قصيدتان

قصيدتان

صـبـح
فسيحْ
كما ريشةٌ في جناح مسيحْ
كما حلمٌ أشعثٌ أغبرٌ
حط مِنْ سفرٍ - واحة الغيبِ
كي يستريحْ
يجيءُ بلا موعدٍ
كالنبوءةِ
يفصح عن ذاتِهِ
فيرتد كلٌ إلى ذاتِهِ
يبرأ الأكمهُ الروحِ
إذْ يتجلى
ويمشي الكسيحْ
لا تقولوا: بعيدٌ
فإن الفُجَاءةَ ميقاتُهُ
والرياح أماراتُهُ
فارتدوا شوقكم
كي تليقوا بإشراقِه الأرجوانيّ
في باحةِ الانتظارِ الذبيحْ
من كوَةٍ في الجدار يطل
فلا تقنطوا
سيبوح به الانذهالُ المقدَّسُ
حين يلامسُ ظل انحناءتِهِ
لولوجِ المدى... ويصيحْ

*******

احـتـمـال الحـلـم
ذائبٌ في الخِضمِ الذي اختلقَتْهُ الرُؤى
مشرعٌ كالخطيئَةِ في وجهِ مَنْ لا يعونْ
مثلما صنعتني الأماسيُّ - من دمها - شعلةً
ثم قالت: إذا شئتَ كن... سأكونْ
مفرداً... لا شبيهَ لنقصانِهِ
هكذا عكستني المرايا
وعاكستُها في مزاجِ الجنونْ
أفرغ كأسين من وجعٍ
في فراغ النهايات
مستوحشاً باللواتي تَعشَّقنني
في الزمانِ الذي لا يجيء
ومبتعداً - قدر ما لا أطيق - عن العالمينْ
ليس يبدو سواي بهذا المدى القرمزي
كأن النوارسَ ما عاد يحملها ظلها
والبحار ارتدت رملها حينما خانها الملحُ
وفـَّى لها.. .ثم وافى المنونْ
ليس يبدو سواي
وروح القصيدةِ فيَّ تلملم أشلاءها
نطفةً من أناشيدَ
خبأها الحزن في بئره... من قرونْ
ليس يبدو سواي
وثغركِ - يا ضجة الهاربين إلى ذاتهم
يستحثُّ على مضضٍ
مفرداتِ السكونْ
ذائب في الخضمّ الذي اختلقتْهُ الرؤى
هاجساً أبديَّ الغموضِ
يباغت حلمي الذي أكلته الرياح
ويزرعني وردةً في صحارى العيون

 

صالح قادربوه