في سطور مقدمته الأولى يعترف مؤلف الكتاب بأن ما بين أيدينا لا يؤرخ
للأراضي المقدسة ومصر إبان الحقبة العثمانية, بل هو أشبه بسجل لصورة هذه المناطق
كما أدركتها عيون الرحالة والرسامين, الذين قدموا بشكل أساسي من أوربا, وكانت
فلسطين وجهتهم. ولأن رحلتهم مرت بمصر, بل ولعل مصر كانت مقصدهم الأساسي, أصبح هناك
ما يشبه الوحدة العضوية التي تربط فيما قدمته هذه الرحلات من أدب وفن.
وقد اعتمد هشام الخطيب في اقتفاء آثار هذه الرحلات على مجموعته الخاصة
التي ظل يجمعها لأكثر من 30 سنة, فصار لديه عقب هذه الرحلة في الزمان والمكان ما
يمثل متحفا خاصًا قوامه نحو مائة وخمسين لوحة, ومائة من كتب الرحلات, وعشرون كتابًا
تستمد قيمتها من طريقة طباعتها النادرة بالألواح, وعشرات الخرائط وتصاوير للقدس من
بين أكثر من ثلاثة آلاف صورة أصلية تعود للقرن التاسع عشر, ناهيك عن اللوحات
المطبوعة بالليثوغراف, والأخرى المرسومة بالألوان المائية. والحق أنه إذا كان
الكاتب يقصد إلى توثيق الحقبة العثمانية التي حكمت الأراضي المقدسة بين عامي 1516
و1917 ميلادية, فقد كان له ما أراد ولكن بشكل أساسي للقرن الأخير فقط من هذه
الفترة. وهو يتمنى كمواطن عربي من الأردن ولد في القدس أن تكفي هذه المجموعة لإثراء
معرفتنا بالمدينة والأراضي المقدسة ومصر أيضا.
حجاج ورحالة
ونحن ندرك أن حملة نابليون بونابرت على مصر وفلسطين في 1798 ـ 1799
مثلت نقطة تحول في تاريخ الرحلة إلى الأراضي المقدسة, فقد جرت العادة ـ قبل ذلك
التاريخ ـ على أن تستأثر المدن الكبرى وحسب بهذه الزيارات, لأنها كانت مركز التجارة
حينا, أو قبلة الدبلوماسية حينا آخر. وأشهر هذه المدن في القرن الثالث عشر وحتى
عصور النهضة الأوربية كانت القسطنطينية وأصفهان والإسكندرية. وفيما عدا الحجاج, لم
تكن هناك سوى قلة من الراغبين في زيارة هذه المناطق المقدسة التي تفصل الصحراء
والجبال بين تخومها.
وقد تنازعت القدس خلال تاريخها كله علاقات قاطنيها بزوارها, خاصة
هؤلاء الحجاج الذين جاءوها باحثين عن ظلال من السكينة تلقيها المآذن وترسلها
الكنائس وترسمها الصوامع. ورغم الطابع الحربي الذي تهبه المدينة لنفسها مع مشاهد
البوابات العالية والأسوار الحصينة فهي مدينة السلام التي لا يذكر اسمها على فم إلا
ونتذكر في جلال صوت أجراسها وصدى الداعين إلى الصلاة من فوق مناراتها. ويلخص
الدكتور عبد العزيز شهبر في كتاب له عن الرحلات الإسبانية إلى القدس بين عامي 1850
و2000م كيف رأى الإسبان فيها (مدينة عريقة, بسيطة, تنغمس في إحساس ديني, وأغلب
جوانبها خفية.. إنها جالسة عند سفح جبل ذابل, مصفرة من كثرة الحزن .. وقد آوت
أقواما من كل البلدان تركوا في بناياتها إحساسهم) .. وكانت توجد في القدس حوانيت لا
عد لها ولا حصر مخصصة لبيع التحف والأدوات الدينية التي يقبل عليها الحجاج كثيرا..
(إن التجوال في شوارع القدس هو انخراط في اكتشاف جماليات جديدة تُجهَل قيمتها
الدينية والأسطورية في اليوم الأول).
هذه هي قدس الرحالة الإسبان, الذين وصلوا إليها حجاجًا, في الفترة من
1850م وهم غير القلة الذين تحدث عنهم الخطيب. لأنه حين يأتي القرن الثامن عشر ـ أي
ما بعد نابليون ووصف مصر وما بينهما ـ يتحول المشهد كله, وتصبح زيارة فلسطين
والأراضي المقدسة جزءا مكملا للرحلة المصرية. وتتجمع قطرات الماء فيكبر النهر, ويجد
عاشق للعمارة مثل صاحب كتاب (فلسطين ومصر تحت الحكم العثماني) خيوطا تجمع بين
الأماكن التي يعرفها حق المعرفة, فيحاول إعادة اكتشافها, فهو ابن القدس, كما أنه
عاش في مصر سنوات خلال الخمسينيات من القرن الماضي. ويقول إنه كان كلما اقتنى شيئا
جديدًا (صرت أكتشف لدهشتي أن هناك دائرة إبداعية تكتمل; فقد كنت أضم لمجموعتي القدس
والأراضي المقدسة لعشقي للمكان, لكنني وجدت لاحقا أن ثمار ما أجمع يجعل سلتي تكبر,
وبفضل ما كنت أجمع بدأت أقدر على نحو أفضل جمال الريف والمواقع التاريخية للمدينة
المقدسة .. ربما يبدأ الاقتناء بفضل التقدير والاهتمام, لكن الاهتمام في الوقت نفسه
تقويه ملكة الاقتناء ذاتها).
نصائح للاقتناء
ومن المهم أن نذكِّر بما أراد الكاتب أن يسديه من نصائح لهواة اقتناء
المجموعات المماثلة, فصحيح أن هاوي الاقتناء تجرفه رغبة (لا يسعفه مقاومتها أحيانا)
في الامتلاك, لكن نمو مثل هذه المجموعة يتطلب أشياء ثلاثة: معرفة وثيقة بما يسعى
إليه, وتخصص يحدد المقتنيات التي يجمعها ومال يوفر له ما يريد. وربما نسي الخطيب أن
يضيف سببا رابعًا كان وراء بعض مقتنيات هذه المجموعة النادرة; وهو التوفيق الذي
حالفه فأهدى إليه صفقات رابحة لا تصدق لعل إحداها لوحة زيتية لجبل سيناء بريشة
إدوارد لير لم تدرك قيمتها دار المزادات اللندنية التي باعتها قبل عشرين عامًا!
وهكذا, لسنا أمام كتاب في التاريخ, أو مرجع في الفن, وإنما بصدد
مجموعة قيمة فيها القيمتان التاريخية والفنية وقد غلب عليها حس فردي خاص وخالص
بالحب. لذا لا يتوسع الكاتب بالشرح, وليته فعل, لخرجنا بمرجع تاريخي وفني في آن
معًا. كما حرص مخرج الكتاب على نقل إحساس الألبوم فتكاد تحس بنفس شعوره وهو (يلصق)
صورة كبيرة هنا وأخرى صغيرة هناك, أو يكتفي ببسط الصورة على الصفحتين دون نص, لنجد
في الكتاب اللمسات الإنسانية الحميمة التي لا تضيع تحت سقف من الإخراج الرتيب
والقسري أيضا.
ويتناول القسم الأول من الكتاب بفصوله الأربعة ما يمكن أن نسميه
بالمقدمة التاريخية التي توجز تاريخ فلسطين خلال الحقبة العثمانية, والتطور الذي
مرت به أطوار القدس وثبت الرحالة والمستكشفين القادمين للأراضي المقدسة والرسوم
التي وثقت لها وللقدس ولمصر. ويأسف هشام الخطيب على أن المجموعة التي يقتنيها تكاد
لا تحتوي على مادة فلسطينية أو عربية مكتوبة إلا فيما ندر. كما أن ما تبقى منها
وينتمي إلى هذه الحقبة كان من الندرة التي لا تكفي ميزانية صاحب الكتاب للحصول
عليها. وفي قسم الكتاب الثاني ـ وهو الأضخم بداية من صفحة 79 حتى الصفحة 260 ـ نعبر
ستة فصول بعناوين شارحة: اللوحات, الكتب القيمة بطباعة اللوح, كتب الرحلات, أطالس
وخرائط ومشاهد, التصوير في الأراضي المقدسة, اللوحات المحفورة والمطبوعة
والليثوجراف. وفي هوامش بعض الصور تفاصيل تقنية وفنية ونقدية فيما يعرض بعضها الآخر
خلوا من ذلك الإسهاب المطلوب, ربما مكتفيا بالملاحق الإرشادية الموجزة التي تذيل
الكتاب حول التقنيات والطباعة.
ألبوم الحياة اليومية
وتقدم الأعمال الفنية في (فلسطين ومصر تحت الحكم العثماني) صورًا
للحياة اليومية للرحالة والرسامين والسكان في الأراضي المقدسة ومصر وما بينهما:
حجاج متحلقون حول الصخرة المقدسة تحت قبة الصخرة, وعابرون بثياب تقليدية في أزقة
المدينة العتيقة, ورعاة بماشيتهم حول عيون المياه, ونساء يحملن أطفالهن يهبطن أحد
أدراج المدينة, وقوافل تصل تخوم المدينة وأخرى تغادرها, وقارئ للشعر وحاملة لجرة
المياه, مجتمعون للسمر أدنى باب كنيسة, ومصلون على مشارف أسوار القدس, أو داخل
الحرم الشريف, أو سقاء يحمل المياه من سبيل السلسلة, أو شخص يرتاد حمامًا, هذا عدا
باقي مشاهد الأراضي المقدسة من جبال وقوافل وموانئ وسفن. أما في مصر فقد رعت عين
الرحالة الرسام الجالسين على المقاهي, والعابرين لبانوراما القاهرة عند الغروب,
والمارين بشارع باب الوزير, وحاصدي الغلال, ومعابد فرعونية, وأسواق مزدحمة, وسواها
كثير. ويختار هشام الخطيب منها ما يزيد على مائتي عمل يعدها الأكثر أهمية للفنانين
بارتليت, وهاج, وهانت, وديفيد روبرتس, وسارجنت, وسيمبسون, ووارنر وغيرهم, بتركيز
أكبر على القدس, واستعراض غير منقوص لمجموعته من الأعمال التي تناولت الأراضي
المقدسة ومصر. وفي منهجه لتقديم المجموعة, يوجز الكاتب سيرة ذاتية للفنان, يذيلها
بمرجع أو أكثر للاستزادة, ثم يضع ثبتا بالأعمال التي لديه منه, والتي نرى منها ما
نرى موزعًا على صفحات الألبوم.
ولنمر سريعًا على أحد فناني الألبوم, كارل فريدريك هاينرش وارنر (1808
ـ 1894م) الذي ولد في ألمانيا لكنه عاش في بريطانيا عشرين عامًا. وقد زار فلسطين
ومصر بين عامي 1862 و1864م وسجل مشاهد زيارته بالألوان المائية أعيد تقديمها بعد
ذلك في كتابين, أحدهما حمل عنوان رسومات سريعة لنهر النيل, اقتناه الخطيب أيضا,
والثاني نادر ويحمل اسم القدس وبيت لحم والأماكن المقدسة (1865) ونطالع صورتين
للوحتين من بين ثلاث يقتنيها الخطيب للفنان, الأولى للقدس حيث يرتاح مسافر (يدخن)
خارج أسوار المدينة عند بوابة سان ستيفان التي يستند عليها مسافران سواه, فيما تقدم
اللوحة الأخرى صورة تكاد تكون هزلية رسمها وارنر عام 1864 تحت عنوان نقل السياح في
الجيزة. والهزل في أن السائح ينتقل عبر الماء (الذي كان على مشارف الهرم آنذاك)
مرفوعا على ساعدي رجلين شمرا عن ساقيهما!!
ولا تخلو مجموعة الخطيب من رسوم ديفيد روبرتس (1796 - 1864) الرسام
والرحالة الاسكتلندي الذي بدأ حياته نقاشا للبيوت ثم رساما للمناظر المسرحية حين
أصبح في 1819 رسام المشاهد الرسمي في المسرح الملكي بجلاسكو قبل أن ينتقل للوظيفة
نفسها في المسرح الملكي بإدنبره, قبل أن يطوف بثلاثة أرباع الكرة الأرضية. وإذا
كانت شهرة روبرتس قد بدأت بتسجيله لمشاهد رحلته الأسبانية في العام 1830, مع زميله
جون فريدريك لويس, إلا أن رحلته لمصر والشرق الأدنى كانت سبيله لشهرة لم ينلها رسام
معاصر. وكانت الرحلة إلى سيناء والبتراء وفلسطين بدأت بصحبة رحالتين بريطانيين هما
جينز بيل وجون كينر فيقرر السفر معها في فبراير 1839 إلى سيناء والبتراء وفلسطين,
وقد ترك روبرتس رفيقي سفره في مدينة غزة ليواصل رحلته إلى المدينة المقدسة, التي
أراد زيارة كل أماكنها الدينية: من مسجد عمر, وحتى باب الشام, وسجل كل ذلك بالألوان
المائية والزيتية ولوحات الليثوجراف. ونلتقي باسم روبرتس و أعماله في (فلسطين ومصر
تحت الحكم العثماني) أكثر من مرة: دراسات لشخصيات فلسطينية, على أبواب يافا, مجموعة
أخرى على مشارف البتراء, فضلا عن تصويره للخزنة نفسها.
وتنال مجموعة الكتب أهميتها المستحقة ومنها ما هو (تمشيات) مرسومة
لمدينة القدس وصدر عام 1845م أو مشاهد طوبوغرافية للقدس القديمة والحديثة; كما
يحمل عنوان الكتاب الصادر عام 1850م وكلاهما للفنان بارتليت, أو هو اسكتشات يقدمها
الفنان ديفيد ويلكي لمشاهداته في تركيا وسوريا ومصر (1843م), أو هو ذلك العنوان
(مصر والأراضي المقدسة) لرسومات وارنركليف السريعة ونشر عام 1855م, وكلها من الكتب
التي طبعت بالألواح, وتبلغ العشرين كتابا, أما كتب الرحلات التي بلغ عددها مائة
وستة فقد كتب أغلبها باللغة الإنجليزية. وتتنوع موضوعات الكتب بين يوميات للرحلات,
أو تعليقات ومداخلات, أو مجرد رسوم متبوعة بالشروح, ولعل من أطرفها كتاب مدام حنا
زيلر المطبوع في لندن عام 1876 م عن الأزهار البرية في الأراضي المقدسة وتبلغ رسومه
44 لوحة وقد رسمتها الفنانة حنا زيلر من الطبيعة بمقدمة لإدوارد أتكينسون. وقد دونت
الفنانة التي أقامت في الناصرة أسماء النباتات العلمية باللاتينية متبوعة بأسمائها
الشائعة في اللغات بالإنجليزية والفرنسية والألمانية.
مع نهاية العام الذي شاعت فيه تقنيات فن التصوير للمرة الأولى بعد أن
طورها لويس داجوير في 19 أغسطس 1839 كان هناك مصور رائد هو فريدريك جوبيل فسكوا
يزاول مهنته في فلسطين. ولذلك فإن الأراضي المقدسة والقدس بوجه خاص هي من أوائل
الأماكن التي صورت في العالم كله. ويقول هشام الخطيب إن تاريخ فن التصوير يحصي وجود
ثلاثمائة مصور في فلسطين خلال أعوام القرن التاسع عشر! ولنا أن نكتشف هذه الكنوز ـ
أو نحسها ـ من خلال عشرين صورة اختارها الكاتب من مجموعته ليقدمها في ألبومه: قلعة
نمرود في بانياس (1865م), الخزنة في البتراء (1860م), أبو الهول والهرم الأكبر وفي
حضرتهما ثلاثة رجال فوق ساقي التمثال المغمورتين (1860م), سوق الماشية في القدس
(1890م), نساء يشربن القهوة في بيت لحم (1900م), وغيرها من الصور التي كانت أصدق من
اللوحات ـ كما يشير الخطيب ـ في تقصي الصورة الحقيقية للأراضي المقدسة, رغم المسحة
الرومانسية التي أضاءت أعمال مصوري القدس, من اهتمام بالجانب المعماري على حساب
الإنساني, ربما لفرادة النمط الشرقي في بنايات الشام وفلسطين آنذاك, وخاصة قبة
الصخرة, كانت تضيف سحرًا كافيا يقف وراء اختيارات المصور الأوربي, الذي يزور المشرق
العربي, قبل أن يتوقف بمزارات الأراضي المقدسة.
ورغم أننا لا نستطيع أن نضيف بعدًا فنيا راقيا إلى هذه الصور, فإن
قيمتها التاريخية وندرتها تعوض هذه الملامح الفنية. لأن هذه الصور تعد شهادة دامغة
تصور ذاكرة فلسطينية فضلا عن كونها وثيقة تراثية - بالحلي والملابس وأدوات الحياة
وطرقها - تكرس لإقامة متحف بصري, يغرف مادته من نبع الهوية الفلسطينية التي عانت
التشرد والإهمال ثم الإجحاف. وأجدد سؤالا طرحته عن كثرة (الخلاء) في هذه الصور
المكانية, إذ كيف يمكن لهذا المعمار أن يخلو من ساكنيه? والإجابة في الشك الذي
تثيره العقلية الغربية التي التقطت هذه الصور, حيث إن هذه الصور كانت شكلا من أشكال
تصوير الأرض المقدسة: كأرض الأحلام, كأرض بلا شعب, لتتوازن بعد ذلك مع معادلة شعب
بلا أرض?! وهي تناسب الصور السياحية التي كانت تسوق عن الغرب الأمريكي لجذب الهجرات
إليه, إلى حد كبير, فضلا عن البحث الغربي عن الغرائبي والعجائبي. ويرى الخطيب أن
أشهر ما عرف من التصوير الأمريكي النمطي للأراضي المقدسة كانت أعمال أندروود أند
أندروود في العقد الأول من القرن العشرين, ويقتني بعضها الخطيب ويضم صورتين لمجموعة
الكتاب. وقد نشرت هذه المجموعات المصورة مصنفة في مجموعات وملحقة بكتاب إرشادي
شارح. وفي مجموعة الخطيب ألف صورة للقدس من بين ثلاثة آلاف صورة أصلية التقطت خلال
القرن التاسع عشر لمصر والأراضي المقدسة.
وتبلغ الألبومات المدونة في ثبت (فلسطين ومصر تحت الحكم العثماني)
ثلاثة عشر يكاد يتجاوز عدد صفحات بعضها أكثر من المائة والخمسين صفحة, بل إن منها
ما يضم عددًا قياسيا من الصور, مثل ألبوم رحلات وليام ليندساي وحرمه في 92 مدينة
وصدر عام 1879م ويضم ألفي صورة أصلية منها سبع صور للسويس, واثنتان لمدينة يافا,
وسبع لرام الله و128 صورة للقدس واثنتان لبيروت و49 للقاهرة. ويحمل الألبوم وثيقة ـ
ربما ـ صاحبه الأول: بورسعيد في الخامس والعشرين من مارس 1879م, كان على سفينتي
مسافران هما السيد والسيدة وليام ليندساي من أستراليا, لمدة أسبوع على متن هذه
السفينة كوارانتين, والتوقيع باسم: كوماندر. والمهم أن ألبوم (فلسطين ومصر تحت
الحكم العثماني) الذي طبع في الأردن وموله الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية
والاجتماعية بالكويت ونشرته الجامعة الأمريكية بالقاهرة يبقى وثيقة حية وإضافة مهمة
لصندوق الذاكرة العربية الذي لا تكاد الكتب المماثلة تغطي قاعه!