عزيزي العربي

عزيزي العربي

تعريب العلوم

  • .. رئيس التحرير

قرأت مقال الدكتور يعقوب أحمد الشراح في العدد (483) فبراير (شباط) 1999م حول (تعريب التعليم في نهايات القرن العشرين).ويقول الكاتب: (أما الكليات العلمية مثل كليات الطب والهندسة والعلوم فإنها تدرّس مناهج أجنبية وبلغة أجنبية), والحديث طبعاً عن الجامعات العربية.

وهنا أرى أن التعليم الجامعي بما فيه التعليم في كليات الطب والهندسة والعلوم في بلدي سوريا معرّب تعريباً كاملاً ومنذ سنوات عدة. وهذا ما تفخر به جامعة دمشق وبالأخص كلية الطب فيها, لأنها من أوائل الكليات (إن لم تكن الأولى) التي بدأت بتعريب الطب في الوطن العربي, وفي الآونة الأخيرة, تم تعريب مجموعات كبيرة جداً من المراجع الأساسية في مختلف التخصصات الطبية, بحيث أصبح لدينا مكتبة طبية عربية وهي كتب بأحدث الطبعات, ولقد كان المرجع الأساسي الذي تم الاعتماد عليه في ترجمة (القاموس الطبي الموحد) الذي اعتمده مجـلس وزراء الصحة العرب, فجاءت الترجمة موحدة رصينة, ولعل نجاح هذه التجربة في سوريا ومنذ سنوات يشكّل ردّاً على كل من يشـكك في إمكان استـيعاب لغتنا العربية للتطورات العلمية واللـغات المتـعلقة بها.

دكتور إياد تركي
أخصائي الباطنية
المدينة المنورة- السعودية

تساؤل

  • .. رئيس التحرير

في العدد (483) فبراير 99 من مجلة العربي, استوقفتني جملة في مقال المهندس طارق نواف حمد: (الشطرنج تحدي الأذكياء) وهي قوله: (وثمة لاعبات حصلن على لقب أستاذ دولي كبير, حتى أن اللاعبة (جوديت بولفار) المجرية تلعب مع فريق الرجال في بلدها نظراً لمستواها الرفيع).

فهل يعني هذا أن العالم يعتقد أن الرجال أكثر ذكاء من النساء?, لذا يفصل فريق الرجال عن فريق النساء! وإذا كانت النساء تطالب بالمساواة مع الرجال, فلماذا لا تطالب بعدم الفـصل بـين الجنسين في المباريات الرياضية وغـير الرياضية?

المهندس سمير برغوث
حمص- سوريا

مدرسة الضرب

  • .. رئيس التحرير

طالعت في العربي الموقرة العدد (475) يونيو 1999 مقالة معنونة بـ (التربية بالعقاب والثواب) كانت دعوة للعودة إلى أسلوب الضرب (بترك النظم الحديثة المانعة للضرب) التي أصبحت (غلا يطوق أعناق المدرسين وقيدا يشل حركتهم).

وأود هنا أن أناقش (منطقية السماح بالضرب في مدارسنا), ويدفعني إلى ذلك 12 سنة مع التعليم الأولي المدرسي.

صدقاً إنه لجميل ذلك الترتيب الذي ذكر في المقالة حول وسائل التقويم للطلبة, فهي أولا بالنصح والإرشاد ثم الوعيد, ترغيبا أو ترهيبا, ثم التأديب على انفراد, ثم على العموم, وأخيراً الضرب, لكن كم هي واقعية هذه الوسائل للمعلم الذي لديه 45 دقيقة وأكثر من 20 طالباً وهو مطالب بإنهاء المقرر في الوقت المحدد, ففضلاً عن ضعف الالتزام بها على مستوى من الحرص في الحاضر, لنتخيل الالتزام بها بعد السماح بالضرب, من قبل المدرس حين يغضبه الطالب بمقاطعة حبل أفكاره. أو آخر لم يحضر فروضه, سيكون الضرب (اختصار المشوار) وتوفيراً لوقت الدرس, وإذا حدث وغالى أحد المدرسين بالضرب واتخذه شرعة ومنهاجاً فليس لأحد أن يقوم بكبير اعتراض عليه مادام (النظام يسمح) مبدئيا.

والآثار النفسية للضرب تزرع بذور الحقد والنفاق وصعوبة الارتداع بأي عقوبة مالم يصاحبها ألم جسدي ومهانة النفس, والإيمان بقوة البطش وحدها دون قوة الحجة والبينة والعدل, وفي رأيي, فإن هذه الآثار تتعدى أسوار المدرسة لتشمل المجتمع بأسره, حيث نرى العديد من شعوب العالم النامي ومنها الشعوب العربية تعيش تحت القهر, وتخضع لتعسف الحكومات.

وقد أشار الكاتب إلى آثار الضرب النفسية على لسان ابن خلدون وغيره حين ذكر (ذهاب نشاط النفس, الكسل, الحمل على الكذب والحنث), ولكنه استدرك بأن ذلك ما يحصل إذا تجاوز المدرس الاعتدال بالضرب.

ولكن ليس جميع المدرسين لديهم تلك الحساسية للاعتدال, فليس المدرسون كلهم مثاليين في توجههم التربوي, بل إن غالبيتهم العظمى قد تخرجوا في (مدرسة الضرب).

وعلى كل حال, ليهنأ دعاة السماح بالضرب بأن الضرب مازال ماثلاً حاضراً, وما جعلت أنظمة منع الضرب إلا لمنع التجاوزات الخطيرة.

ولو قدر للضرب أن يختفي من مدارسنا, فلن يكون ذلك بسن الأنظمة والقوانين بين مدرسين آمنوا بفعاليته بقدر ما سيكون بالإدراك الواعي لآثاره بين المدرسة والمنزل.

أحمد العبادي
جامعة الملك عبدالعزيزـ السعودية

تحية وفاء

  • .. رئيس التحرير

أرفع لكم بمناسبة مرور 40 عاماً على إصدار مجلة العربي أسمى التهاني, وبهذه المناسبة أود أن أتناول بالتكريم من دفعني إلى قراءة (العربي) دون أن أسمع عنها من قبل, قرأتها مكرهاً فتحوّلت بعد ذلك إلى مغرم بقراءتها.

كان ذلك أثناء دراستي بكلية الصيدلة جامعة القاهرة, في الصف الثالث عام 1974م, وفي أحد أيام الدراسة, دخل إلينا في إحدى المحاضرات أستاذنا وعميد الكلية وقتئذ أ.د/محمود درويش, ومعه أحد أعداد (العربي) وطرح علينا بعض الأسئلة الشاملة (ليست في أي تخصص أو علاقة بالعقاقير والصيدلة إجمالا) العامة, وكانت إجابتها موجودة بداخل عدد الشهر الذي يحمله وقتئذ, ومع الأسف, لم يتمكن أحد من الطلاب من الإجابة عن سؤال واحد من هذه الأسئلة, فقال: إنه يعتبر تعلّمنا علوم الصيدلة وتخرّجنا دون أي حصيلة ثقافية ـ ولو بسيطة ـ هو استثمارا غير موفق, لذا, فقد قرر أستاذنا أن يأتي سؤال كامل من أسئلة مادته التي يدرّسها لنا من مجلة العربي, علماً بأن عدد أسئلة الامتحان أربعة أسئلة.

وبعد المحاضرة, خرج الطلاب الزملاء متذمرين (وأنا أولهم), وكأنه قد أضاف إلينا مادة كنّا في غنى عنها, وانقسم الطلبة إلى ثلاث مجموعات, المجموعة الأولى قررت أن تتنازل عن درجة هذا السؤال وتكتفي بدرجة الأسئلة الثلاثة الأخرى, والمجموعة الثانية قررت أن تستذكر فقط الأبواب العلمية التي تقترب من الطب أو الصيدلة, والمجموعة الثالثة قررت ألا تترك شيئاً.

وبدأنا في شراء مجلة العربي وقراءتها بل وعمل ملخصات لها لنراجعها أيام الامتحان, وبالطبع لم يضع أستاذنا أي سؤال من منهج مجلة العربي في الامتحان, بل لجأ قبل الامتحان السنوي إلى الإعلان أنه قرر تأجيل ذلك إلى العام القادم , واستمررنا على قراءتها في إجازة الصيف, ثم في عام التخرج خائفين من هذا السؤال, ولم يتضمن امتحان التخرج أي سؤال من مجلة العربي أيضاً.

في ذلك الوقت فقط بعد الانتهاء من الامتحانات فطنّا أخيراً إلى ما يرمي إليه أستاذنا المبجل, فقد لجأ إلى تعريفنا بهذه المجلة التي لم نتوقف عن قراءتها بعد ذلك للأسباب الآتية:

1ـ تعوّدنا قراءتها وحجم المعلومات الغزيرة بها .

2ـ عوّدتنا تكوين رأي وألا نكون سلبيين.

3ـ شغل وقت الفراغ بالمفيد علامة على تغذية شعورنا بالاندماج مع العالم.

والآن بعد 25 عاماً, وجب عليّ أن أرفع لأستاذي الشكر والعرفان المتأخرين والتقدير إن كان حيّا, وأسأل الله أن يغفر له ويرحمه في الحياة والممات.

الصيدلاني/طارق عبدالفتاح الصاحي
مستشفى جازان العام
المملكة العربية السعودية

طريقة نادرة

  • .. رئيس التحرير

تعقيباً على ما ذكر في الاستطلاع المصوّر (مامباي من أبراج المجوس إلى معابد الفلوس) في العدد (485) الصادر في أبريل 1999 حول طريقة دفن المجوس لموتاهم, وذلك بعرضها فوق أبراج الصمت لتلتهمها العقبان, وتفسير هذه الطريقة الخاصة في الدفن عندهم.

وهنا أذكر أن هذه الطريقة النادرة في الدفن كانت سائدة عند الفرس في بلاد إيران القديمة بالنسبة لموتاهم من الحيوانات, وكانت مقدسة لديهم, حيث اعتقد الإيرانيون أن المرض هو علامة الأرواح الشريرة, ولا تطهر يد مَن يلمس المريض إنساناً كان أم حيواناً (إلا بأدعية خاصة), لذا يجب التخلص منها وذلك بعرضها على سفوح التلال لتنهشها العقبان بدلاً من دفنها في التراب.

د. شذى قاوجي
حلب- سوريا

الطفل الأصفر

  • .. رئيس التحرير

قرأت مقالاً تحت عنوان (طفل أصفر) في العدد (482) يناير 99 للدكتورة أمل عزت, ذكرت فيه نقلاً عن طبيب مختص (أنه لا توجد أية مضاعفات للعلاج الضوئي), أقول إن كلمة (أية) مضاعفات غير دقيقة علمياً, والدقيق أن للعلاج الضوئي مجموعة من الأعراض الجانبية منها:

1ـ فقدان الطفل بعضا من سوائل جسمه وذلك نتيجة الإسهال الناتج عن وجود أملاح الصفراء في الأمعاء BILE SALTS

2ـ انخفاض نسبة الكالسيوم في الدم.

3ـ تأثر شبكية العين, ولهذا السبب يتم تغطية العينين عند العلاج الضوئي.

4ـ لاحظ العلماء تأثر النمو وكذلك محيط الرأس عند الأطفال الذين يتعرضون للعلاج الضوئي.

5ـ تغير لون الجلد BRONZE BABY SYNDROME

والعلاج الضوئي يعتبر من أهم الطرق في علاج اليرقان (صفراء المواليد) ويمكن تجنب تلك الأعراض الجانبية أثناء علاج الطفل بهذه الطريقة, كمراقبة حالة الطفل جيداً لتجنب أخطار الجفاف وتغطية العينين حتى لا تتأثر الشبكية وكذلك فحص كيمياء الدم ومعرفة نسبة BILIRUBIN

د.جبريل سعد جبريل
قسم حديثي الولادة
بنغازي- ليبيا

سطور معجمية

  • .. رئيس التحرير

تحت عنوان (من أسرار العربية) أثبت الأستاذ شوشة مادة لغوية منقولة عن المعجم الكبير لابن فارس. وهي مادة (أفق), وحين وصل إلى الفعل المزيد المتعدي بالباء (تأفق به) بمعنى ألمّ به, استشهد ببيت من الشعر لأبي وجيزة يزيد بن عبيد السّلمي السعدي هو:

ألا طرقت سعدي فكيف تأفقت

 

بنا, وهي ميسان الليالي كسولها?

وفسر معنى ميسان بين قوسين فقال: (ميسان أي نؤوم).وحين رجعت إلى بعض المعجمات لم أجد هذا المعنى, وإنما وجدت المعاني التالية:

الميسان: المتبختر, ونجم في الجوزاء, وكل نجم زاهر, واسم ليلة البدر.

وأحد كواكب الهقعة (وهي ثلاثة كواكب فوق منكبي الجوزاء كالأثافي, إذا طلعت مع الفجر اشتد حر الصيف).

وربما كان معنى نؤوم متوهماً من كلمة كسولها, والرأي عندي أن معنى ميسان في البيت هو اسم ليلة البدر أي البدر في ليلة التمام, وبه تشبه المرأة ذات البهاء, وهذا البدر المكتمل لا يكون كذلك إلا مرة في الشهر, فالشبه بين سعدى وميسان البدر المكتمل من وجهين: البهاء وتباعد ما بين الزيارتين, وهذا التباعد هو الذي يختبئ في كلمة الكسول.

