آخرُ المتدَارَك

 آخرُ المتدَارَك
        

شعر

آخر المتدارَكِ
ليس الذي حصدته يدي
في السفوح القريبَةْ..
لم يزل ورده في مدار المحالِ..
ولؤلؤه في البحارِ..
وأسراره في سلال الطيوف الغريبَةْ..

***

آخر المتداركِ
سفر من السرِّ..
قول من السحرِ..
لا أملك الآن أن أعلن عصياني
بكتابات الكهان الماكرين!..
سأنثر سري بين حروف القصيدةْ

................

لست كفئًا لتلك الجبالِ
التي سينوء بها كاهلي..
فارحمي ضعف شاعرِكِ,
المتدثر بالنور, يا ريحُ..
أو فامنحيني ذراعَيْ (هرقل),
كما جدت لي بنبوءات هذي الفصول الجديدةْ!

***

سوف أمضي وراء سناه المراوغِ,
من عنفوان النبوءة
حتى انهيار المشيبِ..
من البحر حتى مقابر وادي الملوكِ..
ومن زمن لاتكاء الأرامل والشهداءِ,
وأعمدة الكرنك الشاهقات على كتفيَّ,
إلى زمن لاتكائي على بوح أطفاليَ الحالمينَ..
على ما تبقى هنا من جذوع الطريقِ,
إلى الوهم أو لشموس الحقيقَةْ

................

آخر المتداركِ
وعد تنام جفوني عليهِ..
وقد رفرفت في سريري قطاةٌ,
تغطي تجاعيد وجهي
بريش الجناحِ..
وتسحب شيئًا فشيئًا,
عليه غلالتها.. وتطيرُ..
فتدركني في وداع المنى
نسمات الجناح الرقيقَةْ..

 

فؤاد طمان   

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات