من المكتبة العربية: حقائق وأخطاء وأكاذيب السياسة والاقتصاد في عالم متغير

من المكتبة العربية: حقائق وأخطاء وأكاذيب السياسة والاقتصاد في عالم متغير

ترجمة: رحاب صلاح الدين يوسف
عرض: أمير الغندور

هذا كتاب على قدر كبير من الأهمية، فرغم أنه لا يتورع عن كيل النقد لكثير من المفكرين والعلماء الكبار والمعروفين على مستوى العالم، إلا أن أغلب هؤلاء العلماء الكبار كانوا هم أول من سجلوا اعترافاتهم بصدقه، ومن هؤلاء فرانسيس فوكوياما، الذي رغم قيام المؤلف بنقد نظريته عن «نهاية التاريخ» بأنها تنتمي إلى «الترهات» و«التفسيرات الفارغة» منذ الصفحات الأولى للكتاب، إلا أن ذلك لم يمنع فوكوياما من تسجيل إعجابه بما ورد في الكتاب.

سبب ذلك هو أن هذا الكتاب هو من الكتب القليلة التي يحاول فيها مؤلفها أن يجمع بين أمور لا يسهل الجمع بينها، وهي: الموضوعية والصدق والعمق. ويمكن أن تتعدد التأويلات والتقييمات حول درجة نجاح المؤلف في محاولته الجمع بين الأمور التي يظن كثيرون أنها قد باتت من المتعارضات في واقع التأليف المعاصر، لاسيما في مجال الاقتصاد والسياسة. إلا أن ما لا خلاف عليه هو أن المؤلف يحاول بالفعل أن يضع هذه الأمور الثلاثة أمام ناظريه دوما أثناء ممارسة الكتابة.

البروفيسور ججيجوش كوودكو، هو خبير اقتصادي وسياسي مرموق. شغل منصب وزير المالية ونائب رئيس الوزراء في بولندا خلال فترة حرجة جدا من تاريخها وهي الفترة من 1994 إلى 1997. وهو ما يعني أنه يكتب عن مسائل عاينها في الواقع التطبيقي كما عاينها في التنظير الأكاديمي.

في مدخل الكتاب، يخبرنا ججيجوش كوودكو بأنه أصر على أن يصدر كتابه خاليا من أي أرقام أو إحصاءات أو جداول أو حتى أسماء مراجع من مثل تلك التي يحرص غيره من الكتاب على ترصيع كتبهم بها. وسبب ذلك أنه وجد أن الإحصاءات والجداول غالبا ما يستخدمها المؤلفون بهدف إرهاب القراء والإيحاء لهم بأن كتاباتهم قد بلغت حدا أقصى من الموضوعية والعمق في أن تستخدم لغة الأرقام والإحصاءات بما يحصنها ضد النقد. ويرى ججيجوش كوودكو أن هذه الممارسة قد أصبحت تؤدي أيضا إلى تحصين المؤلفات المرصعة بها ضد الفهم. ولذلك فقد قرر أن يؤلف كتابه خاليا من الإحصاءات ومن التعقيد وبلغة مفهومة للقارئ العادي. إلا أن ذلك لا يعني أن أفكار ججيجوش كوودكو لا تستند إلى الأرقام والجداول والدراسات الإحصائية، التي تروق للقارئ والباحث المتعمق. بل يحيلنا ججيجوش كوودكو إلى موقعه الإلكتروني لنعثر فيه على كل بضاعة القارئ الباحث عن إحصائيات وأرقام ومراجع وخرائط استعان بها الكاتب في بلورة أفكار الكتاب. وبذلك يصبح الكتاب كتابين، أحدهما يوجد ورقياً في حجم يتجاوز الخمسمائة صفحة بين يدي القارئ، بينما يوجد الآخر إلكترونيًا بين أصابع القارئ على حاسوبه الآلي على هيئة ملحق يمكن الرجوع إليه عبر موقع الكاتب على الإنترنت.

عنوان الكتاب وموضوعه

يشير عنوان الكتاب بالفعل إلى موضوعه، بل إلى طريقة معالجة الموضوع.

