عزيزي العربي
عزيزي العربي
عن الضليل والعكبر والحناء في عدد «العربي» رقم (580) مارس 2007م، وردت بعض المعلومات التي تقتضي التوضيح أو التصحيح، ففي ص14، والمقال للكاتبة سعدية مفرح (امرؤ القيس... ملك الشعر وضليل السياسة)، ورد أن الشاعر ولد في عام 694 وتوفي في 445 للميلاد، وصوابه أنه ولد عام 496، وتوفي عام 544م، وهو ما يوافق 80 - 130ق.هـ. وفي ص 148 للدكتور حسان شمسي باشا دراسة متكاملة جميلة ومفصلة عن العكبر وإدهاشه للعلم الحديث، لكنني أستميحه عذرًا باستفهام واستعتاب. واستفهامي عن عدم منطقية الجملة بتكرار كلمة (معظم) ونسبها ونصها: «وجدوا أن معظم أنواع العكبر المتوافرة لديهم كانت تحتوي على مركبات الفلافينويدات بنسبة تتراوح بين 78% و 9.18%، وكان معظمها يحتوي على نسبة تقل عن 9% ولربما كان ذلك خطأ طباعيًا في تلك النسب، كما أنني أستعتب عليه إغفال اسمين من أسماء المضادات الشهيرة الخمسة في فقرته التالية ص 149: «إن هناك تعاضدًا Synergism في الفعل المضاد للجراثيم بين خلاصة العكبر وكل من خمسة مضادات حيوية من أصل تسعة مضادات حيوية تمت دراستها في مختبرات التجربة، وهذه المضادات الحيوية الشهيرة هي Tetracycline, Gentamycin, Vancomycin, ولا أجد في ذلك إشكالية للقارئ العابر، لكنني أجدها كذلك للباحث، إذ سيكلفه ذلك الإغفال الكثير من الوقت إذا ما أحب الاعتماد على المقال، وقد كنت أحد المجربين لمثل ذلك الوضع، فأتمنى على مَن يعطي المعلومة ألا يفوته إتمامها. أما في مقال للكاتبة والباحثة هدى طالب سراج، الذي جاء معنونًا بـ(الحناء جمال يدوم) ص172، فقد ذكرت فيه أن الحناء يسمى في اليمن (حنون)، ولا أعرف ما هو مصدر المعلومة، إذ إن ذلك غير وارد، وهو يسمى (الحنا)، أما (الحنون) بفتح الحاء وتشديد النون وتسكين الواو، فهو نوع آخر للحناء يختلف عن الحناء في طول ساق شجرته مقارنة بشجرة الحناء العادية، واليمنيون لا يستخدمون الحنون غالبًا للأغراض، التي تستخدم لها الحناء، وإن حدث ذلك، فهو أقل كفاءة منه في اللون المكتسب عند النقش أو الأغراض الأخرى سواء على الشعر أو الجسد، فهم يدهنون أجسادهم بالحناء لتنظيفها أو إعطاء الجسم رائحة زكية بعد غسله تستمر أحيانًا لأيام، ولا تتشابه شجرة الحنون مع الحنا في احتواء الأولى على مجموعة من البذور المتقاربة في عنقود واحد يشكّل مخروطًا له رائحة نفاذة جميلة، وفيما يخص التقاليد، التي ذكرتها الكاتبة في استعمال الحنا عند المرأة اليمنية، فقد ذكرت أن اليمنية تنقش الحناء لغرض رضا زوجها، وهذا ما لا يخص اليمنية فحسب، إذ إن التزيّن يكون غالبًا لإرضاء الزوج، ولا يقتصر على اليمنية، وفيما ذكر عن النقش عند المتزوجة وغير المتزوجة، فهي ربما تنطبق على قلة من القرى في بعض المحافظات إذ تختلف العادات اليمنية بين القرية وأختها في المحافظة ذاتها، وما ذكرته الكاتبة، لا يشكّل المألوف في التقليد اليمني، ولا يجوز الحكم على الكل من بعض البعض، وإذا كان الرأي في المقال أن غير المتزوجات ينقشن منطقتي الكفين والقدمين، فهناك قرى أخرى تحظر على غير المتزوجة النقش في القدم مطلقًا، إذ يعتبر من التبرّج الزائد، وأضيف على ما ورد في