عزيزي العربي

عزيزي العربي
        

(الميت) أكثر حداثة

          ورد في (العربي) العدد (550) سبتمبر 2004, وتحديدًا في باب الإنسان والبيئة موضوع بعنوان (البحر الميت على فراش الموت). وأتقدم أولاً بالشكر الجزيل لطرح هذا الموضوع المهم. وأود ثانيا أن أشير إلى خطأ جسيم ورد في ختام المقالة وتحديدًا في الجملة: (لقد بقي البحر الميت صامدًا لخمسة بلايين سنة, موجودة منذ نشأة الأرض أي منذ 4.6 بليون سنة) والتي قربها الكاتب إلى 5 بلايين سنة مع أن 400 مليون سنة ليست فترة زمنية جيولوجية بسيطة ليتم التغاضي عنها بهكذا تقريب.

          وما أود الإشارة  إليه هو أن نشأة البحر الميت أكثر حداثة بالنسبة لتاريخ الأرض جميعه, ووفقا لما ورد في كتاب (جيولوجية البحر الميت) للأستاذ د.عبدالقادر عابد من قسم الجيولوجيا في الجامعة الأردنية فإن الأغوار لم تنشأ إلا قبل 27 مليون سنة أي في عصر الميوسين. حيث لم تكن منطقة الأغوار والبحر الميت موجودة وكانت الأرض مستوية تمامًا. ومع بداية عصر الميوسين أو وسطه بدأت تتشكل بدايات انخفاض في المنطقة أدت إلى تشكيل بحيرة أولى تسمى بحيرة أصدم ثم ترسبت فيها كميات الملح الهائلة التي تزيد على 4000 متر. ومنذ تشكل هذه البحيرة كانت هذه المنطقة هي أخفض نقطة في الغور. وبعد انتهاء فترة بحيرة أصدم المالحة جدًا عمت المنطقة كميات كبيرة من المياه العذبة ليتحول الغور إلى بحيرة عذبة كبيرة تشمل البحر الميت وشماله حتى مناطق متقدمة في الشمال. ثم ازدادت ملوحة هذه البحيرة وبدأت رسوبيات بحيرة جديدة سميت بحيرة اللسان. واستمر الحال كذلك حتى بدأت المنطقة بالجفاف التدريجي وبدأت بحيرة اللسان بالجفاف إلى أن تحولت أخيرًا إلى البحر الميت قبل حوالي 12000 سنة.

هند عبدالقادر غانم
طالبة في كلية العلوم
قسم الجيولوجيا - الجامعة الأردنية

لكن.. عودة للاجتهاد

          في مطالبته بإقامة الدولة العلمانية في العدد 552 لمجلة العربي - شهر نوفمبر 2004, برر الأخ الفاضل محمد عبد الرحمن العبادي من اليمن مطلبه بأن  العلمانية تعني تحييد رجال الدين عن التدخل في شئون الحكم وتسييس الدين. ولو  كان الأمر مقصورا على ذلك لضممت صوتي إلى صوته فيما يطالب به, فالدين الإسلامي  بريء مما يسمى (الدولة الثيوقراطية). ولكن الواقع أن العلمانية تعني فصل الدين عن الحياة المدنية كلية, مما يترتب عليه إلغاء فكرة التشريع الإسلامي كما حدث في أوربا, سمح الكهنوت الديني لنفسه بالسيطرة على كل مقومات الحياة المدنية  بادعاء سلطة التشريع, بينما ليس في الإسلام كهنوت ديني, ولكن الأمة الإسلامية منذ غلق باب الاجتهاد وقعت تحت سلطة كهنوتية مزيفة حين تم تبني منهجية النقل والتقليد, وهذه السلطة هي التي تتطلب مواجهتها, وذلك بالعودة لمنهجية الاجتهاد في التشريع الإسلامي, وليس استعارة فكرة العلمانية من أوربا.

          وبعودة الفكر الإسلامي إلى منهجية الاجتهاد الذي يعبر بصدق عن مدى مرونة واتساع هذا التشريع سوف يتحقق كل ما تصوره الأخ الكريم من إصلاحات للأمة العربية. ولعل أصدق برهان على ذلك أن التشريع الإسلامي ممثل في محكمة العدل الدولية, وهي أعلى محفل قانوني في العالم. ومن المفارقات ذات الدلالة أن الاعتراف بالتشريع الإسلامي في محكمة العدل الدولية قد تم بعد إلغائه من تركيا بحوالي ربع قرن, مما يعني أن العلمانيين في تركيا قد أساءوا فهم طبيعة التشريع الإسلامي حين أقدموا على إلغائه, وخلطوا بينه وبين صورته المشوهة على يد السلطة الكهنوتية الدينية التي سخرت نفسها لدعم الحكم الأوتوقراطي العثماني, فأخذوا البريء بذنب المسيء.

علي يوسف علي - مصر

برقيات إلكترونية

  • بالرغم من أن مجلة (العربي) لا تصلني بشكل متواصل فإنني أراها من أجمل وأروع المجلات العالمية على الإطلاق, بارك الله لكم في عملكم وبالتوفيق.

عمر بوجلة
[email protected]

  • مجلة (العربي) حبها يجري في شراييني. منذ الصغر أحببتها فزادتني علما ومعرفة, وقبل كل شيء لابد لي أن أشكر دولة الكويت الكريمة أميرًا وحكومةً وشعبًا على هذا الكرم الثقافي, فشكرًا للكويت الشقيقة من لبنان المحب.

حسين عباس
[email protected]

  • يسرني أن أحمل أصدق المشاعر نحو هذه المجلة التي هي منبر عربي للثقافة يقرأها الصغير والكبير, رافقتني في طفولتي وحتى الآن (أنا مدرس وكنت أحمل العدد الأخير معي للمدرسة ففاجأني الطلاب بطلب هذا العدد مني ليقرأوه).

موسى علي وانتيتي
[email protected]

  • من أجل حرية التعبير والرأي اخترت مجلة (العربي) لتكون رفيق دربي الثقافي منذ أن كنت أبلغ من العمر التاسعة حيث بدأ اهتمامي بشراء هذه المجلة الرائعة.

كوثر - طفلة كاتبة تلقب بصغيرة فلسطين
[email protected]

  • (العربي) ورّثَها أبي لي ومعه تعرفت عليها, ومعها تعرفت على العالم. أتمنى لها مزيدا من التقدم لأورثها لأولادي.

محمد بسام دواليبي
[email protected]

  • أعترف أن مجلة (العربي) من أفضل المجلات الموجودة الآن ومنذ فترة بعيدة, ولكن في الآونة الأخيرة وجدتها تتجه نحو تقليص الجزء الشعري الخاص بالموهوبين وتخص بالنشر بعض الشعراء المعروفين, وبما أنها نافذة القارئ العربي فلابد من إعطاء الفرصة لكل الشباب الموهوبين من جميع أنحاء الوطن العربي.

عيسى حلمي الشيخ
[email protected]

المحرر: تفتح (العربي) صفحاتها لكل الكتّاب والشعراء العرب بشكل عام غير أنها تتبنى الشعراء الواعدين وتنشر لهم في زاوية (وتريات).

كيف نشأ التقويم?

          لو سألت أي شخص عن اسم اليوم الذي هو فيه, أو عن اسم الشهر أو السنة لأخبرك في الحال, ولكن  لو سألته: مَن الذي وضع هذا التقويم الزمني? وكيف نشأ? لسكت.

          ولكن دعنا نحاول الإجابة عن هذا التساؤل:

          كان قدماء المصريين يحسبون بدء أيام السنة عند فيضان نهر النيل, وظلوا على هذه الحال مدة أربعة آلاف سنة حتى وضعوا تقويمًا زمنيًا باسم تقويم توت العظيم, حيث اعتبروا بدء السنة في يوم الاعتدال الخريفي (21 سبتمبر), وقسّموها إلى (12) شهرًا, وقسموا الشهر إلى (30 يومًا) فيصبح مجموع أيام السنة (360 يومًا), وقد أضافوا إلى كل سنة خمسة أيام لا تحتسب ضمن أي شهر, بل أضيفت إلى آخرها ليصبح عدد أيام السنة (365 يومًا), واعتبروا اليوم (10 ساعات) والساعة (100 دقيقة) والدقيقة (100 ثانية), وقد تم وضع هذا التقويم حوالي عام (3000ق.م).

          ثم جاء الكلدانيون فيما بعد فقسموا اليوم إلى (24 ساعة), والساعة إلى (60دقيقة) والدقيقة إلى (60 ثانية), وكانت أيام الشهور عندهم تتراوح بين (29 إلى 30يومًا), وعدد أيام السنة حوالي (354 يومًا).

          ويعود الفضل في نشأة التقويم الحالي إلى يوليوس قيصر, حيث طلب من أحد المنجمين اليونانيين, ويدعى (سوزين) أن يضع تقويمًا شمسيًا, فوضعه مقتصرًا على حساب حركة دوران الأرض حول الشمس, وحدد عدد أيام السنة بـ(365 يومًا) يضاف إليها يوم كل أربع سنوات, وتسمى تلك السنة بالسنة الكبيسة, وجعل سوزين بدء السنة في أول يناير.

          ولما جاء البابا (جريجوري الثالث عشر) عام 1582 وضع تقويمًا معدلاً عن تقويم يوليوس قيصر, وهو التقويم نفسه الذي نستخدمه اليوم, ويتبع هذا التقويم التقسيم السابق نفسه لتقويم يوليوس قيصر الذي يحتسب يومًا إضافيًا كل أربع سنوات في السنة الكبيسة على أن يتم حذف هذا اليوم من السنة التي تأتي في آخر كل مائة عام مما يقبل منها القسمة على (400) من أجل تلافي بعض العيوب والتعقيد الذي ظهر في التقويم السابق, وهكذا فإن سنة (800 ميلادية) مثلاً ليست كبيسة, ومثلها سنة 1200 و1600 و2000 أيضًا.

          وقد سمي يوم السبت بالإنجليزية Saturday, أي يوم زحل, أما الأحد فهو Sunday يوم الشمس, والإثنين هو يوم القمر Monday, والثلاثاء Tuesday, وبالفرنسية Marday يوم مارس إله الحرب, والأربعاء بالفرنسية Mercredi يوم عطارد, والخميس Jeudi يوم المشتري, والجمعة Venderdiيوم الزهرة.

          وكان شهر مارس هو بداية السنة عند اليونانيين القدماء, وقد وضع ردمولس (رومولوس) للأشهر أسماءها, فسمي مارس بهذا الاسم نسبة للإله مارس, أما أبريل فيعني الشهر الثاني, أما شهر مايو, فكان مخصصًا لمايا أم عطارد, ويونيو للإله يونون, أما شهر يوليو, فقد احتكره يوليوس قيصر لنفسه, أما أغسطس, فسمي بهذا الاسم نسبة إلى الإمبراطور أغسطس ابن أخت يوليوس قيصر, أما سبتمبر, فمعناه الشهر السابع نسبة إلى ترتيبه بين أشهر السنة, وكذلك بالنسبة إلى أكتوبر ونوفمبر وديسمبر, فتعني الثامن, فالتاسع فالعاشر, أما شهر يناير فسمي بهذا الاسم نسبة إلى الإله Janus جانوس, وفبراير شهر التطهير.

          ومن عادة الناس أن يؤرّخوا بالشيء المشهور أو الأمر العظيم المذكور, لذلك أرّخ بنو إسماعيل من نار إبراهيم عليه السلام إلى بنائه البيت, ثم من بنائه البيت إلى تفرّق معد, وبعد ذلك كان العرب يؤرخون من موت كعب بن لؤيّ, فلما كان عام الفيل أرّخوا منه, وكانت المدة بينهما خمسمائة وعشرين سنة.

          ثم قام الخليفة الرّابع عمر بن الخطّاب بوضع التقويم الهجري بعد أن دعت الحاجة إليه, وكان ذلك في شهر ربيع الأول سنة ستّ عشرة, عندما كتب أبو موسى الأشعري إلى عمر يقول: (إنّه يأتينا من قبل أمير المؤمنين كتب لا ندري على أيّها نعمل, قد قرأنا صكّا منه محله شعبان, فما ندري أيّ الشّعبانيين, الماضي أم الآتي?), فعمم عمر - رضي الله عنه - على كتابة التاريخ, وأراد أن يجعل أوله شهر رمضان, فرأى أنّ الأشهر الحرم تقع حينئذ في سنتين, فجعله من المحرّم, وهو آخرها فصيّره أولاً لتجتمع في سنة واحدة.

عبداللطيف السعيد
حمص - سورية

لغة العرب وجامعاتهم

          اسمي جيرمي بالمر, وأدرس اللغة العربية في دمشق, بسورية.

          أستمتع بقراءة المقالات المنشورة في (العربي), وأكتب اليوم لأصحح خطأين مطبعيين في كلمتين وردتا في موضوع (العرب والجامعات), بالعدد (551) الصادر في أكتوبر 2004.

          1 - الأولى Puflish or Perish  وصحتها Publish or Perish.

          2 - الثانية Innovate or Evaponate وصحتها Innovate or Evaporate.

          وشكري الجزيل لمجلتكم, لأنني أجد في لغتها العربية الفصحى معاصرة أكثر من أي إصدار دوري آخر.

جيرمي بالمر

إسحاق الموصلي وزرياب

طالعت (العربي) العدد (550) سبتمبر 2004 مقال (ماذا بقي من تراث الأغنية الأندلسية?) حيث ذكر الكاتب في ص142 (زرياب عبد حديث العتق, أسود البشرة, تجرّأ بعفوية على اختراق مملكة إسحاق الموصلي بفضل إمكاناته الفنية الخارقة, وأصبح حديث الناس وعلى كل لسان إلى حد نجاحه في الوصول إلى بلاط الخليفة وفتنه بموهبته الاستثنائية, فأثار قلق وحسد إسحاق الموصلي, حيث شعر بمخاطر وجود زرياب في القصر على مكانته لدى الخليفة الذي أظهر إعجابًا كبيرًا به, وخصوصًا أنه اشتهر بذوق جمالي رفيع, وبحسّ موسيقي رهيف, ويقال إن إسحاق صارح زرياب بقلقه وتخوّفه من استمرار وجوده بقصر الخليفة الإسلامي هارون الرشيد, وبلغ به الأمر أن هدده بالموت إذا لم يغادره, ويبتعد كليّة عن العراق). ولنا هنا وقفة, فالحقيقة أن في تاريخ الغناء العربي أكذوبة شائنة عجيبة التصقت بأكبر أقطابه - إسحاق الموصلي - المغني والملحن الأعظم الذي رسخ بعلمه وعمله قواعد التلحين والغناء, وكان الملحنون والمغنون بإزائه - أقل من التراب - على حد تعبير واحد من أكبرهم في زمانه, وهذه الأكذوبة تدخل في جملة الأساطير التاريخية, وأوّل مَن رواها المؤرخ - المقري - في كتابه الشهير (نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب) نقلاً عن كتب أندلسية غير موثوقة لم تصلنا, حيث يذكر المقري أنه نقّاها من خط من يثق به. هذا الفنان العظيم - إسحاق الموصلي - لحقته تلك الأكذوبة أو التهمة الباطلة, فظل بعض مؤرخي الأدب والغناء يردّدونها بعد رحيله عن الدنيا بزمان طويل, وانتقلت من كتاب إلى كتاب حتى صارت كأنها من الحقائق, ووجدناها حتى في الكتب التي صدرت في العصر الحديث, والتي تؤرخ للغناء العربي في عصوره المختلفة, والأكذوبة مفادها أن زرياب الملحن المغني الذي اشتهر في الأندلس خلال الثلث الأول من القرن الثالث الهجري, إنما هاجر من بغداد إلى المغرب, ثم إلى الأندلس في أواخر القرن الثاني الهجري خوفًا من بطش إسحاق الموصلي, وتآمره عليه وتهديده له بالقتل إن لم يغادر بغداد ويسافر إلى أقصى مكان في الأرض يرزق فيه. والقصة أن إسحاق كان تعهّد بالتعليم والتثقيف في الغناء والتلحين غلاما للخليفة المهدي اسمه - زرياب - حتى برع الغلام وصار من أمهر الملحنين وأضرب الضاربين بالعود, فضلاً عن جمال صوته وقدمه إلى الخليفة الرشيد, فبهرته عبقرية المغني الملحن الضارب, فقال لإسحاق معاتبًا: كيف سمعت منه هذه الروائع كلها ولم تخبرنا? وصرفهما الرشيد, فلما صارا خارج القصر, أمسك إسحاق بخناقه وقال له مغيظًا محنقًا إنهما لا يجمعهما مكان, فلما استعطفه زرياب لم يلتفت إليه, ورفع عقيرته مهدّدًا بالويل والثبور. فخشي زرياب أن يغتاله إسحاق, فرحل عن بغداد, هكذا تصور هذه القصة المنحولة, الفنان الشاعر الأديب العالم المتفقه في الدين المشهور بالعفة والاستقامة وكمال المروءة كأنه أحد عتاة الشطار وقطّاع الطرق في بغداد!! وهو - كما وصفه الخليفة المأمون - أكثر دينًا وعلمًا وعفافًا ومروءة من بعض كبار القضاة والعلماء, وقال له إنه لولا اشتهاره بالغناء لأسند إليه القضاء في دولته لشدّة تمسّكه بالعدل, وكان يدخل مجلس الخلافة مع الفقهاء قبل أن يدخله مع المغنين والملحنين, والمتتبع لأحداث القصة يجدها تناقض نفسها بتواريخها وغرابتها.

          إن كتب التراث والأغاني منها لا تذكر أن - زرياب - قد تعلم شيئًا من فحول رواة الغناء القديم منذ كان طفلاً في عهد المهدي أو صبيًا صغيرًا أو شابًا إلى أن هاجر إلى المغرب, ثم إلى الأندلس. أما (العقد الفريد) وغيره من كتب الأندلسيين, فضلاً عن كتب المشرقيين, فلا تعتد بهذه القصة ولا تذكر أن عود - زرياب - كان يختلف عن عيدان بغداد لا في أوتاره الحرير, ولا في أوتار المصران, فالثابت عند الثقات أن أول من أدخل التعديل والتحسين على العيدان هو - زلزل - ضارب العود الأشهر. فانقرض العود الفارسي الذي كان يستعمله المغنون, ولم يبق في أيديهم إلا عود زلزل بأوتاره الأربعة, ويقال إن زرياب أدخل وترًا خامسًا على العود بعد استقراره في الأندلس, أي بعد رحيله عن بغداد بثلاثين عامًا تقريبًا, ولا دليل على أنه فعل ذلك إلاّ قول الرواة. وإن كان معروفًا أن الوتر الخامس دخل على عيدان الأندلس قبل دخوله على عيدان المشرق. مع أن الثابت تاريخيًا أن إسحاق الموصلي تحدث عن هذا الوتر غير مرة حديثًا نظريًا, ولم يكن يحتاج إليه الغناء العربي في ذلك الزمان.

