فصلٌ من مسرحية كانت وطناً

فصلٌ من مسرحية كانت وطناً
        

شعر

وحيداً قد وقفتُ على السراباتِ
رأيتُ وجوه من طوت الرواية عطرهم،
وأُسدلت الستائر دونهم-غصبًا -
فمن رحلوا.. مضوا والمجد للآتي
وقفتُ وللحدائق في عيون حبيبتي ..طعم الخرافاتِ
وأُعلنت البداية ُ صفّق الجمهور - آليا - من الضجرِ
فمُذْ حقبٍ ..ومنذ دقائقٍ ولّتْ .. وقلبي ينتشي بطفولة الأحلام ِ
أحلام السراباتِ
وجسمي ينتشي.. بعذابِ أنّات الفراشاتِ
وأجمع في الحقيبة كل حلْم ساذجٍ.. فأراكِ في الأحلامْ!
أحاول أن أُلملمَ بعض أحلامي.. فتنثرها الأيامْ
أحطّ رحال يأسي حيثُ لا قمرٌ..ولا صوتٌ..
سوى بعض الحناجرِ مُشْتراةٍ منذألفيْ عامْ!
تُدِرُّ على مُلاّكها الألقابْ
فيسخر منهم ُخبزُ البلاد ِ وتسخر الأنسابْ
تُذيع من الأغاني ما ..يُقِضّ الجسم بالسُّم الذي قتل الدموعَ
وقطَّع الأسبابْ
...
فهمتُ الآن سرَّ اليأس في صوتي..وسرَّ العقمِ في الوطنِ
وفي بيت الفراغ رأيتُني..في دمع من رحلوا ..ومن حُفروا
بذاكرة الهوى والحب والزمنِ
...
فهمتُ الآن سرّ تسكّعي ..وفهمتُ مظْلمةَ الرصيفِ..
وكِذْبة المُدُنِ
وقبل وصول أطنان الفتاوى..والتهام الشعبِ بالخُطبِ
لمحْتُ الأبجدية ..والحَمام ..وبعض أنواعٍ من الشجرِ
تُبادرُ حجْزَ تذكرةٍ ..إلى أقصى بلاد الغالِ والغجرِ!
إلى أقصى بلاد العرض والطلبِ
...
وساعتها عرفْتُ سخافة المسرحْ
وصرتُ لمهنة التمثيل ..مُحتقراً..ومن قد مثّلوا دورالبطولة ِ
والبطولةُ منهمُ ..تمزحْ!
ومهنةَ من حناجرهم تُمارسُ فُجْرها-علناً-بلا ثمنِ
فتحزنُ حين لا حُزْنٌ! وساعة حزنها..تفرحْ!
...
سألتُ: متى يُضاء النورُ في وطني؟!
سألتُ متى يُضاء النورُ في المسرحْ؟!.

 

محمد ولد أباه إمام