مخاطر الطعام المهندس وراثياً

مخاطر الطعام المهندس وراثياً

ملامح من قرن مضى

الهندسة الوراثية تحول مصادر طعامنا الزراعية والحيوانية إلى غزارة اكثر وإنتاج افضل، لكن هذا يضعنا على حافة كثير من المخاطر.

إن الأغذية المنتجة عن طريق نقل الجينات قد تضلل وتخدع المستهلك بشكلها الخارجي الزائف، والذي يوحي بأنها طازجة تماماً، فثمار البندورة التي تبدو حمراء مشرقة وبمنظر مغر، قد تكون بعمر أكبر بأسابيع عدّة مما هي عليه، وذات قيمة غذائية ضئيلة.

يقوم مهندسو الوراثة باستخدام جينات مقاومة للمضادات الحيوية من أجل تمييز المحاصيل المنتجة وراثياً عن غيرها، مما يعني أن المحاصيل تحوي جينات تمنح المقاومة للمضادات الحيوية، إن هذه الجينات يمكن أن تتلقفها البكتيريا مسبّبة لنا العدوى.

ولا يمكن لإدارة الصحة العامة دون تصنيف أو توضيح من الأساس تتبع المعضلات أو المشاكل أينما كانت، والوصول إلى مكنونها، لذا، فاحتمالية حصول مأساة مذهلة واردة.

التأثيرات الجانبية قاتلة- هناك إحصائيات تشير إلى أن 37 شخصاً ماتوا، وأن 1500 أصيبوا بشلل نصفي، وأن ما يزيد على 5000 أصيبوا بعجز مؤقت وبأعراض مرتبطة بنحو حاسم بحمض تريبتوفان الأميني المتبلّر، والذي تقوم بصنعه بكتيريا الهندسة الوراثية.

كما يتوقع العالمان "Dr. John B. Fagan" بأن تكون المحاصيل الهندسية وراثياً مقاومة لمبيدات الأعشاب، مما سيضاعف من كميات مبيدات الأعشاب التي يستخدمها المزارعون في حقولهم لعلمهم بأن محاصيلهم لن تتأثر بالمبيدات الكيماوية المستخدمة لقتل الأعشاب الضارة.

تقوم المحاصيل المنتجة عن طريق نقل الجينات بنفسها في صنع مبيداتها الحشرية "Dr. John B. Fagan"، وتصنف مثل هذه المحاصيل من قبل EPM على أنها مبيدات حشرية بحد ذاتها، مثل هذه التوجهات ستنشر الكثير من السموم الحشرية في غذائنا وحقولنا بشكل لم يسبق له مثيل.

إن التأثير السلبي للكائنات المهندسة وراثياً على السلسلة الغذائية الطبيعية سيؤدي إلى تدمير البيئة كلها، حيث إن الكائن الجديد هذا سيتنافس مع أقاربه البرية Wild relatives مسبباً تغيرات غير متوقعة في البيئة المحيطة، وبالتالي فهي تعتبر ملوثة للغذاء والماء أيضاً.

ما إن تطلق الكائنات المهندسة وراثياً والبكتيريا والفيروسات عنانها في البيئة المحيطة، سيكون من المستحيل احتواؤها وإعادة البيئة إلى ما كانت عليه، وبعكس ما هي الحال بالنسبة إلى التلوث الكيميائي أو التلوث الذري، فالتأثيرات السلبية في حالة هندسة الجينات لا يمكن السيطرة عليها.

إن نقل الجينات الحيوانية إلى النباتات سيخلق نقاط خلاف ونقاشات حادة تهم النباتيين وذوي المذاهب الدينية المتباينة، والشيفرة الوراثية "DNA"- في حقيقة الأمر- لم تتم دراستها جيداً بعد، ولايزال 97% من الـ DNA البشري يُطلق عليه لفظ "JUNK" أي الرمم أو الشيء التافه، لأنه ليست لأحد أي فكرة عن الوظيفة التي يقوم بها حمض DNA، إن عمل الخلايا بشكل منفرد هو شيء معقد للغاية، لا أحد يعلم عن مكنونها بشكل تام، وعلى الرغم من ذلك، فشركات التقنية الحيوية Biotech Companies تقوم ومنذ فترة بزراعة ملايين الدونمات بمحاصيل مهندسة وراثياً، وهي عازمة أيضاً على هندسة كل محصول موجود في هذا العالم.

وتنتشر في الوقت الحالي في أسواق الولايات المتحدة الأمريكية ثمار بندورة وكوسة مهندسة وراثياً، ويتوقع خلال بضعة أشهر قادمة ضرب رقم قياسي في أعداد المواد الغذائية التي ستطرح في المتاجر الضخمة، كما أن هناك مواد غذائية لا حصر لها قيد الإنتاج عن طريق الهندسة الوراثية، وأن معظم أنواع الجبن تحتوي على مواد منتجة وراثياً وخصوصاً مادة تجبين اللبن. ويدخل فول الصويا المعدل وراثياً في حوالي 60% من المواد الغذائية المصنّعة، بالإضافة إلى الذرة واللفت.

والأغذية المعدّلة وراثياً والجاهزة حالياً للاستهلاك البشري تشمل: الذرة ومشتقاتها من الشيبس والكورن- فليكس، رب البندورة، الجبن النباتي، الصويا وما يدخل منها في الصناعات الغذائية المتنوعة كالخبز وحليب الأطفال والبسكويت والسمن النباتي.. وغيرها.

آراء علماء وهيئات ودول

إن كثيراً من العلماء المتخصصين وذوي الكفاءات العالية مهتمون جداً بموضوع هندسة الجينات إلى أقصى حد، ولهم آراء قوية حوله، نورد فيما يلي مقتطفات من أقوال وآراء بعض من هؤلاء حول مخاطر الهندسة الوراثية:

الدكتور جون فاجان الأستاذ في الأحياء الجزيئية من جامعة مهاريشي يقول: "عندما وقفت منظمة "الأمهات من أجل سيادة قانون الطبيعة" Mothers for Natural Low موقفاً معارضاً لإنتاج أغذية مهندسة جينياً، بدأت هذه المنظمة تظهر للعيان كمؤسسة مهمة تدافع عن حقوق الإنسان، إن هذا يشمل صحة وسلامة أطفالنا وأحفادنا والخير للبيئة المحيطة بنا".

الدكتور ريتشارد لاسي، أستاذ الأمن الغذائي من جامعة ليدز في بريطانيا Leeds Univ. Uk، Dr. Richard Lacey يقول: "في حقيقة الأمر، أنه فعلاً من المستحيل ولو بشكل تصوّري تحديد التأثيرات التي تسبّبها الأغذية المهندسة وراثياً على صحة البشر، لا توجد ولا من أي وجهة نظر غذائية أو منفعة عامة أسباب تدعو إلى إنتاج مثل هذه الأغذية".

البروفيسور ماي وان- هو من قسم العلوم الحياتية في جامعة أوبن في بريطانيا: يقول: "إن استخدام الطرق والأساليب الجانبية في هندسة الجينات هو عملية انتخاب غير طبيعي، تستخدم فيها مواد وراثية طفيلية مركبة بشكل اصطناعي، تشمل الفيروسات كناقلات تحمل الجينات مخترقة خلايا الكائن الحي، إن الآثار الضارة والمميتة الناشئة عن عملية غرس جينات غريبة في جسم كائن حي معروفة منذ فترة بعيدة، ومن ضمنها إصابة الجسم بأمراض سرطانية".

البروفيسور دنيس بارك من معهد العلوم الحياتية في جامعة سوري في بريطانيا يقول: "مئات المواطنين الإسبان ماتوا عام 1938 جراء تناولهم زيت بذور اللفت المغشوش أو الزائف، تجدر الإشارة هنا إلى أن هذا الزيت لم يكن ذا تأثير سام على الفئران"، ويحذر الدكتور بارك من أن التجارب الحالية "والتي تدخل ضمنها تجارب على القوارض" لإنتاج أغذية زائفة عن طريق نقل الجينات لا تحقق أمناً للبشرية، وقد اقترح بارك إيقاف نشاط إنتاج كائنات وأغذية وعقاقير طبية عن طريق هندسة الجينات.

الدكتور بيتر ويلز من جامعة أوكلاند في نيوزيلندا يقول: "تقوم الجينات بتحويل البروتينات إلى رموز معينة مسئولة عملياً عن تنظيم جميع العمليات الحيوية في الجسم، وإذا تم نقل الجينات عبر حواجز الأنواع المختلفة "ويقصد بها أنواع الأحياء المعينة" والموجودة منذ دهور بين الأنواع كالبشر والأغنام، سنواجه مخاطر حدوث عمليات حيوية غير متوقعة عن طريق خرق هذه الحواجز الطبيعية ما بين الكائنات الحية، فعلى سبيل المثال، إذا تم نقل الجينات بشكل خاطئ، فإن بروتين الخلية العادية وتحت ظروف معينة يستطيع أن يُحدث مضاعفات ويزيد من احتمالية إصابة الجهاز العصبي بأمراض معدية".