أنه يعيب على المتزوجة أن تنقش الحنا إذا غاب زوجها، فإنه في المكان ذاته يباح لها أن تضع خطًا حول القدم في الاحتفالات والأعراس دلالة على الابتهاج، لكنها لا تستطيع إظهار كامل النقش لغياب الزوج الذي تتبرج من أجله، حتى لو كان غيابه أبديًا - وفاة - إلا أن هذه التقاليد تندثر شيئًا فشيئًا في البقيعات، التي كانت تسير على ذلك النهج، وهذه المعلومات التي لم أجدها تشكيلاً لما يلائم معظم اليمن. وبالوصول إلى ص184 أجد عرضًا شائقًا لـ د. محمود علي مكي لكتاب «عالم المعرفة» والمروس بـ«العلوم والهندسة في الحضارة الإسلامية» للمستشرق الإنجليزي «دونالد هيل»، وربما اكتسب هذا الكتاب جماله وأهميته في اعتراف الغرب بحضارة المسلمين والعرب، بالإضافة إلى تضمين الكتاب لتاريخ مجموعة غير قليلة من العلوم العربية. هاني صالح أحمد تجربة روحية قرأت بشغف في عدد «العربي» (579) الصادر في فبراير 2007م حوارًا مع الدكتورة سعاد الحكيم، وقد تعرفت من خلال هذا الحوار على عمق المعاني، والتجربة الروحية لها وقدرتها على تحقيق ومراجعة تاريخ التصوّف الإسلامي وقراءة رموزه الفذة على مر العصور الإسلامية. في قراءتي للحوار، تعرفت على أهمية الذات الإنسانية للفرد المسلم وقيمتها الروحية ومسئوليتها في الوجود، وحملها للأمانة الإلهية التي استخلف الله الإنسان لأجلها. كما قرأت نورانية الفكر، وما تحمله من كبير حب للأمة ورغبة في تصوير التصوف الإسلامي على وجهه الصحيح، وقراءته من منابعه، والعزم على مواصلة طريق العارفين، وتقديم المعرفة الروحية للناس كافة، ومحاولة إيجاد حلول للأزمات الروحية. سليمان المهدي الرازحي خاطرة رسالة إلى قلم ما انتظارك يا قلم؟ وأين صوتك؟ نبيل حميد محسن محاولة تغير اليوم، خرجت مبكرًا من عملي، صعدت إلى شقتي، دخلت مطبخي لأصنع لي كوبًا من الشاي، أكواب الشاي تؤنس وحدتي. الجو دافئ، لأول مرة تدخل الشمس من شرفة مطبخي، مازلت أذكر اليوم الذي خرجت فيه ولم تعد، كان ذلك في شهر أكتوبر أواخر الخريف. صنبور الماء غير مغلق جيدًا، تتساقط نقاط الماء نقطة وراء أخرى، الحوض القديم مسدود وممتلئ حتى منتصفه بالماء، اصطدام نقاط الماء المتساقطة من الصنبور بالماء الموجود في الحوض يحدث صوتًا رتيبًا ذا إيقاع. شمس فبراير ذات القوة المتزايدة، استطاعت أن تصل إلى مكان الحوض، أشعة رهيفة تحتضن الماء، انعكاس الماء يبدو واضحًا على الحائط، كلما سقطت نقطة ماء اهتزت لها الأشعة المنعكسة على الحائط، الاهتزاز يكون قويًا في البداية، ثم يتوقف في انتظار نقاط الماء التالية. أتأمل المشهد وحدي - وحيدًا - في سكون الظهيرة. أقول لنفسي: لمَ اليأس؟! ثمة أمر سوف يحدث. مراد مهران عن البردوني مجددًا شهادة ليست مني فقط، بل من كل عربي، «العربي» مرآة كل عربي، هذه حقيقة. فمهما غصت ونبشت في القواميس المقبورة للبحث عن الكلمات البليغة والمعبّرة، لكي أثني عليها، يظل الحديث عنها قاصرًا وعاجزًا عن إعطاء هذا المنبر حقه ولا أبالغ في ذلك. قرأت في العدد (581) أبريل 2007م، تعقيبًا لأخي العربي أكرم محمد جبران من اليمن، ورأيت بأن هذا التعقيب لم ينصف الشاعر العربي اليمني البردوني الذي أتم عقده السابع قبل وفاته يوم الإثنين 4 / 9 / 1999م. والشاعر البردوني يعدّ من أهم شعراء بلاده، وكان يعتبر نفسه في مصاف صديقه عبدالعزيز المقالح. ولد البردوني في عام 1929م، واسمه كناية لمسقط رأسه، منطقة البردون جنوب صنعاء، وشاءت الأقدار أن أصيب بمرض الجدري وهو في الخامسة من عمره مما أفقده بصره، تخرج في دار العلوم في صنعاء عام 1953م وعمل مشرفًا على الإذاعة اليمنية، وفي عديد من البرامج الثقافية، وأصدر العديد من المجموعات الشعرية، كان أولها في العام 1961م بعنوان «من أرض بلقيس»، وكان أول رئيس لاتحاد الكتّاب اليمنيين، ومن أعماله نذكر «في طريق الفجر 1967»، «مدينة الغد 1970»، «لعيني أم بلقيس 1973»، «السفر إلى الأيام الخضر 1974»، وجوه دخانية في مرايا الليل 1977»، «زمن بلا نوعية 1983»، «كائنات الشوق 1988»، «روائح المصابيح 1990»، واكتسب لقب أمير الشعراء تقديرًا على قصيدته التي ألقاها في أول مؤتمر شعري له عقد في مدينة الموصل في عام 1971م في ذكرى المتنبي. ولا أدري هذا اللقب جاء على مستوى بلاده أم على الصعيد العربي كوننا نعرف أن هذا اللقب لأمير الشعراء أحمد شوقي. وفاز بجائزة المؤتمر، إضافة لتلك الجائزة، حصل البردوني على عديد الجوائز، نذكر منها جائزة «أبي تمام 1971»، وجائزة «شوقي وحافظ 1981»، وجائزة «سلطان العويس 1993»، وبموت البردوني فقد اليمن أحد أقطاب الشعر العربي. نواف الدخيل عن الملحق العلمي أود أن أعبّر لكم عن تقديري لمجهودكم الكبير ومحاولاتكم الحثيثة لترسيخ المبادئ الإنسانية ونشر الثقافة العلمية في ربوع الوطن العربي الحزين، بعد أن اشتريت عدد أغسطس من مجلتكم الرائعة، أعجبني كثيرًا الملحق العلمي، وأتمنى لو تقوموا بزيادة موضوعاته وتخصصوا بابًا لتبسيط العلوم وأفكار الاختراعات البسيطة، لتثير الأفكار الجديدةفي عقول محبي العلوم والاختراعات. أنا أعرف أن الزيادة ستكلفكم عبئًا إضافيًا لأنكم تدعمون سعر المجلة الرائعة الطباعة والمحتوى، والتي أعتبرها إحدى قلاع الثقافة العربية الثمينة. أتمنى لكم التوفيق والنجاح أبدًا. شكرًا لكم، أنتم رائعون حقاً. محمد حسن عياد رسالة من الجامعة العربية كواحد من عشرات الآلاف الذين يقرأون «العربي» شهريًا، يشرفني التعبير عن بالغ الشكر وخالص الامتنان لتطرقكم في افتتاحية المجلة في العدد (585) لشهر أغسطس 2007 لموضوع يتعلق بجيلنا، هو تعليم اللغة العربية واستخدامها اليومي، وهذا الموضوع كان ولايزال موضوع اهتمام الجامعة العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وضمن تقرير الأمين العام لجامعة الدول العربية لتطوير التعليم وخطة المنظمة للغرض نفسه. أجدد لكم كل التقدير، وأتمنى لكم التوفيق، ولـ«العربي» المزيد من الانتشار. السفير علي محسن حميد عن ثقافة الديمقراطية طالعت في مجلة العربي العدد (580) مارس 2007م، مقالاً للدكتور سليمان العسكري تحت عنوان «ثقافة الديمقراطية... أم صناديق الاقتراع؟؟». ولعلني أقول في نقاط: نحن عربيًا لا نجيد التعامل مع الزمن، نفتقد المشاريع الجادة لتحقيق التنمية البشرية كما نفتقد المشاريع الديمقراطية، ولو امتلكنا ثقافة الديمقراطية، ونزاهة الانتخابات عربيًا، لأمكن التعامل مع وقائع ومشكلات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والثقافية بفكر حضاري بناء، لأن هناك مؤسسات وهياكل إدارية وقواعد تنظيمية من شأنها توفير أسباب الاستقرار السياسي، لكن الفهم الخاطئ لثقافة الديمقراطية عربيًا جعل الفكر السياسي يتحرك في إطار ضيق، مع استمرارية عوامل التخلف الاقتصادي والاجتماعي، وجسامة تأثيرهما السلبي على بنية المجتمع. إننا عربيًا مازلنا نعاني مشكلات التخلف السياسي لأن الديمقراطية المطروحة ثانوية الهدف والمضمون، كما أن المجال السياسي العربي غير محدد المعالم والأبعاد، ولا يعبّر عن مصالح وقيم ومتطلبات الأغلبية، وليست له نظم اتصال جماهيرية بالمعنى الحقيقي. من هنا يجيء الانصراف الجماهيري عن صناديق الاقتراع، فالجماهير ترى أنها غائبة عن صنع القرار، وبين هذا وذاك هناك تفكك وانقسام للقوى والجماعات السياسية والاجتماعية داخل البلدان العربية، وتعاظم لحدة التناقضات، والصراعات المذهبية والفكرية، وكل ذلك يحول دون إرساء قواعد ودعامات التكامل الاجتماعي السياسي، وتوفير القدر الملائم من الاستقرار الداخلي لتحقيق عمليات التنمية. يحيى السيد النجار تعقيب ابتلاع القدس إن ما تفخر به مجلة العربي هو طابعها العربي الأصيل، ومنه الدفاع عن عروبة فلسطين في عددها الأخير (582) يونيو 2007م، وخاصة مقال رئيس التحرير «مرارات ابتلاع القدس». وقد رأيت أن هناك ما يستوجب تصحيحه تعميمًا للفائدة من المقال حيث ورد في السطر الأول صفحة 11 من المقال القيّم المذكور بأن فتح القدس كان سنة 71 هجرية، وقد عدت إلى الطبري، فوجدت أنه كان في أواخر 15 هجري، وأوائل 16 هجري، وأجزم بأنكم قصدتم أن تقولوا في المقال سنة 17 هجري، فقلبت إلى 71 هجري، فكانت خطأ في الطباعة. كذلك ذكر بأن ذلك يوافق 836 ميلادية، والحقيقة أنها 636 ميلادية، وأعتقد أيضًا أنها غلطة مطبعية، راجيًا التنويه لتصحيح هذه المعلومة للقرّاء لأن «العربي» تعتبر مرجعًا لكثير من القرّاء وأنا واحد منهم. كذلك هديتكم خريطة فلسطين هي أيضًا من مآثر مجلة «العربي»، وقد كانت مجلة «العربي»، قد أهدت مع أعدادها السابقة خلال تسعة وأربعين عامًا من عمر «العربي» أكثر من خمس مرات خريطة فلسطين، ولكن مأخذي على هذه الخريطة كان في الأخطاء المطبعية التي وردت في اسم البلدات، وأذكر منها - على سبيل المثال لا الحصر - وموضحًا موقعها في أي قضاء من التقسيم الإداري لفلسطين حتى يسهل الاهتداء عليها في الخريطة:
فؤاد عبدالله الماضي وتريات الرقص في حانة المتدارك لمّي وقتك يا فاتنتي... محمد خضر عرابي ليالي الشمال أنا من متابعي هذه المجلة الفريدة الرائعة الهادفة، كما أني طالب جامعي في السنة الثالثة في كلية الآداب قسم اللغة العربية في سورية، وصاحب مكتبة في منطقة من مناطق الشمال السوري القصي المتاخم لتركيا، حيث أتابع كثيرًا المواضيع التي تتعلق باللغة والأدب، ومسابقة الصور جميلة جدًا، أتمنى أن تزور مجلة العربي منطقتنا لتطلع على ليالي شمالنا الحزينة، وتتمتع بالنسمات المشتركة بين شعب يعيش بين دولتين. أدعوكم لزيارة هذا البلد الجميل الصغير الطاعن في أعماق التاريخ. خالد أحمد |