عزيزي العربي

عزيزي العربي
        

  • تحية

          أحييكم من هنا، من البوابة الغربية للوطن العربي العزيز من صحراء موريتانيا، التي كان لـ«العربي» معها لقاء حار عام 1958- على ما أعتقد - أي حينما كانت «العربي» وليدة في عامها الأول، وقد كان ذلك اللقاء من خلال استطلاع مفصل أجرته «العربي» عن موريتانيا «بلاد المليون شاعر».

          وأعتقد أن موريتانيا اليوم في شوق كبير إلى لقاء آخر مع «العربي» من خلال استطلاع جديد، أو من خلال جولة أخرى في صحراء موريتانيا حيث الأصالة العربية، والشاي الموريتاني الأصيل، وحتى الشعر العربي الأصيل، الذي لم يزل هنا على أديم هذه الصحراء يَلبس حلّته الأصيلة إذ لم تختف بعد من هنا القصيدة الجاهلية، تمامًا كما لم تختف التقاليد والعادات العربية الأصيلة. أودّ أن أشكر كل الكتّاب والمشرفين على مجلة العربي المتكاملة والمتميزة، والتي كانت لي العودة إليها بعد انقطاع طويل، وكان من حسن حظي أن تصادف عودتي تلك ميلاد ملحق العربي العلمي في أول أعداده، أي في يونيو 2005، ومن حينها وأنا على صلة بـ«العربي» التي استطاعت أن تزاحم بقوة على طاولتي الصغيرة كل المراجع الأجنبية، وأن تأخذ من وقتي مع الرياضيات والفيزياء والهندسة، وذلك بمادتها الثقافية والعلمية المتكاملة.

سيد محمد أحمد
طالب موريتاني - تونس

  • نشأة المعجم العربي

          نبغت صناعة المعجم العربي عند العرب من تشبعهم بتراثهم العربي الأصيل، المعتمد على تجليات الشعر العربي الذي اعتبر ديوان العرب لاشتماله على كل الحيثيات والظروف والأحوال والوقائع والحوادث التي شهدتها أيام العرب من حروب ومن علاقات كانت منظمة لحياتهم اليومية، وكذا من القرآن الكريم المنزل بصيغة عربية جعلت من اللغة العربية لغة مقدسة، إضافة إلى الحديث النبوي الشريف المأخوذ عن النبي صلى الله عليه وسلم،كما تأثرت هذه الصناعة أيضا بمحاولة الاحتذاء بالحضارات الأجنبية المعاصرة للأمة العربية التي بدأت في تطوير لغاتها انطلاقا من اهتمامها الشديد بتراثها اللغوي ومحاولة الحفاظ عليه من كل مايمكن أن يشوبه من مؤثرات أجنبية تقدح في صحته.

          تميزت الصناعة المعجمية عند العرب بنوع من استكناه كل الحقائق الباطنية المتخفية وراء الألفاظ العربية، وسبر أغوارها من خلال المقاربة الداخلية للكلام العربي الخارج من أفواه الناس العرب الأصليين الذين ينتمي أغلبهم إلى البدو، والذين تسمهم الفصاحة والبيان والبلاغة وطلاقة اللسان، والرواية الشفوية عنهم.

          نتيجة لهذه العوامل وغيرها فاق العرب غيرهم في الاهتمام بالصناعة المعجمية،فتعددت بذلك طرق المتن النصي للمعاجم العربية، واختلفت أنواعه وتنوعت بتنوع المصادر التي تستمد منها الكلمة العربية وتفاوتها مبنى ومعنى، مما أثرى حوله الكثير من الدراسات التي أقرت بتفوقها على غيرها من صناعة المعاجم عند بقية الأمم الأخرى، فهذا المستشرق الألماني «أوجست فيشر» يقول مبرزا تفوق العرب في هذا الميدان: «...وإذا استثنينا الصين، فلا يوجد شعب آخر يحق له الفخار بوفرة كتب علوم لغته، وبشعوره المبكر بحاجته إلى تنسيق مفرداتها، بحسب أصول وقواعد معينة..». وقال «هايوود»: «إن العرب في المعجم يحتلون مكان المركز، سواء في الزمان أو المكان بالنسبة للعالم القديم أو الحديث، وبالنسبة للشرق أو الغرب...».

          برع المعجميون العرب في صناعة معاجمهم تحت عدد كثير من الأصناف والأنواع المختلفة والمتمثلة في المعاجم العامة والمتخصصة، واللغوية والموسوعية، التاريخية والجغرافية، والوصفية والمعيارية...،فأصبحت بهذا معاجمهم متميزة بخاصية ذات صبغة عالمية، زاد من عالميتها تأليف عددمن العلماء الأعاجم لمعاجم عربية، نذكر من بينهم: الفيروز أبادي وابن منظور الذي قال في إحد مأثوراته:«خذوا لغتكم من لسان غير عربي».

          وفي القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين، أسهم بعض المستشرقين الأوربيين في إثراء المعجمية العربية بعدد من المعاجم نذكر من بينهم على سبيل الذكر لا الحصر:المستشرق دوزي الذي ألف كتاب (تكملة المعاجم العربية)، وإدوارد وليم الذي ألف كتاب (مد القاموس)، وهذا معجم عربي - إنجليزي في ثمانية مجلدات.

          وأسهم في إغناء التراث العربي المعجمي عدد من العلماء العرب والأجانب جمع منهم «إميل يعقوب» اثني عشر معجما لغويا عربيا مصنفا للكلام العربي وجامعا لكل الكلمات المتداولة من طرف اللسان العربي:

  • العين للخليل بن أحمد الفراهيدي.
  • البارع لأبي علي القالي.
  • الجمهرة لإبن دريد.
  • تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري.
  • المجمل والمقاييس لابن فارس.
  • المحكم لابن سيده.
  • أساس البلاغة للزمخشري.
  • لسان العرب لابن منظور.
  • القاموس المحيط للفيروز أبادي.
  • تاج العروس للزبيدي.

محمد سومني

  • خطر العامية على الفصحى

          أثار اللقاء الذي أجري مع الدكتور عبدالسلام المسدّي في (العدد 587 من مجلة العربي)، شجونا وشئونا قديمة كانت ولا تزال تشكّل لي (شخصيا) هاجسا وقلقا دائما!

          تحدّث الدكتور المسدّي عن اللغة العربية الفصحى وما يراد لها من تخلف وخمول واندثار حيث وضع النقاط على الحروف ولامس الجرح وليت الجميع يشاركه قلقه ويتفهم حرصه على إعادة بعث لغتنا العربية الفصحى.

          بالنسبة لي فقد كتبت منذ عدة سنوات - وكنت في المرحلة الثانوية آنذاك - عن خطر تغلغل اللهجة العامية في لغتنا بحيث أصبحت هي المتداولة في البيت والشارع والعمل والمدرسة، وأصبح الطالب في مرحلتي الإعدادية والثانوية عاجزا عن كتابة موضوع (تعبير وإنشاء) من صفحة واحدة لشح مخزونه اللغوي وعدم قدرته على صياغة ما يشعر أو يفكر به أو يراه بكلمات واضحة ولغة صحيحة وقد كان هذا المقرر يشكل صداعا لكثير من الطلبة لحصولهم فيه على درجات متدنية، بل حتى من تجاوز مرحلة الدراسة الجامعية صار يلجأ للآخرين لكي يكتبوا له رسالة رسمية أو شكوى لصحيفة.

          أتذكر انني ذكرت في ذلك المقال انني كنت أقف إلى جانب صبي في أحد محلات الخبز وكان الصبي يستحث البائع ويصيح عليه «يا الله.. زتات»!، فتحرّكت الحميّة العربية! فوجّهت كلامي له قائلا لماذا لا تقول «بسرعة» وهي اصح وأجمل فـ «زتات» لا معنى لها.. فما كان من الصبي إلا أن صاح على البائع مرة اخرى.. « زتّت»! ويعني بها (أسرِع)، وذلك بقصد إغاظتي!

          من منّا يشجّع أبناءه على التحدث بلغة عربية سليمة ولو في أضيق الحدود؟ َمن منّا يصحح لطفله ويحثه على تسمية الأشياء بأسمائها العربية.. ليقول له، قل «كأس» بدل (جلاس) و«منبّه» بدل (هرن) و«دراجة» بدل (سيكل) ودوّار بدل (راندابوت) ومروحة بدل (بانكة)!!

          قبل فترة وجيزة كتبت (أتحسّر) على برنامج (افتح يا سمسم) والذي كان بحق مفخرة الإنتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربي، والذي كان يمثل منهلا ورافدا لتنمية اللغة العربية الفصحى بل وفصلا للعلم والثقافة الأولية للأطفال. فبالرغم من كون المسلسلات الكارتونية التي تعرض على التلفزيون حاليا (أمثال سبايدر/سوبر/وبات مان) وغيرها ناطقة بالعربية الفصحى فإنها تخلو من أي مفهوم او ثقافة تمس وتتعلق ببيئتنا ومجتمعنا، ومحور فكرتها يدور حول الحاجة الى «الخوارق» لانتزاع الحق وتحقيق العدل فهي لا تحتوي على علم او ثقافة للطفل.

          ماذا يمكن ان يفعل د. المسدّي وأمثاله من المدافعين والمهتمين، إذا كنا محاصرين باللغة العامية والدارجة في كل مكان، ففي الصحف تخصص صفحات كاملة لقصائد الشعر الشعبي إلى جانب الأمسيات الشعرية (النبطية) (الذي صار الناس يتسابقون لكتابته والإلمام به لسهولته وعدم حاجته الى أي من قواعد النحو أو اللغة)، أما قصائد الفصحى فليس لها نصيب في الصحف والتلفزيون اللهم إلا في بعض المناسبات، كما تحاصرنا المسلسلات والأغاني العربية من كل بلد لتفرض علينا لهجتها ومفرداتها ليفهم أطفالنا أن اللغة هي تلك.. ولا شيء غيرها.

          حتى داخل المنزل فإن الأبوين يطيران فخرًا وسعادة إن سمعا طفلهما (يرطن) باللغة الإنجليزية في حين أنهما لا يكترثان لكونه غير قادر على تكوين جملة مفيدة بلغة عربية سليمة. ولقد شهدت بنفسي كيف أن بعض طلبة المدارس الخاصة يعجز عن ترجمة فقرة من الإنجليزية للعربية ويفشل في صياغة أسلوب سليم وصحيح.

          هل القرار السياسي - كما تفضّل الدكتور المسدّي - يمكن أن يحل تلك الإشكالات ويرغم أو يشجّع المجتمع على الحرص او محاولة التمسك بلغتهم العربية الفصحى والاستغناء عن لغة الشارع ?! أعتقد أن جزءًا من الحل هو في توعية المجتمع بأهمية الحفاظ على هويتهم وقوميتهم من خلال الحفاظ على لغتهم نقية راقية وجميلة.

جابر علي - البحرين

«منارة العشق»

قلبي سفينة أحزان ممزقة في قاع عينيك كم تستعذب الغرقا
تشق بحرهما أبدا محملة من الحين لهيبا يصبغ الشفقا
وتشهد الشمس في الأمواج غارقة كعاشق غارق في حضن من عشقا
يغالب الحزن إذ يدري بأنهما إلى فراق فيذكى شوقه شبقا
وما يغيب عن الأنظار في سفر حتى تعانق عند غيابه الغسقا
أهكذا البحر في عينيك يفعل بي في من أحاطهما بالعشق وانسحقا!
أهكذا يترك الإعصار يجرفني إلى الرمال محطما ومحترقا
منارة العشق في عينيك أغنية للتائهين غدت دربا ومفترقا
فكيف تهلك قلبي في متاهتها وتدعى أنها لا تعرف الطرقا
لكنني لست عن عينيك مرتجعا حتى أروض موجا فيهما نزقا
أو يصرع الموج أحلامي ويغرقها في قاع عينيك كم أستعذب الغرقا


محمود عبدالعزيز عبدالمجيد
كفر الشيخ - مصر

البدْرُ المُبعْثرُ أوْراقًا..!

سلامٌ عليك
سلامٌ على البدر
لما اكتوى بلظى العارْ.

***

أتاك رسولي
من الغرْب
قبل الهَزيع الأخير
على أملٍ في اللّقا
فهل جَنانُ الرهيفِ
شهودُ ذئابٍ
وقد حصرتْ حمَلاً
يستغيثُ ولا من مُجيبْ.

***

أبدْرَ الكرامَة
قمْ، واحترزْ
من نِبال العدى
وأشْهِر لسانك
فاليومُ يومُك،
والغَدْ.

فريد أمعضشو - المغرب

التصويبات ومواعيدها

          غني عن البيان، وفوق الشكر ما تسديه «العربي» إلى محبي الثقافة الأصيلة من أبناء الوطن العربي، طامعين أن تفسح «العربي» صدرها لدراسات إسلامية يستكتب لها ذوو الفكر المستنير الذي لا يصطدم بالثوابت، ولا يثير بلبلة، ولا يهدف إلى إثارة.

          إن ورود أخطاء في أي مطبوعة أمر متوقع بالرغم من بذل الجهد في ألا تقع، ولكنه العمل البشري الذي لا يسلم من الزلل.، وتتفاوت الأخطاء من مطبوعة إلى أخرى قلة وكثرة حسب إعطاء المراجعة حقها.

          وهناك مطبوعات لا تأبه بالتصويب حتى لو ورد إليها ما يشير إلى ذلك، ومطبوعات أخرى تسعد بيقظة قرّائها، وتضع ملحوظاتهم موضع التقدير وتشير إلى ذلك.

          وقد يكون الخطأ يسيرًا لا يخفى على القارئ الفطن تداركه، وقد يغمض فلا يدرك كنهه إلا أهل الذكر.

          وتقوم «العربي» بالإشارة إلى ما يرد إليها من تصويبات لموضوعات نشرت، ويكون التصويب من كاتب المقال، وقد يكون من ملحوظات بعض القرّاء.

          وقد يكون التصويب في الشهر الثاني للنشر، والقراء حديثو عهد بالموضوع المختص بالتصويب، وقد يشار إلى التصويب بعد طول عهد وأمد، وسأشير إلى ذلك مستعينًا بما أشرتم إليه من تصويبات في عدد مايو 2007:

          - في باب عزيزي العربي ص204، ورد تصويب تحت عنوان «جديد الكولسترول» لخطأ ورد في موضوع نشر في عدد يوليو 2006 أي بعد تسعة أشهر من صدور العدد.

          - وفي الصفحة نفسها إشارة إلى تصويب تحت عنوان «زنجبار» لخطأ ورد في موضوع نشر في عدد نوفمبر 2006 أي بعد أربعة أشهر من صدور العدد.

          - وفي ص207 ورد تصويب تحت عنوان «تصويب» لخطأ مطبعي وقع في شاهد شعري ورد في موضوع نشر في مارس 2007 أي في العدد الثاني مباشرة.

          - وفي ص208 وردت ملحوظات أبداها قارئ عراقي تحت عنوان «مغنيات العراق» لموضوع نشر في أغسطس 2006 أي بعد ثمانية أشهر.

          - وفي ص207 ورد تصويب تحت عنوان «السعي نحو القمة» لأخطاء وقعت في موضوع نشر في فبراير 2007 أي بعد شهرين من صدور العدد.

          والسؤال الممزوج بالرجاء:

          - لماذا لا يوجه نداء أو مناشدة إلى أصحاب المقالات المنشورة خاصة والقراء عامة بموافاتهم بما يرونه من أخطاء قبل منتصف الشهر مثلاً، وتفرد لذلك مساحة تحت عنوان «تصويبات العدد الماضي»، فإن ذلك من شأنه حث الجميع على الأناة في التعامل مع موضوعات المجلة وتصويب لخطأ، القرّاء حديثو عهد به.

          أما أن يشار إلى خطأ مرّ عليه شهور فهيهات أن يتذكره أحد إلا كاتب المقال أو المتخصص في مجال المقال.

          إن في تنفيذ هذا الاقتراح - إن راقكم - أن تكسب «العربي» المزيد من الثقة والاحترام والتقدير. فهل نحن فاعلون؟

محمد كامل رزق
موجه اللغة العربية بالثانوي
المنصورة - مصر

تصويب عن محمد الماغوط

          ورد في مجلة العربي العدد (567) سنة 2006 في المفكرة الثقافية - دبي - الدورة التاسعة لجائزة سلطان العويس الثقافية تكريمًا للشعر والمستقبل والفن المسرحي في صفحة 194، وردت ترجمة مختصرة لحياة الشاعر السوري محمد الماغوط أنه ولد في سلمية حماة السورية عام 1943... إلخ.

          والماغوط حصل على العديد من الجوائز، من أبرزها جائزة جريدة النهار اللبنانية لقصيدة النثر أواخر عام 1950، معنى ذلك أن عمر الشاعر آنذاك سبع سنوات، وينال هذه الجائزة، وهذا ليس من الواقع، وأظنه خطأ مطبعي غير مقصود. أرجو بيان ذلك. ولكم الشكر.

أحمد هادي كبة
بغداد - حي الجهاد - العراق

  • المحرر: الخطأ مطبعي، فمحمد الماغوط ولد في سلمية بسورية عام 1934 وليس 1943. شكرًا ليقظة القارئ العزيز.

بائس... وبئيس

          جاء في مجلة العربي العدد (573) أغسطس 2006م ص15 في مقال الكاتبة سعدية مفرح عن الشاعر حافظ إبراهيم قولها: «كما ترجم رواية البؤساء لفيكتور هيجو». أقول: هذه ترجمة خاطئة لعنوان الرواية، وهو خطأ شاع وذاع في كل الأوساط نتيجة لشهرة هذه الرواية.

          ومصدر الخطأ أن البؤساء جمع بئيس لا جمع بائس، والبئيس الأيّد الشجاع كما ورد في كتب اللغة، إذ جاء في لسان العرب: ورجل بَئِس: شجاع بَئِس بأسًا وبؤس بأسًا، فهو بئيس على فعيل أي شجاع، ويأتي البئيس بمعنى الشديد الذي لا يطاق من غير الإنسان. ومن الأمور الصرفية المسلّمة أن بئيسًا يجمع على بؤساء لأنه فعيل بمعنى فاعل، فأنّى لمترجم «قصة البائسين» لفيكتور هيجو إلى العربية جمع البائس على بؤساء؟!

          فلم يرد في كلام العرب المسموع ولم يُجز في القياس، وبائس يجمع على بؤس ويجمع أيضًا جمعًا مذكّرًا سالمًا فيكون «البائسون والبائسين» على اختلاف إعرابه.

          فهي إذن رواية «البائسين».

          وقد نقلت هذا التصحيح من كتب العلاّمة اللغوي مصطفى جواد - رحمه الله - من كتابه الشهير «قل ولا تقل» 1 / 3 - 31.

مهنّد مجيد برع العُبيدي
محافظة صلاح الدين - العراق

تصويب

«حياة شرارة»... عراقية

          قرأت في عدد «العربي» رقم (585) أغسطس 2007 في زاوية شخصيات «نازك الملائكة وداعًا» للشاعر اللبناني شوقي بزيغ. ورد ذكر الكاتبة الدكتورة حياة شرارة على أنها لبنانية، وأنوّه للتصحيح بأن الدكتورة حياة شرارة عراقية الأصل، وكانت أستاذة في الجامعة المستنصرية، وحصلت على الدكتوراه من جامعة موسكو في الأدب الروسي، وتعتبر رسالتها للدكتوراه من المصادر العربية المهمة في الأدب الروسي. وتوفيت في عام 1995 في منزلها في حادث مريب يعتقد بأنه مدبر من قبل مخابرات النظام العراقي السابق.

جابر حجاب السامرائي

وتريات

قصيدتان

  • 1- أمل
هَبْ أنني أعطيتُ دون حسابِ وجعلتُ حُبَّكِ دَيْدني وكتابي
وسموتُ بالعهد المُقدَّسِ للعُلا أيكونُ حَظِّي أن يطولَ عذابي؟
أنا في غرامِكِ لم أزَلْ مُتصوِّفًا ما جئتُ ذنبًا أو فقدتُ صوابي
يا مَنْ تسافر في معارجِ حُسنِها وتنامُ فوق أسِرَّةِ الأغرابِ
عيناكِ آخرُ غنوتين بدفتري هل كان طيفُ الحُبِّ مَحْضَ سرابِ؟
لا تُغلقي البابَ الوحيدَ، فإنني مازلتُ آمُلُ عودةَ الأحبابِ


  • 2- مرفأ
مُدِّي يديكِ وصافحي أيّامي قد عِشتُ قبلَكِ في دُجى الأوهامِ
حتى رأيتُكِ في دروبي غُنوةً يسمو بها قلبي على الآلامِ...!
وأميرةً عاشت تشاغِلُ خاطري وأنا أصارعُ كَبْوةَ الأحلامِ
أنتِ التي خبَّأْتُها في دفتري لُغةً تُغايرُ منطِقَ الأرقامِ


أشرف محمد قاسم
نكلا العنب - إيتاي البارود
البحيرة - مصر

  • تنويه: سقط سهوًا اسم الشاعر أشرف محمد قاسم عن القصيدة التي نشرت في زاوية وتريات «عزيزي العربي» العدد 584 يونيو 2007. لذا لزم الاعتذار والتنويه.

وتريات

تقاسيم على مقام النوى

الآن أشربُ قهوتي وحدي
وفراشتي تبكي على وردي
الحزنُ يمزجُ دمعتي بدمي
وقصائدي ذبُلتْ فما تجدي؟
أنأى عن الذكرى وتتبعُني
وسهامُها تنصبُّ في كِبْدي
ريحٌ من الأشواقِ تحملُني
للتيهِ في بحرٍ من الوجدِ
أمضي على موجٍ يصارعني
ملكٌ أنا أغزو بلا جُندِ
ظمآنُ أرشفُ ذكرياتِ صدىً
ملحًا تعتَّقَ في فمِ البُعدِ
يبسَ الزمانُ على مكانِ لقا
ءِ الظلِّ بالعصفورِ بالوِرْدِ
فاليومَ لا عشبٌ ولا زَهَرٌ
والدهرُ مع بغي الهوى ضدّي

***

خوفٌ من المعلومِ يملؤني
طعمُ اليقينِ مرارةُ الشهدِ
نايٌ بلا صوتٍ وأغنيةٌ
تسقي النوى للغارقِ الصَدِّ
لي عطرُ أمنيةٍ على شفَةِ -
الأيامِ تبقيني على العهدِ
وشمًا على جرحٍ أكفكفُه
فيفيضُ عصفًا موحشَ الرعدِ
ويعودُ يرجعُني إلى زمنٍ
أدمنتُ فيه مباسمَ الرندِ
هي لحظةٌ تحتلُّني أبدًا
تغلو الثواني في ذُرى المجدِ

عبدالكريم أديب بدرخان
حمص - سورية