المفكرة الثقافية

المفكرة الثقافية

الكويت

(رعاة السهول).. فيلم جديد لعاشق الصحراء

وسط حضور غفير من صحفيين ونقاد ومهتمين, عرض المخرج الكويتي عبدالله المخيال, فيلمه السينمائي التسجيلي (منغوليا.. رعاة السهول) بمقر المدرسة القبلية التابعة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالتعاون مع نادي السينما في الكويت, وهو الفيلم الذي أكد من ناحية عشق المخيال للصحراء, إذ جاء بعد سلسلة من الأفلام السابقة للمخرج نفسه تتبع البوادي وتكشف عن أسرارها, وإن كانت الأفلام السابقة رصدت صحراوات عربية بين الكويت والسعودية واليمن ومصر. ومن ناحية أخرى أكد, الفيلم, الأسلوب الخاص الذي انتهجه المخيال منذ بداياته, حيث البحث الدءوب والمتمعن السابق على التصوير, الأمر الذي ينعكس على التنفيذ ومن ثم المشاهدة في النهاية, فالمتلقي يلمس في أفلام المخيال - وخصوصا فيلمه الأخير - جهدا علميا مغلفا بشاعرية كاميرا عيونها تفضح عشق صاحبها للمكان والبشر. وربما كانت هذه الدقة العلمية وتلك الشاعرية هما ما جعل فيلمه الأسبق (في إثر أخفاف الإبل) يعرض أكثر من مرة عبر قناة (ديسكفري), وكذلك حرص عدد من الهيئات العلمية المهتمة بشئون البيئة على اقتناء أفلامه.

(رعاة السهول), رحلة اكتشاف جاء في جزأين, كل جزء في خمس وأربعين دقيقة. ورغم الطول النسبي للفيلم, إلا أن نعومة حركة الكاميرا وثراء المادة المصورة والتحكم البارع في إيقاع اللقطات والمشاهد جعلت من الساعة والنصف - مدة الفيلم - رحلة ممتعة للمتلقي, يكتشف عبرها اجواء غريبة ويلاحق معها طرائف ومغامرات فريق العمل الذي ترأسه المخيال وأصر على أن يطعم مشاهد فيلمه بلقطات تظهر مدى المعاناة التي لقيها الفريق في هذه الرحلة: (لقد كنا نتجول على هذه الأرض بشغف شديد لمعرفة تضاريسها وأناسها وبيئتها فكنا نحث في السير نهارا وطرفا من الليل, وكنا نتجاوز بعرباتنا المتواضعة لاختصار بعض المسافات, لقد كنا في رهانٍ مع الزمن والطبيعة فأمامنا جدول زمني وأراضٍ واسعة بأقاليم متباعدة وبين أيدينا عربات بدائية وطرق غير معبدة).

(منغوليا) عالم غريب ساحر, قد لا يصدق من لم يزره - ومن لم يشاهد فيلم المخيال - أنه موجود في عصرنا, عصر التكنولوجيا الرقمية وناطحات السحاب والتواصل عبر الهواتف النقالة والقنوات السابحة في الفضاء, عالم تميزه المروج الخضراء والجبال الشامخة والأنهار الجارية في جداول تكمل بخريرها سيمفونية تألفت من توافق أصوات طبيعية.

عين كاميرا المخيال تفصح عن وقوع صاحبها في غرام مشبوب لهذه الدنيا الجديدة القديمة. فرحابة اللقطات مع سرعة القطعات صنعا حالاً موازية أو معادلة لهذا السحر الخلاب الذي يميز أرض منغوليا وشعبها البسيط, السعيد بفطرته, القنوع بمعيشته, النائي بنفسه عن منغصات التكنولوجيا وضجيجها, (وستبقى منغوليا إحدى أجمل البيئات الطبيعية على الأرض, بلد الأحلام ومحط الحالمين بالجمال, تحظى بتوازن بيئي لم تختل أركانه بعد وبطبيعة بكر لم تصلها يد التلوث والصناعة...).

ولعل أهم ما يميز فيلم المخيال أنه يثير فضول المتلقي بمزيد من الأسئلة حول حياة رعاة السهول, أو يمكن القول إن فيلم المخيال يصلح أن يكون تكئة لمزيد من الأفلام التي تجيب عن هذه الأسئلة. وربما كان الفضول الذي نجح الفيلم في إثارته هو الدافع حول العديد من الأسئلة التي ألقى بها حضور العرض والندوة التي أعقبته, حيث تساءل الكثيرون عن المزيد من تفاصيل الحياة هناك, وطالب البعض المخيال بضرورة صنع المزيد من الأفلام حول المنطقة نفسها, بينما رأى البعض الآخر أن الفيلم بما يزخر به من معلومات مصوّرة يصلح لأن يقسم إلى ثلاثة أفلام, واقترح هذا البعض أسماء وأنواع هذه الأفلام الثلاثة!! أيّا ما كان الأمر, فقد كانت المناقشة للفيلم تعبيرا حقيقيا عن ثراء المادة المصوّرة وجمالها. وبصرف النظر عن صحة الاقتراحات التي قُدمت للمخيال أو خطئها, فقد نفذ المخيال فيلمه بالطريقة التي يراها هو وبالأسلوب الذي يهواه هو, وما علينا إلا أن نشاهد ما قدمه ونقرأه ونحلله وفق النظرة التي يفرضها الفيلم, لا النظرة التي نتمناها نحن.

