عزيزي العربي

عزيزي العربي
        

العلاقة المشوهة مع النفس

          أنا من المعجبين بـ(كتاب العربي), وازداد إعجابي بالكتاب الذي يحمل العدد (57) والذي صدر تحت عنوان (مراجعات في الفكر القومي) للدكتور محمد جابر الأنصاري, عندما قرأت هذا الكتاب أحسست وكأن الأمة العربية سوف تعيد مجدها القومي بين يوم وليلة, وذلك من خلال قوة الطرح وسرد الأمور بعقلية عربية أصيلة, وخاصة تلك المقالة التي تقول: (نحن في علاقة مشوهة مع النفس), أدهشني تناوله هذا الموضوع بأدق الأمور وطرحه لكل الأسباب التي قادت أمتنا العربية إلى دفن أمجادها وتراثها, والوقوف على أطلالها مشدوهين, وهي الآن أمة تعيش في صراع دائم.

          هنالك أشياء كثيرة دفعتني للكتابة, فقد تمنيت أن يستفاد من هذا الكتاب وما فيه من نهج سديد لكل قادة الأمة العربية والإسلامية ليدفعوا الأمة إلى اللحاق بذلك الركب الذي ينظر للحياة بمعيار التحديث والحضارة الحديثة, وأيضًا إلى بعض الذين يزرعون الأفكار الخاطئة عن وحدة الأمة لتزداد تشتتًا, حتى أن الأمة العربية اليوم تمر بحال هي أشبه بعصر الإقطاع الذي ساد أوربا.

          إن لم يسلك كل المفكرين والأدباء والقادة إلى طرح الواقع الذي نعيشه في العالم العربي بعقلانية وإبعاد الأفكار المتطرفة التي تقود الأمة إلى (الانتحار) فسوف نعيش حالة أسوأ مما نحن عليها الآن.

أحمد آدم يحيى
طالب بجامعة جوبا
كلية الموارد الطبيعية
الخرطوم - السودان

سنة احتلال الجزائر

          أثناء قراءتي للتحقيق الذي قام به الكاتب جهاد فاضل حول (الإسلام في فرنسا) في العدد (551) لشهر أكتوبر 2004م, لفت انتباهي ما جاء فيه من أنه (يمكن تتبع هذا (الغزو) الإسلامي لفرنسا منذ احتلالها للجزائر عام 1850).

          والصواب أنّ احتلال فرنسا للجزائر كان بالضبط في يونيو 1830, حيث تم إنزال القوات الفرنسية على شاطئ (سيدي فرج) شمال الجزائر, وقد عبرت هذه القوّات البحر الأبيض المتوسط, انطلاقًا من ميناء طولون (فرنسا) على متن أسطول ضخم يتكوّن من 700 باخرة, وجيش يقدر بأربعين ألف جندي ولقيت عندئذ مقاومة شديدة من طرف الفرق الجزائرية غير أنها لم تتمكّن من صدّ الزّحف الفرنسي بسبب ضعف تسلحها.

عائشة رحال
سطيف  - الجزائر

شيء في حياتي

          (...ما أجمل, بل ما أروع أن يجلس الإنسان إلى نفسه ويصارحها بما يشعر! إنه لشيء رائع أن نصدُق القول مع أنفسنا ثم مع الآخرين, ليست فلسفة, بل إنها الحقيقة, قد يحس المرء بشيء من المواعيد يضربها مع نفسه ثم يخلفها, قد يؤكد شيئًا ثم يرجع أو يتراجع عنه, ثم يجدّده ثم يرجع عنه, ثم يجدّده ولا يرجع عنه, إنه العجز أو التداعي بالعجز, إنها قوة التأنيب - تأنيب الضمير - ربما يقرأ الإنسان هذه الأسطر, ولا يجد أو لا يفهم أي حرف منها, يدرسها, وفي النهاية يقول: ماذا أراد بهذا مثلا? لكن الإنسان له أحواله وله أقواله, يرى أشياء يظنها حقيقة ثم يعود ويقرر عدم جدواها.

          إن الحقيقة نوعان: حقيقة مطلقة ثابتة لا تغيير فيها, وأخرى غير قادرة, بمعنى متغيرة وغير ثابتة, ربما تكون الحقائق المتغيرة أكثر الأشياء تلاعبًا بالإنسان, لا لشيء .. فقط لأنها متغيرة, أما الحقائق الثابتة فلا غبار عليها, منها: وحدانية الله, أقوال الرسل وأفعالهم, البعث, البرزخ, الموت, الحياة, الجنة, النار, الحق, الباطل, الخير, الشر. إنها كلها حقائق شئنا أم أبينا, لا تخضع للتغيير, أما الأمور المتغيرة, فإنها مواعيد نضربها مع أنفسنا ثم نتراجع عنها في لحظة جبن وضعف وكسل, ما أروع الوقوف إلى جانب الحق مهما كان نوعه, ومهما واجهنا من زوابع رملية من طرف الآخرين! ما أروع الصبر والأناة في مواجهة الأمور! ما أجمل أن نقف مع أنفسنا, نصارحها ولا نرجع عن تلك المواعيد! .. إلى حد الآن لم نفهم شيئًا ولم يفهم القارئ من هذه الأسطر أي شيء, قد تكون نوعًا من الإفراغ الذاتي دافعها التخلص من نقاط الضعف, لكن الاعتراف سيد الأدلة كما يُعرف في عالم المحاكم .. والعدل أو العدالة والتغنّي بهما, والتشبث بهما يعدان من أروع الأمور التي يبحث عنها الإنسان عبر الأزمان والعصور. نرجو من الله أن نتصارح مع أنفسنا, ونكون مسئولين عن أقوالنا, ونواجه العواصف من أجل الارتقاء بمستوى الوطن من دون أنانية أو فلسفة عقيم.

علي طهير
تلمسان - الجزائر

مساحة.. غناء الطفل

          يحمل الطفل بين ثنايا نفسه جملة من المشاعر والعواطف, وتسكنه حدائق ملوّنة من الأزهار والطيور المغرّدة, وتستجيب هذه المشاعر للمثيرات من حوله بشكل مباشر, كما تظهر بشكل عفوي باللعب والحركة أو بالضحك والبكاء, ويعتبر الأدب الذي يقدم له من أكثر القنوات التي تمكّننا من مخاطبة هذه  النفس الشفافة, وتؤثر في نموّها الانفعالي.

          ومن خلال هذا الأدب نستطيع إيصال ما نبتغي إيصاله من قيم وأفكار بالطريقة التي يستهويها ويحبها الطفل, ومن هنا يأخذ أدب الطفل أهميته في تكوين وبناء الشخصية المتوازنة له, ويتخذ هذا الأدب أساليب متعددة كالغناء والشعر والقصة والمسرح, وهو بذلك لا يختلف عن أدب الكبار في أنواعه, إنما الاختلاف يكمن في المضمون والأسلوب, فعندما يحمل هذا الأدب القيمة الإنسانية السامية والمضمون الهادف, يجب أن يكون مقرونًا بالأسلوب المبسط والخالي من التعقيد والغموض, ليكون منسجمًا مع نوازع الطفل وميوله الأصيلة, وليكون قادرًا على إطلاق الحمائم التي تقبع في أعماقه وتحرّر الطاقات الكامنة فيه.

          والغناء بوصفه فطرة إنسانية مارسها منذ بداياته, وإن كان بالتصفيق أو بالنواح - مثلاً - يحرك الأحاسيس الراكدة ويمنحها التجدد والانطلاق, ثم إنه يمنعها من التعثّر بمثالب الكبت والتقوقع, ولابد لنا من إدراك مدى أهمية هذا النوع من الأدب, واختيار الأسلوب الشائق الذي يحلق بالطفل في فضاءات شاسعة, بعيدًا عن حواجز التلقين المكرّس, وعن عثرات الطرق التقليدية في حشو أدمغة الأطفال بالنصائح المعلّبة, والتوجيه الجاهز, ليمكن لنا دخول عالمهم المليء باللاحدود بنغمات موسيقية مبسطة تملك ذلك السحر الخاص في محاكاة الطفل, ودغدغة أحاسيسه, وإيقاظ نواحي الجمال والخير والمحبة في نفسه, فيتمايل على إيقاعها كالغصن الغض عندما تداعبه نسمات الربيع المنعشة, كما أنه لابد أن تمتاز كلمات الأغاني بالعذوبة والسلاسة, لتكون أقرب من نفس الطفل,  وإن استعصت عليه معاني بعض الكلمات, وأن يدرك الشاعر مدى أهمية الكلمة, وضرورة تخطي حواجز الرتابة في كلماته, وأن يمنحها إحساسًا مرهفًا لتنساب برقة الينابيع, فيغرف الطفل منها ما يشاء.

عبدالمجيد إبراهيم قاسم
الحسكة - سورية

وتريات.. صديقي الذي..

صديقي الذي لا ينام
كان دومًا, يغني: الحياةَ, الجنونَ, ارتجافَ القلوبِ,
أمامَ الجمالِ,
المحالْ.
دومًا يُهلوسُ أنَّ الحياةَ كسربِ الغمامْ.
رويدًا: يلوّث وجهَ
السماء.
رويدًا: رذاذًا يطلُّ,
كطلِّ الحبيبِ
مساءَ المنامْ.
صديقي الذي لا
ينامْ
دومًا, يغني: (يطيرُ الحمامُ..
يحطُّ الحمامُ..)
ودومًا يؤكّدُ: أنَّ العدو هنا لا هناكْ.
رابض في سهولِ الكلامْ
صديقي الذي لا ينامْ
م
شَّ
ط
و
هُ
بسربِ الرصاصِ لأنَّ الحمامَ يغني على جناحيه
وتغفو
البلادُ على وجنتيه: سلامْ.
صديقي الذي... مشّطوه بسربِ الرصاصِ رذاذًا, ضياءً, بقايا جنونٍ, مُدامْ.
يطلُّ عليَّ بسفحِ المنامْ: ساخرًا, ضاحكًا, هازئًا: بأنَّ الحياةَ كسربِ

الغمامْ.

محمد محمود ديبو
طرطوس - سورية

(العربي) وكردستان

          أهلاً بـ (العربي) بعد فراق طويل, كنا في السجن الكبير داخل العراق, فتحية خاصة إلى (العربي), فأنا من مطالعي مجلتكم الرائعة ولدي بعض الأعداد القديمة الغنية بمختلف المواضيع الجميلة والمفيدة, أرجو من أسرة تحرير (العربي) أن تقوم باستطلاع جديد عن كردستان فقد قامت (العربي) في الأعداد القديمة باستطلاعات رائعة جدًا عن كردستان ومنها في العدد 146 - ذو القعدة - يناير 1971 استطلاع سليم زبال تصوير أوسكار متري, حيث بينتم كيف أن السلام رفرف في كردستان بعد 11 مارس 1970 وقد كتبتم كل الخير عن الزعيم الراحل ملا مصطفى البارزاني وعن شعبه, ولا أريد أن أكتب ما نشرتموه عن الكرد من طيب الأقوال والتي هي حقيقة واضحة بعكس ما يصوره بعض الإعلام العربي وغير العربي, فأرجو أن تقوموا باستطلاع جديد عن كردستان تصورون فيه كل مآسي هذا الشعب الذي يعجز القلم عن كتابتها.

عماد الداودي
[email protected]

          المحرر: بدورنا نزجي الشكر لك, ونود لفت انتباهكم إلى أن مجلة (العربي) نشرت أيضًا ثلاثة استطلاعات بعد ذلك عن كردستان:

          الاول في العدد (404) يوليو 1992 وعنوانه (كردستان العراق: الأرض المحروقة بالنابالم).

          الثاني في العدد (496) مارس 2000 وعنوانه (أكراد العراق إلى أين?).

          والثالث في العدد (525) أغسطس 2002 وعنوانه (كردستان العراق.. باقة لألوان الطيف).

          ويمكن الاطلاع عليها في موقع (العربي) على شبكة الإنترنت, أو إرسال عنوانك البريدي لنرسل لك الأعداد الثلاثة.

تصويب

أرسطو هو المستشار

          في المقال الذي حمل عنوان (المفكرون يتراجعون والسياسيون يتغلبون) في العدد (544) يناير 2005 للدكتور عبدالله الجسمي, كُتب تحت صورة التمثال أن: (الفيلسوف سقراط كان مستشارًا للإسكندر الأكبر ولكنه لم يردعه عن حروبه), ولكن الحقيقة هي أن أرسطو هو الذي كان مستشارًا للإسكندر الأكبر وقد كتب د.عبدالله ذلك بنفسه في بداية مقالته.

محمد أحمد حجو
[email protected]

وتريات

مجلة (العربي)

الشعر فن صوته رنام ويمده في سحره إلهام
وأنا أحب من القريض جميله وجميله يرضى به الإسلام
لما قرأت مجلتي وخبرتها فإذا حوار هادف ونظام
ولسانها العربي في عليائه بين الجميع مفاخر مقدام
فالحمدلله الذي قد مدها فالفضل منه وحبذا الإنعام
واسأل عن (العربي) ما مضمونها? فإذا الإجابة درة وسنام
في أول الصفحات تأتلف الرؤى تتنوع الآراء والأفهام
ثم اللآلئ في تتابع نظمها صدفاتها التنوير والإعلام
ما أجمل الإبحار في جنباتها طابت مقاصدها وطاب مرام
كم كاتب نثر الرحيق بساحها كم شاعر سجعت له أنغام
هي للثقافة مَعْلَمٌ متألقٌ راقت معانيها ورق كلام
هي واحة للفكر شع ضياؤها وعلى رباها ترقص الأقلام
فيها التراث بعمقه وجلاله وبها جديد الرأي والإفهام
لا عري في صفحاتها وغلافها إن التبرّج قصده هدام
هي نبض إحساس ورصد حوادث هي جرأة وحماسة وزمام
تتعدد الأقمار في أرجائها بستانها غض له أكمام
أسواقنا فيها غذاء جسومنا وهوى البطون فواكه وطعام
ولدى المجلة من غذاء عقولنا والروح ما تسمو به الأحلام
هذا ملاك الشعر تلك قصيدتي ذا خاطر مني وذا إسهام
فإلى مجلتنا أزف تحيتي وعلى جميع القارئين سلام


الزناتي خليفة الفرنواني
صلالة - سلطنة عُمان

شاعرية (الأسود) فى معلقة عنترة

          لفت نظرى وأنا أعد رسالتى لنيل درجة الدكتوراه أن الشاعر عنترة بن شداد يكثر من استخدام اللون الأسود فى قصائده, وربما كانت المعلقة مثالاً واضحاً على كثرة هذا الاستخدام, ولا يمكن للباحث أن يتناول هذا الموضوع مفصلاً فى مثل هذه العجالة, لكننى فقط سوف أشير إلى لوحتين رسمهما الشاعر باقتدار مستخدماً اللون الأسود, فأما اللوحة الأولى فقد رسم فيها الشاعر مشهد رحيل محبوبته, وأما اللوحة الثانية فقد صورت لجوء قلص النعام إلى الظليم:

          أولاً مشهد رحيل المحبوبة:

          يتحدث الشاعر عن رحيل محبوبته فيقول :

إن كنت أزمعت الفراق فإنما زمت ركابكم بليل مظلم
ما راعنى إلا حمولة أهلها وسط الديار تسف حب الخمخم
فيها إثنتان وأربعون حلوبة سودا كخافية الغراب الأسحم


          يعتقد الشاعر أن قرار رحيل محبوبته قد اتخذ بليل, ثم يصف الليل بأنه مظلم, فإذا كان الليل بطبيعته رمزا للعتمة والظلمة, ثم يوصف هذا الليل المعتم بطبيعته بأنه مظلم, فكأنها ظلمة فوق ظلمة . كما يتحدث عن موكب المحبوبة الراحلة - الذى فوجئ به وسط الديار - وهو يسف حب الخمخم, والخمخم بقلة حبتها سوداء, فموكب المحبوبة الراحلة يتكون من عدد كبير من الإبل والنوق, حيث يتغذى على هذه الحبة السوداء, ثم يوضح الشاعر أن فى هذا الموكب اثنتين وأربعين حلوبة سوداء, ثم يصف هذا السواد بأنه كخافية الغراب ثم يصف الغراب بأنه أسحم أى شديد السواد.

          إنها ظلمات متراكمة, بعضها فوق بعض, القرار اتخذ بليل, والليل مظلم, والإبل والنوق تتغذى على بقلة سوداء, والنوق الحلوبة سوداء فماذا يمثل هذا السواد?

          يمثل هذا السواد الطبيعة, كما يمثل مصادر التغذية, الطبيعة ممثلة فى الليل المظلم, وفى النوق الحلوبة السوداء, ومصادر التغذية ممثلة فى حب الخمخم غذاء الإبل التى هى بدورها غذاء للإنسان, كما يمثل مصادر التغذية أيضاً الاثنتان والأربعون حلوبة السوداء, ولنلاحظ كلمة (حلوبة) فهذه النوق السوداء هى التى تدر اللبن الذى هو بدوره مصدر غذاء الإنسان.

          الطبيعة لونها أسود, ومصادر التغذية تأتى عبر اللون الأسود . هذه خلاصة المشهد الأول.

          ثانيا:ً مشهد الظليم ولجوء النعام إليه, حيث يقول الشاعر:

فكأنما أقصى الإكام عشية بغريب بين المنسمين مصلم
تأوي له قلص النعام كما أوت حزق يمانية لأعجم طمطم


          يقول الشاعر: تأوي إلى هذا الظليم صغار النعام, كما تأوي الإبل اليمانية إلى راع أعجم, عيي لا يفصح, فشبه الشاعر الظليم فى سواده بهذا الراعى الحبشى, وقلص النعام بإبل يمانية, حيث السواد فى الإبل اليمانية أكثر.

          فالراعى أسود, والإبل التى يرعاها سوداء أيضا, وكأنه يريد أن يقول إن اللون الأسود أصل فى الإنسان, والإبل - وهي رمز لوسائل المواصلات من ناحية ولمصادر التغذية من ناحية أخرى - سوداء أيضاً.

          ماذا بقي للأبيض يمكن أن يفاخر به, فمصادر التغذية ووسائل المواصلات والطبيعة, كلها سوداء, كما أن الأصل فى البشر أنهم سود, فمن أراد أن يتخذ موقفاً عدائيا من اللون الأسود, فليعاد الطبيعة, وليقاطع مصادر التغذية, ووسائل المواصلات, وليمكث فى بيته وليمت جوعاً.

          سؤال يطرح نفسه فى هذا السياق, وهو لماذا كثف عنترة اللون الأسود فى معلقته? هل كان الشاعر حزينا بسبب رحيل محبوبته التى ذهبت إلى مكان بعيد, وأصبحت زيارتها صعبة:

كيف المزار وقد تربع أهلها بعنبيزتين وأهلها بالضيلم


          ثم يضيف أن المحبوبة فى مكانها البعيد يحرسها رجال أقوياء أشداء:

حلت بأرض الزائرين فأصبحت عسرا على طلابك ابنة محزم


          هل كان هذا سببا فى حزن الشاعر مما جعله يكثف هذا اللون الأسود فى معلقته?! أم أن لونه الأسود, وما سببه له كان سببًا فى أن ينتصر للون الأسود, ويكثفه فى لوحات معلقته, ويعتبره الأصل فى الحياه?

          إننى أرجح أن يكون هذا هو السبب الذى دفع عنترة لأن يكثف هذا اللون فى معلقته, فإحساسه بأنه منبوذ بسبب سواده, وأنه لايرقى إلى درجة السادة والأشراف, جعله هذا الإحساس ينتصر للون بشرته, ويعلي من قدره وشأنه, حتى ينطبع فى ذهن الناس جميعاً أن معاداة اللون الأسود أمر غير مستطاع.

د. أحمد عثمان رمضان
رئيس قسم اللغة العربية
كلية إعداد المعلمين - القبة - ليبيا

تعليقات

  • شكرا لمجلة (العربي) على هذه المساهمات الرائعة وأشكركم مرة أخرى وشكرًا).

علي عبدالله الكول
[email protected]

  • أحيانًا لا يعرف المشتاق كيف يبدأ حين يلتقي من يحبه, فيقصر الكلام عن قول كل ما يعتمل في نفسه, ولكنني سأتكلم فعلى مر السنوات الطويلة الماضية لم تغب (العربي) عني لأنني أمتلك منها أكثر من 300 عدد حتى أغسطس المشئوم عام 1990, وكنت على الدوام أطالع تلك الأعداد القديمة, فأنا لدي العدد الأول منها لهذا سعادتي أنني أمتلك هذا العدد الذي لا يمتلكه الكثيرون, ومن هنا منذ أن دخلت (العربي) بغداد وأنا أحرص على أن تكون معي شهريا, ولأنني صحفي وشاعر فقد كانت فائدتي منها كبيرة.
    كم أتمنى أن تعود الأقلام العراقية تنبض فوق صفحات المجلة وكم أتمنى أن أكاتبكم وأزودكم بالاستطلاعات عن المدن والأماكن العراقية بالإضافة إلى اللقاءات مع الأدباء والفنانين العراقيين ومتابعة النشاطات الثقافية العربية.

عبدالجبار العتابي
صحفي وشاعر عراقي

          - المحرر: نرحب بك وبكل الأصدقاء, ويسعدنا التواصل معكم, فقط نود أن نشير إلى أن الأقلام العراقية لم تنقطع عن الكتابة في (العربي) وبمراجعة الأعداد السابقة ستجد مساهمات لعدد من الأسماء العراقية اللامعة.

  • مجلة العربي هي خير رمز لكل عربي بصفة خاصة وللثقافة العربية بصفة عامة.

خالد نبهان
[email protected]

  • (العربي) مجلة قيمة ورائدة.. نشكر الجهود المبذولة وأرجو منكم الإكثار من البحوث الطبية وأن تكون أكثر عمقًا وشمولية.

باسل بدر الدين
[email protected]

  • أرجو الاستفسار عن كيفية إرسال مقال علمي أو قصص قصيرة لمجلتكم.

غسان أكيلي
[email protected]

          - المحرر: يمكن إرسال المقال بالبريد العادي أو الإلكتروني ونحن نرحب بكل المساهمات, ونقوم بنشرها اذا توافرت فيها شروط النشر المعتادة.

 

   

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات