ممارسة الأحلام

ممارسة الأحلام

شعـر

-1-
كان سعيداً
لأنه يستدعي كل شيء
بالريموت
هكذا رأى الدنيا وهو على كرسيّه المتحرك
حتى الموتى
كانوا يأتون كلما شاء
ويسهرون معه حتى ينام
أمس
رأى نفسه!!
(كان يتحدث عن طفولته البعيدة
وعن مواقف طريفة في حياته)
اندهش مما يجري

وغيّر القنوات دون جدوى
رأى كيف اختلس قبلته الأولى
رأى نفسه بالببيون
وطربوش والده يغطي حاجبيه
حاول أن يعرف كيف يحدث هذا
لكنه سرعان ما اندمج مع الأحداث
فراح يضحك
ويثرثر
لكن التيار انقطع فجأة

وساد الصمت
-2-
ذات مرّة
فاجأني ملاكٌ
في وقت متأخر من الليل
كنت عائداً من موعد غرامي
أصفّر لحناً
وأستعيد ما جرى
استوقفني برقّة
ولوّح بالسيجارة
كان يتفرّس فيّ بعينين
رأيتهما في الضوء
بلونين مختلفين
رحت أرتعد
لكنه ربت بخفّة على كتفي
وقال بأسى: أنت واهمٌ يا عزيزي
ثم توهج فجأة
وراح يهزّني من ذراعيّ صارخاً
أنت.. أنت واهمٌ
ثم اختفى!

-3-
يئس تماماً
من عمل التمثال
كل المحاولات كانت ناقصة
ولا تليق بمكانته

دار حول المقام
ونذر إذا خرج من خياله
أن يأخذ الله يديه
فما حاجته لهما إذا حدث
وخرج التمثال
بهيّاً كما أراد
وبمرور الوقت

راح يكتشف العيوب
وأدرك أن في إمكانه أفضل من ذلك
لكنه كان قد أضاع يديه!!
لجأ إلى أصدقائه من النحاتين
لكن أحداً
لم يستطع
أن يرى ما يراه

 

محمد فريد أبوسعدة

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات