طيور العالم مهددة بالانقراض أحمد خضر الشربيني

طيور العالم مهددة بالانقراض

ثلث أنواع الطيور المهددة بالانقراض في العالم (نحو 400 نوع) في حاجة ماسة إلى المساعدة, وهي مساعدة من السهل تقديمها.

تلك كانت واحدة من الاستنتاجات الخطيرة التي توصل إليها تقرير (حالة الطيور في العالم ـ 2004), الذي نشرته أخيرا الجمعية الدولية لحياة الطيور (بيردلايف إنترناشونال). وتم نشر هذا التقرير من خلال مؤتمر لـ (شراكة بيردلايف) أقيم أخيرا في مدينة ديربان بجنوب إفريقيا.

ووحد هذا التقرير لأول مرة في كتاب واحد كل الجهود البحثية الراهنة حول وضع وتوزيع الطيور, وجهود وأولويات الحماية الحالية, وماذا تقول لنا الطيور عن صحة بيئة كوكبنا والتنوع الحيوي عليه.

وتستند أهمية الكتاب إلى المعارف المتنوعة التي تتمتع بها المنظمات الأعضاء في شراكة بيردلايف, وهي أكبر شراكة في العالم لجمعيات حماية البيئة في أكثر من مائة بلد, من بينها الجمعية الملكية البريطانية لحماية الطيور. ويبين الكتاب كيف أن الطيور, وهي المجموعة الأكبر من الكائنات التي نعرف معلومات عنها, يمكن أن تساعدنا في فهم التهديدات التي تحيق بالتنوع الحيوي.

تراجع التنوع الحيوي

ويؤكد الكتاب أن التنوع الحيوي يتراجع, رغم عدم وجود معايير دقيقة لقياس هذا التراجع. ووفقا لمعايير القائمة الحمراء التي وضعها الاتحاد العالمي لحماية البيئة IUCN, أصدرت بيردلايف أربعة تقييمات لوضع الطيور في العالم منذ الثمانينيات. ويؤكد تقييم 2004 أن 1215 نوعا, أي ثُمن أنواع الطيور تقريبا, مهددة بالانقراض على المستوى الكوني.

ومن ناحية أخرى, يصف التقرير كيف أن أنواع الطيور أصبحت أكثر تهديدا, وأن القائمة الحمراء, التي تتتبع عدد أنواع الطيور التي تنتقل بين مختلف درجات التهديد, بدءا من (معرضة للخطر) إلى (معرضة لخطر داهم), تظهر تدهورا مستمرا ومتواصلا في وضع طيور العالم.

وتتقلص أعداد أنواع معروفة من الطيور, وهذا التقلص يكون أحيانا سريعا وكارثيا.

واستعرض التقرير برامج مراقبة طيور المزارع في أوربا وأمريكا الشمالية, وقدم دراسات حالة عن أنواع تتعرض لتراجع خطير في أعدادها, مثل الجوارح في إفريقيا, ونسور الهند, وأنواع عدة من طائر القطرس في نصف الكرة الجنوبي.

وتوجد الطيور في سائر أنحاء العالم, وتسلط نماذج توزيعها الضوء على أجزاء الكون التي تنطوي على أهمية خاصة بالنسبة للحفاظ على التنوع الحيوي. ويبين تقرير حالة الطيور في العالم كيف أن الشبكة العالمية لمناطق الطيور المهمة التي أنشأتها بيردلايف يمكنها أن تصبح نقطة انطلاق للحفاظ على التنوع الحيوي ككل.

وكالعادة حمّلت بيردلايف إنترناشونال البشر معظم المسئولية عن التهديدات التي تحيق بالطيور. وتتضمن التهديدات الرئيسية التوسع في الزراعة الكثيفة, واجتثاث الغابات.

وتقول جمعيات حماية البيئة إن ثلث أكثر فصائل الطيور تعرضا لخطر الانقراض في العالم لا تزال تحتاج إلى مساعدة عاجلة حتى لا تنقرض.

وتقول الجمعية الملكية البريطانية لحماية الطيور والجمعية الدولية لحياة الطيور إن 400 نوع من فصائل الطيور مازالت تحتاج إلى المساعدة, وهي مساعدة من السهل تقديمها.

