مظاهر الأمومة

الحمل والرضاعة عند الحيوانات

ثمة شبه بين الإنسان والحيوان، فالكائنات الحية كلها تحافظ على بقائها بالتكاثر والتغذية وتجنب الخطر. ينطبق ذلك على الحيوان بالتأكيد.

ينطوي بقاء النوع على دافعين أساسيين هما: الجوع والجنس، وتمارس جميع الحيوانات هاتين الوظيفتين، وتحقق هذين الدافعين تحقيقا حيوانيا بيولوجيا مباشرا، أي أن تحققهما يحدث وفق قانون بيولوجي يفصح عن نفسه مباشرة دون تدخل أو تعلم أو تأثر بحضارة أو تاريخ. إذ يحصل الحيوان على طعامه من الطبيعة مباشرة، فالخرتيت مثلا رغم قوته الهائلة يقتل غيره من الحيوانات لكنه لا يقرب لحومها، إنه لا يأكل إلا العشب، أما السباع والذئاب فلا تأكل إلا اللحم، إن جميع الحيوانات تحصل على طعامها من الطبيعة مباشرة، إن كان عشبا أو لحما، ولكن لكل منها طبيعة خاصة. مثلا لا يمكن للفيل أن يأكل لحما، ولا يمكن للذئب أن يأكل عشبا.

وإذا كان إشباع الجوع والجنس يحدث لدى الحيوانات وفق قانون بيولوجي، فكيف تكون علاقة الحيوان بوليده؟ هل يشعر أنثى الحيوان بالأمومة.. وهل لهذه الأمومة مظاهر؟ كيف تلد أنثى الحيوان؟ كيف يحافظ الحيوان الأم على صغاره؟ كيف يغذي الحيوان صغاره؟ وكيف يحميهم من الأخطار؟ هل يساعد الحيوان الأب في تربية الصغار؟

من داخل حديقة الحيوان نجيب عن هذه التساؤلات ونبدأ جولتنا مع:

* القردة إذ تتشابه مع الإنسان الأم منذ الولادة فهي تحتاج إلى مكان هادئ ومظلم بعيد عن الإزعاج وتتشبث القردة الأم بصغيرها ويتشبث بها هو أيضا. لأنه يرضع منها. أما هي فلا تتحرك إلا ومعها الصغير ملتصقا بها إلى أن يبلغ ستة شهور ولا نجدها تنتقل من شجرة لأخرى إلا وهي تحمل صغيرها الرضيع. وكثيرا ما يختفي وراءها إذا ما شاهد شيئا غريبا أو أفزعه حيوان آخر.

* ونجد الفيلة الأم مميزة لأن الثدي تحت الأطراف فله طريقة مميزة في الرضاعة التي تستمر لمدة سنتين ونصف سنة وتلد الفيلة ولدة واحدة أي صغيرا واحدا ونجد الصغير يدخل تحت ذراع أمه ليرضع.

* وتلد أنثى السيد قشطة (فرس النهر) ولدة واحدة ويتغذى الصغير على العشب، إذ يخرج بعد ولادته مباشرة إلى الشاطئ وهذه تعتبر علامة صحية ودليلا على سلامته.

* وتخشى أنثى الأسد على صغارها من الأب وتظل قريبة منها لتحميها من الأخطار حتى سن 4 أو 5 شهور. وإذا أساء الأسد معاملة أحد الأشبال الصغار تثور فيه اللبؤة وقد تتعارك معه منبهة إياه إلى عدم تكرار الإساءة.

* أما أنثى الكنجارو: فهي تلد جنينا وزنه 30 جرام ويظل في الجيب أو الكيس الذي تحمله أمه لمدة 9 شهور أو سنة ويرضع داخل هذا الكيس، وقد يكون لدى الكنجارو الأم صغير بداخل الكيس وآخر في بطنها وفي واقع الأمر تكون حاملة لصغير وجنين في وقت واحد.

* وبالنسبة للزرافة: فإن مدة حملها حوالي 14- 15 شهرا تقريبا، تلد صغيرا واحدا يرضع من أمه مباشرة حتى سن شهر تقريبا، يأكل بعده علفا أو حبوبا أو أعشابا وتعاونه أمه في التغذية حتى سنة ونصف سنة أو سنتين بعدها يبدأ في الاعتماد على نفسه.

