عزيزي العربي

عزيزي العربي

تصويب

لي مجرد تصويب بسيط على شرح بعض الصور التي وردت في مقال (كاتب ومدينة) للدكتور عبدالعزيز المقالح الذي نشر في العدد رقم (544) مارس 2004:

أولا: الصورة الكبيرة لجزء من صنعاء وعلق عليها (صنعاء من أعلى يطل عليها جبل صبر), وقد جاء هذا منافيا لما كتب الدكتور المقالح عن صنعاء والجبال المحيطة بها, فلا يوجد جبل بهذا الاسم والصحيح هو جبل (نقم) أو كما سماه المقالح (جبل غيمان).

ثانيا: الصورة الأخيرة وعلق عليها (زحف المدينة العشوائي هدد مساحات الخضرة التي كانت تتميز بها صنعاء) والصحيح هو أن المساحات المذكورة تسمى بالمقشامة وقد تحدث عنها المقالح والبناء ممنوع داخل أسوار المدينة القديمة وأما الزحف فهو في المدينة الجديدة.

محمد محمد محرم
صنعاء - اليمن

العلاج بالأدب العربي

برز مصطلح العلاج بالقراءة الببليوثيرابيا لأول مرة عام 1938م, وظن البعض أنه فن جديد لم يعرف قديما, وهو على حد تعريفهم (علاج المريض من خلال قراءات مختارة). وباستقراء التاريخ نجد أن أول من عرف هذا الفن (العلاج بالقراءة) - هم المصريون القدماء عندما قال حكيمهم: (المكتبة طب النفوس). والعلاج بالقراءة أصبح الآن علما حديثا وطريقة جديدة في العلاج النفسي عن طريق القراءة المنظمة والهادفة لتحقيق مفاهيم معينة لدى المريض, وضبط سلوكياته وتفكيره, ومواجهة وساوسه النفسية. والعلاج بالقراءة له خطوات تماثل خطوات علاج الأمراض العضوية نفسها.

فالأمراض تنقسم إلى عضوية - وروحية - وبدنية نفسية - ونفسية بدنية, والعضوية تعالج بالعقاقير, والروحية تعالج بمسبب المرض والقراءة, والبدنية نفسية تعالج بالعقاقير والقراءة معا والنفسية بدنية تعالج بالقراءة فقط. فالإنسان يمرض بسبب كلمة أو سلوك مضاد من الآخرين, لذا فإنه يشفى بكلمة أو تعديل السلوك المقصود, ذلك لأن الأصل في الإنسان هو الاعتدال أو التوازن بين النفس والروح, وكل الصفات الإنسانية يحكمها التوسط. فالشجاعة إذا انحرفت نحو اليسار تكون تهورا ونحو اليمين فهي جبن. وهناك 50 مرضا يمكن علاجها بالقراءة منها الخوف والقلق والشعور بالدونية والجشع والتعصب والاكتئاب والخروج على القانون والانطواء والتوحد مع الذات والكسل والإدمان والذهان وأمراض الشيخوخة والوسواس القهري وأمراض الكلام والصداع.

وقد عرف العرب القدماء, العلاج بالقراءة - إلقاء الشعر وإنشاده - وجعلوا منه ترويحا للنفوس الكليلة, فتراثنا الشعري لم يكن بعيدا عن فكرة العلاج بالشعر, فامرؤ القيس الذي يشار إليه دائما بأنه أول من وقف واستوقف وبكى واستبكى, هو أيضا أول من أشار إلى فكرة الشفاء عن طريق البكاء أو الشفاء بالدموع. هذا الشفاء هو عينه التطهر وما يحدثه من راحة في النفس وهي تواجه موقفا تراجيدياً مأساوياً حين تقف على الأطلال وتتذكر الأحباء الراحلين والأيام التي انقضت برحيلهم, والأماكن التي كادت تزول هيئتها وصورتها بزوالهم, والشعر الذي ارتبط بهذا المخزون من الذكريات استعادته تدفع بالدموع الحارة إلى العيون, وإنشاده وترديده هما بداية الإحساس بالتطهر والشعور بما يعقبه من راحة.

يقول امرؤ القيس:

وإن شفائي عبرة مهراقة فهل عند رسم دارس من معول?


فالإشارة الصريحة إلى الشفاء وإلى الدموع التي جاشت بالتذكر والحنين ولوعة الفقد وترديد الأشعار المرتبطة بالمكان والزمان والمحبوب كل ذلك من شأنه أن يضع أيدينا على بداية مبكرة لفكرة العلاج بالشعر التي ستصبح أكثر نضجا واكتمالا عند شعراء آخرين ساروا على هذا المنوال إلى أن يصل المعنى صريحا على لسان قيس بن الملوح في بيت قاطع الدلالة يقول فيه:

فما أشرف الأيفاع إلا صبابة ولا أنشد الأشعار إلا تداويا


صلاح الشهاوي
طنطا - مصر

عتاب وتعقيب

أنا عاتب عليكم جدًا فيما يخص نصيب ليبيا من الاستطلاعات على الرغم من أن هذا البلد هو ملتقى لعدة حضارات, ولا أظنكم تجهلون ذلك.

عثمان محمد سطاوي
سبها - الجماهيرية الليبية

  • المحرر: ليبيا.. قطر عربي عزيز, حظي خلال السنوات الأخيرة بعدد من استطلاعات (العربي), ويمكن في هذا الصدد العودة للأعداد التالية:

(431) أكتوبر 1994 (في الزمن الصعب: ليبيا تعود إلى الزراعة)

(464) يوليو 1997 (طرابلس الغرب تصافح أمواج البحر الصاخبة).

(479) أكتوبر 1998 (الجبل الأخضر: موطن الخصوبة والبطولة)

(520) مارس 2002 (ليبيا.. متحف حضارات العالم)

(534) مايو 2003 (بنغازي.. حديقة التفاح).

بالإضافة إلى العديد من الاستطلاعات التي نشرت في سنوات سابقة, والموضوعات التي سلطت الضوء على مختلف المجالات في ليبيا الشقيقة.

الإنترنت.... والابتكار

في العدد رقم (544) الصادر بشهر مارس 2004, قرأت مقالا بعنوان (تكنولوجيا الاتصال...هل تدعم الغربة والانعزال) للدكتور أحمد أبو زيد, وإذ اتفق مع جانبين من هذا المقال: الأول هو عن المخاوف من الآثار السلبية للاتصال عبر الإنترنت التي تولد الانعزال والتقوقع, وتفتقر إلى ذلك الاتصال المحسوس, الذي يقوي الروابط بين أفراد المجتمع. والجانب الآخر هو عن المخاوف من سلبيات الاستنساخ البشري أو عملية الإنجاب بشكل عام التي أصبحت خاضعة للتدخل البشري, حيث أصبح الإنسان سلعة خاضعة لكل التعديلات حسب الطلب, وأخشى في المستقبل (إن تفاقمت هذه الظاهرة) أن يُنسب الإنسان إلى بلد المنشأ أو إلى ماركة تجارية بدلا من أن يُنسب إلى والديه, لكنني لا أتفق مع ما أشار إليه المقال من أن غزارة المعلومات في الإنترنت تحد من القدرة على الابتكار والإبداع, لأنه صار بإمكان الباحث أن يحصل عليها جاهزة ودون جهد, وأنا أرى أن هذه مخاوف مبالغ فيها لسببين, الأول: هو أن تلك المعلومات التي نحصل عليها عن طريق الإنترنت هي في الأصل مأخوذة من كتب ومراجع, أو من صحف ومجلات وقنوات إذاعية وتلفزيونية, ومأخوذة أيضا من وجهات نظر مثقفين ومفكرين ينتمون إلى مختلف التيارات والاتجاهات.

السبب الثاني: هو أنني لو أردت أن أبحث عن معلومات عن موضوع معين, وأردت أن أجري هذا البحث من طرق أخرى غير الإنترنت, فإنني حتمًا سأتوجه إلى مكتبة وأطلع على كل الكتب والمراجع المتعلقة بالموضوع المراد البحث عنه, وبالتأكيد هذا سيستغرق مني وقتًا وجهدًا مضنيًا, إذن ما المانع من أن ألجأ بدلاً من ذلك إلى محرك بحث في الإنترنت, وأحصل على المعلومات نفسها, وبزمن قياسي وجهد أقل, أي أن الفرق هو في الوقت والجهد فقط, أما المعلومات فهي جاهزة سواء من المراجع والكتب أو من الإنترنت.

أما باب التفكير والإبداع والابتكار, فهذا شيء آخر ولا أرى أن الإنترنت سيحد من ذلك لأنه في حال الابتكار والتفكير سيكون الإنترنت والكتاب (على حد سواء) في دور المعين وليس المصدر الأساسي للأفكار, بل على العكس فأنا أرى أن الإنترنت يوسع معارفنا ومداركنا أكثر من الكتب والمراجع, لأنه ساحة واسعة لمختلف الآراء والأفكار, حتى أن الرقابة فيها باتت محدودة, خاصة بعد ظهور ما يُعرف بخدمة الاستقبال عبر الستالايت التي تحد إلى حد كبير من الرقابة, أما الكتب فإن الحكومات (خصوصًا الحكومات ذات الأنظمة القمعية والشمولية) تستطيع أن تقوم بعملية تحديد وانتقاء للمسموح بعبورها.

ماجد أحمد السعيدي
مدينة بريم/إب
الجمهورية اليمنية

قصة

ميقارلو

لأول مرة يغادر والده المنزل في مهمة تجارية تستغرق الشهر الكامل,تاركًا عليه مهمة رجل البيت الصعبة, وقائلا له بعد أن ربت على كتفه: (سأنظر فيما إذا كنت رجلا وتستطيع حماية البيت في غيابي أم لا)!

بهذه الكلمات المحرقة والمدوية في أعماق أذنيه تسلم سمير ذو الخمسة عشر عامًا زمام السلطة خلفًا عن والده وهو يردد بنبرة امتزج فيها الخوف والرجاء قائلا (سترى ذلك يا أبي)!

رحل الأب لعمله تاركًا خلفه بيتًا قوامه أم وثلاث بنات وولدان يكبرهم سمير.

مرّ اليومان الأولان على القائد الجديد بكامل لحظاتهما سالمين كأي يوم طبيعي, لم يعكر صفوهما شيء سوى الشعور بفراق الأب الذي أظلم البيت من دونه.

غير أن اليوم الثالث جاء مختلفًا بعض الشيء عن سابقيْه فقد حمل معه بعض المشاكل التي جلبها الأخ الأصغر مع أبناء الجيران, عندها قام سمير بمباشرة عمله, وعالج الموقف بحنكة واقتدار ورباطة جأش وأرضى جميع الأطراف من أخيه المشاغب الذي يشعل الحارة كالبنزين.

تعزّزت الثقة في نفس سمير وازداد إعجابه بطريقته في إدارة دفّة الحكم, خصوصًا بعد نجاحه في اليومين الأولين.

اليوم - هو اليوم الرابع منذ تسلمه مقاليد الحكم وتولّيه العرش.. وبعد أن أسْدل الليل ستاره وحان موعد النوم طلبت الأم من سمير المبيت مع أخيه في غرفة أبيهما وهي ستنام مع أخواته في غرفتهن الخاصة.

ازدادت الثقة مرة أخرى في نفس الحاكم بعد منحه هذا الوسام الذي لم يكن يحلم به في أي يوم من حياته وتوجه هو ووزيره الصغير صوب القصر الجديد.

مرّت الساعات الأولى من الليل بسلام والحاكمان يتأملان أرجاء القصر وزواياه بدهشة وزهو بالنفس, خصوصا عندما رأيا بندقية والدهما المعلقة فوق رأسيهما.

وبعد أن أنهيا جولتهما في ربوع القصر المنيف وأطفآ الأنوار توجها صوب السرير وغاصا في فراشه الوثير الذي يفوح بعبق الحاكم الحقيقي الغائب.

بدأ الحاكم حديثه مع الوزير وكلٌ منهما يداعب قدمي الآخر بقدمه من تحت اللحاف الذي غمسهما بالكامل وهما يطلقان الضحكات عالية في الهواء. وفجأة سمعا ما يمكن أن يسمى طَرْقًا على إحدى نوافذ الغرفة عندها تثلّجتْ قدم الحاكم على قدم الوزير وصمتا برهة من الزمن وأمال كل واحد منهما عنقه علّه يتحقق من مصدر الصوت الذي أخمد فرحتهما وبتر سعادتهما. بشجاعة مصطنعة نطق الحاكم بعد صمت مطبق قائلا: لا شي!! فقد تحركت قدم السرير وخُيّلَ لنا أنه صو..... وما كان لينهي كلامه حتى عاد ذلك الصوت مرّة أخرى, ولكنه أقوى وأطول من ذي قبل, ثقلت قدم الحاكم وتصلبت الدماء في عروقه وجفّ الريق من فمه وتملكه خوف شديد سيطر عليه للحظات, لكنه استجمع قواه وانتفض من فراشه مسرجًا نور الغرفة ليتأكد من مصدر الصوت.

ظل الاخوان يتبادلان النظرات الاستفهامية بينهما والصمت لايزال مخيّمًا, ولم يعُدْ يُسمع سوى دقّات الساعة على الحائط وخفقان قلبيهما.

عادت الطرقات مرّة أخرى وبشكل متواصل وسريع هذه المرة والرجلان متسمران في مكانيهما وانهارت قوى الحاكم وأصدر صوتًا شاحبًا تخالطه العبرات قائلا لوزيره: (ما الذي أعلم اللصوص أن والدي ليس موجودا?!).

ولماذا وافقت على هذه المهمة الصعبة? هيا يا أخي قم واعمل شيئا تحرك?

الأخ الصغير لا حول له ولا قوة فقد غطّى رأسه بالبطانية وهو يرتعد كالعصفور المبلل في ليلة ماطرة ولم يكن بوسعه سوى قوله وبصوت أخفت منه:

- أنت ناسي إنك رجل البيت!!

دوّت هذه الكلمات في أذني سمير وراح يجول ببصره في أرجاء الغرفة حتى وقع بصره على بندقية والده وقام بأخذها مصوبا رأسها تلقاء النافذة وصاح بأخيه:

- هيا!! ادفع أبواب النافذة وأنا أتكفل بالباقي.

ارتعد الصغير أكثر وازدادخوفه, ورفض هذا الطلب وهذه المغامرة الخاسرة وخاف من أن يمسك اللص بيده.

أخذ سمير المكنسة بيمينه ورماها لأخيه قائلا: (أنا سأفتح الأبواب الداخلية, وأنت عليك أن تدفع الأبواب الخشبية.. هيا!! تحرك!! نهض الصغير وهو يبدو كالمصاب بالشلل الرعّاش وقد انتهت أسطورته اليوم في مشاغبة أطفال الحارة فأمسك بالمكنسة ودفع الأبواب الخشبية لتكون عندها المفاجأة الكبرى!

يا إلهي!!! لم يكن مصدر ذلك الصوت سوى (ميقارلو) القط المدلل الذي كان يتعارك مع إحدى العظمات التي ظهر وهو يمسكها بين فكّيه ويحركها يمنة ويسرة.

تنفس الرجلان الصعداء, وجثا كل واحد منهما على ركبتيه وأطلقا ضحكاتهما بصوت عال وارتمى كل واحد منهما في حضن الآخر, ثم عادا إلى فراشهما لتنتهي أولى غزوات هذا الحاكم.

عصام صالح الكهالي
النادرم/إب - اليمن

رسائل الدكتوراه

إن (العربي) منذ صدورها واظبت على التجديد في كل ما يتعلق بهذا الإصدار الحيوي من شكل ومادة فكرية ومضمون, مما جعلها مواكبة للإنسان العربي المعاصر وعليه فإن عندي اقتراحًا آمل أن يتسع صدركم له, لاحظت وأنا طالب جامعي أن رسائل الدكتوراه أو الماجستير غالبا ما تناقش ثم ترص فوق الأرفف دون أن يستفيد منها الباحثون عن المعرفة في كل مجالات الحياة المختلفة. أرجو أن تلبي مجلتكم اقتراحي وهو أن تقوم بعرض الرسائل الجامعية على أن يكون تحت عنوان رسائل جامعية, أو أي اسم آخر ترونه مناسبا.

هاني مشرف علي
كلية التربية - جامعة عين شمس
مصر

وتريات

في انتظار الفجر

إنها أنهار
عشقٍ
ترتوي منها الحكايا
إنها أحلام
قلب
تاه في أرض الحنين
في رباها
تنحني
كل المنايا
من سناها
ينتهي
برد السنين
واليوم صارت
مهجتي
أرجوحة للموت
في أسوارها
كي ينثروا
الأحزان
في وسع المدى
كي يزرعوا
الأنفاس
بالخوف الموشى
بالأنين
أرواحنا
تنهال من أفواههم
أقدارنا
رهن الليالي
والصدى
يا أيها المفقود
في أعماقنا
فيك الأغاني والمنى
حطّم قيود اليأس
فينا
وانحنِ
رشَّ البقاء لصوتنا
رغم الأسى
رغم الكفن

عبدالمجيد قاسم
الحسكة - سوريا

لأن بأسنا....بيننا

الجميل في مجلة (العربي) ما تنهجه من مصداقية, وما تتوخاه من شفافية في تشخيص الحال واستشراف المآل وتصارح بأسباب الداء وسبل العلاج للشفاء والاستشفاء, وقد بلغت جهدًا جهيدًا فيما يتعلق بقضايا الأميّة الثقافية وتدنّي التعليم والتخلف الاقتصادي والتردّي السياسي وغياب الديمقراطية وإن ظل السؤال ملحًا:

كيف السبيل للتغيير?!

لقد أسمعت إذ ناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي


ولا يعني هذا أن نتشاءم أو نفقد الأمل, وعلينا بتكرار البلاغ والإبلاغ, وألا نسكت أو نصمت أو نتهاون, وأن نقرن ذلك بالعمل النافع والعلم الواسع والقلم الناصح والقلب الناصع, وأن يكون كل منا راعيا ومسئولا عن رعيّته, والله لا يضيّع أجر العاملين.

إن أوضاعنا على صعيد عالمنا العربي تدعو للرثاء, وبأسنا بيننا, وليس على من ظلمنا, فمن استقواء واستعلاء إلى عزلة وانطواء أو انغلاق وانكفاء, ووسط هذا التناقض تستشري السلبية والأنانية والانهزامية والعدوانية الارتدادية المتمثلة في جلد الذات, أو مقارفة اللذات, أو معاقرة الإدمان والمخدرات والاستسلام للقدرية بمعنى عبثي والوقوع في براثن الشعوذة والخرافات, يضاف إلى ذلك خسارة أفدح بيأس المثقفين في الإصلاح وانصرافهم بالأغلبية عن الميدان إلى أبراجهم العاجية, مكتفين بالتنظير والتأطير عن الممارسة والتطبيق, وآخرين بالهجر أو الهجرة يلوذون مما يعطل التنمية, والنتيجة أننا (محلك سر) بينما العالم من حولنا ينطلق ويحلق في آفاق التقدم والعمران.

ووسط هذا الزخم الاهترائي تقف (العربي) راسخة شامخة تؤدي رسالتها في التنوير والتبصير والتبشير والتحذير, وما أجلها من مهمة!

السيد حسين العزازي
الإسماعيلية - مصر

فارس غلوب... وداعاً

تتقدم أسرة مجلة (العربي) إلى أسرة الزميل المرحوم فارس غلوب بصادق العزاء, داعية الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته. وتشيد المجلة بإسهامات الفقيد في المجلة كاتبًا ومترجمًا وزميلاً. وكان فارس غلوب الذي يحمل الجنسية الإيرلندية قد وُلد في مدينة القدس الشريف, وقضى 16 عامًا في الأردن, حيث كان والده رئيسًا لأركان الجيش العربي الأردني, وتخرج حاصلا على شهادة الليسانس في العلوم العربية من جامعة لندن, ثم عمل أستاذًا هناك, قبل أن يقضي فترة مذيعًا في الإذاعة التونسية.

وكتب غلوب الذي يجيد اللغتين العربية والإنجليزية بطلاقة - إضافة إلى معرفة جيدة بالفرنسية والألمانية والإسبانية والعبرية - عددًا من المقالات في الصحف العربية والأجنبية, وأصدر عددًا من الكتب المؤيدة للحق العربي في فلسطين, منها كتابه (نجمة داود والصليب المعقوف: الصهيونية على خطى النازية). كما ترجم عددًا من الأعمال الأدبية التي صدرت عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت.

رحم الله الفقيد فارس غلوب.

إلى كتّابنا وقرائنا الأعزاء

حرصًا من (العربي) على أصالة وصدق ما تتعامل معه من مواد للنشر أو آراء يبديها القراء الأعزاء, نشدّد على أن أي مساهمة مرسلة بالبريد الإلكتروني وغير مصحوبة بأرقام هواتف المرسل وعنوانه البريدي, لن يُلتفت إليها.

مع احترامنا وتقديرنا لكل كتاب (العربي) وقرائها.