وهناك العديد من الفصائل المهددة بالانقراض تحصل بالفعل على المساعدة وتستجيب لها, مما يشير إلى أن المساعدة التي تأتي في وقتها من الممكن أن تحمي الطيور من الانقراض.

وتشير الجمعية الملكية البريطانية لحماية الطيور والجمعية الدولية لحياة الطيور إلى أن الطيور تعتبر علامة على صحة البيئة, وأن اختفاءها يعتبر علامة على تعرض البيئة بشكل عام للخطر.

ويقول التقرير إن 24% من الطيور المهددة قد بدأت بالفعل في الاستفادة من جهود مساعدتها على البقاء, و4% من هذه الطيور استفادت استفادة كبيرة.

ويقول التقرير إن هذه النسبة الجيدة تشير إلى أن التدخل في الوقت المناسب, وبالوسائل العلمية الصحيحة, من الممكن أن يحمي من الانقراض.

وقال د. مايكل راندز, مدير بيردلايف إنترناشونال: (التقرير الأخير حول حالة الطيور في العالم يقدم دليلا قويا على أننا نفقد الطيور, وما إليها من عناصر التعدد الحيوي, بدرجة خطيرة تستدعي الانتباه).

وأضاف: (تتولى شركة بيردلايف مباشرة حماية 42% من الطيور المهددة بالانقراض في العالم, لكننا نحتاج إلى مساعدة الجهات الأخرى, وخصوصا الحكومات, سواء من الناحية المادية أو عن طريق إنشاء المحميات الطبيعية).

وتشير نسبة الـ 42% التي ذكرها د. راندز إلى أن 400 فصيلة أخرى من الطيور لا تحصل على أي مساعدة على الإطلاق, على الرغم من تعرضها لخطر الانقراض, مما يثير انزعاج بيردلايف إنترناشونال.

وقال د. ليون بينوم, محرر تقرير حالة الطيور في العالم: (التنوع الحيوي في العالم يتقلص, غير أنه من الصعب وضع قياسات دقيقة لمثل هذا التقلص).

قصص نجاح

وقال د. بينوم: (يشير التقرير إلى أن الطيور تمثل مؤشرا جيدا على مدى ما تتمتع به البيئة من صحة بشكل عام, وهذا المؤشر يظهر أننا نعاني عيبا كبيرا في طريقة تعاملنا مع البيئة من حولنا).

ويضم التقرير دراسات للعديد من المحاولات الناجحة التي بذلت للحفاظ على البيئة, وإحدى هذه المحاولات كانت للحفاظ على القطرس قصير الذيل, الذي عاد إلى الظهور في اليابان على الرغم من انقراضه.

وساعدت السيطرة على الموطن الأصلي, وخطوات حماية القطرس من الوقوع في شباك صيد الأسماك بشكل عارض, على زيادة أعداد هذا الطائر لتصل إلى 1200 زوج.

ويوجد القطرس قصير الذيل, الذي يشبه الدجاج, على جزيرة فانواتو في المحيط الهادي, ولا يوجد في مكان آخر, لكنه واجه مشكلة جراء قيام السكان بالجمع الجائر لبيضه.

غير أن فرقة وان سمول باج المسرحية المحلية قامت بتحذير السكان من مخاطر هذه المشكلة, وهناك الآن حظر يستمر لمدة أربعة شهور سنويا في بعض المناطق على جمع بيض القطرس, وهناك حظر كامل لمدة خمس سنوات في كل أنحاء الجزيرة من أجل السماح للطيور بالعودة إلى المعدلات الطبيعية.

ويقول التقرير إنه على النقيض من ذلك, هناك حاجة ملحة إلى حماية ما تبقى من الطيور النادرة في جزيرة ساوتومي بغربي إفريقيا الاستوائية المطيرة.

فهناك أربع فصائل من الطيور معرضة للانقراض في هذه الجزيرة, هي أبو نجل الزيتوني القزم, والحمام الكستنائي, والصافر الساوتومي الأزرق, وبومة ساوتومي الصغيرة.

ويبقى السؤال المهم هو: ما الذي تقوله الطيور لنا? والإجابة بسيطة: إن التنوع الحيوي آخذ في التراجع, لكنه من الصعب تقديم قياس دقيق لهذا التراجع, وإن التغيرات في وضع طيور العالم المهددة تعكس التغيرات في التهديدات الكامنة للتنوع الحيوي, وتشير إلى الاعتلالات الأساسية في الطريقة التي نتعامل بها مع بيئتنا.

