عِنْدَ مَرَجِ الْبَحْرَينِ

عِنْدَ مَرَجِ الْبَحْرَينِ
        

شعر

1. أيُهَا الْسَارِيْ بِلاْ أيِّ اخْتِيَارْ
                                    صَوْبَ صُبْحٍ تَبْتَغِي فِيْهِ القََرَارْ

2. مُذْ رَمَيْتَ القلبَ فِيْ لَيْلِ الهَوَىْ
                                    صِرْتَ طَيْراً تَائِهَاً ضِمْنَ الغُبَارْ

3. بِتَّ لا تَدْرِيْ، وَ إِنْ طَالَ الْمَدَىْ،
                                    كَيْفَ تبْقََى سَالِمَاً عَبْرَ الْشِفَارْ

4. وَ إذَا مَا اخْتَرْتَ يَمَّ العُشْقِ تَبْـ
                                    ـقََىْ كَظَمْآنٍ بِأعْمَاقِ الْبِِحَاْرْ

5. وَ أنَا أمْضَيْتُ عُمْرِيْ أبْتَغِيْ
                                    بَرْزَخَ البَحْرَيْنِ كَي أُطْفِي الأوَارْ

6. عَاْشَ قََلْبِِي فِيْ عُقُوْدٍ سَبْعَةٍ
                                    مَعَ عَامَيْنِ صَبُورَاً فِي اخْتِبَارْ

7. فَسَقََانِي الْْوِدُّ مِنْ صَدْرِ الْنَهَارْ
                                    كَلِمَات مِنْ مَعَدٍّ و نِزَاْرْ

-------------------------------------------------
1- الساري: هو المسافر ليلاً، و قال الله عزَّ و جل:سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً  «الإسراء، 1»  بلا أي اختيار = فالإنسان مسير لا مخير في السير على طريق الحقيقة، الصبح = هو جلاء الحقيقة المؤدية للقرب من كرسي عرش الله.
2- الهوى = مهوى اختبار العشق، الغبار = ليس كالطوز (!) القادم من بادية الشام والعراق، بل هو التلوث الحضاري الشمالي الذي يغشى حياتنا العربية - الإسلامية اليوم (؟!).
3- الشفار = حدُّ سيوفِ اختبارات القَدَر.
4- العشق: هو يَمٌّ ينطوي على الماء «الحياة» بحاليه العذب والمالح، قال الله عز و جل: مَرَجَ البحرين يلتقيان * بينهما برزخ لا يبغيان * فبأي آلاء ربكما تكذبان  «الرحمن، 19-21 ».
5- إطفاء الأوار = طيُّ ظمأ العاشق عند لقاء المعشوق.
6-  في الخامس من يوليو ولدتُ، و عشت حتى الآن متوكلاً - كرجل علم - على الله الواحد القهار، و الاختبار هو ما جاء وصفه في كتاب الله عز و جل: ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين  «البقرة، 155».
7- الود من المودة: أي أبرز أصول المحبة، مَعَدّْ = الدكتور محمد معد مصطفى ممثلاً لآل المصطفى و نزار = الأستاذ نزار نسيب القباني ممثلاً لأصدقاء دمشق، حفظهم الله جميعًا ورعاهم.

 

عدنان مصطفى