التـدخين والحمـل

التـدخين والحمـل

كثيرة هي التأثيرات السيئة للتدخين على الجنين والحامل وعديدة هي الحملات والتوصيات لمكافحة انتشار سمومه وآثاره.

أثبتت الدراسات أن النيكوتين يسبب تخريبات واسعة على مستوى المبيض فقد لاحظ الدكتور هوفستاتر أن النساء اللاتي يعملن في معامل التبغ قلما يرزقن بأطفال وإن حدث وأنجبن فغالبا ما يكونون أطفالا ضعفاء هزيلين.

أضاف أن التدخين يقرب المرأة من من سن اليأس بفرضيتين:

* الأولى: تقول إن النيكوتين يؤثر على الجهاز العصبي المركزي مما يبدل في التوازن الهرموني.

* الثانية: أن الدخان ينشط خمائر الكبد التي بدورها تعدل التوازن الهرموني.

كما لوحظ أن التبغ ينقص عدد الحركات التنفسية في الجنين، ويسرع نبضات القلب وينقص حركات الجنين إضافة إلى أنه يزيد حالات انبثاق جيب المياه الباكر والخداج.

وغني عن التعريف أن مواليد الأمهات المدخنات تنقص 200 غ عن مواليد الأمهات غير المدخنات، أضف إلى ذلك أن التبغ يبطئ نمو الجنين في الثلث الأخير من الحمل.

ومن المعروف أن التبغ يحوي مركبات كيميائية كثيرة قد يكون لها دور ماسخ للجنين إذا كان التعرض خلال الأسابيع الثمانية الأولى للحمل، وبدراسات حديثة أثبت أن التدخين لا يؤدي إلى تشوه الجنين.

وقد وجد أن التدخين يزيد نسبة الوفيات حول الولادة والحالات المرضية بعد الولادة حيث إن أنسجة الجنين تكون هشة. ونقص كمية الأكسجين قد تحدث الوفاة بعد الولادة مباشرة نتيجة قصور كلوي بوجود طبقة عازلة على الأسنان "داء الأغشية الهلامي" وبما أن التدخين يزيد نسبة نقص الولادة فإن هذا ما يزيد احتمال نسبة وفاة الوليد.

كما أن التدخين ينقص الجريان الدموي بين الزغابات على مستوى المشيمة حيث يلاحظ تكلسات درجة III واضحة أكثر عند الحامل المدخنة في عمر حمل "37 أسبوعا حمليا".

النمو العقلي

من المعلوم أن ارتباط أوكسيد الكربون بخضاب الدم يزيد 200 مرة عن ارتباطه بالأوكسجين فبذلك يتحد أوكسيد الفحم المستنشق من دخان التبغ بالخضاب محولا إياه إلى مركب شديد الثبات كربوكسي هيماغلوبين COGB بالتالي يؤدي إلى نقص تحرر الأوكسجين من نسج الأم والجنين وبالتالي يؤدي إلى نقص أكسجة مزمن، إضافة إلى أن أوكسيد الفحم يخترق المشيمة بسرعة كبيرة مما يؤدي إلى نقص أكسجة مزمن في الجنين كما يحدث في الأم.

ومادام التدخين يؤثر في نمو دماغ الجنين فمن الطبيعي أن يكون له تأثير مستقبلي على القدرة العقلية لدى الوليد. فقد نشر مركز الوبائيات والطب الوبائي في ماريلاند عام 1994 نتيجة ست دراسات ثبت من خلالها أن هناك فروقا سلبية واضحة إحصائيا في اختبارات القراءة والحساب حين تدخن الأم أثناء الحمل، ويكون مستوى الدراسة والمستوى المهني أخفض بوضوح في الفئات المعرضة للتبغ خلال الحمل، وكلما كانت مدة التدخين عند الحامل أطول كان المستوى العقلي عند الولد أخفض.

وبدراسة أمريكية حديثة سنة 1994 على 300 أسرة أبدت نقصا واضحا في القدرات العقلية في الأولاد بين سن 3- 4 سنوات حين تكون الأم قد دخت أكثر من 10 لفافات يوميا خلال الحمل، مع العلم أن هذه الدراسة وضعت في الحسبان العوامل الأخرى التي تؤثر في النمو العقلي كالمحيط العائلي والاجتماعي وعلاقة الأولاد بوالديهم والمبادئ التعليمية والعادات الغذائية والإرضاع الوالدي، ويكون انخفاض المستوى العقلي أكثر كلما استمرت الحامل بالتدخين حتى نهاية الحمل ويعزى ذلك إلى نمو مستقبلات النيكوتين في قشر الدماغ في نهاية الحمل.

كما لوحظ إحصائيا زيادة واضحة في اضطراب السلوك عند أولاد الأمهات المدخنات في الحمل

أكثر من 20 لفافة يوميا منها:

اضطراب الانتباه والتركيز- العنف- القلق- التصرفات ضد المجتمع، هذه الاضطرابات ثابتة وتستمر طيلة فترة الطفولة ولم تصل هذه الاضطرابات إلى عتبة التأثير الواضح في أطفال أمهات دخّن بعد ولادتهن.

وقد أظهرت مجموعة دراسات أن التدخين له دور في حوادث موت الولدان المفاجئ يزيد بمقدار الضعف عند الأمهات اللاتي دخّن أقل من 10 لفافات في اليوم وتصل إلى 5 أو 6 أضعاف عند اللاتي دخّن أكثر من ذلك.

السرطانات

من المعروف أن التبغ يحتوي على مواد مسرطنة عديدة منها:

ماءات الفحم العطرية- مشتقات فينولية- معادن كالنيكل، إضافة إلى أن تأثير التبغ السمي في الجينات، ويؤدي في مشيمة الإنسان إلى إصابة العرى الصبغية و DNA المشيمة إلى تغيرات في النويات.

ربطت دراسة أمريكية عام 1991 بين التدخين قبل الحمل وإصابة الأولاد بالسرطان، فإن التدخين مدة 3 أشهـر حتى السنة قبل الحمل يزيد خطر إصابة الأولاد بالسرطان مما يوحي بوجود تأثير مطفر للتبغ في الخلايا المنتشة.

وتؤكد هذه الدراسة العلاقة بين المقدار والاستجابة بين عدد اللفافات في الحمل والسرطان عند الأولاد، وكذلك يزداد الخطر كلما استمرت الأم بالتدخين حتى نهاية الحمل.

 

لطيفة جميل بيازيد

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات