التوأمان

التوأمان
        

شعر

بيروت
واختنقت بعيني دمعتانْ
تلهّبت في الصدر مني جمرتانْ
ماذا أرى
رحلَ المكانُ
ترملت في الشاطئ الفضيّ
أسرابُ النوارس
ضيّع الدوريُّ أعشاشَ الصغارِ
مضى حمام الحي يَخبطُ في الظلامْ

***

وحبيبةٍ في الرملةِ البيضاء
تنتظر النبوءةَ
تسألُ العرّافَ
تكتبُ فوق خدِّ الرملِ سطرًا
ثانيًا...
يمحو لسانُ الموجِ ما كتبت
تعودُ
يَعودُ
ترسلُ دمعةً حرّى
تُغيّبها الرمالْ

***

بيروت
سوسنة الحواضر
نفحة الزمن المُعطّر بالحنانْ
صنينُ فارق جُبّةَ الشيخِ
المعمم بالوقار
تمزقت حللُ الصنوبر
غادر العنقودُ حقلَ الكرمِ
هدّ التيهُ ظهرَ الأرزِ
وانسفحت على الأرض الدِنانْ

***

لبنان
نحن التوأمانْ
المانِحان الحُبَّ
حينَ تضنُّ بالحب اليدانْ
منْ سيفِ كاظمةٍ
ومِنْ دارين
من صورٍ ومن صيدا أتينا
نقهر الموج المعربدَ
تستحيل الريحُ في يدنا شِراعًا
دَفةً للحُلم
ننظم لؤلؤ البحرينِ عقدًا
فوق نحر العصرِ
نغرسُ من شذا الأسفارِ
ألفَ منارة
تُهدي  إلى الركب الأَمانْ

***

لبنان
نحنُ التوأمانْ
الغارسانِ الحرفَ قنديلاً
على شفةِ الزمانْ
الحاصدان حرائقَ الأيامِ
حقلَ الشوكِ
عربدةَ القيانْ

 

خليفة الوقيان