فالحقائق والأخطاء والأكاذيب في عنوان الكتاب، هي نفسها المصنفات الثلاثة التي يعالجها ججيجوش كوودكو في كتابه، فهو يبدأ في تصنيف رجال السياسة والاقتصاد إلى ثلاثة أنواع بسيطة هي:

- من يعلمون.
- ومن لا يعلمون.
- ومن يكذبون.

ثم يتوسع ججيجوش كوودكو في توضيح دلالات هذا التصنيف الثلاثي لرجال السياسة والاقتصاد، كما يلي:

في الحالة الأولى: يكون رجل السياسة والاقتصاد على علم بما يحدث، لكنه عاجز عن إقناع الجماهير بوجهة نظره. وهنا تكون المشكلة إعلامية وليست علمية. ولكن هذه المشكلة غالبا ما تعبر عن وجود ثغرة في المهارات القيادية لرجل السياسة والاقتصاد، بما يمنعه من توصيل رسالته إلى الجماهير.

في الحالة الثانية: يكون رجل السياسة والاقتصاد جاهلاً وعلى غير علم بما يحدث، لكنه رغم ذلك قادر على التواصل مع الجماهير وإقناعها بوجهة نظره التي هي غير صحيحة. وهنا تكون المشكلة علمية وليست إعلامية. ولكن هذه المشكلة غالبا ما تعبر عن أن درجة ثقة الجماهير برجل السياسة والاقتصاد هي أكبر بكثير من القدرات العلمية لرجل السياسة والاقتصاد في إدارة شئون البلاد، فهو يضع سياسات اقتصادية خاطئة، إلا أن الجماهير تصدقها.

في الحالة الثالثة: يكون رجل السياسة والاقتصاد على علم بما يحدث، لكنه يتعمد نشر الأكاذيب ليظهر الأمور بعكس ما هي عليه، خوفا من ثورة الجماهير ورفضها للسياسة الاقتصادية التي يتبناها والتي يعلم هو أنها تفيد فئات محددة بعينها من المجتمع بينما تضر بأغلب الفئات الأخرى. وهذه هي الحالة الأسوأ في الحالات الثلاث التي يذكرها ججيجوش كوودكو.

تنويعات الحالات

من الواضح أن هناك حالات أخرى يمكن إضافتها إلى هذه التصنيفات الثلاثة التي يحددها ججيجوش كوودكو. ويبدو أن ججيجوش كوودكو يركز على الحالات التي تعتمد على محورين أساسيين هما:

- درجة العلم بالاقتصاد والسياسة.
- ودرجة الصدق والشفافية مع الجماهير.

وهو يضع تصنيفه الثلاثي لرجال السياسة والاقتصاد وفق هذين المحورين الأساسيين لديه. لكن لابد من الإقرار بأن هذه الحالات الثلاث التي يحددها ججيجوش هي التي تمهد الأرضية للتفكير في تنويعات مختلفة من حالات رجال السياسة والاقتصاد.

وججيجوش كوددكو نفسه يطور بعض هذه الحالات والتنويعات الأخرى عبر صفحات الكتاب بالفعل، فمثلا نجد حالة رجل السياسة والاقتصاد الذي يصر على تبني مذهب سياسي واقتصادي محدد، ويؤمن بنجاعته وصلاحيته المطلقة لكل زمان ومكان، إيمانا مطلقا وغير نقدي، فيحشد الجماهير على قلب رجل واحد لتبني وتطبيق هذا المذهب، ربما عن حسن نية، لأنه يؤمن بأن هذا المذهب سيفيد البلاد. إلا أن استمرار النتائج الكارثية لتطبيق هذا البرنامج لا يثنيه عن الاستمرار في تطبيقه، وذلك لأن اسمه وكفاحه ارتبط ارتباطا وثيقا بهذا المذهب، بحيث أنه أصبح عاجزا عن الاعتراف بخطأ المذهب. وهنا يتحول رجل السياسة والاقتصاد هذا إلى العيش في حالة من الإنكار للحقائق السلبية التي أفرزها تطبيقه للمنهج الذي يتبناه. وهنا تكون حالة رجل السياسة والاقتصاد هذا مزيجًا من الكذب الجهل معا، أي مزيج من الحالة الثانية والحالة الثالثة في الحالات التي صنفها ججيجوش كوودكو أعلاه.

وهذه الحالة هي التي سادت بين رجال السياسة والاقتصاد في دول الاتحاد السوفييتي قبل السقوط عام 1991.

وعلى هذا المنوال يمكن تنويع حالات أخرى من رجال السياسة والاقتصاد في عالمنا المعاصر.

معضلة الإعلام

يرى ججيجوش كوودكو: «أن النقاش العلني أي وسائل الإعلام - سلاح ذو حدين. فمن ناحية يستحيل من دونهما تمرير شعلة المعرفة إلى جمهور أوسع من الناس. ومن ناحية أخرى، يمكنان الكذابين والدهماء من الوصول إلى ذلك الجمهور نفسه». فرغم الاستخدامات الإيجابية والضرورية للإعلام، إلا أن هذا الإعلام نفسه هو أيضا المسئول عن تسهيل عملية «اجتياح الترهات للعالم». ذلك أن «وصفة صياغة الترهات الاقتصادية سهلة، وهي كما يلي:

بسّط الأمور قدر الإمكان، ثم بالِغ، كأن تقول على سبيل المثال: إذا خصصنا كل شيء فسيتحسن كل شيء سريعا. أو على العكس: إذا أممنا كل شيء فسيتحسن كل شيء أكثر فأكثر. هذا يعتمد على الفترة الزمنية التي يدخل فيها الهراء إلى عقولنا لتشويهها. ومثل ذلك التفسيرات الفارغة لعبارات مثل عبارة التاتشرية الليبرالية الجديدة: «ليس هناك خيار آخر». أو عبارة فوكوياما: «نهاية التاريخ» .. «وللأسف فقد تسببت هذه الأمثلة وغيرها من الترهات والأكاذيب في ضرر لا حد له على المستويين المادي والفكري».

لكن كيف السبيل إلى معالجة مشكلات الإعلام وتوجيهه التوجيه الإيجابي السليم؟

يجيب ججيجوش كوودكو، بأن: «أفضل علاجين للغباء والغطرسة هما الحكمة والمعرفة. وهذا ما يجعل الكفاح بالكلمة كفاحا جديرا بالاهتمام. بعبارة أخرى: اقرأ كثيرا، وأنصت للآخرين، واكتب قليلا، وتحدث إلى أولئك المستعدين للإصغاء، والأهم من كل هذا؛ فكر».

ضد الترهات الاقتصادية

يتناول ججيجوش كوودكو في كتابه أمثلة عديدة لما يسميه بالترهات الاقتصادية، فيقول:

«تحاول إيران حاليا تنفيذ برنامج يسمى «أسهم العدالة»، وهو برنامج لتوزيع جزء من أصول الدولة مجانا على أفقر شريحة من السكان. ومن الأفضل بكثير بيع هذه الأصول بأعلى سعر ممكن في أسواق رأس المال، ثم استغلال الدخل الناتج عن إلغاء التأميم (الخصخصة) في تنفيذ برامج اجتماعية هادفة للحد من أسباب الفقر ومظاهره. لقد كانت لدى الإيرانيين فرصة تجنب خطأ التوزيع المجاني العقيم اقتصاديا والقائم على دوافع أيديولوجية: وهو الخطأ نفسه الذي لم تتجنبه بعض دول ما بعد الاشتراكية».

ومن الواضح هنا أن البروفيسور ججيجوش كوودكو ينقد السياسات الاقتصادية ذات النزعة الاشتراكية التي عانت منها بلده بولندا لعقود طويلة. إلا أن هذا النقد للسياسات الاشتراكية، لا يعني أن ججيجوش كوودكو يتحيز لصالح السياسات الليبرالية الجديدة. بل نجده ينتقد هذه السياسات أيضا بشدة في كتابه. فهو يتناول أهم هذه السياسات الليبرالية الجديدة بالنقد الشديد.

كما أنه يحذر من سياسة «الضريبة الثابتة» التي يتبناها الليبراليون الجدد، ويكتب: «وفي بولندا أمامنا فرصة لتجنب فكرة سيئة أخرى هي: الضريبة الثابتة.. التي وضعتها بعض جاراتنا موضع التنفيذ .. حيث تغلبت الترهات الاقتصادية على المنطق السليم .. (وبدلا من الضريبة الثابتة) على الأشخاص الأكثر ثراء أن يدفعوا ضرائب أعلى (تصاعدية). إن الضريبة الثابتة ليست بالبساطة التي يدعيها المدافعون عنها، لكنها تبسط تبسيطا مفرطا يجعلها تستهوي أعداداً كبيرة من الناس. يمكن ترويج الهراء التقليدي بناء على وصفة تقليدية تصوره كأنه علاج شامل ناجع، بسيط ومبالغ في قدراته الشفائية .. وفي الحقيقة تمثل الضريبة الثابتة مجاملة لأقلية في المجتمع. إلا أن بعض الأشخاص خدعوا بالفعل، ووثقوا بسذاجة في مفهوم يضرهم على نحو فادح. وهذا هو الغرض من وراء هذا النوع من الهراء الاقتصادي؛ خداع بعض الأشخاص لمصلحة أشخاص آخرين .. لقد دفع أكثر من بلد ثمنا باهظا جراء تجاهل الاختلافات الإقليمية والقومية في ظل شعار الليبرالية الجديدة الشهير الساذج الذي يدعي أن: «مقاسا واحدا يناسب الجميع»، وهذا يعد دعوة لتجاهل الاختلافات المحلية عند تطبيق السياسة الاقتصادية. لكن حتى عندما تدفع البلدان ثمنا باهظا يشكل ذلك دائما تجارة مربحة لشخص ما. والتركيز على أكثر الاقتصادات تقدما يؤدي إلى استيراد عشوائي للأيديولوجيات التي تحظى بشعبية وتوصف بأنها العلوم الاجتماعية السائدة في بلادها».

وبعد نقد كل من السياسات الاقتصادية الاشتراكية والليبرالية، يقترب ججيجوش كوودكو على مضض من طرح سياسة تقوم على الاقتصاد البراجماتي. ذلك أن: «المشكلة هي أن علم الاقتصاد على عكس الفيزياء والطب .. ليس علما تجريبيا .. فلا توجد مختبرات يمكنك أن تجري فيها التجارب للتأكد من صحة فرضية اقتصادية ما، بل عادة تعلن الفرضية أولا، ثم لا تتبين مواءمتها .. إلا فيما بعد. ولقد تبين أن اتباع هذه الطريقة مكلف للغاية. وإذا أردنا تطبيق الاقتصاد البراجماتي القائم على تأكيد الفرضية العلمية عمليا من خلال العمليات الاقتصادية الواقعية فمن الضروري أن نتحرى المهارة في تنفيذه؛ لأن الناس ليسوا فئران تجارب».

المتحولون والمتعصبون

يحلل مواقف بعض رجال السياسة والاقتصاد ويجد بينهم من ناحية أولى، رجل السياسة والاقتصاد الذي يتبنى فكرا محافظا متعصبا ويتحيز لمذهب محدد دون آخر، وذلك من مثل الشيوعي المتعصب وأيضا الليبرالي المتعصب، وهؤلاء يطلق عليهم اسم: المتعصبون. بينما هناك من ناحية أخرى، من يطلق عليهم اسم «المتحولون»، وهم أولئك الذين يغيرون من قناعاتهم وولاءاتهم السياسية والاقتصادية من مذهب إلى آخر. فيكتب: «إن الفكر السياسي والاقتصادي يسلك دروبا شتى .. لكن دائما يكون هناك سياق سياسي، ومن المهم دوما معرفة من الذي يصدر الأحكام ومن الذي يحكم عليه، وفي أي زمن. فمن ناحية نواجه رؤى محافظة، يؤمن بها أصحابها بعناد زائد يفوق ما تستحقه .. ومن ناحية أخرى نرى نقيضا سلسا يتحول جذريا من رؤى إلى رؤى جديدة، تحولا يقفز من موقف دفاعي إلى موقف نقدي للرؤى السابقة .. فقد تحول كثير من الماركسيين إلى مدافعين عن الرأسمالية الجديدة. وانتهز بعضهم أول فرصة للقفز من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين (بينما في الماضي كانوا يقفزون في الاتجاه المعاكس تماما). فقد أمسى مؤيدو السوق الحرة مدافعين عن تدخل الدولة وصار الليبراليون مفتونين بالشعبوية، وتحول العسكريون إلى دعاة سلام، وولد المفكرون المتشككون والعلمانيون من جديد وصاروا مفكرين دينيين. وأصبح الأبيض أسود، وصار الأسود أبيض، وكأن قوس قزح لا يحوي أي ألوان أخرى. لكن .. أسوأ شيء هو ا لكذب في ما يطلق عليه اسم علم الاقتصاد. لقد أضفت عبارة «ما يطلق عليه» لأننا في زمن يتحول فيه علم الاقتصاد إلى علم زائف. فمن المفهوم أن العلماء لديهم قناعات سياسية؛ فهم أولا وأخيرا مواطنون. لكن هذا ليس جيدا عندما يستخدمون العلم كسلاح سياسي انطلاقا من دوافع أيديولوجية، وما هو أسوأ؛ عندما يستخدمهم آخرون لأداء مهمة الانحياز نظير أجر .. في صراع .. يهدف إلى المصالح، لا إلى الوصول إلى الحقيقة. وهكذا يتحول علم الاقتصاد إلى سياسة لأن بعض علماء الاقتصاد يكذبون، سواء كانوا مدفوعين بدوافع أيديولوجية أو بميول سياسية أو لأنهم يتكسبون من وراء هذا الكذب».

ويتتبع ججيجوش كوودكو مسألة تشويه الحقائق والكذب حتى داخل أروقة المعاهد والجامعات العملية نفسها، فيقول: «فمن أجل المال الكثير أحيانا والبخس أحيانا أخرى - يمكن شراء معاهد علمية أو مراكز بحثية تثبت أي نظرية يرغبها الزبون. وانطلاقا من هذا المبدأ أبدت العديد من كليات الاقتصاد والعلوم الاجتماعية في الجامعات - الأمريكية على وجه الخصوص مواقف داعمة لليبرالية الجديدة في الثمانينيات والتسعينيات.. ولا ينبغي التهوين من أهمية تلك التحولات. فقد لاحظ عالم الأنثروبولوجيا الأمريكي المرموق ديفيد هارفي أننا غالبا نغفل إمكانية أن تكون الأفكار السائدة مفروضة من النخبة الحاكمة على الرغم من توافر الدليل الواضح على التدخل السافر الذي تمارسه صفوة رجال الأعمال وجماعات المصالح لاستحداث أفكار وأيديولوجيات، من خلال عملية الاستثمار في مراكز البحوث وتعليم التكنوقراط والسيطرة على وسائل الإعلام».

وهكذا يخوض كتاب ججيجوش كوودكو في موضوعات بالغة الأهمية بالنسبة للقارئ العربي، لأنه يطلعنا على دواخل الأمور في المعامل والمختبرات التي تبلور الأفكار والبرامج الاقتصادية والسياسية، ويشرح لنا كيف يمكننا أن نتعامل بشكل نقدي مع الأفكار والسياسات والبرامج الاقتصادية التي تطرح من حولنا والتي تروج لها وسائل الإعلام حتى نصبح أكثر قدرة على فهم بواطنها ودوافعها وتوقع نتائجها بشكل علمي بعيداً عن التحيزات والترهات الأيديولوجية، التي تضر أكثر مما تنفع.

 

تأليف: ججيجوش كوودكو