عزيزي القاريء

 عزيزي القاريء
        

صورة العرب.. صورة الإسلام

          في هذا الشهر من مطلع عام جديد تصدر (العربي) وهي محملة بالأمل, أمل في أشهر قادمة يكون العرب فيها أهدأ بالاً, وأكثر قدرة على استيعاب حقائق عصرنا, حتى نتمكن من المشاركة في صنعه, وكعادة (العربي) في تلك المناسبة فهي تصدر عددًا ممتازًا يتضمن ملزمة إضافية, كما تقدم لقرائها هدية سنوية تتمنى أن تكون ذات فائدة جمالية ومعرفية, وهي خريطة تصور المدى الذي بلغته دولة الإسلام في عصورها الذهبية, وهي أيضا تذكرة لنا بالواقع المؤلم الذي نعيشه, فالجغرافيا التي هي ظل الله على الأرض, صامتة وأبدية, ولكن التاريخ هو بصمة الإنسان على هذه الأرض, وقد أعاد العرب في فترة زمنية قليلة تشكيل حدود هذه الجغرافيا وأعطوها طابعهم الذي لم يمح حتى الآن, فمازالت دولة الإسلام ممتدة بالرغم من ضعفها, ومازال المسلمون يلهجون بالشهادتين في مشارق هذه الدولة ومغاربها بالرغم مما يتعرضون له من محن, وتبين الخريطة ـ وهو الهدف الأهم ـ أن انتشار الإسلام بفعل الفتح والغزوات لا يمثل سوى رقعة ضئيلة, فقد انتشر في تلك المساحات الرحبة من آسيا وإفريقيا نتيجة للتفاعل الثقافي بين الإسلام وشعوب تلك الارض, الذين وجدوا في هذه الرسالة السمحة ملاذًا وخلاصًا.

          ويرتبط هذا الأمر بالصورة التي أصبح عليها العرب الآن بعد أن غربت شمسهم الذهبية, وهي قضية يناقش رئيس التحرير بعض جوانبها في مقاله الافتتاحي حول مسئوليتنا ـ كعرب ومسلمين ـ في تشكيل الصورة التي نظهر بها أمام الغرب, وكيف أن هذا الأمر لا يؤثر فقط في صورتنا الذاتية, ولكن في ملايين المسلمين الذين يعيشون الآن في مجتمعات غربية, ويتحملون وزر أي تشويه يمكن أن نلحقه بصورتنا, وتعيد (العربي) طرح القضية من منظور آخر في استطلاعها الرئيسي وهي ترصد رحلة مع الوفود العربية إلى معرض فرانكفورت الدولي للكتاب, لتتساءل هل نجح العرب في انتهاز هذه المناسبة الثقافية المهمة وقاموا بتغيير صورتهم?

          ويحتوي هذا العدد على ملفين مهمين, الأول عن أديبنا الراحل (يحيى حقي) بمناسبة مائة عام على ميلاده, وهي المناسبة التي تحتفل بها هيئات عربية ودولية مثل: منظمة اليونسكو, والثاني حول الفنان الكبير (إسماعيل فتاح) الذي يعد واحدا من مؤسسي الحركة التشكيلية في العراق الشقيق, والذي رحل عن عالمنا منذ أشهر قليلة.

          وتحفل (العربي) أيضا بالعديد من القضايا الفكرية والأدبية تأمل أن تحمل لقرائها بشائر من الأمل بأن يكون هذا العام أفضل من العام الذي سبقه.

 

المحرر