ملف: إدوارد سعيد

مرّت عشر سنوات على رحيل إدوارد سعيد أحد ألمع المفكّرين العرب والأمريكيين في آن. مفكر وباحث وناقد ومؤرخ وأكاديمي من طراز فذ واستثنائي. عربي منفي في ثقافة وحضارة أخرى غير ثقافته وحضارته العربية، اختبر على الدوام الشعور بالغربة المزدوج، فلا هو تمكّن كليًا من السيطرة على حياته العربية، في اللغة الإنجليزية، ولا هو حقق كليًا في العربية ما قد توصل إلى تحقيقه في الإنجليزية، كما يقول في مذكراته «خارج المكان».

كان لوطنه الأول فلسطين، وبالتالي للأمة العربية، قسط كبير في حياته، تمثل في مواكبته للنضال الوطني الفلسطيني، فكرًا وممارسة في إطار المؤسسات الفلسطينية بعد اليقظة الفلسطينية الحديثة في مطلع الستينيات من القرن الماضي. وبسبب كل ذلك شنّت عليه الصهيونية كما شنّت عليه القوى الرجعية المحافظة في الولايات المتحدة، حملات ضارية وصلت إلى حدّ محاولة اغتياله أكثر من مرة.

ابن القدس والقاهرة وضهور الشوير في لبنان حيث كانت أسرته المقدسية تصطاف كل عام، منذ صغره، كما هو ابن نيويورك وبوسطن حيث درس في جامعة هارفارد قبل أن يقيم في نيويورك ويصبح أحد أهم الأكاديميين في إحدى جامعاتها (جامعة كولومبيا).

أنجز إدوارد سعيد مؤلفات كثيرة كان لها دور في زعزعة قناعات كانت سائدة قبله، منها «الاستشراق» الذي ألف حوله كتابًا لم ينته الجدل حوله حتى اليوم. فإذا أراد المرء أن يعرف إدوارد سعيد، فعليه بقراءة كتابه هذا. وإذا رغب في معرفة مدى حبّه ودفاعه عن الإسلام، وعشقه لحوار الأديان والحضارات، فليقرأ كتابه «تغطية الإسلام». وإذا أراد أن يتعرف إلى سيرته عن قرب، فعليه بقراءة كتابه «خارج المكان»، وهو الكتاب الأخير الذي كتبه قبل رحيله. أما إذا أراد التعرّف إليه ناقدًا وباحثًا، فعليه أن يقرأ عددًا من كتبه في طليعتها «العالم والنص والناقد». ومن كتبه المتميزة أيضًا كتابه «المثقف والسلطة»، وكتابه «القضية الفلسطينية».

«العربي» تحية منها لذكرى إدوارد سعيد، تشارك في هذا العدد بملف خاص ساهم فيه أكاديميون وباحثون عرب هم الأساتذة والدكاترة:

- محمد شاهين.

- ثائر ديب.

- هدا السرحان.