* ونجد أنثى الدب تخبئ صغيرها وتغذية على الأسماك التي تختزنها فترة الشتاء، وهي في البلاد الحارة تلد في كهوف مصنوعة من الثلج ومدة حملها من 7 - 9 أشهر وتلد ولدة واحدة.

* تلد أنثى الحمار الوحشي (المخطط) صغيرا واحدا في الغالب ثم ترضعه ويبدأ الصغير في أكل البرسيم من سن سنة ونصف تقريبا حيث يتغذى على الأعشاب الخارجية ويستغنى عن لبن أمه.

* تبيض أنثى طائر الطاووس ولكن يتم تفريخ البيض بشكل صناعي حتى فراخها تربى صناعيا. فيتم تغذيتها على العلف، والبيض المسلوق والخضراوات والديدان.

وفترة حضانة الطاووس الصغير شهر تقريبا. ويستكمل نموه بعد بلوغه العام الأول من العمر. ونجد الريش الملون في الطاووس الذكر فقط ويظهر من سن سنتين ونصف سنة. حتى سن ثلاث سنوات ويتبدل هذا الريش كل سنة، ويظهر أفضل لون وشكل لريشه من شهر يناير حتى شهر مارس ويتقصف هذا الريش مع بداية التزاوج.

* أما أنثى الثعبان: فهي بيوضة ولود، فتبيض بيضة رقيقة وبعضها يبيض البيضة قبل الفقس مباشرة، ولكن أنثى الثعبان لا تغذي صغارها، إنما تبحث الثعابين الصغيرة عن غذائها من الخنافس مباشرة بعد ولادتها.

وجدير بالذكر أن الزواحف لا تأكل ميتا أبدا إنما تأكل حيا تفترسه بنفسها.

الحمل لدى الحيوان

* أطول مدة حمل: عند الحيوانات الثديية هي المدة التي تحمل فيها أنثى الفيل جنينها ومعدلها 609 أيام، أي أكثر من 20 شهرا وأقصاها 760 يوما أي أكثر بمرتين ونصف المرة من المدة التي تحمل بها أنثى الإنسان جنينها.

* أقصر مدة حمل: هي المدة التي تقضيها أنثى الأبوسوم ( الحيوان الجرابي) الأمريكي أو الفرجيني وتمتد من 12 - 13 يوما وقد تقصر إلى 8 أيام.

وبالنسبة لعدد الأجنة التي تلدها الحيوان الأم في المرة الواحدة فالخنزير هو أكثر حيوان يلد في المرة الواحدة فتلد ما بين 12- 14 صغيرا.

أما أنثى حيوان النيلجاي ( نوع من الأبقار الهندية): فتلد دائما توأما. وأنثى السباع: تلد من 2 - 5 في المرة الواحدة حسب صحة الأم والأب.

الرضاعة في الحيوان

كل الثدييات ترضع صغارها ما عدا الثدييات البيوضة، ونجد أن أطول فترة رضاعة في الحيوان لدى الأفيال وهي سنتان ونصف تقريبا وأقصرها لدى القوارض الفئران والجرابيع. وتحرص الحيوانات الثديية جميعها على رضاعة صغارها وعادة في الولدة البكرية لا تتمكن الأم من تغذية صغيرها ورضاعته فلا بد من مساعدتها خصوصا في نزول "لبن المسمار" وتقريب الصغير لها وبعدها تحن عليه هي بغريزتها وترضعه.وأحيانا لا تتمكن على الإطلاق من رضاعة وليدها فيساعدها المتخصصون في رضاعته صناعيا.

ومن المؤكد أن للحيوان الأب دورا في تربية الصغار ويبرز هذا الدور جليا في الطيور إذ يتعاون الأب مع الأم في تربية الصغار بدءا من بناء العش حتى التناوب في الرقاد على البيض وإطعام الصغار والجلوس معهم حين تذهب الأم لجمع الطعام ثم تعليمهم تناوله.

في النهاية الأم هي الأم، والأم في الحيوان لا تختلف بمشاعرها وحنانها وخوفها على صغيرها وحمايته من الأخطار عن الأم في الإنسان. فهي أم حنون تحب رضيعها وتحن عليه حتى أنه توجد بعض الحيوانات تأكل صغارها من شدة حرصها وخوفها عليها مثل: الأسد الأمريكي والكلب السمري والقطة وغيرها من الحيوانات.