(رعاة السهول) فيلم لم يكشف فقط عن حياة جديدة, لكنه أكد موهبة مخرج سينمائي كويتي لم يركن - مثل غيره - إلى التباكي على حال السينما في الكويت, ولم يكتف بالنواح والشكوى من عدم اهتمام المسئولين بالوسيط السينمائي, لكنه حمل آلته على كتفه وخرج وحده يجوب الصحراء - التي يعشق - يصنع عنها الأفلام, ويعود ليفرض نفسه على الجميع, هنا, وفي الخارج, كسينمائي من الطراز الرفيع...أو محترف بروح الهاوي.

محمد الروبي

القاهرة

تحية حليم: بين القطط المقيمة والعصافير المسافرة!

بعد أن احتفلت الجامعة الأمريكية في القاهرة في العام الماضي بالفنان حسين بيكار, اختارت هذا العام أن تقيم معرضا تذكاريا بقاعة إيوارت لراحلة أخرى هي الفنانة تحية حليم, التي قال عنها بيكار نفسه إنها (نجيب محفوظ الفن التشكيلي), مشيرا إلى المكانة التي يجب أن تحتلها هذه الفنانة العملاقة, رغم تلقائيتها وبساطتها.

حضور بيكار ـ رغم رحيله ـ كان مهيمنا على هذه الاحتفالية, عندما جاءت كلماته مضيئة لمشوار الفنانة ومحطاتها الأساسية, مثل قوله: لقد لعبت الرحلة النيلية التاريخية, التي أعدها د. ثروت عكاشة, في بداية الستينيات, دورا محوريا في فن تحية حليم, حيث اكتشفت مدى حنينها إلى طفولتها التي عاشتها في ربوع السودان, وربما كان لظهور هذا الحنين في الوجوه السمراء التي بدأت تتخلل لوحاتها دلالة معنوية تشير إلى عمق التجربة التي يحترق أديمها بالتفاعل الدرامي مع الظروف والواقع البيئي والمناخي, فكان اللون الأسمر المحروق هو علمها الخفاق الذي يرفرف فوق معظم لوحاتها عقب هذه الزيارة, التي ضمت مجموعة من أبرز فناني مصر ومفكريها ممن احتكوا بشكل مباشر بالناس البسطاء في بلاد النوبة.

أما محمد حسنين هيكل الذي افتتح المعرض فقد صارح الحضور بتفاصيل الصداقة الحقيقية بين الكاتب والفنان, فيقول: سواء جاءت تحية إلى مكتبي أو ذهبت أنا إلى مرسمها, فقد كانت في كل الأحوال نفس المخلوقة المندهشة بكل شيء والمطمئنة الخائفة في نفس واحد, والمتوجسة بالمفاجأة حتى حين لا تكون هناك مفاجأة, وكنت أرحب بها حين ألقاها بوصفها الفنانة الحائرة بين القطط المقيمة والعصافير المسافرة. وهو وصف للمشهد الأكثر ألفة في حياتها, للقطط التي شاركتها حياتها وبيتها وهو مرسمها كذلك, الذي يستضيف على شرفته طيورا تأكل مما وضعته الفنانة من حَبٍّ مجروش.

ولقد نجحت نجلاء رياض ابنة شقيقتها إحسان حليم في أن تتعاون مع المنظمين بالجامعة الأمريكية لجمع لوحاتها المعروضة من مقتنيها هنا وهناك, سواء أكانوا أفرادا أم هيئات, فجاء المعرض عاكسا لمعظم موضوعاتها ومراحلها الفنية, وإن كانت لوحاتها عن النوبة هي محور هذا المعرض الذي قصده عدد من أبرز رجال الفن والسياسة ممن حرصوا على إحياء ذكرى هذه الفنانة التي تؤكد حيوية المرأة وعمق إضافتها لفن التصوير.

ولم يكن بمستغرب أن يقف الفنان حلمي التوني ليمسك بلقطة من الفيلم التسجيلي الذي يصور فيه المخرج يوسف أبو سيف مدى عشقها للقطط التي كانت تربيها عوضا عن الأبناء, والطيور التي كانت تضع لها الحبوب على شرفة مرسمها فتقصدها, لتستأنس بها تحية وهي تتأملها. ويفسر التوني ذلك بأن الطيور إنما كانت تهبط لكي تستمتع بلوحات تحية وهي لم تكتمل بعد.

