الشعرانية مشكلة أنثوية
الشعرانية مشكلة أنثوية
إنها مشكلة وشكوى متكررة لدى كثير من الإناث, سواء كنّ من المتزوجات أو ممن لم يسبق لهن الزواج. وهي مشكلة ذات بعد نفسي واجتماعي بالغ الأهمية, لأنها تقف عائقاً أمام بحث المرأة عن الجمال. تتلخص الشكوى في نمو الشعر في مناطق ليس من المعتاد ان يظهر فيها مثل هذا النمو, كالوجه والشارب وأعلى البطن (أسفل السرة) ذلك النمو الذي يشوه جمال المرأة. إنها ليست مشكلة صحية خطيرة في الغالب الأعم, ولكنها في المقابل ليست بالضرورة أمرًا تافهًا لا يجوز الالتفات له, فربما مثلت إنذارًا لوجود مرض خطير, وربما كانت سببا في مشكلة اجتماعية لا تقل آثارها عن المشاكل الصحية. من هنا وجب الاهتمام بهذه المشكلة حال ظهورها والتعامل معها بما تستحقه من دون مبالغة ولا إهمال, خاصة في تلك الحالات النادرة التي تتجاوز فيها الزيادة غير الطبيعية للشعر تلك الحدود وتصبح مشكلة (تحول ذكوري) نتيجة حدوث زيادة كبيرة في مستوى هرمون التستوستيرون, ذلك التحول المتمثل في زيادة حجم العضلات وخشونة الصوت وتضاؤل حجم الثديين وظهور الصلع لدى الإناث ناهيك عن تغير شكل الجسم في اتجاه الشكل الذكري. هذا التحوّل وبالرغم من ندرة حدوثه, فإنه يمثل إنذارا بوجود مرض أخطر مثل أورام المبايض أو الغدة فوق الكلوية (Adrenal Gland) تلك الأمراض التي يمكن أن تسبب ارتفاعًا كبيرًا في مستوى هرمون التستوستيرون على عكس حالة (زيادة الشعر البسيطة Simple Hirsutism), التي تكون فيها زيادة مستوى الهرمون تافهة أو غير موجودة من الأساس. كيف ولماذا? من المفيد قبل أن نسترسل في شرح الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة الشعر غير الطبيعية عند الإناث, أن ننبه إلى اختلاف توزيع الشعر في الإناث عنه في الذكور, وأنه يظهر لدى الذكور في أماكن مثل الوجه (اللحية) والشارب والصدر, إلا أن زيادة هرمون الذكورة, لدى الإناث عن معدله الطبيعي الذي يقل كثيرا عن معدله لدى الذكور سرعان ما يؤدي إلى ظهور الشعر في تلك المناطق التي تقع تحت التأثير المضاد لهرمون الذكورة الذي يقوم به هرمون الإستروجين ذلك الهرمون الأنثوي الرئيسي. كيف ولماذا تحدث زيادة هرمون الذكورة لدى الإناث وما مصدره?! في الظروف الطبيعية يأتي ذلك الهرمون لدى الإناث من مصدرين: الأول المبيضان. والثاني الغدة الجار كلوية. إلا أنه في نسبة 75% من الإناث اللاتي يشكون من زياد الشعر غير الطبيعية يكون منشأ الزيادة المبيضين. كما أنه من المفيد أن نذكر أن الكثير من حالات زيادة الشعر البسيطة يكون فيها مستوى هرمون الذكورة ضمن المعدل الطبيعي بينما تأتي المشكلة من زيادة حساسية بصيلات الشعر للمستويات الطبيعية للهرمون. أسباب زيادة الشعر لدى الإناث: 1- التكيس المبيضي المتعدد (Polycystic Ovary Disease) إنها حالة ليست نادرة الحدوث, وعادة ما تظهر مع بدء البلوغ, ومن النادر أن تصل إلى حد (التحول الذكوري Virilization) أما سببها فهو زيادة إفراز هرمون الذكورة من المبيضين, وربما تكون مصحوبة بتغيرات جلدية تتمثل في ظهور زوائد جلدية تميل إلى اللون الأسود وتمتد معاناة هؤلاء إلى العقم نتيجة فشل التبويض. وتشير الدلائل إلى الارتباط الوثيق بين تلك الحال ونقص فعالية الإنسولين الداخلي, وتكون مصحوبة بالسمنة وقابلية أكثر من المألوف لظهور مرض البول السكري. ويمكن تأكيد مثل هذا التشخيص من خلال ملاحظة تضخم المبايض عن طريق الفحص بالموجات الصوتية. 2- أورام المبيضين: وهي الأورام التي يمكن لها أن تفرز هرمونات مختلفة عدة مثل هرمون الغدة الدرقية وهرمونات الغدة الجار كلوية مثل الكورتيزول. 3- حالات مرض الكوشينج Cushing Disease الناشئة عن زيادة إفراز هرمون الغدة النخامية المسئول عن استثارة الغدة الجار كلوية, وفي مثل هذه الحالات تكون هناك سمنة غير طبيعية وارتفاع في ضغط الدم وتشقق واحمرار في الجلد. 4- أورام الغدة الجار كلوية. 5- حالات زيادة الشعر الناجمة عن سوء استخدام بعض العقاقير مثل عقار التستستيرون, الذي يتعاطاه بعض الرياضيين من الذكور والإناث بهدف تنمية العضلات إضافة لبعض عقاقير الصرع وارتفاع ضغط الدم. 6- زيادة إفراز هرمونات الذكورة من الغدة الجار كلوية Adrenal Gland Hyperplasia المصدر الآخر لهذا الهرمون في الجسم الإنساني, وهو خلل ناشئ عن نقص في الإنزيم المسئول عن إحدى مراحل تكوين الكورتيزول - 21 Hydroxlase deficiency مما يؤدي إلى تراكم المركبات الأولية المستخدمة في تكوين الكورتيزول, ومن بينها ما هو ذكوري التأثير, وهناك درجتان من نقص هذا الإنزيم: أ- نقص وراثي كامل يؤدي إلى ظهور هذه الحال في سنوات العمر الأولى, وربما أدى إلى صعوبة التعرف على جنس المولود. ب- نقص جزئي لا يظهر إلا مع بدء مرحلة البلوغ وتتراوح نسبة المصابين بهذه الحال بين التعداد الكلي لحالات زيادة الشعر من 1-30%. وفي النهاية يمكن أن تكون زيادة الشعر عملية فسيولوجية مصاحبة لوصول المرأة إلى سن اليأس. بين الطبيب والمريض يتعين على الطبيب أن يستمع لصاحبة الشكوى, وأن يتعرف على تاريخها الصحي بصورة متأنية, قبل أن يتخذ قراره بإرسال المريضة لعمل بعض التحاليل المعملية. من ناحية تاريخ ظهور الحال وتطورها: السؤال الأول: هل من بين أفراد الأسرة من يعاني من المشكلة نفسها?! السؤال الثاني: متى ظهرت زيادة الشعر?? حيث يشير التزامن بين ظهور تلك الزيادة وبدء البلوغ إلى وجود تكيس مبيضي محتمل (Polycystic Ovary Disease) وتزداد قوة هذا الاحتمال عند وجود سمنة وتغيرات جلدية مصاحبة أيضا, فربما كان السبب في نشوء تلك الحال وقت البلوغ هو النقص الجزئي لإنزيمات الغدة الجار كلوية الذي يبدأ في الظهور في هذا التوقيت. أما الظهور المفاجئ لزيادة الشعر, فيؤشر إلى أن السبب قد يكون تعاطي بعض العقاقير التي ذكرناها سابقًا. أما إذا كانت زيادة الشعر مصحوبة بتحول ذكوري, فيشير هذا إلى احتمال وجود ورم في المبايض أو في الغدة الجار كلوية. ويمكن للفحوص المعملية المتاحة حاليا أن تحدد سبب زيادة الشعر, وما إذا كانت ناتجة عن زيادة نسبة الهرمون الذكري, أم أن الأمر مقصور على زيادة حساسية بصيلات الشعر لمستويات طبيعية من الهرمون. أيضًا فإن القياس المعملي لمركبات التستوستيرون المختلفة يمكن لها أن تحدد لنا مصدر الزيادة حال وجودها, وما إذا كانت قادمة من المبيضين أم من غيرهما. وفي الغالب الأعم تسفر نتائج الفحوص التي تجرى لأغلب الحالات عن ذلك التشخيص المألوف (تكيّس مبيضي متعدد Polycystic Ovary Disease). العلاج تستغرق فترة ظهور الشعر تحت التأثير المنشط لهرمون الذكورة عدة أسابيع, وهو لابد من وضعه في حساب الطبيب المعالج والمريض على حد سواء, فأي علاج سيعطى للشاكية لن يكون بإمكانه تخفيض هرمون الذكورة المرتفع بين عشية وضحاها, فضلا عن إزالة الشعر غير المرغوب فيه أو منع ظهوره بصورة فورية, ناهيك عن أن أياً من العلاجات المتوافرة ليس بوسعها إعادة الغدد المضطربة إلى ما ينبغي أن تكون عليه. العقاقير المستخدمة في العلاج: 1- أقراص منع الحمل لاحتوائها على مقدار من هرمون الأنوثة (الإستروجين) فضلا عن قدرته على منع استثارة المبايض لإفراز هرمون التستوستيرون. 2- العقاقير المضادة لهرمون الذكورة مثل عقار الألداكتون (مدر البول) وعقار السيبروترون. 3- وأخيرا يمكن استخدام الكورتيزون في حالات زيادة هرمون الذكورة القادم من الغدة الجاركلوية. وتتراوح مدة العلاج بين ستة أشهر وعام كامل. كما أنه يمكن اللجوء إلى وسائل التجميل المختلفة للتخلص من الشعر الزائد انتظارًا لقيام هذه العقاقير بدورها في منع ظهور المزيد منه أبحاث جديدة الآذان الصغيرة لا تحتاج إلى جمل قصيرة (هل تريد أن تشرب أمبو?) (هل عندك واوا) قد يبدو الكلام مع الأطفال الصغار بهذه الطريقة لطيفًا ومعبرًا عن الأمومة, لكنه قد يعوق أيضًا تطور اللغة لدى الطفل. وتشير دراسة جديدة في (علم النفس الإدراكي) إلى أن الحديث مع الأطفال الصغار بجمل مركبة قد يعطيهم مثالاً أفضل عن الكلام ويحسّن مهاراتهم اللغوية. وقد وضعت (جانيلين هوتينلوشير), الحاصلة على دكتوراه في الفلسفة, ومديرة برنامج التطوير النفسي في جامعة شيكاغو, تحت الملاحظة 305 أطفال من المناطق المحلية في 40 فصلا في روضة أطفال. وتوصلت إلى أن الأطفال الذين يستخدم معلموهم أحاديث مركبة, أي جملاً ذات أسماء وأفعال وفقرات متعددة, لديهم مهارات فهم لغوية أكثر ارتفاعًا. وفي دراسة أخرى, توصلت (هوتينلوشير) إلى أن الأطفال الذين تستخدم أمهاتهم لغة أكثر تركيبًا كان لديهم ميل أكثر للاعتماد على أنفسهم. لكن الدراسات حول الوالدين والطفل لا يمكنها إثبات أن طريقة حديثنا للأطفال تؤثر على مهاراتهم اللغوية لأن هذه الدراسات قد تعزو النتائج إلى الوراثة أو أي عوامل أخرى. وتوافق ليزا واشنجتون, مديرة الحضانة والمدرسّة في روضة الأطفال في المدارس التجريبية في جامعة شيكاغو, على أن الحديث المفتعل مع الأطفال قد يكون معوقًا لهم: (حيث إن البالغين يشعرون بأن عليهم أن يتحدثوا إلى الصغار ببطء وبصوت مرتفع أو بصوت رتيب). وترى أن هذا السلوك لا يشجع الأطفال على تعلم مهارات لغوية جديدة. وما قد يبدو بديهيًا لدى معلمي الحضانات وروضات الأطفال هو بعينه موضوع جدل لدى العلماء, فمنذ سنوات عدة يعتبر كثير من المعلمين أن اللغة تكون مبرمجة في المخ منذ الميلاد, كما توضح (هوتينلوشير), لأن كل الأطفال الصغار يتمتعون بأطر قواعد النحو والصرف نفسها في بداية التكلم. وتضيف أن الربط بين مهارات اللغة والبيئة, كان (أمرًا مثيرًا بالفعل من الناحية العلمية).
|