وتحت عنوان (سطور معجمية) استعرض الأستاذ شوشة بعض الكلمات الأجنبية التي دخلت حياتنا المعاصرة, وشاعت على الألسنة دون أن يكون لها ترجمات محكمة, فسمحت المجامع اللغوية بالاشتقاق منها على حذر, والكلمات التي أوردها تندرج تحت ثلاثة عناوين:

- كلمات احتفظت بلفظها الأجنبي وهي: بنسلين وباستير وتلفزيون وتليفون وفابريكة وأسفلت.

- كلمات معرّبة مع شيء من التحريف هي بلور وكهرباء (وبلا همزة) واسمنت.

- كلمات عربية.

غير أن السياق يوحي للقارئ أن ما أورده كله إنما هو كلمات أجنبية, يمكن أن يشتق منها الفعل واسم الفاعل واسم المفعول والمصدر.

وعلى سبيل المعلومات, أورد بعض ما اطلعت عليه تأييداً لما ذهبت إليه.جاء في القاموس المحيط: البلور كتنوّر وسنّوْر وسبطر جوهر معروف, فالكلمة إذن معربة منذ القديم عن الفارسية, وكذلك عربت كلمة كهربا بمعنى كهرمان عن الفارسية أيضاً, وهي في الأصل مادة راتنجية صفراء شبه شفافة, وهي أول مادة عرف تكهربها بالدلك.

أما اسمنت فهي من Cement أضيف إلى أولها الهمزة على سبيل التحريف.وأما كلمتا جبس وشحم فعربيتان ولا تدخلان في المجموعة المذكورة.

تبقى كلمة هاتف التي تستخدم في بعض البلاد العربية بدلاً من كلمة (تليفون), فقد أشار الأستاذ شوشة إلى أن كلمة هاتف تستعمل اسماً فحسب ولا يشتق منها فعل.

والحق أن هاتف اسم فاعل من هتف يهتف, والهاتف من تسمع صوته ولا تراه.

وقد سمي التليفون في البداية جهاز الهاتف, لأن من يهتف لك لا تراه, وإنما تسمع صوته, ثم استغنوا عن كلمة جهاز وأبقوا عمل الهاتف, وفي مسرحية مجنون ليلى, يلمّ قيس بمضرب ليلى ويهتف: ليلى. فيخرج المهدي أبو ليلى ملبياً مستطلعاً وهو يقول: مَن الهاتف الداعي? حتى إذا تبين قيساً قال: أقيس أرى? ماذا وقوفك والفتيان قد ساروا?

وأود أن أشير إلى أنني أؤيد الأستاذ شوشة فيما ذهب إليه من استخدام الكلمات التي تتعذر ترجمتها كما هي في لغتها, أو بتعديل بسيط إذا استدعى الأمر ذلك.وأؤيده في اشتقاق الأفعال منها والمشتقات الأخرى, فانتظار ما يمكن أن تصل إليه المجامع اللغوية من قرارات وإقرارات ليس في صالحنا, ولا يجوز أن نغلق الباب أمام الكلمات والمصطلحات الجديدة التي لا نملك في لغتنا مقابلاً لها, فهذا يفقرنا ولا يغنينا, وكما أخذوا منا في عصر حضارتنا كلماتنا ومصطلحاتنا وصارت في صلب لغاتهم, يحق لنا أن نأخذ منهم ما نحتاج إليه دون حرج.

ياسر المالح
دمشق- سوريا

خط دفاعي

  • .. رئيس التحرير

بالإشارة إلى ما جاء بالاستطلاع المنشور في العدد 482 (يناير 99) بعنوان (الشرقية بوابة مصر التاريخية) حول أن إمبراطور الروم أشار على المقوقس عظيم أقباط مصر أن يتخذ من بلبيس خط دفاعي أول ضد غزو العرب المسلمين... إلخ, ونقلاً عن المؤرخ (بتلر) من أن العرب أسروا ابنة المقوقس (أرمانوسة)... إلخ أيضاً.

أود إيضاح ما يلي:

أولاً: إن عظيم أقباط مصر (المقوقس) هو الذي أرسل لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب يستنجد به من ظلم وطغيان الروم, وذلك إثر هربه منهم, واعتكافه في صحراء سيناء, وبالتالي, فإن الجيش الإسلامي العربي (بقيادة عمرو بن العاص) زحف إلى أرض الكنانة محرراً وفاتحاً لا غازياً ومغتصباً, ولم يحدث إطلاقاً من أقباط مصر أي مقاومة (بل كل ترحيب).

ثانياً: من المعروف أن الرهبان لا يتزوجون, فكيف يكون ذلك لرئيسهم الأعلى? فإن الأسيرة أرمانوس لم تكن ابنة المقوقس!وأخيراً!! فإني لا أقر, بشكل مطلق أن يكون المؤرخ (بتلر) وغيره من مؤرخي الغرب المصدر الأساسي للرجوع لتاريخنا العربي!! فالمكتبة (الزاخرة) التاريخية العربية دقيقة, ومؤرخونا العرب كثيرون.. والحمد لله!

أحمد هاشم
القاهرة مصر

معترك العولمة

  • .. رئيس التحرير

اطلعت وبكل شغف على مجلة المثقف العربي الأولى (العربي) الغراء العدد (485) أبريل 99 ولي وقفة بسيطة مع مقال (العولمة هل يملك العرب استراتيجية?) للدكتور طه عبدالعليم. والذي ركز فيه على العولمة الاقتصادية وقال: (إن على البلدان العربية أن تحسم ـ فكرياً وسياسياً ـ بين خيارين إما التأقلم بشكل إيجابي مع عملية العولمة أو التلقي السلبي لتهديدات العولمة). وأنا أقول إنه لا خيار أمام الأمة العربية والإسلامية في الدخول في العولمة من عدمه, بل لابد من حزم أمرها فكرياً وسياسياً واجتماعياً على مستوى الأفراد والحكومات والمؤسسات والدخول في هذا المعترك بعقل كبير يستوعب ما حوله من متغيرات وتفكير سليم يضع الأمور في نصابها مع التسلح بالموروث الثقافي والحضاري للأمة الإسلامية وعدم الانسلاخ من الهوية, ومن الجانب الاقتصادي للعولمة لابد من دخول عبابها وسبر أغوارها حتى نستفيد من إيجابياتها, وتأكيداً لقولي أنه لا خيار من دخول العولمة وبالذات الاقتصادية فإنه وقبل عام 5002 يجب على جميع الدول التوقيع على اتفاقية الجات (GATT) (التـعـرفـة الجـمركيـة) وإلا فستطبق على من لا يوقع لوائح الاتفاقية من حيث التعرفة الجمركية وفتح أسواقه للإنتاج العالمي. كل ذلك من دون التمتع بميزات هذه الاتفاقية, حيث إن اتفاقية الجات هي المحور للعولمة الاقتصادية.

وأما أن نركن إلى واقعنا ونهمش ما حولنا فهذا ليس بخيار بل هو إفراز لتيار العولمة فعلينا التحرك وسريعاً في بلورة فكرة إنشاء سوق عربية وإسلامية مشتركة لأننا في عصر التكتلات الاقتصادية والسياسية, ولأن هذه التكتلات هي السلاح الأقوى في مواجهة الدول المتسلطة في هذه الحلبة حيث شراسة المتنافسين وقوة فتك أسلحتهم. ولنستفد من تجارب وخبرات تجمعات عالمية مثل الاتحاد الأوربي (EU) ومجموعة الآسيان, ومنظمة الايكو وغيرها. ودون ذلك سيجرفنا التيار ويلقينا خارج منظومة هذا الواقع القادم بقوة وبسرعة وسيجعلنا أمة تعيش في الظل, وهذا ليس خياراً بل هو إفراز ونتيجة للعولمة الآتية.

إبراهيم أحمد المطوع
الرياض ـ جامعة الملك سعود

وتريات

مزامير القيروان

من زمان كان قبلي
تعتريني الأمنيات
لن أنادي أين عقلي
كل ما قد فات, فات..
يا زماني..
خذ فؤادي والقمر
خذ جنوني والقدر
يا زماني.. لا تذر
تينة الصدر حجر!

***

حبّري يا قيروان... إنما الأحزان زينة!
ليس ما يُبنى بفان.. بل هي الأرض سجينة
قد فتحت نبض قلبي
لم أجد غير الخراب
لست أدري أين ذنبي..
ما سؤالي
? ما الجواب?
املئي صدري حريقا
هذه الآه مكينة
اجعلي قبري طريقا
فتّحي باب المدينة
قيروان العشق أمستْ
في ضلوعي مستكينة

***

بين أطلال الخرائب
عادت الروح تنوح
أفتح الكف لغائب
يُبصر البخت جُروح
أرفعُ العين لأفقي
يأتني غدرُ القبيلة
ليس في الجبّة طقسي
قيرواني ذي قتيله..
كم سكبت فيك عشقي
والحكايا المستحيلة
ضاع مني ريق حلقي
ضاعت الدنيا الجميلة!

شعر:أنور البصلي
تونس- القيروان

 



أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات