عزيزي العربي

عزيزي العربي

  • الحبيبة «العربي»

بدأت قصتي مع مجلة العربي وأنا طفل صغير في سنواتي العشر، حيث كان لعمي الصيدلي مكتبة عامرة بمختلف الكتب, ألقيت نظرة خاطفة على المكتبة فوقعت عيناي على مجلة جميلة تناولتها وقلبت صفحاتها وأعدتُها إلى مكانها. كنت أتوقع أني سأنسى المجلة بعد تلك الدقائق ولم أعرف أني سأقع في حبها (أجل أحببتها).. كان والدي - رحمه الله - رجلاً كاسبًا بسيطًا يشتريها لي كل شهر حتى أنهيت المرحلة الإعدادية، وكنت أتهيأ لدخول الجامعة, حصل الغزو الصدّامي الهمجي للكويت الشقيقة ففارقت المجلة بحكم الظروف التي حصلت وفارقتها سنين طوالاً وكدت أنساها بحكم الزمن! حتى أنعم الله علينا بزوال الطغيان والحكم الصدّامي وبزوغ شمس الحرية. وذات يوم وأنا أتمشى في شوارع بغداد الغالية صادفت حبيبتي فجأة تلك التي فارقتها، موجودة في إحدى المكتبات سرتُ نحوها والتقطها بيدي وكادت دموعي تسيل وأنا أكلم نفسي، إنها حبيبتي «العربي».. إنها حبيبتي «العربي»...

طالب هاشم - بغداد/العراق

  • بالفكر لا بالعواطف تُبنى الأمم

إن أي أمة في التاريخ البشري ارتقت سلم الصعود الحضاري كان وراءها فكر رجال أفنوا عصارة عقولهم، وربما أجسادهم وقودًا لإيمانهم بأفكار معينة واستنتاج لآراء متعددة، ولا شك أن أي أفعال نقوم بها اليوم سواء بشعور كامل أو من دونه هي في الأصل فكرة ما آمنا بها وأدخلناها في صناديق اللاوعي، وأغلقنا عليها بإحكام، ولا أبالغ إن قلت إن حياتنا هي أيقونات من الأفكار المتناثرة نغلفها بأفعال وعواطف ومشاعر متنوعة، لكن دون أن نعي ذلك تمامًا. وينقسم الناس في تبني تلك الأفكار إما بإدخالها في المنظومة الداخلية بقناعة وتأنٍ وتفكير وتحليل وهذا هو المفكر الواعي وإما بالتقاطها من ثقافة الآباء إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ .

والمتأمل في المجتمعات البشرية يرى أنها أساسًا تسير على خطا الذي ستتبعه بعد ذلك العواطف والانفعالات، وهو يمثل المسار الفكري لها، فالرأسمالية وأفكارها والشيوعية التي ورثتها الحركة اليسارية وغيرها كل تلك المجتمعات تنتظم في حركة دائرية من الأفكار الأيديولوجية القائمة على ركائز الأفكار، أو امتداد عمودي من الفكر ينظر لأولئك القوم وينظم حياتهم، اتفقنا مع ذلك أو اختلفنا. ومن المعيب حقًا أن نرى العالم يحتفي بمفكريه ومنظريه على اختلاف مشاربهم ويصنع لهم التماثيل تخليدًا لذكراهم لأنهم يعلمون أن زمام المبادرة وطريق الانعتاق نحو هرم الحضارة لا يأتي من الشارع والجماهير فقط، بل من النخبة أولاً التي بدورها ستحرّك الجماهير بأفكارها طال الزمن أم قصر، وهي التي تبذر بذور الثورة في اللاوعي الجماهيري، التي ستتحرك لا ريب بعد ذلك، ومن المؤسف أننا مازلنا في الدائرة الفولاذية المغلقة، وأعني «أنت تخالفني في أمر ما، إذن أنت غير موجود» فيحصل التهميش والحرب النفسية الشعواء ضد ذلك النخبوي، وكم من تيار فكري أو مفكر أو فيلسوف مسلم اقتطع من سياق التاريخ العربي والإسلامي فتوقف حراكه الفكري، بينما نرى أن الآخرين تجاوزونا بمراحل ومراحل، وهنا تأتي المثلبة الحقيقية للشخصية العربية والمسلمة، وهي أن نقد الذات محرّم وخط أحمر في قاموسها، بينما نقد الآخر واتهامه وتحميله المسئولية في كل مشكلاتنا يعتبر من فضائل الأعمال. هذه العقلية السائدة في التفكير والاستنتاج ما هي إلا نتاج ثقافي موروث لم يتغير إلى اليوم سواء أكان ذلك على مستوى العقل الفردي أم الجمعي، وهو الذي يشكّل خطرًا داهمًا على ثورات الربيع العربي، فمثلاً أين هو نقد الذات على مستوى الفرد وعلى مستوى الجماعة؟ فالفرد لا يعترف بخطئه أمام أبنائه أو مجتمعه أو من يحبهم، فذلك من خوارم الشخصية - في اعتقاده - وباب واسع للفشل ومحق لذاته المتضخمة، وأما في العقل الجماعي فلا تعترف الأمة بأخطاء الماضي ولا تغربل الصالح من الطالح، بل تجعله ناصعًا لا يشوبه الكدر، بينما هناك الكثير من الدروس المهمة التي ينبغي أن تتحملها الأجيال لتتجنب الكثير من أخطاء الماضي السحيق كسفك الدماء والصراع على السلطة والاستيلاء عليها، واستعباد الناس والأخطاء الفادحة التي ارتكبت عند فتح بعض البلدان في عهد الأمويين، ومن جاء بعدهم، وقد أوجدوا من ينظر لهم في زمانهم، ويقتات على موائدهم كالشهرستاني في نحله، والماوردي في أحكامه السلطانية، ومن لف لفهما، وهاهي المشاهد تتكرر مرة أخرى في تاريخنا المعاصر لأن الأمة رفضت أن تأخذ تاريخها إلا بالطريقة المثالية، فبقينا مكبلين للماضي وبالماضي، وأضحينا نقاد بأفكار من سبق، وهذا لا يشين بشيء للسابقين، إلا أن كل عصر له رجاله ومفكروه وظروفه، والسابقون لهم الاحترام والتقدير، وأما اللاحقون فهم الأولى بأن يعيشوا عصرهم، وكما قيل: «ليس بإمكانك أن تجعل نفس فردة الحذاء تصلح لكل الأقدام»، أما نقد الآخر فهذه قضية أخرى بحاجة إلى أن نقف أمامها طويلاً، فالمجتمعات العربية والإسلامية غرقت إلى الأذقان في تصديقها بداية من الأسرة ثم المجتمع إلى القطر الواحد إلى الدول العربية كافة في تصديقها للمؤامرة، وتحميل الآخرين مسئولية حماقاتنا، فالتخلف وعدم مسايرة التقدم يعتبران مؤامرة، والمرض والابتلاء هما مؤامرة من السحرة والشياطين والجن..إلخ. فلسلطان الماضي وجبروته المؤدلج هما اللذان ينظمان حياتنا حتى في هذه الأيام، بالرغم من أن هناك قانونًا جعله الله تعالى لتغيير الحال وهو الأخذ بالأسباب إلا أن تكلسات العقول هي المرض المزمن الذي مازلنا نعانيه، أما ثقافة المؤامرة فما هي سوى حيلة دفاعية نفسية لصد التشذيب المستمر للكبرياء المتمايلة - كما يعتقد البعض - ولدرء وباء الدونية الذي في الأساس لا أحد يستطيع أن يجعلنا نشعر به دون إذن منا، ولستر عوار التخلف الذي لبسناه طوعًا، وإلا فما بال الكثير من البلدان أخذت بزمام التقدم وانطلقت فأخذت مكانتها المرموقة بين دول العالم كماليزيا مثلا؟ ومن المؤسف حقًا أن نرى من يهاجم الثقافة الأخرى وينعتها بأقبح النعوت ويجعلها سبب البلاء في تقدمنا، بل يحاول التنظير لذلك بما يسمى الغزو الثقافي والفكري، فهم لم يستعمرونا ماديًا بل حتى فكريًا وثقافيًا وهؤلاء - لعمري - أبعدوا النعجة في تنظيرهم وصيروا أنفسهم ظواهر لسانية لا تسكت، فالغزو لا يكون إلا بالقوة والشدة، وأولئك القوم أخذوا بمبدأ التمكين في الأرض وانطلقوا، لكن ثقافة التقليد من المغلوب إلى الغالب، كما قال ابن خلدون هي السائدة فهم يقدمون ثقافتهم المتوازنة بنظر البعض والسقيمة لدى آخرين ولم يجبروا أحدًا على تبنيها فامتلكوا ناصية القوة الناعمة بكل نتوءات جسدها المغري، ولقد كانت ومازالت لهم المساهمة الكبرى في شتى الميادين الاجتماعية والنفسية والأدبية، أما نحن فلسنا إلا ممن يتغنى على أطلال الماضي ويتباكى عليه، وكما يقول المؤرخ الراحل نقولا زيادة «العرب مازالوا يتغنون بأن طب الرازي كان يتم تعليمه في القرن الثامن عشر، متناسين أنه عندما مات الرازي لم يعد هناك أطباء في العالم العربي، وعندما مات ابن سينا لم يعد هناك فيلسوف في الشرق» لقد سئمنا فعلاً هذه المقامات النشاز التي أوقفت عجلة الإنتاج الفكري والعلمي بشكل عام وسئمنا أولئك الذين يرمون الغرب وثقافته بأبشع الصفات، ثم في الجهة المقابلة يستدلون بدراستهم واكتشافاتهم إلى درجة أن العلم الحديث الذي يدعى «الإعجاز العلمي في القرآن الكريم» والذي أضحى يتحدث فيه كل مَن هبّ ودب هذه الأيام يستمد بنسبة 99 في المائة تفسيراته من اكتشافات الغرب دون أن يشير المتحدث إلى براعة هؤلاء القوم وسعة أفقهم العلمي والفكري. ثم يأتي ذلك الذي لا يمتلك أدوات البحث العلمي ليقول مذيلاً حديثه الإعجازي «هذا الأمر موجود لدينا منذ قرون وقد تقدمناهم في الاكتشاف»، إنها بالفعل قمة الازدواجية والسذاجة العلمية بكل ما توحيه الكلمة من معنى وهو ضرب على مصادرة الحقيقة. إذن الوصول إلى أسباب النهضة والتقدم لا يكون بالعواطف المستعرة ولا بمونولوجات الماضي المختزل تحت سقف المثالية وذريعة الخوف من المساس بالدين، وإنما بالفكر المستنير والواقعي أيضًا مع وجود الركيزة الأساسية وهو النقد لأجل المستقبل وليس النقد لأجل النقد، فثمة فرق شاسع بين النقد الصادر عن التحليل الموضوعي العلمي وتقصد العثرات وزخرفة ذلك النقد بالغلو والمبالغة والإحباط والعواطف الجيّاشة المخادعة. وما أجمل أن نذيع الفكر النقدي بين المثقفين وندرب الأطفال منذ نعومة أظفارهم على أصول الحكم والمحاكمة للأشياء وعلى تقبّل الأفكار بعد إخضاعهم لمحك التمحيص والتدقيق لا الانطباعات والعواطف والانفعالات الآنية.

خليل الخروصي
الباطنة - سلطنة عُمان

  • قصة الجينز الأزرق Blue Jeans

الجينز الأزرق رفيق وحبيب الشباب والشابات، بصفة خاصة طلاب وطالبات الجامعات في كل بلاد العالم والجينز الأزرق مازال اللباس المفضل للعمالة في كل المجالات وميادين العمل لكلا الجنسين.

قصة هذا الجينز عمرها أكثر من قرن ونصف القرن وتحديدًا 162 عامًا، وظهر لأول مرة في ولاية كاليفورنيا وتحديدًا في سان فرانسيسكو عام 1848م.

ففي صباح أحد أيام شهر يناير عام 1848م لاحظ رجل من المهاجرين الأوربيين اسمه جيمس مارشال James Marshall عدة حصيات صفراء اللون في مجرى جدول مائي في كاليفورنيا، التقطها وتأكد أنها من الذهب الصلب.

اندفع مارشال مسرعًا إلى مستخدمه، جون ستر John Sutter صائحًا: «ذهب ذهب». لقد تأكد الرجلان أنها من الذهب الخالص وتكتما الخبر بينهما، رجل آخر التقط الخبر فاندفع إلى مدينة سان فرانسيسكو صائحًا: «ذهب ذهب». وشاع الخبر بسرعة فاندفع أكثر من نصف سكان سان فرانسيسكو إلى التلال المجاورة يشقون الأرض ويفتتون الصخور بطريقة هستيرية بحثًا عن الذهب، نصف سكان مدينة سان فرانسيسكو اندفعوا بغير نظام إلى التلال المجاورة سعيًا للحصول على الذهب، والذي كان من أهم أهداف المهاجرين الأوربيين للعالم الجديد.

لقد ترك حرّاس المتاجر متاجرهم، وترك الملاحون سفنهم في المياه دون رعاية، وهكذا اندفع هؤلاء بغير نظام سعيًا للحصول على الذهب، أكثر من 50 ألف شخص من المهاجرين الأوربيين وفدوا إلى كاليفورنيا في العام 1849م وأطلق عليهم «Forty-niners». هؤلاء المندفعون عدد قليل جدًا منهم حقق بعض الثراء من الحصول على الذهب، إلا أن الغالبية العظمى من هؤلاء الوافدين أصيبوا بخيبة أمل وإفلاس تام، بعد أن أنفقوا كل مدخراتهم من النقود في أثناء إقامتهم دون جدوى. إلا أن هناك عددًا من الوافدين إلى كاليفورنيا بحثًا عن الذهب حققوا مكاسب مادية جيدة من بيع الطعام والأدوات والخدمات الأخرى.

أحد هؤلاء الوافدين إلى كاليفورنيا، يهودي ألماني الأصل اسمه ليفي ستراوس Levi Strauss. وكان تاجرًا أحضر معه كميات كبيرة من القماش الأزرق الخشن Rolls of canavas وكان هدفه بيع هذه الكمية من القماش الخشن إلى الباحثين عن الذهب لصناعة الخيام التي تقيهم الظروف المناخية القاسية. ولكن حدث أنه كان في المكان نفسه العديد من التجّار الذين يعرضون الأقمشة نفسها لصناعة الخيام، وهنا وجد أن بضاعته كسدت ولم يستطع بيعها.

هنا فكر هذا اليهودي بذكاء ولاحظ أن الباحثين عن الذهب في التلال وهم الـMiers يحتاجون إلى ملابس متينة تناسب عملهم الشاق. وهنا صنع ملابس للعمال الباحثين عن الذهب من القماش الأزرق، وباع كل ما لديه من القماش، ومازال الجينز الأزرق محبوب الأمريكيين والعالم أجمع.

د. صبحي أحمد علي الكومي
عمان - الأردن

  • فقر الموسيقى العربية

الأخ الأستاذ الدكتور سليمان إبراهيم العسكري المحترم.. تحية من اليمن إلى قلب الكويت النابض بالوفاء والحب لكل العرب وبعد.. قرأت بإعجاب ما كتبتم في «حديث الشهر» للعدد (639) - فبراير 2012م بعنوان «الشباب العربي: كيف يفكّر؟ ولماذا يثور؟» الذي يعد إحدى القضايا الساخنة في الحياة الثقافية العربية، خاصة عندما قرأت في حديثكم عن الشباب والفنون.. إرهاصات الثورة، وعن الموسيقى وضعفها في اللحن والتوزيع والأداء الغنائي للمطربين والمطربات، وهشاشة الكلمات، وظاهرة فيديو الأغنية المصوّرة. وأحب أن أضيف أن الموسيقى العربية في السنوات القليلة الماضية توجهت نحو الاستهلاكية لما تدره من ربح سريع، وذلك بمساعدة القنوات التلفزيونية الأرضية والفضائية وما تقدمه من تسهيلات وسرعة في الوصول إلى الجمهور، ما أدى إلى انتشار موضة الألبومات والألحان الإيقاعية السريعة والراقصة وابتعاد الموسيقيين عن التأليف الموسيقي الصرف (من دون عناء) الذي يكاد ينقرض في الوطن العربي لولا محاولات نادرة لبعض الأساتذة.

وكثير ممن استعجلوا الغنى والشهرة، استسهلوا طريق الفن والغناء خاصة، وخرجوا علينا بأغنيات ليس لها معنى أسموها «شبابية»، وظهر تحت هذا العنوان شبان وفتيات لا حصر لعددهم، ومن الصعب حفظ أسمائهم، ومعرفة أغانيهم، فكل يوم يأتي مغن جديد واسم جديد وكلمات أغانيهم لا تمت للعربية بصلة ونريد أن نسأل بدورنا، أي صعوبة في هذا الضجيج الذي يسمّونه غناء؟! ولماذا نقلد الآخرين في الأمور السيئة والتافهة، ونترك تقليدهم في المناحي الحضارية؟ ومع أن الموسيقى الشرقية والتي هي أغنى بالكثير الكثير من مثيلاتها القريبة، نرى أنها مازالت ترزح تحت وطأة التقليد والإعادة وتكرار الذات والنهب الصريح من الموسيقات الأخرى بالرغم من غناها وتنوعها. وهناك أسباب عدة جعلت من الموسيقى العربية متقهقرة في معظم الأقطار العربية منها قلة المعاهد الموسيقية التي تدرس الموسيقى والغناء والفنون على نحو علمي أكاديمي، بالإضافة إلى ندرة المناهج التي تخص الموسيقى الشرقية والآلات الموسيقية الشرقية، إضافة إلى أن عدم توافر الدعم المادي والمعنوي للباحثين الموسيقيين أدى إلى التقليل من إنتاجهم، وكذلك اندثار الكثير من الأعمال الموسيقية القديمة لعدم توثيقها وتدوينها موسيقيًا وحفظها في مكتبات خاصة لسهولة الرجوع إليها. كذلك الاستغناء عن الكثير من الآلات الموسيقية، أودى بهذه الآلات إلى الانقراض، والاستعاضة عنها بآلات حديثة إلكترونية، وأيضًا تباعد المؤتمرات الموسيقية العربية التي تضع الأسس لهذه الموسيقى وتقدم المقترحات اللازمة لتطويرها.

كل هذه الأسباب ساعدت - برأيي - في فقر الموسيقى العربية والحد من تطورها، وبالتالي ابتعاد الناس عنها، ما جعلها تتخبّط مع التحديث تارة، ومع التقليد تارة أخرى. طبعًا لن ينسى فضل الكثير من العمالقة الكبار الذين جعلوا الموسيقى والغناء هدفهم فأبدعوا وألّفوا وقدموا الكثير الكثير.

وأخيرًا يبقى الأمل في تدارك هذه الأسباب من قبل الجهات المختصة للنهوض بالأغنية العربية كما كانت مرآة الشعب العربي وخلاصة روحه، ونتمنى أن يحتفى بالعلماء والمفكرين، أو أن ينالوا جزءًا يسيرًا من الحفاوة التي يلقاها هؤلاء الشبابيون! وإذا لم يعد النظر في موضوع الفن الهابط، فإننا سنشهد استمرارًا مخيفًا لهذه الظاهرة الضارة، ونأمل ألا يحدث ذلك.

جميل أحمد الهتار
بعدان - اليمن