الدكتور جوزيف كمينز، البروفيسور الفخري في علم الوراثة في جامعة أونتاريو يقول: "ربما يكون التهديد الأكبر من المحاصيل الزراعية المزيفة وراثياً آتياً من غرس جينات فيروسية وحشرية معدّلة داخل هذه المحاصيل، لقد ظهر خلال العمل المخبري أن إعادة التركيبة الوراثية Genetic Recombination تخلق فيروسات جديدة سامة جداً، ولا ريب أن فيروس موزاييك الزهرة "القنّبيط" والمستخدم بشكل واسع، لهو جين ذو خطر كامن ويسمّى Pararetrovirus يتكاثر وينتشر عن طريق جعل DNA ينتج عن إشارات قادمة من حمض نووي آخر هو RNA، وهذه عبارة عن حالة مشابهة جداً لفيروس B لالتهاب الكبد Hepatitis، والمرتبط بـHIV، وقد تُحدث الفيروسات المعدّلة عجزاً اقتصادياً عن طريق إتلاف المحاصيل، كما ستؤدي إلى استفحال أمراض خطيرة بين البشر".

الدكتور نورمان الستراند، بروفيسور علم الوراثة من جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية يقول: "نحن نرى في ذلك "ويعني هندسة الجينات" مشكلة ملايين الدولارات الضائعة، فهناك في أوربا مشكلة كبيرة في الجينات المتدفقة بغزارة ما بين الشمندر البري والشمندر المزروع، واللفت ذي البذور الزيتية Canola وأقاربه البرية ستخلق متاعب كبيرة في المستقبل، وليس من الصعب أن نتوقع أن الجينات المهندسة في الوقت الحاضر ستكون هي نفسها من سيخلق أعظم المصاعب في المستقبل".

الدكتور ميخائيل أنطونيو، محاضر خبير في الأمراض الجزيئية في لندن/بريطانيا يقول: "إن أجيال النباتات والحيوانات المهندسة وراثياً تقتضي دمج المادة الوراثية لأنواع متباعدة من الناحية الوراثية وتوحيدها بشكل عشوائي باستخدام أساليب اصطناعية يتم خلالها نقل المادة إلى شيفرة الجسم المستقبل لها، مما ينتج عنه تلف أو فساد البصمة الوراثية له "صورته الأصلية" محدثاً بذلك عواقب لا يمكن التنبؤ بها. إن ظهور مواد سامة تم الكشف عنها في الفترة الأخيرة في البكتيريا وفي النبات والحيوان والخميرة، خلفت آثاراً بقيت كامنة ولم يتم اكتشافها حتى أخذت مخاطرها الصحية الرئيسة تظهر للعيان"، وهذا الشيء نفسه يتطرق إليه الدكتور رون إبيشتين من جامعة سان فرانسيسكو.

الدكتور جورج والد، الحائز على جائزة نوبل في الطب والأستاذ في العلوم الحياتية في جامعة هارفارد. يقول: "إن تقنية نقل الجينات ألقت على مجتمعنا مشاكل ومصاعب لم يسبق لها مثيل، ليس في تاريخ العلم فقط، وإنما في تاريخ الحياة على هذه الأرض أيضاً، فهذه التقنية تضع في يد الإنسان طاقة وقدرة يستطيع بواسطتها إعادة تشكيل أو تصميم الكائنات الحية، التي هي نتاج ثلاثة بلايين سنة من التطور".

أمير ويلز تشارلز دعا العلماء إلى التوقف عن اللعب بما وهبه الله لنا من الغذاء في الطبيعة قائلاً: إنه لا يمكن معرفة الآثار والنتائج التي سيخلفها تناول الأطعمة المهندسة وراثياً، ولا تخضع لقوانين الطبيعة كما خلقها الله.

- مجلس البرلمان الأوربي المنعقد بتاريخ 13/5/1997 اتخذ قراراً يمنع فيه اعتبار الكائنات المعدّلة وراثياً كائنات طبيعية.

- بريطانيا تعيد النظر في قوانينها المتعلقة بالعلوم الحياتية.

- مجلس اتحاد علماء أوربا يرفض بطاطا هولندية معدّلة وراثياً.

- البرلمان الإسرائيلي يحرّم الاستنساخ الجيني في الإنسان لخمس سنوات قادمة.

- أيسلندة تمتنع عن إدخال الأطعمة المعدّلة وراثياً تحت علاماتها التجارية المسجّلة.

- كندا ترفض بشكل نهائي هرمون rBGH المهندس وراثياً والمستخدم لرفع إنتاجية حليب الأبقار "8991".

- 200 من مزارعي الهند يضرمون ناراً في حقل قطن تجريبي في الهندسة الوراثية لشركة مونسانتو MONSANTO الأمريكية في مقاطعة WARANGAL الهندية أواخر عام 8991.

ولا يجوز الخلط ما بين عمليات التهجين والانتخاب في عالم النبات والحيوان المتبعة عادة في أيامنا هذه، وما بين عملية نقل الجينات بطرق التقنية الحديثة، والتي هي موضوع حديثنا، فالأولى تقوم على أساس الانتخاب والتهجين بين الأفراد أو بين الأنواع القريبة من الناحية الوراثية، أما جوهر التكنولوجيا الحديثة في علم الهندسة الوراثية فيكمن في تحريك الجينات إلى الوراء باستمرار، ليس بين الأنواع الواحدة وحسب، بل بطرق لا تعرف الحدود ما بين الأنواع المختلفة عن بعضها تمام الاختلاف، تلك الحدود التي يتم عندها التمييز بين مختلف الكائنات الحية، فهذا الأسلوب الأخير ستكون نتيجته الحصول على كائنات جديدة تماماً، دائمة وأبدية وبعيدة جداً عن نمط الحياة التي نعيشها، وما أن يتم إنتاج مثل هذه الكائنات فلن يكون من المستطاع إلغاؤها وإعادة الحياة إلى ما كانت عليه.

ادّعاءات

يتم تسويق الهندسة الوراثية عن طريق نشر دعايات وتصوّرات وأبعاد خيالية حول صحة مثالية وكاملة، وحياة معمّرة وتزويد البشرية بأغذية عجيبة.

- الحقيقة أن هذه الادّعاءات هي في الغالب غير قائمة على دلائل وإثباتات إطلاقاً، بل أحياناً هي خاطئة كما يتبدى مما يلي:

- تخطط شركات التقنية الحيوية للحفاظ على اميتازات إنتاج البذور عن طريق تكنولوجيا الخط الفاصل، فبذور الخط الفاصل ستنمو، لكن البذور التي ستنشأ بالتالي منها ستكون عقيمة، وأي بلد يقوم بشراء مثل هذه البذور سيفقد وبسرعة أي اكتفاء زراعي ذاتي له، عندها ستغدو حياة الناس في أيدي شركات التقنية الحيوية، والتي ستمتلك البذور برمّتها.

- ستقوم الهندسة الوراثية برفع مقاومة المحاصيل لمبيدات الأعشاب، مما سيسمح للمزارع باستخدام مبيدات الأعشاب بشكل أكبر مطمئناً إلى أنها لن تؤثر على محصوله، أما الأعشاب فسيقضي عليها "وهذه الأعشاب قد تصبح مع مرور الزمن مقاومة لهذه المبيدات أيضاً، مما يستدعي إنتاج واستخدام مبيدات جديدة، وهكذا مما سيزيد من تلوث البيئة باستمرار".

- ستعمل الهندسة الوراثية على نشوء محاصيل تنتج بنفسها مبيداتها الحشرية، ستكون المحصلة في هذه الحالة أن يستمر انتشار تركيز المبيدات الحشرية على مساحات واسعة من الأراضي، بعض من هذه المحاصيل في حقيقة الأمر مصنّفة حسب أنظمة EPA على أساس أنها مبيدات حشرية بحد ذاتها "وما ينطبق على مبيدات الأعشاب ينطبق أيضاً على مبيدات الحشرات من حيث أثرها على البيئة".

- إن زيادة كميات مبيدات الأعشاب والحشرات المذكورة هي واحدة من الدلائل التي تتعارض مع ادّعاءات مهندسي الوراثة، فالمحاصيل التي تمت هندسة جيناتها تستطيع حبوب لقاحها أن تنتقل عبر مسافات بعيدة، وأن تلقّح النباتات المزروعة وأقاربها البرية مما يهدد مستقبل المحاصيل الطبيعية "الخالية من الملوّثات"، كما ستنتقل الجينات المقاومة للمبيدات المختلفة من المحاصيل المهندسة وراثياً إلى أقارب النباتات من الأعشاب، مما يستدعي تطوير وتحديث المبيدات بشكل أكبر، بالإضافة إلى ذلك فضخامة الأراضي المزروعة بمحاصيل موحّدة وراثياً سيؤثر بدوره سلباً على تطوّر الحشرات المحلية وعلى حياة البريّة، وسيمتد هذا التأثير عن طريق السلسلة الغذائية إلى البيئة بأكملها.

- إن قطع جزء من الشيفرة الوراثية DNA لحشرة ما ثم غرسها في نبات البطاطا أو من شيفرة سمك الفلوندر وغرسها في نبات البندورة ليست عملية أو آلية طبيعية، وقد ينشأ عنه تسمّم وأمراض مختلفة وضعف عام، فالهندسة الوراثية الموجهة لإنتاج الغذاء تهدف بحد ذاتها إلى الحصول على غذاء مختلف عن الغذاء الطبيعي "أي أنها عملية مهندسة لهذه الغاية أصلاً"، وإلا لماذا يتم تسجيل كل تلك البراءات من الاختراعات?!

- B فقد لاحظ الباحث الدكتور بوزتاي Dr. Pusztai أن الفئران التي أطعمت بطاطا معدّلة وراثياً لمدة عشرة أيام، أخذت تعاني من مشاكل في الكلى والطحال، وفي البطن وضعف في جهاز المناعة، وصغر حجم الدماغ "PA News، 1999".

- إن عملية التهجين Traditional Crossbreeding لا يتم خلالها إطلاقاً نقل جينات عبر الحواجز الطبيعية القائمة بين الأنواع المختلفة، أما الهندسة الوراثية فهي قائمة على أساس نقل الجينات ما بين الأنواع التي لا يمكن بتاتاً أن تتم فيما بينها عملية تهجين طبيعي، علاوة على ذلك، فإن عملية التهجين الطبيعي تدع الطبيعة للتحكم بنفسها في نشاطها الرقيق والناعم لاتحاد شيفرة "DNA" الأبوين لتكوين شيفرة وليدهما، ولكن الهندسة الوراثية تطلق الجين الجديد كرصاصة تشق بها جسم الكائن المستقبل لها دون أي اعتبارات لأي قواعد خلقية أو قدسية.

- إن الأمن والسلامة ينتجان عن الاختبارات والتجارب المتراكمة، وفي حال هندسة الجينات، فالوقت اللازم لذلك لم يحن بعد، ولم يحصل بشأنها نقاش أو جدال عام كاف، لذا فهي تفتقر إلى تجارب واختبارات جوهرية لإثبات أي ادّعاءات لا تعرف الحدود فيما يخص الأمن والسلامة.

* * *

إن الادّعاءات حول الهندسة الوراثية مفرطة في عدم صحتها ومخادعة، ونرى أن الناس في كل مكان مفعمون بالشك حول هذا الموضوع، ولكن مَن يكترث بآراء المجتمعات وصحة أفرادها، مادامت هناك فئات محدودة من الناس تجني من وراء هذا الاتجاه وغيره من الاتجاهات المتنوعة مليارات الدولارات، ويراهن عليها في مغامرات تجارية هائلة.

إلى أين إذن تسير الهندسة الوراثية? ولمصلحة مَن? نحن لسنا ضد علم الهندسة الوراثية، فالهندسة الوراثية هي من أكثر العلوم الحياتية تطوّراً، ومن أهمها، لكننا ضد الاستخدام المتهور في مجال نقل الجينات دون رقابة أو مسئولية، وضد اللعب بها لمجرد التسلية أو لجني أرباح خيالية أو من أجل الشهرة أو الاحتكارات، لاسيما ـ كما لاحظنا ـ أننا لا ندري ماذا ستكون عواقب التسرّع في مثل هذه الأمور على البشرية، إن الهندسة الوراثية علم ليس في دراسة الجمادات كالذرة مثلاً، التي أعطت الشيء الجيد الكثير من جهة، وحطّمت من جهة أخرى حضارات كثيرة وقضت على أعداد هائلة من البشر ومازالت، فهندسة نقل الجينات هي علم في الأحياء يتخطى كل الحواجز الطبيعية المترسّخة عبر ملايين السنين بين الأحياء المتنوعة، قد تؤدي إلى تغير نمط الحياة على الكرة الأرضية بشكل جوهري لا يمكن بعد ذلك التحكم به أو السيطرة عليه.

 

أمين شمس الدين

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




مخاطر الطعام المهندس وراثياً





صورة شعاعية للشمس





الأرض كما ترى من القمر





المذنب شوماخر





التليسكوب هابل