وبينما يقول حلمي التوني إن عبقرية تحية حليم تكمن في تلقائيتها وعدم ادعائها (الحرفنة), يأتينا صوتها من خلفية فيلم آخر لوليد عوني وهي تقول: آخذ على فناني اليوم أنهم يضعون أعينهم على بيع لوحاتهم دونما اعتبار لدرس التاريخ, في الوقت الذي يؤرقني أمر واحد وهو مصير هذه اللوحات التي أفنيت عمري في رسمها. وهنا يفاجئنا الفنان محسن شعلان بوصيتها أن يكون المتصرف في تراثها بعد الرحيل وأن يشرف على إعداد متحفها.

ويؤكد شعلان أن أنموذج تحية حليم وإنجي أفلاطون وعفت ناجي لن يتكرر, فعلى الرغم من انتسابهن إلى أصول أرستقراطية عريقة فإنهن لم يتقوقعن على ذواتهن أو يتشرنقن داخل طبقتهن, مفضلات الخروج إلى البسطاء في الطبيعة بكل تجلياتها, وكلهن حددن لنا مذاقا أنثويا خاصا للفن, إلا أن تحية ظلت هي المتربعة على مقاعد قلوبنا يدغدغنا صوتها الحنون وتؤثر فينا ضربات اللون على أسطح لوحاتها.

وقد صادفت تحية ظروفا صعبة في مشوار حياتها, منذ ولدت في دنقلة السودانية عام 1919, لأب كان ضابطا بالجيش المصري في السودان. وعوملت الصبية معاملة خشنة في أسرة لا تقدر طبيعة الطفل الموهوب رغم حرصها على أن تعلمها فنون هذه الطبقة الأرستقراطية من موسيقى ورسم على يد راهبة فرنسية, وإن كان والدها قد استجاب لرغبتها فيما بعد في أن تدرس في مرسم الفنان يوسف طرابلسي, الذي ذاعت شهرته في مجال البورتريه ورسم الطبيعة. واستمر تضييق الأسرة عليها متمثلا في رفضها أن تختار أستاذها الفنان حامد عبدالله ليكون رفيق حياتها, والأسرة لا تملك إلا أن توافق في النهاية أمام إصرارها. ويتعاون.. حامد وتحية في إقامة مرسم في ساحة متحف الشمع, الذي أقامت به معرضها الأول عام 1943.

تلعب باريس هي الأخرى دورا فاعلا في إبداع تحية حليم, وهنا نذكر ما قاله د.لويس عوض: كانت دراستها على أيدي كبار الأساتذة الضالعين في فن التصوير مع ما صاحبها من تردد متصل على متاحف باريس ومعارضها ومراسمها ومخالطة الجيل الجديد في فرنسا هي فترة التكوين الحقيقي في حياة هذه الفنانة. غير أن مرض والدتها المفاجئ أجبرها على الرجوع إلى مصر عام 1951, واستأجر الزوجان مسكنا في شارع ميريت باشا في وسط القاهرة, اتخذاه مدرسة لتعليم الفنانين الشباب من المصريين والأجانب, وكان ممن تعلموا في هذه المدرسة إنجي أفلاطون وصفية حلمي حسين وسوسن عامر.

ومن جانبه يعقد الفنان والناقد التشكيلي مكرم حنين مقارنة بين تحية حليم ومارجريت نخلة ومكاري عياد ومارجو فيلون.. الفنانة الغربية التي عاشت على أرض عربية وعكست جمال الحياة فيها. ويؤكد أن النوبة مارست تأثيرا قويا على إبداعاتها بعد أن عايشتها في بداية الستينيات.

مصطفى عبد الله

بيروت

لماذا انتكس مشروع مجلة (شعر)?

قد يكون كتاب الأب جاك أماتييس السالسي الصادر حديثًا عن المعهد الألماني للأبحاث الشرقية في بيروت وعن دار (النهار) معا, وعنوانه (يوسف الخال ومجلته شعر) أحد أهم وأخطر الكتب الأدبية العربية الصادرة في السنوات الأخيرة. في هذا الكتاب يدرس مستعرب أجنبي لا شك في نزاهته وموضوعيته, وعلى ضوء منهج علمي هو المنهج التوثيقي والتاريخي, إحدى أكثر الصفحات الثقافية العربية المعاصرة سخونة, وهي صفحة مجلة (شعر) التي يقول أنصارها أنها دعت إلى الحداثة ونقلت الشعر العربي من حال إلى حال, في حين يقول خصومها, وقسم منهم تعاون معها في البداية, ومنهم محمد الماغوط وجورج غانم, أنها كانت حركة مريبة مرتبطة بدوائر أجنبية ولم تكن حركة بريئة منبثقة انبثاقا طبيعيا من بيئتها ومن الظروف الموضوعية للشعر وللأدب العربي في تلك الفترة.

المستعرب الباحث الأب جاك أماتييس, وهو يعمل حاليا في مؤسسات الرهبنة السالسية في الأراضي المقدسة, يقدم دراسة باردة عن هذه الصفحة الساخنة. يدرس سيرة يوسف الخال الذي عرفه شخصيا وتبادل معه الرسائل, من نشأته إلى اغترابه في الولايات المتحدة حيث عمل مساعدا لأستاذه السابق في جامعة بيروت الأمريكية الدكتور شارل مالك (سفير للبنان في واشنطن ومندوبه الدائم في هيئة الأمم المتحدة), كما عمل أيضا رئيسا لتحرير جريدة (الهدى) المارونية النيويوركية. بعد ذلك يسلّط الباحث الأضواء على هوية مجلة شعر ومنطلقاتها ومبادئها, متميزا بالدقة الشديدة في إيراد التفاصيل.