صلاح عبدالستار
طنطا - مصر

القراءة بالإيجار

          أكتب لكم رسالتي هذه بعد تردّد كبير في الكتابة إليكم, لأني أشعر بالخجل مما فعله طاغية العراق ضد بلدكم وشعبكم, ولكني أخيرًا قررت أن أرسل لكم هذه الرسالة لأبدي لكم اعتذاري الشخصي عن كل ما جرى.

          لقد كان والدي - رحمه الله - من الذين يتابعون (العربي) الغرّاء, ولقد وعيت على الدنيا وفي بيتنا (العربي), حيث إن أقدم عدد عندنا يعود إلى سنة 1967. وبعد ذلك بدأت أنا أتابع مجلة (العربي), ولكن ما حصل في سنة 1990 أبعدني عن (العربي), وفي سنة 2000 استطعت أن أتابعها عن طريق استئجارها لمدة أربعة أيام بسبب ارتفاع سعرها, ولأنها تدخل العراق عن طريق التهريب, وأخيرًا وفي سنة 2003, بدأت أحصل عليها باستمرار. أتمنى لكم النجاح والتوفيق في مواصلة الدرب الذي سلكتموه. والحمدلله الذي حقق لي حلم الحصول على مجلة (العربي) وحلم مراسلتكم.

باسم العجيلي
بابل - العراق

وتريات

رؤيا

ولمحتُ وجهكَ في الفنارات البعيدة,
في عقيق البحر,
في الطّل الوضيء,
وفي التماعات البروق
كنز من الإشراق وجهُكَ كان يجتاز المدى,
يمضي على الأفق الشفيف تألُّقًا
صوب الشروق
غنيتُ لحظة أنْ رأيتُك للرعاة,,
جرّدتُ ساعدي الوهين إليكَ أعدتُ ترتيب الحياة...
أعددتـُ رمل الشاطئ الـ....نَقَشَتْهُ أقدامُ الحُفاه
ورسمتُ وجهك غارقًا في الضوء,
مبتسم الشفاه...

***

وقبل أن تجيءُ, أرهفتُ سمعي اللّهيفْ,
فسمعتُ صوتك يهتف في عروق الحِسِّ,
ينبُض بالحروف...
أحْسستُ بالوجْدِ القديمِ إليكَ يهُزُّ جذع كوامني,
ناديتُ كي أُسهِبْ بمدحِكَ للفصاحةِ والبلاغةِ والحروف...
ناديتُ حين رسمتُ وجْهَكَ
للضياءِ, وللظلالِ, وللضِّفافِ وللجروف...

***

قبل مجيئك, غامتِ الدنيا...
شاخت الأحلامِ فيها, وأغرقها الظلام فجئتَ ضوءًا,
وعطرًا جئتَ تنضحُ في العروق...

***

حينما جـئتَ....
رنّتْ لمقدمك الطبول...
جاء الغمامُ إليكَ يرفُلُ في النّديفِ,
ودمدمت في الجوّ أنغامُ الدُّفوف,
ورأيتُ وجْهَكَ,....
وهتفتُ حين رأيتُ وجْهَكَ,
حين سمعتُ صوتَكَ,
حين تلاحق الإيماضُ وارتعش المدى
اللّه لو كان الغناء بحجم قافيتي,
وكان الوعدُ أن ألقاك,
نفترش الحروف...
الله..., لو كان اللقاءُ بحجم أفراح اللقاءِ...
الله...لو أنّ الزمان أطاعني,
أطال عمرينا,
وأسرفَ في الوقوف....
الله...ما أحلاك يا وجهًا,
يُسافر عبر أوردتي...,
يُزيّن وجه أغنيتي...,
يمسَحُ حُزن أيامي...,
يُحلِّق بي...
يُعلِّمني السُّموق

عوض الكريم عبدالقادر
شندي - السودان

 

   

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات