محمد عبده وتولستوى.. رسائل متبادلة

محمد عبده وتولستوى.. رسائل متبادلة
        

          في العاصمة الروسية موسكو, وبمتحف تولستوي, وتحت رقم (52040) تستقر رسالة بالعربية, مع ترجمتها الإنجليزية بتاريخ (2 أبريل 1904), أي أكثر من مائة عام من الزمان, رسالة من الشيخ الإمام محمد عبده مفتي الديار المصرية وقتئذ, إلى الأديب الروسي الخالد ليون تولستوي, وردٌّ بالفرنسية من الأديب الروسي إلى الشيخ الإمام.  

          والسؤال الذي يطرح نفسه - الآن - هو: ما الأسباب والدوافع التي دعت الشيخ الإمام محمد عبده إلى الكتابة إلى الأديب الروسي ليون تولستوي, واهتمام هذا الأديب بالرد?

          في محاولة للبحث عن الأسباب التي دعت شيخنا الإمام للتفكير في الكتابة لتولستوي بالذات, ينبغي الإشارة إلى وجود سمات عامة, وأخرى خاصة, يشترك فيها كل من الطرفين, كل في مجاله وحسب وسيلته. مثلا في مقدمة هذه السمات العامة سمة (الإصلاح الاجتماعي) لدى كل منهما: تولستوي كفنان مفكر, ومحمد عبده كمفكر ديني, فبين الاثنين نجد تقاربًا يظهر في النظرة إلى القيم الأخلاقية. إن هذه القيم عند تولستوي - كفنان مفكر - تصبح حلمًا يراود تفكيره, إن لم تكن عملاً ذهنيًا تحقق وتأكد من خلال أعماله وآثاره في أي وقت أو مكان. وعند الشيخ الإمام نجد هذه القيم واقعًا مقررًا يقترن دائمًا بوجود الإله الكامل عز وعلا, في كل زمان وكل مكان, بوجه عام النظرة إلى القيم الأخلاقية عند الفنان المفكر موجودة. وإن افترقت, فإنما تفترق بين فنان مثالي يخطئ العمل بهذه القيم أو فنان واقعي يشك في إمكان المثاليات, بينما تظل هذه القيم عند المفكر الديني موجودة مستقرة في ضميره, لأنها مرتبطة بوجود الكمال المطلق في كل زمان ومكان وهو الله.

          سمة ثانية فيها يتشابه المفكر الديني, والفنان المفكر, وهي (صدق الشعور), فالفن الخالد - كأعمال تولستوي الروائية - لن يكون فنًا حقيقيًا ولا خالدًا, ما لم يكن تعبيرًا جميلاً عن شعور صادق. لذلك فأول المطالب التي ينبغي أن يتقيد بها الفنان إذا أراد أن يكون فنانًا حقيقيًا هو مطلب (صدق الشعور). وهو نفس ما نجده عند المفكر الديني. فلكي تكون فكرته مقبولة تصيب إقناعًا لدى الآخرين, لابد أن يكون هو نفسه صادقًا, وإلا فلماذا نقول إن الكلمة التي تخرج من القلب تعرف طريقها إلى القلب? سمة عامة ثالثة يشترك الاثنان فيها, وهي كون كل منهما (كاتبًا) يقدر مكانة الكلمة. ويعتبرها وثيقة لآدميتنا, كلاهما يقدّس هذه الكلمة, ويراها إشارة البدء للقافلة البشرية, حتى لو كان أحدهما - تولستوي - نبيلاً إقطاعيًا والآخر - الشيخ الإمام - داعية إسلاميًا ومفتيًا للديار المصرية, فكلاهما يمجّد الكلمة بعلمه وعمله وسلوكه.

          إلى جانب هذه السمات العامة, هناك سمات خاصة يشترك الاثنان فيها: منها وجود تولستوي (1828-1910), ومحمد عبده (1849-1905) في عصر واحد يمتد من الربع الثاني من القرن التاسع عشر إلى العقد الأول من القرن العشرين. وشعورهما بمشكلات وقضايا ذلك العصر, وأن كليهما كان شجاعًا في تبني مبادئه, بحيث لا يدع الخوف يفكر له أو يشير عليه, وأن أفكارهما كانت رفضًا للواقع الذي عاشا فيه, وأنهما قاما بمسئولية التنوير العقلي والوجداني للإنسان في مجتمعيهما, وأن أفكار كل منهما كانت بمنزلة الإرهاص للثورة. الشيخ محمد عبده كانت أفكاره إرهاصًا للثورة العرابية 1882, وتولستوي كانت أفكاره إرهاصًا للثورة الروسية عام 1917.

علاقة فكرية

          وهكذا فإن تتبع مسار العلاقات الفكرية بين المفكرين عمل مطلوب, قد يوصل إلى إثبات وجود حضارة إنسانية واحدة يتعاون الجميع - بغير اتفاق - على تشييدها, ورسالة الشيخ الإمام محمد عبده إلى الحكيم الروسي تولستوي, هي من هذا النوع الذي ينبه الباحثين والدارسين إلى مثل هذه العلاقات الفكرية بين الكبار, إلا أنها مع ذلك ظلت علاقة من طرف واحد, حيث ظل الرد عليها مجهولاً لسنوات طويلة, طرحت تساؤلات كثيرة منها: كيف وصلت هذه الرسالة, إلى تولستوي? وأين الرد عليها? ومَن الذي يتتبعه من مصر إلى روسيا ليكتشفه?

          لقد تم وصول هذه الرسالة حيث طلب الشيخ الإمام من صديق له ولتولستوي هو (س.ك.كوكريل) أن يقوم بهذه المهمة, وبالفعل قام بتوصيل رسالة الشيخ الإمام, مكتوبة بالعربية ومصحوبة بترجمة لها بالإنجليزية قامت بها المستشرقة المعروفة (آن بلنت) زوجة (ولفريد سكاون بلنت), صديق الشيخ الإمام, وصاحب الاهتمامات المعروفة عن مصر والسودان مع رسالة من كوكريل لتولستوي في 2 مايو 1904, قال فيها: (لعلك تذكر ما قلته لك وما كتبته إليك, عمّا عبر عنه الشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية من تقدير لموقفك وتعاليمك. لقد كنت أخيرًا في القاهرة, فعهد إلي أن أرسل إليك خطابه المرفق, ولعل هذا الخطاب مؤازرة لك في وقت لابد أن تكون شجاعتك في إعلان رأيك عن الصدام الممقوت في الشرق قد جر عليك عداوة الكثيرين.

          وتفضل بقبول ذلك التعبير عن الود والتعاطف من رجل حكيم من أهل ملة غير ملتك, قد عانى هو نفسه الكثير ذودًا عن مبادئ لم تكن دائمًا موضع مشاركة من أبناء وطنه...??).

          وعن اكتشاف الحلقة المفقودة الخاصة بنص رد تولستوي على شيخنا الإمام الذي لم تتوصل إليه كل المراجع المهتمة بحياة وفكر الإمام بما فيها أجزاء كتاب (تاريخ الأستاذ الإمام) للشيخ رشيد رضا أو غيره من المراجع - كما يذكر د.عثمان أمين - فإن الفضل في اكتشافه, يرجع إلى د.مراد وهبة الذي سافر إلى موسكو وبحث في متحف تولستوي. فوجد رسالة الإمام وترجمتها الإنجليزية, ورد تولستوي عليها ونشرهما كوثائق ضمن فصل (الأصالة والتجديد في العالم الثالث) بالقسم الأجنبي من كتابه (مقالات فلسفية وسياسية), وبذلك أثبت وجود علاقة فكرية مكتملة بين هذين المفكرين الكبيرين تؤكدها هاتان الرسالتان.

رسالة الشيخ الإمام

          (أيها الحكيم الجليل مسيو تولستوي لم نحظ بمعرفة شخصك, ولكننا لم نحرم التعارف بروحك, سطع علينا نور من أفكارك, وأشرقت في آفاقنا شموس من آرائك ألفت بين نفوس العقلاء ونفسك, هداك الله إلى معرفة الفطرة التي فطر الناس عليها, ووفقك على الغاية التي هدى البشر إليها, فأدركت أن الإنسان جاء إلى هذا الوجود لينبت بالعلم ويثمر بالعمل, ولأن تكون ثمرته تعبًا ترتاح به نفسه, وسعيًا يبقى ويرقى به جنسه. شعرت بالشقاء الذي نزل بالناس لما انحرفوا عن سنة الفطرة, واستعملوا قواهم التي لم يمنحوها ليسعدوا بها فيما كدر راحتهم, وزعزع طمأنينتهم, نظرت نظرة في الدين, فرقت حجب التقاليد, وصلت بها إلى حقيقة التوحيد, ورفعت صوتك تدعو الناس إلى ما هداك الله إليه, وتقدمت أمامهم بالعمل لتحمل نفوسهم عليه. فكما كنت بقومك هاديا للعقول, كنت بعلمك حاثًا للعزائم والهمم. وكما كانت آراؤك ضياء يهتدي به الضالون, كان مثالك في العمل إمامًا اهتدى به المسترشدون.

          وكما كان وجودك توبيخًا من الله للأغنياء, كان مددًا من عنايته للفقراء, إن أرفع مجد بلغته وأعظم أجر نلته عن متاعبك في النصح والإرشاد, هو الذي سموه بالحرمان والإبعاد, فليس ما كان إليك من رؤساء الدين سوى اعتراف لهم أعلنوه للناس بأنك لست من القوم الضالين. فأحمد الله على أن فارقوك بأقوالهم, كما كنت قد فارقتهم في عقائدهم وأعمالهم. هذا وإن نفوسنا لشيقة إلى ما يتجدد من آثار قلمك, فيما تستقبل من أيام عمرك. وإنا لنسأل الله أن يمد في حياتك ويحفظ عليك قولك, ويفتح أبواب القلوب لتفهم ما تقول ويسوق الناس إلى الاهتداء بك فيما تعمل والسلام).

          (محمد عبده مفتي الديار المصرية - 2 أبريل 1904)

تعليق

          هذه الرسالة تثير قضايا عدة منها: أن تولستوي اهتدى بالفطرة إلى غاية الله في خلقه, وأن نظرته الثاقبة جعلته يدرك حقيقة التوحيد.

          وإن شقاء الإنسانية بدأ, حيث استعمل البشر قواهم فيما لا يسعدهم. وأن تولستوي حين زهد في متاع الدنيا كان سلوكه هذا توبيخًا من الله للأغنياء, وعونًا من الله للفقراء والمحتاجين. وأن حرمان نفسه من أملاكه وبعده عنها هو أعظم أجر وأرفع مجد حققه بشر. وأن الكاتب الحقيقي هو ما يكتبه.

رد تولستوي بالفرنسية

          (صديقي العزيز:

          تلقيت خطابكم الكريم, وهأنذا أسارع في الرد عليه مؤكدًا امتناني الكبير من هذا الخطاب الذي أتاح لي الاتصال برجل مستنير بالرغم من اختلاف عقيدته عن العقيدة التي نشأت عليها وتربيت. ولكن من الديانة نفسها, حيث إن العقائد تختلف وتكثر, ولكن ليس هناك سوى دين واحد هو دين الحق. آمل ألا أكون قد أخطأت إذا افترضت من واقع خطابك أن الدين الذي أؤمن به هو دينك. الذي يرتكز على الاعتراف بالله وشريعته في حب الغير, وأن نتمنى للغير ما نتمناه لأنفسنا. وأعتقد أن جميع المبادئ الدينية تندرج من هذا المبدأ, كاليهودية, والبرهمية والبوذية والمسيحيين والمحمديين.

          وأعتقد أنه كلما ازدادت العقائد في الأديان وامتلأت بالمعجزات, ساعدت على تفرقة البشر, وخلقت العداوات. وعلى العكس كلما كانت الأديان بسيطة, اقتربت من هدفها المثالي وهو وحدة الناس جميعًا, وهذا ما جعلني أقدر خطابك وأود استمرار اتصالي بك.

          ما رأيك في عقيدة الباب ومذهب بهاء الله وأنصاره?

          وتقبل مني يا عزيزي المفتي محمد عبده كل التقدير والاحترام).

          (ليون تولستوي 12 مايو 1904)

تعليق

          يطرح هذا الرد قضايا كثيرة منها: أن الأديان المختلفة إذا اعترفت بوحدانية الله, فالتابعون لها غير مختلفين, وأن تولستوي يؤمن بالدين الذي يؤمن به الإمام وهو الدين الإسلامي, لأنه يرتكز على الاعتراف بالله وشريعته في حب الغير, وأن الأديان كلما كانت بسيطة, خالية من المعجزات, اقتربت من هدفها المثالي وهو وحدة الإنسان, وأن تولستوي يطلب رأي الإمام في مذهبين انتشرا في عصرهما زعم كل منهما أنه يتضمن خلاصة الأديان السماوية, أولهما البابية الذي ظهر في إيران عام 1843, وأعلن صاحبه الشيرازي أنه نبيّ, وسمى نفسه (باب الله), وثانيهما البهائية الذي أسسه بهاء الله, وتولاه من بعده ابنه عبدالبهاء البهائي (1841-1921), ولا نظن أن الإمام كان عاجزًا عن الرد, فقد كثر الحديث عنهما في مجالسه أو مجالس أستاذه الأفغاني, فالمرجح أنه قد رد على تولستوي في رسالة أخرى. فهل هناك من يبحث عن هذه الرسالة?

سؤال تولستوي عن البابية والبهائية

          وقد أشار د.مراد وهبة إلى وثيقة جديدة كان قد صوّرها مع رسالة الشيخ الإمام ورد تولستوي في موسكو. وهي الخاصة برسالة من (س.ك.كوكريل) صديق شيخنا الإمام والحكيم العالمي تولستوي, والذي كان يمثل همزة الوصل بين الطرفين.

          وواضح من تاريخ هذه الرسالة (29 يونيو 1906) ومضمونها أنها كتبت بعد تاريخ وفاة الشيخ الإمام (11 يوليو 1905), وأنها تجيب عن التساؤل السابق, فضلاً عن كونها تؤكد هذه العلاقة الفكرية بين هذين المفكرين الكبيرين بالكشف عن آخر حلقاتها المفقودة, والأكثر أنها تقدم للباحثين جانبًا من الظروف الخاصة بإجابة الشيخ الإمام عن سؤال الحكيم العالمي تولستوي, حول موضوع البابية والبهائية.

          يقول كوكريل في رسالته إلى تولستوي إن (الشيخ الطيب والحكيم محمد عبده المفتي العظيم للديار المصرية, الذي كنت قد مهدت لخطابه إليك منذ عامين مات وهو في الطريق إلى أوربا, وليس من يخلفه في نظرته المملوءة بالمحبة الشاملة حتى يواصل عمله ويتلخص في أن يقدم لدينه الإسلامي ما قدمته للدين المسيحي).

          (إمضاء س.ك. كوكريل 29 يونيو عام 1906).

          وظهور هذه الوثيقة الجديدة التي يرجع الفضل في اكتشافها للدكتور مراد وهبة, والتي أشار إليها إشارة عابرة في كتابه (محاورات فلسفية في موسكو), يفتح أبوابًا من الاحتمالات حول إجابة الشيخ الإمام على سؤال تولستوي الخاص بالبابية والبهائية, لعل في مقدمة هذه الاحتمالات احتمالين هما: إما أن يكون رد تولستوي قد وصل إلى الشيخ الإمام محمد عبده بالفعل, أو لا يكون هذا الرد قد وصل إليه أصلاً بفعل فاعل أو لأي سبب من الأسباب.

          ففي حالة وصول رد تولستوي وما تضمنه إلى الشيخ الإمام وهو الاحتمال الأقوى, فإن هذا الاحتمال يقودنا إلى ثلاثة تفريعات حول رده على سؤال تولستوي, أولها وصول الرد إلى الشيخ الإمام, لكن لم يمهله الموت كي يجيب,لأن الثابت أن رد تولستوي يوم كتابته كان في 12 مايو 1904, وأن وفاة الشيخ الإمام كانت في 11 يوليو 1905, يعني الفترة ما بين كتابة تولستوي لرده على رسالة الإمام, ووفاة الإمام نفسه هي سنة وشهران تقريبًا. وربما لا تكفي هذه الفترة في ذلك الوقت بالذات لوصول رد تولستوي إلى شيخنا الإمام وكتابة الإجابة عن هذه المسائل الحساسة ووصولها إلى صاحب السؤال تولستوي. وثانيها وصول الرد إلى يد الشيخ الإمام وقيامه بالإجابة عن السؤال في رسالة ثانية إلى تولستوي. ولكنها لم تلق عناية ورعاية الرسالة الأولى نفسها, مما أدى إلى فقدانها لأي سبب من الأسباب. وثالثها وصول الرد ومعرفة السؤال. لكن يبدو أنه كان من الأسئلة المحرجة بالنسبة لفكر الشيخ الإمام وموقفه من مثل هذه المذاهب من ناحية, ولمركزه كمفت للديار المصرية من ناحية أخرى. فإذا أجاب برفض هذين المذهبين فربما لا يقنع تولستوي ذلك المفكر المتفتح العقل. وإذا أجاب بالموافقة فهذا يتنافى مع فكره ومركزه الديني.

          أما في حالة عدم وصول رد تولستوي وما يتضمنه من سؤال حول البابية والبهائية إلى شيخنا الإمام. وهو الاحتمال الأضعف, لكن مع ضعفه تؤيده بعض الشواهد التي منها:

          أولاً: خلو الآثار الفكرية المتعلقة بحياة وفكر الشيخ الإمام من نشر رد تولستوي على رسالة الإمام محمد عبده وفي مقدمتها كتاب (تاريخ الأستاذ الإمام) لتلميذه الأثير الشيخ محمد رشيد رضا, مع حرصه على نشر رسالة أستاذه الشيخ محمد عبده لتولستوي في هذا الكتاب أو كتابات د.عثمان أمين أكبر الدارسين المعاصرين لحياة وفكر الشيخ الإمام.

          ثانيًا: أن كوكريل - وهو همزة الوصل بين الطرفين - لم يذكر صراحة أو ضمنيًا أنه قد سلم الشيخ الإمام يدًا بيد رد تولستوي وما تضمنه من السؤال المذكور. وإنما اكتفى - كما رأينا في الجزء الخاص بالشيخ محمد عبده - بنقل خبر وفاته مذكرًا إياه بأنه قد مهده لخطابه.

          ثالثًا: الظروف المحيطة بالشيخ الإمام كمفكر للثورة العرابية - وأحد المشتركين فيها, وأحد المحكوم عليهم بالنفي غداة إخفاقها. هذه الظروف تعني تربص بعض الدوائر له ممثلة في الخديو عباس, وكراهيته التي وضحت في أحوال كثيرة, والاستعمار البريطاني الذي لم يكن لمثل الشيخ الإمام أن يهادنه, والمناهضين لفكره, الذين لم يكن معهم على وفاق, وكل هذه الدوائر ربما تعوق وصول الرد, لأن من مصلحتها ألا ينفتح مفكر مثل الشيخ الإمام على الفكر العالمي.

 

سامح كُريّم   

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات