لومي, عُذيلُ, فإنني لا أشتكي |
|
مهما أساء إليّ لوم
العُذّلِ |
وإذا قسوتِ فإنني متحمِّلٌ |
|
فوق الذي يقوى عليه كاهلي |
ذنبي إليكِ, وإن تعاظمَ جُرْمُهُ |
|
وتناقلَتْهُ الناسُ, ليس
بشاغلي |
ذنبي إلى قومي: الأذمُّ جريرةً |
|
فإذا رأيت اللوم يقتلني,
اقْتُلي! |
كانوا إذا ما استصرخوني, لم أقم |
|
وإذا فعلتُ, فقوْمَةَ
المتثاقلِ |
حتى نسيت أخوَّتي, وقرابتي |
|
وتقطّْعت صلة العروبة داخلي |
وتفرقَّ الجمعُ الذي يخشونَهُ |
|
صِرْنا شراذم في قطيعٍ
غافلِ |
ثم انتهينا للهوانً, فحالُنا: |
|
بأسُ الضعيف, وهمَّةُ
المتخاذل |
وتناهبتْنا النازلاتُ, ولم تزل |
|
أترى هناك بلية لم تنزلِ?! |
ما مرَّ عام مثل ذا بمذلَّةٍ |
|
ضُرِبَتْ علينا, همُّها لا
ينجلي |
تأتي المصائب في غضون شهوره |
|
وكأنها مُدَّتْ بحبلٍ مُوصل |
ما عاد من غضبٍ يهزُّ عروقنا |
|
بردتْ دمائي بعد طول تنازلِ |
هذي المذلَّة لم تجئْنا فجأةً |
|
بدء المذلةِ في الزمان
الأولِ |
فقِفا لِنَبْكِ زماننا, وهواننا |
|
قدرًا أتانا, أو بفعل
الفاعل |
وقِفا لِنَبْكِ, فإنما جُعِلَ
البُكا |
|
للخاسرين, وفيه عَوْضُ
الثاكل |
أَعُذَيْلُ, إن قارنتِ عام
مذلّتي |
|
بسنين نكستنا, فميزي
واعْدِلي |
في تلكمو لم تستذلَّ رقابُنا |
|
وبذا قررنا في الحضيض
الأسفلِ |
بل إننا قمنا نلمّ جراحنا |
|
حتى انتصفنا عَنوةً
بالمُنْصُلِ |
أما الذي صِرْنا إليهِ, فوصفه |
|
لا يستقيم لواصفٍ متأمّلِ |
لا أستطيب فعالكم ومقالكم |
|
الزيف أسفلها, وكذبٌ من
عَلِ |
إنني أرى ما تدَّعون كما أرى |
|
شمطاء تصبغ وجهها
المتهدِّلِ |
أَفَبَعْدَ ذلك تطلبون تجلُّدي |
|
تعنون (لا تهلك أسى
وتجمَّلِ) |
أيام عامكمو تمرُّ كئيبةً |
|
وبطيئةً مثل الجهيد المثقل |
يا عامنا الآتي وفيك قتامةٌ |
|
أُورِثْتَها من حُلْكِ عامٍ
آفلِ |
إن كنت مدَّخرا بلايا هاتها |
|
هات البلايا للجميع..
وعجِّلِ |