ليالي أبي عبدالله الصغير.. غرناطة لي

  ليالي أبي عبدالله الصغير.. غرناطة لي
        

شعر

لا أنادي من هنا
خشيةَ أن يرجعَ صوتي معه شُبَّاك قصري
لأرى أمّي تنادي
وأرى من مجلسي رائحةَ الريحانِ شرقًا
وأرى غربًا خلاخيلَ الجَوارِي
بيدَ أني كلما أنظر في مرآة نبعٍ لا أَرى شيئًا
إلى أنْ يتهادى ماءُ وجْهي كَدِرًا
ثمَّ أرى غصْني الذي يحرِقُهُ الوقتُ
أَرى مئذنةً تفلتُ مني
باب نجدٍ فاتحًا نافذةَ التاريخِ كي أخرجَ منها
طائرًا مشتعلاً يرفلُ في زيتٍ ونارِ
مغمضًا عينيّ من رايةَ قشتالةٍ في الحمْراء أجثو
قربةَ الصمتِ تُغنّي بفمي
إذْ لحظةَ أنصتُ لا أسمعُ إلا زفرةً تلحقني
أخْلعُ مُلكي ثم أجري
تتقفَّانِي كظلِّي
أتخفَّى غابةً
تمتدُ في إثري حريقًا
أرتدي خِفَّة روحي قبل أنْ أقفزَ ظبيًا
تمتطي خلْفي حريرَ الريحِ سهمًا
عابرًا بين غديرين غديرًا...
أنتهي قلعةَ نفسي
بينما تلْحقُني زاحفةً جيشًا وفي رايتِهِ ليلُ حصاري
وأنا أهمسُ «غرناطة لي»
يصعدُ غيمٌ من فَمي
يصعدُ مني هكذا: غَرْ... نا... طَتي»
غَيْنًا تسلُّ الراءَ من روحي
ونونًا خرجتْ تنزفُ مني ألفَ الآهِ التي في خصرها
طاءً تجرُّ التاءَ أنثاها التي أعْقدُ يائي حولَها شالاً
إذا أمْسِكهُ تفْلتُ غرناطةُ مني
بينما تحمِلُها الريحُ بعيدًا كوكبًا فوق البراري

 

زياد آل الشيخ