ملف السوق العربية المشتركة (هل تفرض العولمة أجندتها على الاقتصاد العربي)?
ملف السوق العربية المشتركة (هل تفرض العولمة أجندتها على الاقتصاد
العربي)?
السوق العربية المشتركة نصف قرن من الإخفاق في الوقت الذي تحصد فيه الدول الأوربية ثمار نجاحها في إقامة كيان اقتصادي راسخ, يتزايد الشعور العربي بالمرارة ازاء الإخفاق في التوصل إلى تجسيد ملموس لأي شعارات ظلت تطرح على الساحة منذ الخمسينيات وحتى الآن. ولعل الفشل في إقامة مشروع السوق المشتركة بعد طرحه لمدة تعدت حتى الآن نصف القرن, دليل على ذلك, على الرغم من أن المشروع العربي سابق لنظيره الأوربي بسنوات عدة. وفي هذا الاطار فإن الأرقام التي تنشر عن حقيقة التعاون في المجال الاقتصادي بين الدول العربية تزيد الشعور بالمرارة, إذ إن حجم الاقتصاد العربي يقدر بنحو 700 مليار دولار, بما يمثل 2 في المائة فقط من اقتصاد العالم, بينما المصالح الاقتصادية بين العرب والعالم شبه, منعدمة حيث إن 70 في المائة من صادرات العرب هي من البترول الذي يؤدي تقلب أسعاره المستمر إلى تذبذب الوضع الاقتصادي للدول العربية, وتشير هذه الأرقام في الوقت نفسه إلى حقائق أخرى منها:
إن العولمة الاقتصادية تفترض معطيات معينة يؤدي عدم مواجهتها أو تناسيها ليس فقط إلى خلق العزلة الاقتصادية عن الآخر, ولكن إلى ما هو أبعد من ذلك, وهو ضياع المصالح الاقتصادية للدول العربية في ظل هذه المنظومة العالمية الجديدة. لذلك فإن التعاون الاقتصادي العربي من خلال إنشاء السوق العربية المشتركة يبدو أنه ليست مسألة خيار ولكن مسألة مصير إذا ما أردنا أن نعيش في قلب العالم لا هامشه. من هنا تكمن أهمية طرح هذا الملف في هذا الوقت بالتحديد, بعد أن بدأ الحديث يتزايد ترويجا لمشروع يدعو العرب إلى تأسيس منطقة حرة مع الدول المحيطة, فهل يساعد الانخراط في سوق حرة مع دول أخرى, العرب على خلق تكامل اقتصادي مع أنفسهم بعد أن عجزوا عن تحقيقه طوال تاريخهم الحديث?. في الملف الذي تنشره (العربي) هنا, إضاءات حول ذلك الهمّ القومي الكبير.
|
|