الطريق الثالث.. لماذا? شوقي جلال

الطريق الثالث.. لماذا?

بعد تجارب مخفقة في الاشتراكية والرأسمالية يأتي الطريق الثالث كحل وهمي للخروج من كل الأزمات العربية. هل أزمتنا هي البحث عن طريق? أم أنها في تضييع كل الطرق?

في 21 مايو 1998, نشر عالم الاجتماع البريطاني, والمنظر الفكري لحزب العمال الجديد, أنتوني جيدينز, مقالا في مجلة نيو ستيتمان بعنوان: (شلل اليسار), مؤكدا سقوط الاشتراكية بكل ألوان الطيف. وفي سبتمبر من العام نفسه, انعقد مؤتمر قمة ضم بين أعضائه بيل كلينتون رئيس الولايات المتحدة آنذاك, وتوني بلير رئيس وزراء بريطانيا وزعيم حزب العمال (الجديد). وأعلن كلينتون عقب المؤتمر: (الزملاء الأمريكيون, لقد اهتدينا إلى طريق ثالث).

وتتابعت إصدارات أنتوني جيدينز التي تجاوزت الآن ثلاثين مؤلفا, وتكاد تكون جميعها تنويعات على لحن واحد هو الطريق الثالث وتشخيص أزمة الواقع العالمي الراهن. وروجت الصحافة وأجهزة الإعلام في بريطانيا وفي الولايات المتحدة لهذا (الفتح الجديد) المعنون (الطريق الثالث), والذي يمثل طريق الخلاص من الأزمات وحسم التناقض مع الاشتراكية وتأكيد أن الرأسمالية والديمقراطية هما المطلق السياسي الاقتصادي للبشرية جمعاء.

وامتلأت أعمدة الصحف العربية بمقالات كتاب عرب عن (الطريق الثالث), هذا الاكتشاف الكبير على يدي أنتوني جيدينز, المفكر الاجتماعي السياسي المبرز. وتضمنت المقالات ما يفيد أننا كعرب أخيرا اهتدينا إلى طريق افتقدناه طويلا. وتقبلنا الرؤية الجديدة كعادتنا دون نقد للإطار الفكري في الزمان وفي المكان, ونسينا ما نردده دائما من أن الفكر منتج اجتماعي رهن واقع له تناقضاته وصراعاته سواء بين فئات المجتمع أو بين المجتمعات.

اجتهادات تبحث عن طريق

وحري بنا أن نسأل: لماذا طريق ثالث? وهل هو طريق ثالث أوحد أم أن هناك طرقا ثالثة? وطريق ثالث لمن? وكيف? وما المعنى والهدف في الزمان وفي المكان?

الأمر نسبيّ في جميع الأحوال, رهن إطار فكري مشروط يشخص الظواهر والمشكلات والقضايا... والأمر نسبيّ أيضا في سياق التحولات والصراعات على الصعيدين المحلي والكوكبي.

والحديث عن طريق ثالث أو عن طريق وسط متواتر على مدى تاريخ المجتمعات البشرية. ويعكس كل طريق ثالث ثقافات سياسية متمايزة, وهياكل اجتماعية ومشروعات سياسية مختلفة. ولا ريب في أن ما يراه الناس أويتنبأون به وقف على هياكلهم المعرفية. وكم من المحاولات والاجتهادات وصفت نفسها بأنها طريق ثالث أو بالوسطية بهدف حسم نزاع بين قطبين, أو التغلب على تناقض بين مواقف ومصالح, أو بهدف إرجاء هذا الحسم إلى حين, أو بهدف إخفاء نوايا مضمرة والتضليل من وراء قناع حتى يسلس قياد المعارضين. لذلك, يلزم النظر إلى هذه المحاولات والاجتهادات بعقل ناقد في سياق الزمان والمكان دون أن تغيب رؤيتنا الواعية بواقعنا ومصالحنا.

