عَوْدَةٌ إلى الداخل...!

عَوْدَةٌ إلى الداخل...!
        

شعر

يسألونك:
كيف تعيش؟
وأنت تعيش، بعيدًا، غريبًا، ولا من عشير!
قل لهم: لستُ وحدي.
ولست غريبًا ولستُ وحيدًا
ففي داخلي غير ما تنظرون
وأسمع غير الذي تسمعون
ولي قمري يشعشع أنَّى يكون المسيرْ
فكل الدروب تضاءُ.. ويحلو لدي المصيرْ

***

أنتم الغرباءُ وما تشعرونْ!
تصخبون المجالس بالدعوات، وإذ تختلون
تقيمون للسحت حفلاً كما تشتهون
وهذا التراث الذي تفخرون
خرائب تلعنكم في المحاكم
والحقد ينهشُ أعراضَكمْ
بعدما تُقْبرونْ
في زمان المزادات، يختفي العارفون
وتعلو الجباهُ التي لطَّختها الدنانيرُ
من كُثْرِ ما يصنعُ المشترون
ونبقى... أنا والذين رأوا ما رأيتُ
كما نتمنَّى نكون
بهم أهتدي وهمُ بالذي أهتدي يهتدون
يسألونكْ
كيف تعيش، وأنت وحيدْ
قل لهم: من يرى خلف هذا السَّديمِ
زمانا جديدْ
كيف يحيا وحيدْ؟

 

علي السبتي