ويُفهم من الكتاب أن يوسف الخال, وهو من أصل سوري, أنتمى في شبابه إلى الحزب السوري القومي الذي كان يتزعمه أنطون سعادة ولكنه انسحب منه بعد 13 سنة لسببين أساسيين هما: لبنان والحرية. فالخال, وبتأثير من أستاذه شارل مالك, راجع مقولاته الفكرية والسياسية فتحول إلى لبناني, أو لبنانوي, كما تحول إلى مؤمن بالفرد لا بالجماعة, ورافض للروح العسكرية التراتبية في الحزب القومي.

وقد طبعت نضالاته الحزبية والفكرية والسياسية مواقف حادة.

فالعروبيون جاهلون, والعقل العربي مريض, ومن لا يريد أن يكون لبنانيا فليخرج من لبنان. واللغة المحلية, أو الدارجة, لغة محترمة قائمة بذاتها ومتى تم الاعتراف بها كلغة وأصبحت تُكتب وتُنشر, نكون قد تصرفنا بحكمة. وفي آخر عدد من مجلة (شعر) كتب افتتاحية ذكر فيها أن (شعر) تتوقف عن الصدور بسبب اصطدامها بجدار اللغة.

كانت الخمسينيات من القرن الماضي زمن المشاريع القومية والنهضوية والأدبية, ورغم أن مشروع مجلة شعر كان في ظاهره مشروعا أدبيا, إلا أنه في الواقع كان مشروعا سياسيا هدف إلى إرساء حداثة مرتبطة بالآداب الغربية ومنفصلة كل الانفصال في الآداب العربية. بل إن يوسف الخال دعا في محاضرة شهيرة له ألقاها في الندوة اللبنانية في بيروت إلى أقصى التجرؤ على التراث العربي الإسلامي, في حين دعا إلى (الغوص في أعماق التراث الروحي العقلي الأوربي, وفهمه, وكونه, والإبداع فيه). أي أن جوهر دعوته هي إلى نفض اليد, والروح, من تراث العرب, والدخول في تراث الغرب وتبنيه والإبداع فيه.

ويبدو على ضوء الكتاب أن الخال عاد إلى لبنان من الولايات المتحدة مملوءًا ثقة مفرطة بالقدرة العجائبية للأدب الأمريكي والشعر الأمريكي فعمل على نقل نماذج منهما في مجلته, كما أبدى الثقة المفرطة نفسها بالشاعر الأمريكي عزرا باوند الذي كان في تلك الفترة نزيل مستشفى الأمراض العقلية بواشنطن. فقد قال الخال في قصيدة له مهداة إلى عزرا المذكور: (سألناك ورقَة تينٍ/ فإنّا عراة عراةٌ/أثمنا إلى الشعر فاغفر لنا/ ورُدَّ إلينا الحياة).

يعرف الخال عن نفسه بأنه (شاعر مسيحي) ويؤكد الباحث مثل هذا التوجه للخال بالحديث عنه وعن شعره. مجموعته (البئر المهجورة) تتمحور حول فكرة مزدوجة: عقم الثقافة العربية وتخلفها من ناحية, وطريقة إخراجها إلى نهضة شاملة من ناحية أخرى. وللتعبير عن رؤياه, يستعمل يوسف الخال مفاهيم الخطيئة والتوبة والفداء المسيحية, ناسبا سبب العقم والتخلف إلى خطايا ارتكبتها الثقافة العربية بحق الشعر (التقليد وتقديس التراث), وبحق العقل (انعدام الشك, ادعاء التفوق, الانكماش الثقافي).

وقد دعت مجلته إلى الثورة على القواعد الشعرية العربية, واعتبرت أن الشاعر الحق هو الذي يخلق قواعده, أما الشاعر الذي يتقيد بقواعد موضوعة فهو شاعر صغير, وبذلك كانت (شعر) في عداد المسئولين عن هذا الفلتان الذي شجع كثيرين على تجاوز شروط للشعر حبكتها الأجيال عن ظنّ منها أن هذا التجاوز أقرب الموارد إلى الشعر.

يرصد الأب المستعرب مجمل نشاطات يوسف الخال ومجلته, وتتجلى صورة الخال برأيه (بملامح المغامر الجريء, والملتزم بقناعاته, والمكرَّس تكريسًا رسوليًا لقضية آمن بأنها رسالته في الحياة, والمتمتع بطرف من الغرابة والجنون, وقدر كبير من التسامح الفكري, والحسّ الديني).

وفي غمار هذه الدراسة الموثقة, تظهر ملامح تلك المرحلة الأدبية العربية, التي شهدت صراعًا كبيرًا بين اتجاهين للحداثة: اتجاه يعمل لتأسيس حداثة مرتبطة بتاريخ وتراث وجذور, واتجاه هارب من هذه القيم الثلاث إلى قيم الحضارة الروحية والفعلية الغربية والأمريكية على الخصوص, وهو الاتجاه الذي مثلته مجلة شعر. وإذا كان الأب المستعرب قد أرّخ للخال ومجلته, فإنه أرّخ ضمنًا للصراع ذاته, ولكل الرموز والأسماء التي شاركت فيه بشكل أو بآخر, مما يسمح بالقول إن دراسته مرجع لا غنى عنه لكل من يتصدى لتلك المرحلة التي عمرت بالمشاريع الكثيرة, ومنها مشروع مجلة شعر الذي كان مشروعًا أقلويًا فئويًا في جوهره ورسالته. وقد انتكس لا لأنه اصطدم بجدار اللغة فقط لا غير, بل لأنه اصطدم قبل كل شيء بالمقومات والثوابت والقيم العليا للأمة العربية والثقافة العربية.

جهاد فاضل

دمشق

العيد الماسي لمملكة أوغاريت

على مدار العام الجاري 2004 تقيم وزارة الثقافة السورية مجموعة من الأنشطة الفنية والتراثية بمناسبة مرور 75 عاما على اكتشاف مملكة أوغاريت, وذلك بالموازاة مع احتفالات عربية وعالمية.

لقد كانت أوغاريت عاصمة لمملكة سورية قديمة خلال الألف الثاني قبل الميلاد وتقع على تل رأس شمرة الذي يبعد 15 كيلو مترا شمال اللاذقية, وقد بقيت آثارها لغزا أثريا حتى عام 1928م حيث اكتشفت مصادفة عندما اصطدمت سكة محراث فلاح من أهالي قرية رأس شمرة بمنحوتة ضخمة تبين أنها سقف لمدفن أثري عائلي, وإثر ذلك بدأت بعثة أثرية برئاسة عالمة فرنسية أعمال التنقيب التي كشفت واحدة من أشهر الممالك السورية في تاريخ الشرق القديم.

وأبرز فعاليات الاحتفاء بالعيد الماسي لأوغاريت إصدار طوابع بريدية وكتاب علمي ضخم عن أوغاريت وتاريخها وحضارتها وفنونها, ومن جهة ثانية تقام ندوة دولية في أغسطس يشارك فيها نخبة من العلماء العرب والأجانب الذين يسلطون الضوء على جوانب كثيرة لهذه الحضارة, كما يتم العمل على تسوير مدينة أوغاريت لصيانتها ولكي يستفاد من الموقع في إقامة مشاريع ثقافية وخدمية, ويجري إعداد ملف كامل لتسجيل الموقع في عداد المواقع العالمية في منظمة اليونسكو, وفضلا عن ذلك فإن السعي لايزال قائما من أجل إقامة القرية الأوغاريتية على غرار ما هو معمول به في بلاد كثيرة من العالم, علما أن البيت التقليدي في هذه القرية كان يشيد من طابق واحد أو من طابقين, فيه غرفة أو اثنتان للأشغال اليومية وصالون وغرف النوم والمكتبات التي تضم الرُقم الكتابية إلى جانب المطبخ والحمام, وفي الدور الأرضي يقطن الخدم والعمال والحراس وفي المنزل نفسه يقام المدفن العائلي.

ومن الأنشطة الثقافية المقررة توجيه دعوة للفنانين التشكيليين السوريين لإنجاز لوحات مستوحاة من فكر وثقافة أوغاريت, ترسل إلى ليون الفرنسية للمشاركة في معرض الآثار بعدما تعرض في مهرجان المحبة الذي يبدأ في شهر أغسطس القادم بمسرحية مستوحاة أيضا من النصوص التمثيلية الأوغاريتية كأسطورة كارت أو دانيال, وتقدم في طقس احتفالي في موقع أوغاريتي ومن ثم في بعض المحافظات السورية, والعمل على أن يكون افتتاح مهرجان المحبة مستوحى من أنشودة العبادة الأوغاريتية (أقدم مدونة موسيقية) اكتشفت في أوغاريت لأنه لم تقتصر اللقى الأثرية الأوغاريتية على التماثيل ورُقم الأبجدية, فقد أكدت الاكتشافات الأثرية الأهمية الكبيرة للموسيقى في المجتمع الأوغاريتي, حيث ظهرت تماثيل لقارعة الطبل ونماذج لأدوات موسيقية, ورقيم طيني عليه أقدم مقطوعة موسيقية يعود تاريخها إلى القرن (14) ق.م.

ولم تقتصر الأنشطة على ذلك, وإنما ستكلف وزارة الثقافة السورية المؤسسة العامة للسينما إنجاز فيلم وثائقي عن أوغاريت ومجتمعها الذي عاش مزيجا من الميثولوجيا وعوامل الازدهار الحضاري قبل آلاف السنين فيما تدفع أوغاريت للعالم أبجديتها التي نشرت المعرفة بين الشعوب مع أبنائها المبحرين نحو مختلف بقاع العالم, حاملين علومهم ومنجزاتهم الحضارية المتمثلة بالزراعة والتدجين وصناعة الفخار والتجارة. واستمر ذلك حتى تقوضت أركان أوغاريت إثر زلزال عنيف أبادها سنة 1180 ق م, أو من جراء غزو فتاك ممن عرفوا بشعوب البحر.

تلك سيرة مملكة سادت ثم بادت,ولاتزال آثارها ولقاها الأثرية تكتشف تباعا لتحكي نبأ حضارة من تاريخنا.

جمال مشاعل

الرباط

زمن الكتاب.. احتفالية الثقافة

شهد المغرب أخيرًا تظاهرة (زمن الكتاب Le temps du livre) على امتداد شهر كامل تحت شعار: (امنحوا الرغبة في القراءة.. تبرعوا بالكتب), وهي تظاهرة تقوم على حملة تشجيع القراءة والتبرع بالكتب سواء الجديدة منها أو المستعملة, وطرحها داخل خيام كبيرة في الساحات العامة, وداخل المكتبات العمومية, ودور الشباب. ووضعها رهن إشارة من يريد القراءة في عين المكان أو استعارة الكتاب لمدة معينة, كما شملت الحملة أيضا القرى البعيدة والمداشر النائية عن المناطق الحضرية لتقريب الكتاب ممن لا يصلهم التوزيع العادي.. وواكب هذه الحملة للقراءة وتقريب الكتاب لقاءات مفتوحة مع كتاب ومبدعين ومسئولين عن طبع ونشر الكتاب لخلق تواصل حي وحميمي بينهم وبين جمهور القراء.

وقد توجت هذه التظاهرة/ الحملة بليلة شعرية هائلة أحياها الشاعر العربي الكبير محمود درويش ليلة السبت 14 فبراير 2004 بمسرح محمد الخامس بالرباط وقد تناهى إلى سمع درويش هتاف رياضي شعبي رددته جماهير كرة القدم.. فاستغله إيقاعا لأمسية شعرية أنست الجميع أن هناك أشعارا خارج حضرة الشعر.. كيف لا وأمير الاحتفال هو محمود درويش?! وهو الحامل للاعتقاد بأنه (مازال هناك قراء للشعر, ومازال هناك صدى لهذا العمل الذي يبدو عبثيا, وهو ما يؤكد أن ثمة جدوى من وراء هذه العبثية).. ومن جهتنا نقول إن هذه العبثية تحتاج إلى صدى مضاعف, وقراءة مسترسلة, وكتاب مفتوح, لكي لا يظل العالم العربي في أسفل المراتب على سلم القراءة.

وقد بلغ عدد المشاركين 682 عارضا من 46 دولة, منها عدة دول تشارك لأول مرة مثل رومانيا. وكانت الجدة, أساسا, في هذا الحضور المتميز والكثيف لدول أمريكا اللاتينية التي اعتبرت ضيف شرف هذه الدورة العاشرة, حيث تم تخصيص اليوم الأول/ الافتتاحي للمكسيك بمشاركة من كاتبين مكسيكيين وفرقة للموسيقى التقليدية من ولاية (فيرا كروز) المكسيكية. فيما تم تخصيص اليوم الثاني لتكريم دولة شيلي من خلال مئوية الشاعر الكبير بابلو نيرودا, الذي عُرض من أجل أشعاره فيلم (ساعي البريد) المعد عن رواية (ساعي بريد نيرودا) للروائي أنطونيو سكارميطا. كما تم تكريم الراحلين المغربيين محمد شكري صاحب (الخبز الحافي) والفنان التشكيلي محمد القاسمي اللذين خصصت وزارة الثقافة جناحين باسميهما لتنظيم الندوات واللقاءات المفتوحة وتوقيع الكتب.

وعلى مستوى الحضور العربي في المعرض, فإن ما يلفت الانتباه هو تميز الجناح الكويتي كعادته بما يحمله من منشورات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب من قبيل (عالم المعرفة) و(عالم الفكر) و(إبداعات عالمية) و(جريدة الفنون). وذلك بأسعار جد مناسبة, حيث لم يتعد ثمن النسخة من هذه المنشورات عشرة دراهم (حوالي دولار واحد). والأهمية لا تكمن في الثمن, بل في توفر أعداد قديمة من هذه المنشورات يصعب الحصول عليها, واستطاع المجلس أن يوفرها على اختلاف مواضيعها التي تقاطع فيها مجال الآداب والفنون بمجال العلوم الإنسانية والدراسات الاجتماعية والمستقبلية. كما تعزز الحضور الكويتي من خلال رواق المكتب الإعلامي الكويتي بالمغرب الذي ضم مجموعة من المنشورات التي تعرّف بدولة الكويت ومسارات التحول الراهنة ومختلف التغييرات التي تشهدها. كما كان حاضرًا العدد الثاني من مجلة (نبراس) التي يصدرها المكتب, والتي يحاول من خلالها خلق جسر ثقافي بين الحضور الكويتي بالمغرب والساحة الثقافية المغربية, تجسد أساسا في هذا العدد من خلال الحوار مع رئيس اتحاد كتاب المغرب حسن نجمي, ومساهمة العديد من الكتاب المغاربة من قبيل: الحسان بوقنطار, وعلي كريمي, والعربي بنجلون, وعبد الوهاب الرامي.

من مميزات الدورة العاشرة للمعرض الدولي للكتاب رواق عرف باسم (ذخائر العرب), وهو رواق أشرف عليه مجموعة من بائعي الكتب المستعملة والقديمة, وضم فعلا ذخائر نفيسة قلَّ وجودها - إن لم نقل انعدم - من كتب يعود تاريخها إلى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين, ومخطوطات تتعدى هذا التاريخ, وقد لقي هذا الرواق إقبالا خاصا لما توفر عليه من مادة معرفية أصيلة لم تتقادم رغم تقدم الزمن.

ولعل النشاط الثقافي الأكثر أهمية الذي انتظره المتتبعون من رجال الثقافة والإعلام هو جائزة (الأطلس الكبير) للترجمة والكتاب الجميل في دورتها الثانية عشرة, التي تدأب على تنظيمها مصلحة التعاون الثقافي بالسفارة الفرنسية بالمغرب. وقد ترشح لجائزة هذه الدورة في باب الترجمة الكثير من الكتاب من وزن محمد برادة الذي ترجم (الجرح السري) لجان جونيه, وعبد القادر الشاوي في ترجمته (تحت ظلال للاشافية) ليوسف الركاب, وحسان بورقية الذي ترجم (عودة أبو الحاكي) لإدمون عمران المالح. وغيرهم, كما ترشح في باب (الكتاب الجميل) الكثير من الأعمال مثل (اتجاهات التشكيل المغربي المعاصر) لموليم العروسي, و(الصناع التقليديون بالمغرب) لأحمد الصفريوي... وغيرهما. وقد قوَّمت الأعمال المرشحة لجنة علمية يترأسها فاروق مردام باي المستشار الثقافي بمعهد العالم العربي, وضمت في عضويتها كلا من كاترين شاريو, وألان غوريوس, وبنسالم حميش, ومحمد الصغير جنجار, ومصطفى نيسابوري, ثم فريد الزاهي, وهي اللجنة التي منحت جائزة الترجمة للقاص والتشكيلي المغربي حسان بورقية عن ترجمته لـ(عودة أبوالحاكي) لإدمون عمران المالح, فيما منحت جائزة (الكتاب الجميل) لمحمد الفايز ومانويل غوميز أنواربي وتيريزا بورتيلا ماركيز عن كتابهم المشترك (حدائق المغرب, إسبانيا, والبرتغال.. فن العيش المشترك). وهي الجوائز التي شهدها حفل مساء السبت 21 فبراير2004 في رحاب المعرض الدولي للكتاب بحضور السفير الفرنسي بالمغرب الذي يمثل الجهة الراعية للجائزة.

حملة للقراءة والتبرع بالكتب, ومعرض دولي للكتاب!! هل هذا وحده يكفي لجعل الكتاب في الواجهة باستمرار? ربما لا, فالتحديات التي تواجه الكتاب عديدة, والمجهودات المبذولة هي أقل من القدرة على المواجهة, لكن المؤكد أن التظاهرتين ساهمتا بقسط وافر للانتباه لهذا الكائن الحيوي الذي يصعب تصور حياة طبيعية في غيابه ألا وهو الكتاب.. فالجانب الرسمي مطالب بأكثر من هذا, مطالب باستمرار دعم الكتاب وتشجيع القراءة خارج الحملات الموسمية, والتظاهرات الرسمية, مطالب بأن يعيد للكتاب مكانته في الحياة العامة, ومطالب, أيضا, بخلق جيل جديد من القراء وتربيته على فعل القراءة وانتشاله من طغيان الصورة التي تستهلكه أكثر مما يستهلكها.. لكن هل جمهور القراء قابل للتكاثر? وهل الجيل الجديد اكتسب أرضية فعل القراءة والتعامل مع الكتاب في المدرسة والجامعة? ذلك, ربما, هو السؤال الأكثر عمقا!!

عبد المجيد شكير

مدريد

الإسبان يحتفلون بنيرودا الذي أبدع بلغتهم

بمناسبة الذكرى المئوية لولادة الشاعر بابلو نيرودا, يشارك الإسبان في بلادهم بالاحتفالات التي يقيمها الشعب التشيلي, تكريما له على مواقفه المشرفة تجاه إسبانيا ودفاعه عن شعبها, عندما كان يعيش على أراضيها في فترة الثلاثينيات من القرن الماضي, وفخرا بكونه أبدع أدبا عظيما في اللغة الإسبانية وزادها غنى وتألقا وشهرة, لاسيما بعد أن حصل على جائزة نوبل للآداب عام واحد وسبعين وتسعمائة وألف. حيث تقام في هذا العام نشاطات كثيرة, نذكر منها, النشاط الثقافي الذي يقيمه مجمع ديليا ديل كاريل بعنوان نيرودا وإسبانيا, والذي سيركز على علاقة نيرودا القوية مع إسبانيا, مرحلة البداية في إقامة صداقات مع الشاعر رافائيل البرتي, ومن ثم مع جيل الحركة الشعرية الإسبانية وخاصة مع فيدريكو جارسيا لوركا, إقامته في إسبانيا ودفاعه عن الجمهورية, مساهمته في المؤتمر الدولي الثاني للكتّاب المناهضين للفاشية الذي أقيم في مدينتي فلنسية ومدريد, إضافة إلى علاقته بالشعر والسياسة. كما ستقدم مكتبة سيرفانتس الافتراضية في الربع الثاني من هذا العام, بالتعاون مع مجمع نيرودا وسفارة تشيلي في إسبانيا, معلومات حول حياة نيرودا, إضافة إلى نشرها لبعض صوره وذكرياته الخاصة وأعماله المكتوبة بخط يده ورسائله مع أصدقائه. وسيعرض أيضا ملخصا عن الاحتفال الذي أقيم له في العام الماضي, بمناسبة مرور ثلاثين عاما على رحيله في بيت أمريكا المدريدي, وسيركز على كتابه المعنون بـ (إسبانيا في القلب), الذي يمثل سفرا من أسفار الحماسة والالتزام العقائدي, والذي سيتم تناوله بجدية وبتفصيل كبير ضمن نشاطات المؤتمر الدولي, الذي ستقيمه جامعة أليكانتي الإسبانية حوله بمشاركة مختصين في الأدب من دول متعددة.

نشاطات أخرى ستقام بهذه المناسبة في مراكز وجمعيات ومنتديات ثقافية إسبانية, كالمعارض, أو تلاوة أشعاره بعدة لغات عالمية, أو طباعة بعض أعماله وبعض الدراسات حوله, وستتركز في فترة ولادته التي تصادف في الثاني عشر من يوليو. هذا وجدير بالذكر أن الاسم الحقيقي للمحتفى به هو نيفتالي ريكاردو رييس باسوألتو, وقد تبنى اسم بابلو نيرودا تخليدا لذكرى الشاعر التشيلي جان نيرودا وتجنبا لخلق مشكلات مع أفراد أسرته الذين لم يباركوا احترافه للأدب بشكل عام وللشعر بشكل خاص, الذي عرف بحبه له منذ صغره. عمل في السلك الدبلوماسي قنصلا أو سفيرا لبلاده في العديد من دول العالم, تعرف خلالها على العديد من المثقفين العالميين, لاسيما الإسبان والفرنسيين. كما مارس العمل السياسي, إذ انتخب عضوا في مجلس الشيوخ التشيلي, وشارك في الحملة الانتخابية عام سبعين وتسعمائة وألف, لصالح الرئيس سالفادور الليندي بعد أن سحب ترشيحه تأييدا لهذه الشخصية الوطنية, التي حكمت تشيلي حوالي ثلاث سنوات, إذ سقطت على يد المعارضة بقيادة الجنرال بينوشيه الذي تلقى مساعدة خارجية. وقد أدى ذلك إلى اعتقاله وموته بعد ثلاثة عشر يوما من ذلك, تاركا أعمالا أدبية مهمة وكثيرة, ومسجلا مواقف إنسانية مشرفة لصالح التشيليين بشكل خاص ولصالح الشعوب المتطلعة للحرية بشكل عام.

غازي حاتم

أورلاندو

ترشحاني وجائزة عالمية في الشعر

منحت الأكاديمية العالمية للشعر في أورلاندو/ فلوريدا - الولايات المتحدة الأمريكية, جائزة أفضل شاعر عالمي لعام 2004م للشاعر العربي الفلسطيني (عصام ترشحاني), تقديرًا منها لشعره المشرّف والمميز. وتبلغ قيمة الجائزة (20000 دولار), مصحوبة بكأس فضية ضخمة حُفر عليها اسمه كأفضل شاعر لعام 2004م.

وقد وجهت الأكاديمية الدعوة للشاعر لحضور مراسم التتويج, وتسلّم الميدالية الذهبية أيضًا في احتفال ضخم في 5/3/2004م.

الشاعر مواليد بلدة ترشيحا - فلسطين - 1944م, مقيم في سوريا له عشرون مجموعة شعرية مطبوعة, وهو عضو اتحاد الكتّاب العرب وتُرجم شعره إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية.





المخرج الكويتي عبدالله المخيال





بيئة جديدة ومختلفة يرحل إليها الفيلم التسجيلي العربي





ملصق الاحتفالية بالفنانة تحية حليم





تجربة مجلة (شعر) ما زالت محل دراسة





العيد الماسي لمملكة أوغاريت





ملصق معرض مرصد زمن الكتاب





أمسية محمود درويش التي استقطبت اعدادا كبيرة من الجماهير





الشاعر الشيلي العالمي بابلو نيرودا