ونذكر بداية أن الطريق الثالث الذي روجت له أجهزة الإعلام الغربية ليس أوحد, فكم من طرق ثالثة أخرى كثيرة قائمة الآن وأغفلتها هذه الأجهزة لأنها لا تعبر عن مصلحتها. ونذكر على سبيل المثال حركة عدم الانحياز, إذ كانت طريقا ثالثا أثناء الحرب الباردة, وقد برزت أخيرا محاولات لبعث جديد. وتأسس في بريطانيا عام 1900 حزب يحمل اسم (حزب الطريق الثالث), وله برنامجه الذي يهدف إلى حل التناقضات والمشكلات الاجتماعية التي تراكمت بسبب سياسات حزبي المحافظين والعمال, وخاصة تطبيق الليبرالية الجديدة. وتمثل الصين في تطبيقاتها السياسية والاقتصادية اجتهادا جديدا كطريق ثالث مميز. ولقد كان الحزب الشيوعي الإيطالي رائدا لما سمي الطريق الثالث Terzo Vio بعد سقوط الستالينية. كذلك تيارات من وصفتهم الأحزاب الشيوعية بالمراجعين, إذ كانت طريقا ثالثا, وإن حزب العمال نفسه, منذ نشأته, يمثل في تطوراته المتوالية طريقا ثالثا.

وظهرت على الساحة العالمية آراء ونظريات وتيارات تعبر عن طريق ثالث مستقل. نذكر منها فكر دافيد كورتين في كتابه (العولمة والمجتمع المدني). ويهدف كورتين إلى التصدي لمظاهر الإفراط في التصنيع الملوث للبيئة بهدف تحقيق أقصى قدر من الربح على حساب فرص البقاء للإنسانية, ويطالب بالتزام نهج المصالحة مع البيئة.

ولعل من أبرز التوجهات أيضا فكر عالم الاقتصاد البارز هرناندو دي سوتوفي بيرو, ومؤلف كتاب (الدرب الآخر), الذي ترجمناه إلى العربية. ويرى دي سوتو أن أزمة بيرو, ومن ثم أزمة مجتمعات الجنوب, ليست في الاختيار أولا وأساسا بين رأسمالية أو اشتراكية, بل في تجميع اقتصاد المهمشين ومنحهم وضعا قانونيا شرعيا. إذ يرى أن ثمة اقتصادين متوازيين داخل المجتمع: اقتصادا رسميا, واقتصاد المهمشين, وله قوة وفعالية وتأثير, بل ومعوق للتطوير. يرى أن عدم الإقرار بشرعية وضع المهمشين واقتصادهم, ومن ثم دمجهم في الإطار الشرعي, يمثل أساسا لانتشار الفساد وإفساد أجهزة الدولة, وتخلف الإنتاج, والتعامل القائم على الرشوة, وإهدار البلايين من الدولارات سنويا بدلا من دفعها في مسارات شرعية تحقق التنمية. وتتمثل هذه البلايين في مئات الأحياء العشوائية وفي مشروعات النقل والمواصلات غير الرسمية, وفي الباعة الجائلين ومشروعات الإنتاج الخفية والمتخلفة... الخ, وجميعها عمليات غير شرعية تشتري بقاءها بالرشوة والفساد والإفساد. ونجح دي سوتو في إنقاذ اقتصاد بيرو من الانهيار الكامل والوقوف على عتبة طريق التنمية والتطوير.

صناعة نجوم الفكر

ولكن ماذا عن الطريق الثالث الغربي الذي يصوغ فكرة أنتوني جيدينز? ولماذا ذاع وراج وأصبح جيدينز نجما في عالم الفكر السياسي الاجتماعي والاقتصادي?

الفكر ونجوم الفكر في الغرب صناعة تدعمها وترعاها مؤسسات وشركات اقتصادية كبرى بهدف ترويج اعتقادات أو أفكار تساند أنشطتها ومصالحها. هكذا كان الحال بالنسبة لكل من صمويل هنتنجتون وفرنسيس فوكوياما كمثال, اللذين أطلقا عبارتين هما (صدام الحضارات) و(نهاية التاريخ) كعنوانين لمقالين ثم كتابين يوضحان رؤية يمينية غربية في نظرتها إلى العالم وصولا إلى أهداف مضمرة لها تاريخ.

لهذا, فإن الطريق الثالث الغربي والذي ذاع صيته هو اجتهاد غربي لتصحيح أخطاء في التطبيق عند الغرب تأسيسا على خبرة غربية تلخص واقع حياته ومشكلاته وطموحاته, وحري ألا نعتبر الغرب بيئة متجانسة, إذ إن هذا هو الطريق الثالث بين تيارات فكر عديدة متباينة المصالح. ويمثل هذا التيار إجمالا تحولا استراتيجيا في الفكر السياسي ليسار الوسط الغربي من حيث أسلوب حل مشكلات مجتمعات الغرب بما في ذلك الأيديولوجيات والسياسات الغربية (التقليدية).

ولكن لماذا يبحث الغرب عن طريق ثالث? وما هي مظاهر الأزمة على الصعيدين المحلي والعالمي?

كشف اليسار واليمين في الغرب على مدى القرن العشرين عن نوعين لفهم الرأسمالية.

اليمين معني بالإنتاج واقتصاد السوق ولهما الأولوية. ويرى اليسار الأولوية لقضية العدالة الاجتماعية من خلال نظام اجتماعي لإعادة التوزيع. ودار صراع فكري واجتماعي سياسي بين هذين النهجين, وتعددت وتطورت آراء كل من الجانبين. وتكثفت في النصف الثاني من القرن العشرين تحولات جذرية اجتماعية وسياسية واقتصادية أفضت إلى أزمة متعددة المظاهر, واقترنت بتغيُّر المشهد العالمي. وأضحت الأطر الفكرية أو النظرية التقليدية, حتى ما كان سائدا منها خلال النصف الأول من القرن العشرين, عاجزة عن تشخيص الظواهر, ناهيك عن تقديم حلول فاعلة لها.

عالم جديد وفكر جديد

ولنا أن نقول إن العالم بعد سقوط الأطر الفكرية التقليدية بات يعاني مرحلياً من حالة سيولة فكرية وعجز عن التشخيص أو التنبؤ الدقيق. وتسارعت الأزمة مع التحولات الجذرية في العقدين الأخيرين من القرن العشرين اللذين يشكلان بداية لحقبة شاعت تسميتها بكلمة العولمة, وإن بدت كلمة ملتبسة المدلول والمعنى. ويستلزم هذا الوضع المرحلي سرعة رصد الأحداث وصياغة إطار أو أطر فكرية جديدة تمثل أطرا مرجعية للسياسات والتنبؤ بالمستقبل بعامة. وطبيعي أن تتعدد الاجتهادات وتتصارع الرؤى حسب تعدد وتصارع المصالح.

ويقول في هذا أنتوني جيدينز:

(هاهو عالمنا الذي نعيش فيه اليوم, ليس خاضعا لسيطرة بشرية محكمة - ولكننا نرى عالما يسوده الاغتراب والاضطراب والشك, (عالما منفلتا)... ولعل ما يثير الجزع أكثر أن تقدم المعارف البشرية والقدرة على (التدخل المحكوم) في المجتمع والطبيعة - وهي أمور كان الظن أنها ستخلق قدرا أكبر وأكبر من اليقين - إذا بها تشكل أساسا عميقا لحالة العجز عن التنبؤ بالمستقبل... وإن هذه التحولات لا تتضمن فقط تحولات في هياكل العالم أجمع, بل وأيضا تحولات في وعينا الباطني وفي هويتنا).

التحولات والأزمة

وتتمثل هذه التحولات على الصعيدين المحلي والكوكبي فيما يلي:

عقب نهاية الحرب العالمية الثانية, كان كل مفكر اقتصادي وسياسي إما كينزي المذهب أو اشتراكي بكل ألوان طيف الاشتراكية. وظهر في العالم قطبان أيديولوجيان لكل منهما فكر متماسك ويقدم نفسه باعتباره مصدر اليقين, وصاحب الأصل في التحرر, والنموذج لإصلاح ما فسد ومراجعة إنجازات العقل. وكشفت تيارات الفكر لدى اليمين واليسار على السواء عن تجديد العهد في الاحتكام إلى العقل وتجديد الثقة بالنظرية. وشرع القطبان ومن يدور في فلكيهما في بذل جهد للتنمية والإعمار وإعادة البناء في إطار نظريتين متكاملتين: الرأسمالية, التي تدعو إلى الليبرالية ومجتمع الرفاه, والنيو ديل, أو الاشتراكية ومجتمع المساواة. وقدم عالم الاقتصاد البريطاني هنري بيفريدج رؤيته للخلاص في صورة دراسة عن دولة الرفاه ومحاربة الفقر والجهل والمرض وكفالة العمالة الكاملة. وبدأ العالم في منتصف القرن العشرين عالما يثق في النظم والقوانين على الصعيدين المحلي والعالمي. وأصدر كارل بولاني في عام 1944 كتابه: (التحول العظيم), الذي يؤكد فيه أن السماح لآلية السوق بأن تكون هي الموجه لمصير البشرية وللبيئة العالمية, يعني تدمير المجتمع, إذ الأولوية للمجتمع على النظام الاقتصادي.

واقترن هذا التحول بإيمان بدور القوى العاملة كقوة فاعلة في الحراك الاجتماعي. وصاحب هذا انتشار حركة التحرر الوطني سياسيا مع الأمل في التنمية والرخاء.

ولكن جاء الربع الأخير من القرن العشرين بالنقيض تماما. إذ سقطت التجارب الاشتراكية, وأضحت الهيمنة لقطب واحد, وساد الشك, وانحسر دور القوى العاملة مع تطور ثورة المعلومات والاتصالات. وظهرت نظريات تؤكد سقوط الإيمان بالعقل وبالنظريات الكبرى وسقوط الليبرالية وتحولها إلى ما يسمى الليبرالية الجديدة, أي إلى حاكمية السوق المتحررة من كل الضوابط, وأصبحنا إزاء عالم شارد مغترب ومضطرب. واتسعت الهوة بين الفقراء والأغنياء, داخل المجتمعات وفيما بين المجتمعات. وسقطت مبادئ الفكر التنويري على أيدي دعاة الليبرالية الجديدة.

الليبرالية الجديدة والعولمة

وتمثل الليبرالية الجديدة رؤية مدرسة اقتصادية سياسية مناقضة لرؤية هنري بيفريدج والنظرية الكينزية بعامة. وزعيم هذه المدرسة هو فريدريك فون هاييك, ومن أبرز تلامذته مارجريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا السابقة. وقررت تاتشر ألا بديل عن رأسمالية السوق الحرة, وأن المنافسة هي محور الوجود إذ هي التي تفرق بين الذئاب والحملان. وتقول تاتشر: (مهمتنا بلوغ المجد في سياق اللامساواة, وأن نرى كيف أن المواهب والقدرات تجد متنفسا وتعبيرا لها من أجل فائدة الجميع, ولا فضل للضعفاء, وإن ما يصيبهم يستحقونه).

وشهد العقدان الأخيران صعود العولمة التي تعني في نظر الغرب المهيمن فوضى السوق وسيادة اقتصاد كوكبي قائم على المضاربات وهيمنة الشركات متعدية القوميات وحرية حركة الأموال في سياق اقتصاد إلكتروني وتهاوي الحدود القومية, وتقليص دور الدولة, ويعني هذا في ضوء فكر الليبرالية الجديدة هيمنة الأقوى اقتصاديا وعسكريا في سياق صراع دارويني اجتماعي وسياسي واقتصادي وعسكري.

يضاف إلى هذا ثورة الاتصالات والمعلومات ونشوء عالم جديد من التقانة والفكر وحرية انتقال المعلومات وحرية الحوار بين أطراف العالم على نطاق الكوكب أفرادا أو جماعات. وانقسم العالم بين مجتمعات مالكة للمعلومات وأخرى فقيرة أو معدمة لا تملك ولا تنتج معلومات.

وباتت البشرية, علاوة على هذا كله, تواجه أخطارا مدمرة تتجاوز أخطار الكوارث الطبيعية. ونتجت هذه الأخطار بسبب اعتداء الإنسان على الطبيعة وانتهاكه لها, أو بسبب ما أضفاه عليها وأضافه لها نتيجة التقدم الصناعي. وهكذا أضحت البشرية في تفاعلها وتعاملها إزاء طبيعة هي الطبيعة الأم, وطبيعة مصنوعة, وطبيعة بشرية. ومن هنا أصبح لزاما صياغة أطر فكرية ملائمة تحكم وتحدد نهج البشر بالتفاعل والتعامل مع الطبيعة ضمانا للبقاء. وهذه أزمة أخرى يدور بشأنها صراع المصالح.

بلدان الجنوب والرؤية المستقلة

في إطار هذه التناقضات المتسارعة والمتكاثفة, يحاول الغرب على لسان جيدينز وغيره إسقاط كل الأطر السابقة باسم التقليد والاجتهاد لصوغ أطر جديدة تصون مصالحه وتقدم حلولا للقضايا والمشكلات وليدة نشاطه وسياساته. ويمثل الطريق الثالث تجليا لهذه الأزمة, واجتهادا جديدا يعكس ثقافة وواقع حياة الغرب أو القوى المهيمنة في الغرب. إنه محاولة غربية برزت في عصر العولمة والمعلوماتية بكل خصوصيات هذا العصر ومستجداته. ويعبر عن مصالح شريحة من الطبقة الوسطى التي برزت في الغرب خلال تطبيق الليبرالية الجديدة. ويهدف أصحاب هذا النهج إلى حل مشكلات طارئة مثل:

التناقضات بين التقدم التقاني والعمالة, والتناقضات بين التطور الفردي وسيطرة الدولة, والتناقضات بين نزعة التصنيع والبيئة الطبيعية, والتناقضات بين مفهوم أو واقع الدولة - الأمة وبين النزعة العالمية, والتناقضات بين النزاعات الإقليمية والأمن الكوكبي, ثم أخيرا التناقضات بين مصالح بلدان الجنوب وحقها في التطوير الحضاري والمشاركة في الإنتاج على مستوى حضارة عصر التصنيع والمعلوماتية, وبين بلدان الشمال وما لها من هيمنة.

إن الطريق الثالث نهج غربي لحل قضايا غربية, إنه طريق بين طرق ثالثة كثيرة, لذلك ينبغي النظر إليه ليس باعتباره الحل الأمثل من خارج, بل باعتباره دعوة إلى كل أهل الفكر في الجنوب لصوغ أطر فكرية من واقع مشكلاتهم وقضاياهم هم, أن يفكروا بأنفسهم ولأنفسهم. وجدير بالذكر أن أنطوني جيدينز سئل في حوار: هل الطريق الثالث قادر على خفض التفاوت الاجتماعي أم أنه مذنب ومسئول إذ يلتزم الصمت إزاء التوزيع غير المتساوي للثروة والهوة الاقتصادية المتزايدة بين الشمال والجنوب? وأجاب: (خفض التفاوت يجب أن يمثل فكرة أساسية في سياسة يسار الوسط...) ولزم الصمت إزاء التفاوت بين الشمال والجنوب. ولا ريب أن أهل الجنوب أدرى بقضاياهم, وهم الأحق بالأولوية على أنفسهم, وصوغ استراتيجيات للتطوير الحضاري لمجتمعاتهم في إطار الصراع الكوكبي, وأن يكون لهم طريقهم.

 

شوقي جلال

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات