اليهودية الروسية والأوربية و... اليمنية، أن تجتهد هذا الجهد لبناء دولة لها ما دامت غير محرومة من الهوية الوطنية في بلدانها؟ لم تتوقع الحركة الصهيونية أن يقتنع أحد بقولها إن الجماعات اليهودية تعي نفسها كجماعة دينية مختلفة عن غيرها، ففي كل دولة تقريبًا جماعات دينية أو لغوية أو عرقية مختلفة، ولكنها تعيش معًا، وتؤلف معًا شعب هذه الدولة. لذا كان الجواب الذي وجدته هذه الحركة هو التذكير بحوادث الاضطهاد، التي تعرّض لها اليهود. وقد ركزت دعايتها على هذه الحوادث قبل قيام دولة دولة الاحتلال الإسرائيلي لتحرّض اليهود على الانتقال إلى فلسطين. وركزت عليها دعايتها بعد تأسيس الدولة لتعبئة اليهود حول قضية واحدة. والعدو هذه المرة ليس العرب وحدهم، بل كل الشعوب التي يعيش بينها اليهود. ففي كتاب «أرض إسرائيل» (وهو كتاب مدرسي) يعرض الكاتب ما تعرض له اليهود في روسيا ورومانيا، ثم يعلق على ذلك بقوله: «قد مثلت هذه الأحداث خيبة أمل كبيرة لليهود، واتضح لهم أنهم غرباء في دول يستقرون بها، وأنه في ظل حركات التحرير المختلفة تنمو مشاعر رافضة للوجود اليهودي. وفي عام 1882، بدأت حركة الهجرة الكبرى ليهود روسيا ورومانيا، حيث كانت أمريكا هي وجهتهم الرئيسية. ولكن في العام نفسه، توحدت جماعة يهودية وقالوا: كفانا عدم استقرار. فنحن ننتقل من بلد إلى بلد، ونشعر بالاغتراب في كل مكان. هيا نعود لموطننا، لأرضنا، لأرض إسرائيل. وقد سميت هذه الجماعة بــ«محبي صهيون»، وهاجروا إلى أرض إسرائيل. (ص 111). هكذا يثير النص مجموعة من المسائل ليعود فيربط بينها برباط سببي. هناك أحداث (مذابح اليهود في روسيا ورومانيا) أدت إلى نتيجة أولى هي خيبة الأمل عند اليهود، ونتيجة ثانية هي الشعور بأنهم غرباء في بلدانهم، ونتيجة ثالثة هي الهجرة إلى أمريكا، ونتيجة رابعة هي الشعور بأنهم غرباء أينما ذهبوا، ثم نتيجة خامسة هي قرارهم وضع حد نهائي للتنقل والاغتراب بالعودة إلى أرضهم، أرض إسرائيل. هذا التدرج «المنطقي» في الظاهر قادر على إقناع الفكر الخلي والنظر البريء، ولكنه لا يقنع العقل المتفحص الباحث عن اليقين: لماذا يتعرض اليهود غالبًا للاضطهاد؟ لماذايشعرون وحدهم أنهم غرباء في كل مكان؟ ما الذي يجعل من فلسطين وطنًا لهم؟ هل يمكن إعادة عقارب التاريخ إلى الوراء ألفي سنة كاملة؟ هل يمكن طرد الأتراك من تركيا - مثلاً - لإعادة دولة بيزنطية، وطرد الأمريكان من القارة الأمريكية لإعادتها إلى الهنود الحمر؟ لقد حاول الفكر الصهيوني أن يواجه مثل هذه الأسئلة بالحديث عن حقوق اليهود التاريخية في فلسطين من خلال التشديد على النقاء العرقي اليهودي، وهذا ما لا يقبله العلم. ثم ادّعى أن الفلسطينيين فرّطوا بأرضهم، وأن اليهود اشتروها منهم بصورة مشروعة، وهذا ما لا يقبله التاريخ ولا الجغرافيا. فما باعه الفلسطينيون من أراض لا يساوي جزءًا من مائة من أملاكهم، فمن ملّك اليهود كل فلسطين؟

تسخير جهاز التعليم

          الأمر الجديد الذي فات كتاب «تربية العنصرية» هو النقد الذي بدأ بعض الأكاديميين الإسرائيليين يوجهونه إلى الخطاب الصهيوني التقليدي في كتب التدريس. وقد أشار الكاتب الفلسطيني أنطوان شلحت في مقاله حول منهاج التعليم دولة الاحتلال الإسرائيلي نشرتها مجلة «قضايا إسرائيلية» عام 2001، إلى بعض الانتقادات، التي نشرها هؤلاء الأكاديميون. من هؤلاء البروفسور دانتيل بارطال الذي وجد «أن كتب التدريس العبرية لاتزال تعاني ما اعتبره «تثبيتًا على الماضي»، من غير أدنى تغيير يتناسب على الأقل مع وقائع عملية السلام». ومن هؤلاء أيضًا الدكتور إيلي بوديه، المحاضر في قسم دراسات الشرق الأوسط في الجامعة العبرية، الذي نشر قبل سنوات بحثًا حول منهاج تعليم التاريخ والمدنيات أظهر فيه كيف جرى تسخير جهاز التعليم الإسرائيلي من أجل تأسيس وترسيخ وجهة نظر واحدة حيال النزاع العربي - الإسرائيلي، وكيف تم تلقين الطلبة اليهود معلومات مشكوكًا بصحتها، و«وقائع» تاريخية خضعت للغربلة والتنقيح وأحيانًا للتشويه. وتطرّق هذا الباحث إلى جانب آخر هو طريقة التعامل مع العرب في الخرائط الإسرائيلية سواء في الكتب المدرسية أو في الموسوعات.

          فالخرائط المخصصة للهجرتين اليهوديتين الأولى والثانية تظهر التجمعات السكنية اليهودية والمستوطنات الجديدة، وتغفل القرى والبلدات الفلسطينية وذلك خدمة للمقولة الصهيونية: «هجرة شعب بلا أرض إلى أرض بلا شعب».

          هذه المراجعة النقدية لمناهج التعليم ومضامين الكتب المدرسية بدأت تظهر منذ السبعينيات ثم تحوّلت إلى ما يشبه الثورة الصامتة في بداية التسعينيات نتيجة جهود متصلة بذلها هؤلاء الأكاديميون الذين تمكنوا من الاستقلال عن الأيديولوجيا الصهيونية، على ما ذكر عزيز حيدر في بحثه عن «التربية والتعليم والبحث العلمي» المنشور ضمن كتاب «إسرائيل: دليل عام 2004» الصادر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية. وقد أدى هذا النقد إلى وضع منهاج جديد لتدريس التاريخ في المرحلة الإعدادية أعدته لجنة تسمرمان سنة 1995. ولعل أهم هذه التغييرات في هذا البرنامج هو التخلي عن المنطلق الأيديولوجي في تدريس التاريخ لمصلحة وجهة نظر عالمية لا قومية ولا دينية.

***

          إن مسألة التربية العنصرية ستبقى لوقت طويل من أهم المسائل المطروحة في التربية، ومن أهم المسائل المطروحة في السياسة في مطلع هذا القرن. في عصر الإرهاب الذي تمارسه بعض الدول والجماعات لم تعد مسألة التربية مسألة سيادية، بل صارت جزءًا من قضية السلم العالمي المهدد بصدام «الأيديولوجيات» سواء سياسة أو اقتصادية أو دينية. وإذا كانت الدعوة إلى مراجعة مناهج التدريس قد بدأت تظهر في عدد من البلاد العربية، فاللافت هو سكوت العرب الطويل عن مناهج التدريس الإسرائيلية وعنصريتها الظاهرة. لاشك في أن كتبًا ومقالات قد صدرت حول الموضوع عن مؤسسات وأفراد، ولكن هذه الكتابات بقيت في دائرة ضيقة من الاهتمام، ولم تدخل في التداول بين أهل السياسة وأصحاب السلطة. أما خارج الدوائر المتخصصة فتولى الإعلام العربي معالجتها أحيانًا بأسلوبه التعبوي المعهود.

          هذا الأسلوب التعبوي، هو ما يشكو منه الكتاب الذي بين أيدينا، «تربية العنصرية في المناهج الإسرائيلية». كما يشكو من ضآلة المادة، التي بنى عليها تحليله، ومن بساطة التحليل في موضوع شديد التعقيد يتداخل فيه التاريخي بالديني بالسياسي بالأيديولوجي بالتربوي. هذا فضلاً عن شيء من الاضطراب في ترجمة النصوص العبرية المقتبسة من الكتب الإسرائيلية، وشيء من الركاكة في أسلوب هذه الترجمة. ولكن هذا الضعف يبقى نسبيًا، ويبقى للقارئ ما يستفيده من الكتاب، كما يبقى لصاحبته الفضل في متابعة هذا الموضوع المهم في مصادره الأصلية.

 

لطيف زيتوني