آلية جديدة تتوقع الأعاصير المدمرة

طوّر العلماء آلية جديدة تعزز التوقعات بشأن التغيرات التي تلحق بالأعاصير, وتحولها إلى أخرى مدمرة, تهدد حياة البشر.

وكان العلماء قد اكتشفوا أن الأعاصير تزداد قوة لدى مرورها على مناطق بالمحيطات تتسم بوجود دوامات, وبارتفاع درجات الحرارة, وهي عوامل لم تكن في حسابات العلماء عند تفسير قوة الأعاصير. ويعتبر العلماء حاليا أن المياه الدافئة هي مزود الطاقة الرئيسي للأعاصير القوية, التي ترتفع أكثر من بوصتين على مستوى سطح البحر.

وقد استطاع العالم جوستافو جوني وآخرون تطوير أداة ترصد متوسط درجات الحرارة في المسطحات المائية التي تعبرها الأعاصير. ويمكن لمثل هذه الأداة أن تتوقع اكتساب إعصار مزيدا من القوة, مثلما حدث في إعصار ميتش العام 1998, حيث اكتسب أثناء مروره طاقة إضافية زادت من قوته لينتقل من التصنيف الثالث إلى التصنيف الخامس في درجة القوة, ويقتل 9000 شخص على الأقل في أمريكا الوسطى.

ويقول عالم الأرصاد الجوية الأمريكي, ميشيل ميانيلي, إن الأداة الجديدة تُستخدم حاليا ضمن النماذج التي تكشف عن توقعات الطقس.

ويدرك العلماء منذ سنوات أن تكوّن ونمو الأعاصير يستلزم ألا تقل درجة حرارة سطح المحيط عن 78.8 درجة فهرنهايت. غير أنهم اكتشفوا أخيرا أن مدى درجة الحرارة المؤثر على قوة الأعاصير يمكن أن يصل إلى 87.8 فهرنهايت في حده الأقصى, بما يؤدي إلى إحداث تغيرات متفاوتة في قوة الأعاصير, تهدد حياة البشر وممتلكاتهم على السواحل.

ما الذي يجمع بين الطماطم وطبقة الأوزون?

ما العلاقة التي قد تربط الطماطم, والفلفل الأخضر والفراولة على مائدة عشائك بطبقة الأوزون الشاهقة الارتفاع? أو ما الذي يربط ملاعب الجولف الخضراء بهذا الدرع الغازي الرقيق الذي يعلو رءوسنا بخمسين كيلومترا ويحمي كل أشكال الحياة على الأرض من الآثار القاتلة التي قد تنجم عن التعرض لمستويات عالية من أشعة الشمس فوق البنفسجية والتي يمكن أن تتسبب في الإصابة بأمراض مثل سرطان الجلد والعمى وتدمير الجهاز المناعي!

إن هذه العلاقة كانت القضية الوحيدة التي طُرحت على جدول أعمال اجتماع دولي على مستوى الوزراء عقد أخيرًا في مونتريال بكندا, وكان موضوعه العلاقة الحاسمة بين الزراعة والمسعى الدولي لإصلاح طبقة الأوزون.

واحتل قلب المناقشات غاز يستخدم كمبيد زراعي هو غاز بروميد الميثيل, الذي يستخدمه مزارعو الفواكه والخضراوات والدخان, كما يستخدمه منتجو عشب ملاعب الجولف لتنظيف التربة.

وبعبارات أدق, كان الموضوع الرئيسي لذلك الاجتماع هو الكمية من هذه المادة المدمرة لطبقة الأوزون التي سيوافق المجتمع الدولي على أن تستمر الدول المتقدمة في استخدامها بعد العام 2005.

وكان من المتفق عليه, وفقا للاتفاقية الدولية المعروفة باسم (بروتوكول مونتريال), أن يتوقف استخدام هذا الغاز نهائيا بحلول العام 2005, لكن القلق يساور مزارعي الدول المتقدمة, خاصة في الولايات المتحدة وأستراليا وأوربا, لأن البدائل الصديقة للبيئة هي الآن باهظة التكلفة أو غير متوافرة على نحو كاف.

ويضغط هؤلاء, بدءا من منتجي الفراولة وحتى زراع الفلفل الأخضر, من أجل الحصول على فترة سماح أكبر, وتطالب حكوماتهم بالاستمرار في استخدام الغاز الضار بالأوزون بكميات أكبر ولفترة زمنية أطول. وتسعى الدول المتقدمة الآن لإقناع الدول الموقعة على بروتوكول مونتريال بالسماح لها باستخدام بروميد الميثيل.

لكن أنصار البيئة يؤكدون أن العودة لاستخدام غاز بروميد الميثيل قد يعصف ببروتوكول مونتريال, والواقع أن بروتوكول مونتريال, الذي توصل إليه المجتمع الدولي بعد اكتشاف ثقب في طبقة الأوزون فوق القطب الجنوبي في الثمانينيات نجم عن الكيماويات التي يستخدمها البشر.

وأدى انبعاث الغازات الصناعية بما فيها الفلوروكلوروكاربون إلى تآكل طبقة الأوزون. وساهم بروتوكول مونتريال في تقليل الآثار الضارة على طبقة الأوزون. ويعتقد بعض العلماء أنه إذا سارت معدلات تعافي الأوزون على ما هي عليه الآن, فإن الثقب سيزول بحلول منتصف القرن الحالي.

ويجيز بروتوكول مونتريال استخدام الغازات الضارة بطبقة الأوزون للأغراض الضرورية فقط.

لكن الولايات المتحدة تطالب كالعادة بالسماح لها ببعض الاستثناءات في استخدام الغازات الضارة بالأوزون والتي ترى أنها ضرورية.

وفي المقابل, يرى أنصار البيئة أن إجازة هذه الاستثناءات قد تؤدي إلى استخدام غاز بروميد الميثيل بصورة مفرطة.

كما تطالب دول أخرى بإعطائها الاستثناءات نفسها, بما فيها أستراليا وبلجيكا وكندا وفرنسا وإيطاليا واليونان واليابان وهولندا والبرتغال وإسبانيا وبريطانيا.

يذكر أن استخدام غاز بروميد الميثيل تراجع بنسبة 30 في المائة عن المعدلات المرتفعة لعام 1991.

وقال نيك نوتال, المتحدث باسم برنامج الأمم المتحدة للبيئة: (نرغب في الحصول على التزام بالتقليل من استخدام غاز بروميد الميثيل, وإلا فإن عملنا لن ينجز على الإطلاق. وإذا منحت هذه الاستثناءات فإن الأمور ستفهم بصورة مغلوطة, لذا فإن العديد من الأهداف الطموح قد يتعطل تحقيقها, بما فيها توفير مياه صحية وكافية لدول العالم الثالث وحماية البراري وظاهرة الاحتباس الحراري).

وعلق ديفيد دونيجر من مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية الأمريكي على الطلب الأمريكي قائلا: (تعد هذه المرة الأولى التي تطلب فيها دولة عدم التوقف عن استخدام غاز ضار بل وتطلب زيادة إنتاج مادة كيميائية من المفترض وقف استخدامها).

ويرى بعض أنصار البيئة أن الطلب الأمريكي جاء نتيجة لضغط المزارعين الأمريكيين على إدارة الرئيس الأمريكي, جورج بوش, في بعض الولايات المهمة ذات الثقل الانتخابي وعلى رأسها ولاية كاليفورنيا.

 

أحمد خضر الشربيني




القطرس الجوال, الذي يعيش في جزيرتي بيرد آيلاند وساوث جورجيا على حدود القارة القطبية الجنوبية, يتعرض لخطر داهم, حيث انخفضت أعداده إلى النصف منذ ستينيات القرن الماضي





الحمام الآبق (أو الكستنائي), ينبغي فرض حماية فورية على ما بقي من الغابات المطيرة في جزيرة ساوتومي من أجل إنقاذ هذا النوع الذي بات على وشك الانقراض





القطرس الأسود الحاجب, اعتبر مهددا بالانقراض في العام 2002 بعد أن اكتشف علماء بيردلايف في جزر الفوكلاند والعلماء البريطانيون في أنتاركتيكا تراجعا خطيرا في أعداده





غاز بروميد الميثيل الذي يستخدم لرش الطماطم يساهم في تآكل طبقة الأوزون