الموت في حدائق الشيطان.. أحمد الشربيني

الموت في حدائق الشيطان.. أحمد الشربيني
        

عندما تواجهت جيوش المحور والحلفاء على حدود مصر الغربية استعدادًا لمعركة العلمين الفاصلة في الحرب العالمية الثانية، لجأ الطرفان إلى زرع كميات هائلة من الألغام كجزء من استراتيجية «حرب الألغام»، التي كانت شائعة آنذاك. لكن قائد جيوش المحور الفيلد مارشال روميل، ثعلب الصحراء، ابتكر أسلوبًا جديدًا في تلك المعركة عرف باسم «حدائق الشيطان»، اعتمد على زرع كميات هائلة من الألغام على مستويات مختلفة في باطن الأرض بحيث لو رفع اللغم الأول ينفجر التالي والذي يليه، وهكذا.

          المهم أن حدائق روميل الشيطانية لم تمنع هزيمته أمام جيوش الحلفاء بقيادة مونتجمري. واندحر روميل، ورحل مونتجمري، وجاء بعدهما إلى الأرض العربية معتدون آخرون، سلسلة ممتدة من وحوش الأرض وهوامها، جاءوا ورحلوا، أو بقوا وسيرحلون، لكنهم تركوا وراءهم أسوأ ذكرى، حدائق شيطانية تزرع الموت والرعب في مساحات شاسعة من عالمنا العربي، وتدمر البيئة وتعرقل عمليات التنمية.

          لكن، ومن باب الأمانة العلمية، لابد أن نشير هنا إلى أن حدائق الشيطان لم يزرعها الأعداء فقط، بل زرعها «الأشقاء» في مواجهة بعضهم بعض.

          وهكذا، ازدهرت حدائق الشيطان. وبعد الألغام المضادة للمركبات، جاءت الألغام المضادة للأفراد، والقنابل العنقودية القذرة، إلى جانب كل أنواع الذخائر غير المنفجرة، التي خلفتها الحروب العديدة التي دارت رحاها فوق الأرض العربية.

          والألغام الأرضية أدوات حربية ملؤها القسوة والغدر. فبعد عقود من انتهاء النزاعات العسكرية بين الجيوش، تظل أدوات القتل المستترة هذه هامدة مدسوسة في التراب، تترصد من تقتله أو تقطع أطرافه من المدنيين المسالمين، لا تفرق بين طفل وبالغ، بين امرأة ورجل.

          وبفعل هذه الأدوات، مازالت معارك القرن المنصرم تزيد قائمة ضحاياها في القرن الحادي والعشرين بالإصابات الجديدة التي تسببها كل ساعة. وباستطاعة لغم أرضي واحد - بل حتى مجرد التوجس خيفة من وجوده - أن يأسر مجتمعا بأكمله رهينة له. وبإمكانه أن يمنع المزارعين من زراعة المحاصيل، واللاجئين من العودة إلى ديارهم، والأطفال من اللعب في الخلاء. وتظل الألغام الأرضية في المجتمعات الخارجة من الصراعات واحدا من أكبر معيقات إعادة البناء والتجديد.

اتفاقية أوتاوا

          تعد الألغام ومخلفات الحروب غير المنفجرة كارثة بيئية وإنسانية بكل المقاييس. وتقول بيانات الأمم المتحدة إن ملايين الناس في نحو 80 بلدا لايزالون يعيشون في خوف من الألغام الأرضية والمتفجرات المتخلفة من الحروب. وتخلف حدائق الشيطان، خاصة الألغام المضادة للأفراد، ما بين 15 و20 ألف ضحية كل عام، 20 في المائة منهم من الأطفال.

          والألغام المضادة للأفراد تنفجر إذا ما وطأها وزن الشخص البالغ، أي 80 كيلوجرامًا أو أقل. وبمرور الزمن، يقل الوزن المطلوب لتفجير اللغم، بفعل عوامل الصدأ والرطوبة والتعرية، فينطلق عند أي وزن يمر عليه. كما أن هناك أنواعًا من الألغام يكون لها أسلاك تربط في ما بينها وما إن يتعثر بها شخص حتى تنفجر. وتتغير أماكن حقول الألغام بفعل العوامل الطبيعية، كالسيول وحركة الكثبان الرملية، والنمو الخضري، لذا يصعب تحديد بداية ونهاية مواقع الألغام على وجه الدقة بعد انتهاء النزاعات.

          وقد شهد العقدان الأخيران من القرن العشرين زخما واسعا للحركات المطالبة بمنع استخدام الألغام المضادة للأفراد في الحروب، وعلى رأسها الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية، المعروفة اختصارا باسم ICBL، التي حازت جائزة نوبل للسلام في العام 1997، تقديرا لجهودها في استئصال هذا الوباء الكوني. وتكلل هذا الزخم بنجاح المجتمع الدولي في توقيع اتفاقية أوتاوا (اتفاقية حظر استعمال وتخزين وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد) في العام 1997.

          وتقوم هذه الاتفاقية على عدد من الأفكار البسيطة هي أن المدنيين ينبغي ألا يُقتلوا أو يشوهوا من جراء الأسلحة التي تضرب على نحو عشوائي ودون تمييز - لا أثناء النزاع ولا بعد انتهائه; وأن الحرب يجب أن تضع أوزارها بتوقف القتال; وأن المجتمعات ينبغي أن تحظى بحرية إعادة البناء دون المخاطرة بالأرواح وسبل العيش.

          وتحظر اتفاقية أوتاوا بشأن الألغام المضادة للأفراد، التي أصبحت سارية رسميا منذ العام 1999، استخدام وتخزين وإنتاج ونقل هذه الألغام، وتفرض تدميرها وإزالتها من المناطق المزروعة بها في مهلة 10 سنوات.

          كما تتعهد الدول الـ153 الموقعة عليها بعدم «ادخار أي جهد من أجل تعميم الاتفاقية، وتدمير الألغام المضادة للأفراد المخزنة، وإزالة الألغام المزروعة، ومساعدة ضحاياها»، وذلك وفق خطة عمل لخمس سنوات (2005 - 2009). ويوجد اليوم ما بين 300 و400 ألف مصاب جراء الألغام المضادة للأفراد يتوزعون على 121 دولة، معظمها من الدول النامية.

          وقد حققت هذه الاتفاقية الدولية نجاحا ملحوظا، حيث تراجع عدد ضحايا الألغام بشكل ملحوظ منذ تطبيقها، من 26 ألف ضحية في التسعينيات إلى ما بين 15 و20 ألفا حاليا، كما تم تدمير 40 مليون لغم من مخزون الألغام المضادة للأفراد، وتوقف تقريبا إنتاج هذا النوع من الألغام وبيعه ونقله، وتم تطهير مساحات شاسعة من الأراضي الموبوءة بالألغام.

          ويذكر أن ثلاثة أرباع دول العالم وقعت على معاهدة أوتاوا. لكن بقيت خارجها معظم الدول الكبرى المنتجة للأسلحة، كالصين وروسيا والولايات المتحدة، إلى جانب بعض الدول الضحية، مثل مصر، التي تصر على مسئولية الدول التي زرعت الألغام على أراضيها عن نزع وإزالة هذه الألغام.

مصر في المقدمة

          تأتي عدة دول عربية على رأس قائمة البلدان الأكثر احتشادا بالألغام في العالم. وتجيء مصر، التي تحتوي أراضيها على خمس ألغام العالم، في المقدمة، حيث يوجد في صحراء مصر الغربية 7ر22 مليون لغم وقذيفة لم تنفجر زرعتها قوات المحور والحلفاء في الحرب العالمية الثانية. ولا يقتصر الأمر على الصحراء الغربية، وإنما يمتد إلى سيناء والبحر الأحمر والمحافظات المتاخمة لقناة السويس، حيث يوجد هناك نحو خمسة ملايين لغم وقذيفة لم تنفجر. وتشير تقديرات تقرير التنمية البشرية، الصادر عن الأمم المتحدة في العام 2006، إلى أن عدد حالات القتل في الصحراء الغربية وحدها بلغ ثمانية آلاف منذ العام 1946 وحتى 2006. ومشكلة حقول ألغام الصحراء الغربية أن معظمها غير محدد باشارات تحذيرية واضحة، وأن غالبية هذه الإشارات غير واضحة وأكلها الصدأ.

          وكان تقرير أعدته الأمم المتحدة بالتعاون مع الحكومة المصرية في العام 2003 أشار إلى أن الألغام ودانات المدفعية التي لم تنفجر بالمنطقة الشمالية الغربية تمنع مصر من استغلال 4.8 مليار برميل بترول موجودة هناك، بالإضافة إلى 13.4 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي. كما تمنع تلك الألغام استزراع 750 ألف هكتار، أي ما يقرب من مليوني فدان.

          ويأتي بعدها العراق، الذي يعد ثالث بلدان العالم احتشادا بالألغام والمعدات الحربية المدمرة والذخائر غير المتفجرة. وقال تقرير حديث لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إن عقودا طويلة من الحروب والصراعات في العراق قد خلفت مشاكل تلوث خطيرة من جراء بقايا المواد المتفجرة، البعض منها ملوث باليورانيوم المنضب. وقالت اليونيسيف إن عمليات المسح الجارية للألغام الأرضية التي شملت  اثنتي عشرة محافظة، و11250 منطقة سكنية،  حددت أكثر من 4000 منطقة مشكوك بتلوثها.

          وتدخل السودان أيضا ضمن قائمة الدول العشرة الأكثر تضررا بالألغام في العالم نتيجة للحروب الدائرة هناك منذ أكثر من عشرين عاما، والتي تسببت، وفقا للتقديرات المتحفظة، في قتل مليون شخص وتشريد سبعة ملايين. ورغم أن السودان وقع على اتفاقية مونتريال، فإنه يكاد يكون من المستحيل النجاح في إزالة الألغام في المهلة المحددة.

          وإلى جانب مصر، والسودان، والعراق، ولبنان، الذي سنناقش حالته لاحقا، تعاني معظم بلدان الشرق الأوسط من المشكلة بدرجات متفاوتة، ومنها الكويت، وإيران ثاني دول العالم احتشادا بالألغام، واليمن، وليبيا، والجزائر، وسورية، وتونس والصومال.

لبنان والقنابل العنقودية

          القنابل العنقودية من الناحية الفنية ليست ألغاما، بل تندرج فنيا ضمن القنابل غير المنفجرة. لكنها في الواقع أسوأ بكثير من القنابل المضادة للأفراد، وأكثر قذارة منها. فهي مصممة لقتل كل شيء يتحرك، ولا تدفن في باطن الأرض، بل تتعلق بأغصان الأشجار، وتتناثر وسط الركام، والمزارع، والمراعي، وتسقط في أحيان كثيرة داخل البيوت.

          ولأنها أكثر قذارة، فقد لجأ إليها الإسرائيليون في حروبهم على معظم البلدان العربية. لكن استخدامهم لها في حرب الصيف الماضي ضد لبنان فاق في إجرامه كل الحدود. 

          وقد أوضحت دراسة نشرتها منظمة «هانديكاب إنترناشوال» في نوفمبر من العام الماضي أن ضحايا القنابل العنقودية والذخيرة الانشطارية هم في معظمهم من المدنيين الذين يصابون بعد مرور فترة على انقضاء الصراع بعد أن أجرت مسحا لتأثيرات تلك الذخيرة في 24 بلدا.. وترى هذه المنظمة الإنسانية، المعنية بضحايا الألغام، أن الوقت قد حان للتحول من القول الى الفعل لاعتماد معاهدة دولية لحظر استعمال تلك الذخيرة عالميا.

          والنتيجة التي توصلت إليها هي أن 98% من ضحايا هذه الأسلحة هم من المدنيين. وأن غالبيتهم قتلوا أو أصيبوا بجراح وهم يقومون بأعمالهم اليومية بعد وقت طويل من انتهاء الصراع الذي استعملت فيه تلك الذخيرة. وأن حوالي 84% من الضحايا من الذكور، 40% منهم ما دون 18 من العمر.

          وأشارت الدراسة، التي حملت عنوان «وطأة قدم قاتلة.. العواقب الإنسانية للقنابل العنقودية»، الى أن عدد الضحايا الذين تم إحصاؤهم رسميا فاق 11 ألفا، وأن 27% منهم من الأطفال.

المدنيون فقط

          تم تطوير القنابل العنقودية بعد الحرب العالمية الثانية، لوقف زحف محتمل لقوات المعسكر الشرقي على أوروبا الغربية، وهي عبارة عن قذائف تنفتح وهي في طريقها للهدف لكي تطلق مئات القنابل الفرعية تغطي مساحة شاسعة من الأرض وتقتل أو تصيب كل شيء يتحرك.

          وقد أصبحت هذه القنابل عبارة عن 210 أصناف، تصنع اليوم في 33 دولة. أما عدد الدول التي لديها مخزون من هذه القنابل العنقودية فيزيد على سبعين بلدا، ويقدر حجم المخزون بأكثر من أربعة مليارات قنبلة عنقودية. وحسب منظمة هيومان رايتس ووتش، تقوم حاليا أكثر من 85 شركة بتصنيع هذه النوعية من الذخيرة. وان ما تعترف به القيادات العسكرية هو قبول نسبة إخفاق تقدر بما بين 2 الى 12%. ولكن خبراء نزع الألغام يقدرون نسبة الإخفاق بما بين 10 و 30 %.

          وقد التجأت عدة دول أخيرا الى منع استخدام القنابل العنقودية التي تفوق فيها نسبة الإخفاق حدا معينا (1% بالنسبة للنرويج وألمانيا، 2% بالنسبة لجنوب إفريقيا وسويسرا، 2،5% بالنسبة لبولندا). في المقابل، أقرت الولايات المتحدة انتهاج سياسة تهدف الى تطوير قنابل عنقودية في المستقبل لن تزيد نسبة الإخفاق فيها عن 1%.

          أما الاعتماد على وسائل التدمير الذاتي لتلك القنابل بعد فترة زمنية محددة من إطلاقها كوسائل للحد من أخطارها على المدنيين، فقد عبرت منظمة هانديكاب انترناشيونال عن شكوكها في فعالية تلك الوسائل نظرا للأعطال التي قد تصيب القنبلة أثناء سقوطها.

          ومن الدول المنتجة بكثرة والمصدرة بكثرة للقنابل العنقودية إسرائيل التي أبرمت عدة عقود مع دول أخرى تسمح بموجبها بتصنيع القنابل العنقودية من طراز M85 ومن ضمنها سويسرا. وتشير منظمة هيومان رايتس ووتش الى أن إسرائيل أنتجت في العام 2004 أكثر من 60 مليون قنبلة عنقودية.

          وإذا كانت هذه القنابل تستخدم عادة في جبهات القتال لمنع تقدم العدو فإنها مع حرب الخليج الأولى في العام 1991، أوضحت أنها تشكل عائقا في وجه تقدم القوات الصديقة التي تضطر للعمل في نفس المنطقة التي تم إطلاق تلك القنابل عليها. وهذا ما أدى إلى فقدان القوات الأمريكية لنسبة 13% من ضحاياها في تلك الحرب من جراء انفجار قنابلها العنقودية.

          لكن الحرب الأخيرة على لبنان أوضحت بجلاء أن الإجراءات التي من المفترض الالتزام بها عند استخدام مثل هذه القنابل العنقودية- أي بعيدا عن الأحياء السكنية- لم تعد محترمة، بل العكس هو الصحيح.

          وفي ظل غياب أي معلومات مباشرة مفيدة عن المصادر الإسرائيلية الرسمية، قالت تقارير إعلامية إسرائيلية إن عدد القذائف التي تم إسقاطها على جنوب لبنان يصل الى نحو أربعة ملايين قذيفة، وأكثر التقديرات المتحفظة لنسبة متوسط الفشل في الانفجار تشير إلى أن نحو مليون قذيفة فرعية فردية لم تنفجر على الأرض.

          وثبت بالدليل الواضح أن نسبة معدل الفشل المرتفعة لهذا النوع من الأسلحة العنقودية قد يكون بسبب «انتهاء عمره الافتراضي». ومعظم قنابل «سي بي يو 58» العنقودية التي لم تنفجر تم تجهيزها في الفترة ما بين العامين 1970 و1973، وهناك مثال واحد على الأقل وجد على شريحة الضمان المثبتة على القذيفة تقول إن فترة الصلاحية تنتهي في يونيو من العام 1973.

          وخلال القتال الفعلي في لبنان، كان عدد المدنيين اللبنانيين الذين جرحوا أو قتلوا ما بين 1000 فرد إلى 1200 فرد كنتيجة مباشرة للقصف المكثف، ومنذ حل «السلام»، كان عدد الذين جرحوا أو قتلوا نحو مائتي شخص بسبب القذائف التي لم تنفجر. أضف الى ذلك فان الآلاف غيرهم منعوا من دخول أراضيهم واستعادة حياتهم الاعتيادية. وهذا دليل حقيقي واقعي للتأثير الناجم عن الأسلحة العنقودية في فترة ما بعد الحرب.

          بالإضافة الى ما سبق، فان المجتمع الدولي يدفع حاليا نحو 40 مليون دولار أميركي لتمويل عمليات إزالة القنابل التي لم تنفجر في جنوب لبنان، منذ وقف إطلاق النار في 14 أغسطس 2006. وخلال هذه العمليات، أصيب 29 خبيرا في تطهير الأسلحة أثناء قيامهم بإزالة آثار تلك الأسلحة، منهم ثمانية لقوا حتفهم نتيجة اصابتهم.

          وقد أشار مسح لوحدة خدمة مكافحة الألغام التابعة للأمم المتحدة إلى أن نحو 35 مليون متر مربع من الأراضي اللبنانية ملوثة بالقذائف. وإضافة الى التسبب في الإصابات والقتل بين المدنيين، فإنها تمنع فعليا الدخول لنحو 26 في المائة من المناطق المأهولة. وحتى تاريخ 13 أبريل 2007 تم تحديد 144049 قذيفة فرعية فردية وتدميرها.

          قبل عدة سنوات في أوتاوا, قطع قادة سياسيون من مختلف أرجاء العالم وعودا عدة على أنفسهم عبر توقيعهم على هذه الاتفاقية. لقد وعدوا باستئناف المجتمعات المتضرّرة من الألغام لحياتها الطبيعية بمنأى عن الخوف من الموت أو التشوّه بواسطة الألغام المضادة للأفراد المستترة في الحقول والممرات والساحات. ووعدوا بحصول الناجين من الألغام على المساعدة التي يحتاجون اليها من أجل إعادة بناء حياتهم والعيش في كرامة. كما وعدوا الأجيال المقبلة بأن بلاء الألغام المضادة للأفراد سوف يتم القضاء عليه بغير رجعة. لكنهم ركزوا على شيء أساسي هو جوهر هذه الاتفاقية: يجب أن تضع الحرب أوزارها عندما يتوقف القتال، وينبغي ألا يقع المدنيون ضحايا للأسلحة غير المميزة. ولكن من المحزن والمخزي أن المدنيين هم الذين يدفعون ثمن هذه الأسلحة كل يوم. بل إن العبء العالمي لإزالة بقايا الحرب القابلة للانفجار يتزايد ولا يتناقص. 

القنابل العنقودية.. إحصاءات وضحايا

          - أكثر من 4 مليارات قنبلة مخزنة حاليا لدى كثير من بلدان العالم.

          - تم حتى الآن استعمال 360 مليون قنبلة.

          - 33 مليون قنبلة لم تنفجر.

          - نسبة الإخفاق في الانفجار تقدر رسميا بما بين 10 و 15%، لكن هذه النسبة قد تصل في بعض الأحيان الى 80%، أي أن 80% من تلك القنابل لا تنفجر وتتحول الى قنابل تهدد المدنيين عند انتهاء الصراع.

          - 11 ألف شخص: هو العدد الرسمي لضحايا القنابل العنقودية ما بين قتلى وجرحى.

          - أكثر من 100 ألف شخص: هو العدد غير الرسمي للضحايا.

          - 98% من الضحايا من المدنيين، 27 % من هؤلاء الضحايا من الأطفال، و40 % من الذكور.

          - في العراق، تم إطلاق 1.8 مليون قنبلة عنقودية من قبل قوات التحالف، أدت إلى مقتل 2060 عراقيا، ونسبة ضحايا القنابل العنقودية في العراق تحدد بما بين 75 و 80 % .

          - في لبنان، أطلقت إسرائيل على لبنان في الحرب الأخيرة أكثر من 4 ملايين قنبلة عنقودية، وظلت هذه القنابل تخلف قتيلين يوميا بعد ستة أشهر من إعلان وقف إطلاق النار.

          - 494 شخصا هم عدد ضحايا القنابل العنقودية في لبنان.

 

أحمد الشربيني   





نزع الألغام في جنوب السودان، مهمة شاقة





خارطة توضح توزيع حقول الألغام الأرضية في مصر





إزالة الألغام من جنوب لبنان، مهمة دولية أصابت 29 خبيرا في تفكيك الذخائر والألغام





لوحة لا تكاد تقرأ تحذر من الألغام في صحراء مصر الغربية