أصدقاء الفن التشكيلي.. انطلاقة خليجية إلى العالم عبدالرحمن السليمان

أصدقاء الفن التشكيلي.. انطلاقة خليجية إلى العالم

ظاهرة فنية لفكرة رائدة لاقت اهتمام المعنيين في حقل الفنون التشكيلية بمنطقة الخليج وانتشر صداها في الوطن العربي وبعض الدول الأجنبية التي استضافت معارضها.

جاءت أعمال جماعة أصدقاء الفن التشكيلي ممثلة للاتجاهات الفنية السائدة في مجال التصوير والخزف والنحت والطباعة بدول مجلس التعاون. ولقد رحب الفنان والناقد (علي اللواتي) بمعرض الأصدقاء في تونس عام 1987م, قائلا: (استطاعت الجماعة ولما يمض على تأسيسها أكثر من سنتين تقديم معرضها المتنقل سبع مرات في دول الخليج ثم انطلقت من القاهرة إلى أرجاء الوطن العربي لتصل إلى تونس), وأشار إلى (حيوية التجربة التشكيلية في الخليج وتنوع اختياراتها وتميزها بذلك القدر الكبير من الحرية الفردية وذلك رغم حداثة نشأتها. ولعل تلك الحرية في الرؤية وذلك الانفتاح على التجارب التقنية في العالم خير ضمان لتطوير الفن التشكيلي الحديث في الخليج وتقريبه من صيغ إبداعية واعية ومتواصلة).

وفي إشارة إلى منجزات الجماعة, أنها قامت بإصدار أربعة أعداد لمجلة متخصصة في الفنون التشكيلية للتعريف بنشاط الجماعة ومتابعة معارضها.

وفي نقطة تحسب لها ضمت جماعة الأصدقاء مجموعة من الفنانات من (الكويت والسعودية والبحرين والإمارات).

كما يمكن اعتبار الفكرة سببا موحيا للمسئولين عن الشئون الثقافية في الأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لتأسيس فكرة المعرض الدوري للفنون التشكيلية لفناني دول مجلس التعاون الذي يقام بشكل دوري كل عامين في دولة من دول المجلس.

كما أخذ البعض على (أصدقاء الفن التشكيلي) بأنه لم يكن لديها فكرة أو قضية تشكيلية كباقي جماعات الفن المؤثرة التي ظهرت خلال مسيرة الحركات التشكيلية في مختلف دول العالم.

ظاهرة فريدة

تمثّل جماعة أصدقاء الفن التشكيلي التي انطلقت في العام 1985م ظاهرة فريدة في حركة الفن التشكيلي بدول الخليج العربي خاصة, والوطن العربي عامة, فقد استطاعت مجموعة من الفنانين والفنانات التشكيليين التأسيس لهذا التجمع, ولمدة عشر سنوات, بعيدًا عن القنوات الرسمية معتمدين على جهودهم الخاصة, وتحرّكهم الفردي/الجماعي.

كان معرض الكويت مناسبة للقاء الفنانين من مختلف الأقطار العربية وللهموم المشتركة وللتقارب الجغرافي ولالتقاء عدد من الفنانين في ظروف متشابهة أو متقاربة كان عدد من الفنانين من دول مجلس التعاون الخليجي يناقشون هذه الهموم والوضع الفني في دول المنطقة ساعين إلى الإسهام في حركة التشكيل بدول المجلس بمبادرة شخصية تبلورت فيما بعد.

كان معرض الفنان التشكيلي الكويتي عبدالرسول سلمان في العاصمة القطرية (الدوحة) عام 1985م فرصة تالية للقاء مجموعة من الفنانين, تبلورت في لقائهم فكرة الجماعة على نحو جادّ وأكثر وضوحًا محددين أهدافهم, وخطة عملهم.

ضم اللقاء عبدالرسول سلمان (الكويت), يوسف أحمد وحسن الملا (قطر), محمد خميس المقهوي (البحرين), فؤاد مغربل وكاتب السطور عبدالرحمن السليمان (السعودية).

الانطلاقة الخليجية

تعتبر محطة (أبو ظبي) ذات أهمية كبيرة للجماعة من حيث إن الفنانين وجدوا مناخًا مناسبًا ومشجعًا أسهم بدرجة كبيرة في رفع معنوياتهم, وتواصلهم في المحطات التالية, وقد أقام الأصدقاء معرضًا آخر في دولة الإمارات العربية المتحدة بناء على دعوة وُجّهت لهم للعرض في إمارة عجمان من 15-17 أكتوبر 1985م. الأسماء عدة: عبدالرسول سلمان, ثريا البقصمي, جاسم بوحمد, سامية السيد عمر, عيسى صقر (الكويت), محمد السليم, منيرة موصلي, فهد الربيق, فؤاد مغربل, نبيل نجدي, عبدالرحمن السليمان (السعودية) محمد خميس المقهوي (البحرين), وفاء الصباغ (الإمارات), يوسف أحمد, حسن الملا, محمد علي عبدالله (قطر).

وانضاف للعرض عدد من فناني دولة الإمارات العربية المتحدة وهي خطوة اتخذها الأصدقاء في بعض المحطات التالية باستضافة فنانين ضمن العرض العام للجماعة, وكان من بين العارضين حسن شريف, صالح الاستاد, عبدالرحيم سالم, عبيد سرور (الإمارات), راشد العريفي, أحمد العريفي (البحرين), سعد المسعري, فهد الحجيلان, ناصر الموسى (السعودية), سالم الخرجي (الكويت). وانضم للجماعة في محطات تالية عدد من الفنانين مثل بلقيس فخرو وناصر اليوسف وعبداللطيف مغيز (البحرين), أنور خميس سونيا (سلطنة عمان), نجاة مكي (الإمارات), عبدالجبار اليحيا (السعودية), الشيخ حسن آل ثاني (قطر).

بقدر الحرص على اللقاء والتجمع في المحطة (الانطلاقة) كان الفنانون يحرصون على تقديم آخر نتاجهم الفني والمميز من إبداعاتهم.

أقام الفنانون معارضهم الأولى في دول مجلس التعاون الخليجي, فبعد محطتي أبوظبي وعجمان أقاموا معرضهم في الدوحة من 19 إلى 21 أكتوبر 1985 بفندق شيراتون الدوحة, وفي الرياض من 15 إلى 17 ديسمبر 1985م في الصالة العالمية للفنون التشكيلية التابعة لدار الفنون السعودية, جدة من 19 إلى 21 ديسمبر 1985, وفي البحرين بقاعة جمعية البحرين للفنون التشكيلية خلال شهر فبراير 1986, وفي الكويت صالة الفنون بضاحية عبدالله السالم من 7 إلى 11 أبريل 1986م. وقد أكّدت الجماعة خلال إقامة معرضها في العاصمة القطرية أهمية اختيار تسمية جديدة تحقق أهدافها وتوضح خطها ونهجها فتمّ الاتفاق على إطلاق تسمية (أصدقاء الفن التشكيلي) بدلاً من تسمية المعرض المتنقل لفناني دول مجلس التعاون الخليجي, وتمّ الاتفاق على اختيار شعار الجماعة الذي تكوّن من دوائر صغيرة داخل دائرة كبيرة.

وفي أقل من عام, كانت الوجهة العربية إلى أم الدنيا (مصر), وتم التنسيق ليقام المعرض في قاعة أخناتون بمجمع الفنون بالزمالك خلال الفترة من 2-7 أغسطس 1986م, وافتتح المعرض وكيل وزارة الثقافة المصري, رئيس المركز القومي للفنون التشكيلية الفنان د.مصطفى عبدالمعطي, نيابة عن وزير الثقافة وقتها د.أحمد هيكل.

استقبل الوسط التشكيلي المصري جماعة أصدقاء الفن التشكيلي بكثير من الترحيب, وتمّ تكريم الجماعة في أكثر من محفل رسمي وشخصي, وتحقق في العاصمة المصرية الكثير من الأهداف كالتعارف بين الفنانين, والاحتكاك, والحوار الجدي. كان البرنامج اليومي للأصدقاء يشمل زيارات مراسم الفنانين, والمتاحف والمراكز الفنية وكلية الفنون, والمعارض وغيرها, ووصف د.مصطفى عبدالمعطي خطوة الأصدقاء بالعرض في القاهرة (بإعادة الدفء وأواصر الود إلى العلاقات العربية ـ المصرية), وأكد على أن (مصر دائمًا مفتوحة القلب والذراعين لكل شقيق عربي, وكل فنان عربي).

واصل الفنانون طريقهم إلى تونس وأقاموا معرضهم بمركز الفن الحي في يونيو 1987م. وكانت مدريد المحطة العاشرة للأصدقاء وأولى المحطات خارج الوطن العربي. افتُتح المعرض في أكاديمية الفنون الجميلة بمدريد وبرعاية الملكة صوفيا خلال نوفمبر 1987م, ومع مناسبة احتفالات الكويت بالعيد الوطني السابع والعشرين أقام الأصدقاء معرضا في فبراير 1988م, ومعرضا بالمتحف الوطني للفنون الجميلة بعمّان ديسمبر 1988م, وقد ضُمّت أعمال بعض الفنانين (الأصدقاء) إلى المتحف, وفي الدومينيكان (جزر الكاريبي) أقيم في المتحف الوطني للفنون الجميلة معرض الأصدقاء الثالث عشر خلال فبراير 1989.

وفي اشنطن, أقيم معرض الأصدقاء في شهر يونيو 1990م, ثم عرض الأصدقاء في المتحف الوطني بدمشق مايو 1991م, وبمناسبة التحرير شارك أصدقاء الفن التشكيلي الكويت أفراحها بإقامة معرض جديد عبّرت بعض أعماله عن فرحة التحرير, وتمثلت أكثر في لوحة كبيرة رسمها الفنان السعودي الراحل محمد السليم لهذه المناسبة. وفي استانبول بتركيا استضاف مركز أتاتورك الثقافي معرض الأصدقاء أغسطس 1993م, ثم كانت العاصمة العُمانية مسقط آخر المحطات التي ختم بها الأصدقاء عقدًا من التحرك والنشاط بين أرجاء العالم, وأُقيم المعرض فيها خلال ديسمبر 1995م, كما عرضوا قبل هذا التاريخ في بون بألمانيا.

كانت الطموحات كبيرة, ولم تتوقف عند حد معين, وجرت ترتيبات لإقامة معارض في طهران وبلجيكا, وغيرهما إلا أن بعض الظروف حالت دون ذلك.

وقد تسلم الفنان يوسف أحمد سكرتارية الجماعة طيلة عشرة أعوام هي عمر الجماعة.

وفي العام 1989م برز (المعرض الدوري للفنون التشكيلية لفناني دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية) كأهم المعارض الجماعية الخليجية التي تواصلت أنشطتها بإقامة معرض كل سنتين تتناوب على تنظيمه والتنسيق له إحدى دول مجلس التعاون الخليجي. انطلقت أولى دورات هذا المعرض في العاصمة السعودية (الرياض).

وتمثل أعمال أصدقاء الفن التشكيلي نماذج مختلفة ومتنوعة في حركة الفن التشكيلي بدول مجلس التعاون الخليجي, ومع ريادة بعضهم لفن بلادهم التشكيلي أو لمواكبة البعض الرعيل الأول أو حركة الريادة, فإن الفنانين مثلوا توجهات سعت للتحديث ومواكبة الحركة التشكيلية العربية الحديثة. ومنهم على سبيل المثال: محمد السليم ومنيرة موصلي ويوسف أحمد وحسن الملا وناصر اليوسف وعبدالرسول سلمان وعيسى صقر وجاسم بوحمد وآخرون.

 

عبدالرحمن السليمان 




أصدقاء الفن في المعرض السابع بالقاهرة 1986 - يظهر في الصورة من اليمين إلى اليسار عبدالرحمن السليمان - ثريا البقصمي - عبدالرسول سلمان - د. صالح رضا نقيب الفنانين المصريين - بلقيس فخرو - فؤاد المغربل - د.أحمد نوار





عبدالرسول سلمان - الكويت





عبدالرسول سلمان - الكويت





يوسف أحمد - قطر





وفاء الصباغ - الإمارات





عيسى صقر - الكويت





الملكة صوفيا ملكة إسبانيا تتوسط أصدقاء الفن خلال افتتاحها لمعرضهم في مدريد بقاعة أكاديمية الفنون الجميلة بجامعة مدريد





أصدقاء الفن في تونس - يونيو 1987





نجاة حسن مكي - الإمارات





ثريا البقصمي - الكويت





منيرة الموصلي - السعودية





سامية السيد عمر - الكويت





بلقيس فخرو - البحرين