من شهر إلى شهر

من شهر إلى شهر

طب
من أخبار الملاريا...

خبران: الأول طيب، والثاني منذر، أما الأول، فيأتينا من ألمانيا، ومن جامعة جوستوس ليبيج، حيث اكتشف أحد علمائها، الدكتور "حسن جمعة" عقاراً جديداً، أعطاه اسم "فوسميدو مايسين"، شديد الفعالية ضد طفيل الملاريا المرعب "بلازموديوم فالسيبارام"، ويعتمد على تعطيل إنزيم حيوي في الطفيل، وقد قام الدكتور جمعة بتجريب العقار على حيوانات المختبر، فشفيت من البلازموديوم خلال ثمانية أيام، ويزيد من أسهم نجاح العقار الجديد أن الجسم البشري لا يفرز الإنزيم الذي يهاجمه، مما يجعل استخدامه آمنا، وسوف تبدأ تجارب علاج مرضى الملاريا بالفوسميدومايسين مع مطلع العام الجديد.

ويرسل إلينا البلازموديوم إنذاراً واضحاً، فقد عاود الانتشار في مناطق عدة من العالم، معظمها حول خط الاستواء، وكان الأوربيون والأمريكيون يحسبون أنهم بمنأى عن الخطر، حتى اكتشف الأطباء ثلاث حالات إصابة بالملاريا في لوكسمبرج، في الصيف المنقضي، وقد رصدت هذه الحالات في دائرة قطرها كيلومترات قليلة حول مطار لوكسمبرج الدولي، مما جعل المسئولين يميلون إلى أن بعوضاً حاملاً للطفيل قد تسلل إلى المنطقة عبر رحلات الطيران القادمة من المناطق الموبوءة، وجعلهم- أيضاً- يتخذون إجراء وقائياً برش الطائرات بالمبيدات فور هبوطها!

لقد عانت أوربا، خلال القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، وباء الملاريا، حتى نجحت في استئصاله، فهل يعود إليها في مطلع القرن الجديد؟!

تكنولوجيا 1
التحليل عبر الجلد

تظاهرة صغيرة تحدث في عيادة طبيب الأطفال، إذا اضطر إلى فحص عينة دم من أحد مرضاه، الطبيب يجتهد في ملاطفة مريضه الصغير، والمساعد يسعى باحثاً عن مكان مناسب يأخذ منه العيّنة، وفي قبضته الحقنة ذات الإبرة المشرعة، تتابعها عينان فزعتان، هما عينا الطفل، وتنتهي التظاهرة بموجة صراخ حاد، وذكرى مؤلمة.

سيعود الهدوء إلى عيادات أطباء الأطفال، فقد توافرت لهم آلة يدوية صغيرة تيسر لهم فحص دم الأطفال، وتشخيص بعض الأمراض، من خلال جلد الجبهة، وقد أُعطي لها اسم "فاحصة البيلي"، وذلك لأنها تتعامل مع نوع من البروتين في دم الطفل المريض، يسمى "بيليروبين"، وينتج من تكسّر خلايا الدم الحمراء الميتة، فإذا فقد جسم الطفل قدرته على معالجة هذا البروتين، ظهرت عليه أعراض مرض "اليرقان"، وهذه حالة تصيب 65% من الأطفال حديثي الولادة في العالم،بدرجات متفاوتة من المدة. واذا لم يكتشف هذا المرض مبكرا فإنه يتفاقم، ويؤدي تراكم بروتين البيليروبين في الدم إلى أعطاب في المخ، وقد ينتهي بالوفاة إذا لم يحصل الطفل المصاب على العلاج في الوقت المناسب.

وتساعد الآلة الجديدة الأطباء على تقدير كمية ذلك البروتين في الدم، فتطلق شعاعاً مأموناً من الليزر، يخترق جلد الطفل، ويرتد إليها بعد انعكاسه على خلايا الدم، فتقوم الآلة الفاحصة بتحليل طيف هذا الشعاع المنعكس، وتعطي قراءة رقمية مباشرة، تعبر عـن محتوى الدم من البيليروبين.

وقد دخلت (فاحصة البيلي) عيادات الأطفال في أوربا وآسيا منذ شهور قليلة، وينتظر أن تسمح الإدارات الطبية الأمريكية باستخدامها في الولايات المتحدة الأمريكية في مطلع العام الجديد، ومعها "نماذج" أخرى لأغراض مختلفة، مثل قياس مستوى السكر في الدم، واكتشاف الخلايا السرطانية، وقياس الهيموجلوبين وعدد خلايا الدم الحمراء.

تكنولوجيا 2
ابتكار لحماية القاع

من المشاكل المزعجة التي يعرفها العاملون في مجال الملاحة البحرية، تجمع المياه في قاع السفينة، وفسادها، حتى أنها تصير مزرعة للبكتريا التي يمكنها أن (تأكل) بطن السفينة الصلب، وتخترقها، خلال شهور قليلة، إذا استمر إهمال تلك المياه، وفي العادة، فإن السفن تتخلص من مياه القاع المتعفنة بتفريغها في البحر، على بعد لا يقل عن ثلاثة أميال من اليابس، حتى لا تنقل الأمواج والتيارات هذه المياه الملوثة بالزيوت وغيرها من المخلفات إلى الشاطئ، وعلى ذلك، فإن هذه المشكلة تخص بالدرجة الأولى القاطرات والسفن الصغيرة التي لا يخرج مجال نشاطها عن المسافة المحظور تفريغ مياه القاع فيها.

ويبدأ إزعاج مياه باطن السفينة حين تستهلك البكتريا الهوائية كل محتوى المياه من غاز الأكسجين، ليبدأ نشاط البكتريا اللاهوائية، التي تحصل على الأكسجين اللازم لها من اختزال أملاح الكبريتات الذائبة في المياه- وهي مياه بحرية مالحة- فتحوّلها إلى مركبات الكبريتيد، وهي التي تهاجم الصلب وتعمل على تآكله، بمعدل يصل إلى 10 ملليمترات في السنة.

وكان البحّارة يستخدمون (مسحوق التبييض) للقضاء على البكتريا في مياه القاع، وهو مادة كيماوية سامّة، وذلك يستدعي استخدام مواد كيماوية أخرى لإزالة سميّة المسحوق، وقد توصلت شركة إنجليزية للمستحضرات الطبية إلى وسيلة بديلة للتخلص من بكتريا التآكل، بإضافة مادة كيماوية ذات تأثير محدود، موجه إلى مسار التنفس في البكتريا اللاهوائية، فيعطل هذا المسار، فتموت البكتريا، وبالإضافة إلى صداقتها للبيئة البحرية، فإن الطريقة المبتكرة تتميز بالسرعة والفعالية.

تكنولوجيا 3
حبر من الطبيعة... للطباعة

الحبر الذي تشربه طابعة الحاسوب الاعتيادية، وهو من منتجات لبنفط الثانوية، لا يحظى برضا أنصار صون البيئة، وهذا سبب يكفي وحده ليفكر علماء من معهد بحوث المحاصيل الزراعية في بريستول- إنجلترا، في إيجاد مصدر بديل لأخبار الطابعات، إنهم ينهون- هذه الأيام- أعمال مشروع بحثي بدأ منذ ثلاث سنوات، وتكلف 700 ألف جنيه إسترليني، لدراسة إمكان استخلاص حبر طبيعي من نبات متواضع القيمة، اسمه (النيلج) أو (النيلة)، عرفته شعوب كثيرة، منذ أكثر من 5 آلاف سنة، كمصدر لصبغ أزرق، كان يستخدم للوشم على الجلد، وصباغة وجوه المحاربيين، لبث الرعب في قلوب أعدائهم، وظل ذلك الصبغ مستخدماً حتى وقت قريب، إلى أن زحزحته مشتقات النفط إلى الظل، فأهمل مصدرهالنباتي، حتى جاء مشروع معهدا المحاصيل في بريستول.

نجح علماء بؤيستول في انتقاء وتربية سلالات جديدة من النبات القديم المهمل، تتميز بالطول وكثافة الأوراق التي تتركز صبغة (النيلة) في عصارتها، وتبلغ إنتاجية الهكتار الواحد من أوراق هذا النبات 20 طناً، تعطي صبغاص بنسبة واحد بالمائة فقط من الوزن الرطب للأوراق، وهي نسبة متواضعة، تجعل إنتاج أحبار الطابعات الطبيعية مكلفاً جداً. فلا تستطيع (النيلة) منافسة الأحبار البترولية.

يقول أحد العلماء المشاركين بالمشروع، لقد تحقق هدفنا وأوجدنا البديل الطبيعي لحبر الطابعة، ويبقى أن يفكر القائمون على السياسات زراعة النباتات المنتجة للنيلة، ففي ذلك خفض لتكلفة إنتاج الحبر الطبيعي.

شهريات قصيرة
بريق بري.. برق بحري..

توصل مشروع بحثي، أمريكي/ ياباني، إلى أن 85% من البرق (يندلع) على اليابس، وأن البرق في المناطق الشمالية من محيطات الأرض يزيد في الشتاء عنه في الصيف. ففي الصيف يكون اليابس أسخن من الماء، فتنقل تيارات الحمل القوية بللورات الثلج الدقيقة إلى الجو فوق الكتل القارية، وتكون محملة بشحنات كهربية، ينطلق منها البرق، ميكون العكس شتاء، فتنقل تيارات الحمل كميات أكبر من البللورات، تعطي برقاً أكثر !

رصيدك تحت عينك!

أو، هو تحت أمر عينك، فلن تحتاج إلى بطاقة المصرف لتسحب نقوداً من آلة الصرف الخارجي، سيخرج شعاع ماسح من الآلة، يرصد عينك، ويتعرف على خصائص قزحيتك، فإن اتفقت مع النموذج المسجّل لدى الآلة، قيل لك: لبيك.. اسحب ما شئت من رصيدك.

وكانت آلات رصد بصمة القزحية (القديمة) تتطلب الالتصاق بالآلة، أما هذه المستحدثة، فإن الشعاع الخارجي منها هو الذي يبحث عن عينك وأنت واقف على بعد متر واحد!

مع خالص تقديري!

اسم الزهرة "كلوسيا"، وتعيش في أمريكا الوسطى، يزورها نوع من النحل البري، ينقل حبوب اللقاح من الشق المذكر للشق المؤنث، عملية مصيرية للزهرة، تحرص عليها كل الحرص، فتربط النحل إليها بهدية تقدمها له في كل زيارة، عبارة عن مسحة من إفرازاتها تغطي جسم النحلة، فإذا انتقلت بها إلى الخلية، ظهر تأثيرها السحري، إن تلك الإفرازات مضاد حيوي قوي، يفتك بالبكتريا، فيصون الخلية من الفساد، وحياة النحل من الانهيار.

بدر دائم!

يعطي المتسامرون إحساساً شاعرياً بأنهم يجلسون في ضوء القمر، وقد جاءت الفكرة من المناطيد التي تطلق في المناسبات للإضاءة والزينة.

ولصعوبة وارتفاع تكلفة استخدام غاز الهليوم، تحوّرت الفكرة ليتكون ذلك البدر الدائم من مصباح قوته 500-2000 وات، يحيط به شبكة من السلك، تحتل مركز (بالون) شفاف، تعمل مروحة في قاعه على الاحتفاظ به منتفخاً، ويتم تثبيته بحبل في أقصى ركن، وعلى ارتفاع يحدده (شاعرية) الجالسين في ضوء القمر.

ديدان الأرض المضحكة!

إنها تنتج أول أكسيد النيتروجين، المعروف بغاز الضحك، وهو أيضاً أحد الغازات المسببة لظاهرة (الدفيئة)، وقد تبين أن إنتاج ديدان الأرض لهذا الغاز يمكن أن يكون مؤثراً، فالتربة التي تسكنها ديدان الأرض تنتج خمسة أضعاف التربة الخالية منها، وقد ينتج غاز الضحك من عمليات أخرى طبيـعية تجري في التربة، ولكن المؤكد أن ديدان الأرض في حدائقنا وحقولنا مسئولة عن نسبة تتراوح بين 25 و 44 بالمائة من محتوى هوائنا من هذا الغاز، وهذا مؤشر يجعلنا لا نغفل مراقبة هذه الديدان.

 



أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




اقتحمت لوكسمبرج جوا





يمكن للأم أن تقوم بالمهمة





عضة في الصلب والفاعل البكتيريا





لقطة سينمائية تاريخية لمحاربين صبغوا وجوههم بالنيلة الزرقاء





برق بري ... برق بحري





رصيدك تحت عينك





مع خالص تقديري





بدر دائم





ديدان الرض المضحكة